هو الشيخ بشير بن قاسم بن علي بن رباح جنبلاط[1] (1775-1825) ولد في بعذران, في دار أجداده لأبيه, التي كانت مقراً لزعامة آل جنبلاط القديمة والتي كانت مقسومة في ذلك الوقت إلى قسمين, قسم في بعذران بزعامة الشيخ قاسم والد الشيخ بشير, وقسم في المختارة بزعامة الشيخ نجم عم الشيخ بشير. وقد حصل صراع بين القسمين وأخذ كل فريق يشد إلى جهة, واقتنع الفريقان ان هذا الوضع لا يمكن ان يستمر, وعلى أحد الفريقين التنحي عن الساحة, وكان السبق للشيخ بشير وأخيه حسن اولاد الشيخ قاسم, ففي نيسان 1793 هجم الشيخ بشير وأخوه حسن على اولاد عمهما نجم وقتلاهما في المختارة, وهكذا انفرد الشيخ بشير بزعامة آل جنبلاط. وقد لجأ إلى جبل الدروز لفترة, واستطاع ان يغري والي صيدا أحمد باشا الجزار، فعيّنه أميراً على الشوف. وقد ثبّت الشيخ بشير الأمير بشير الشهابي في كرسي حاكم لبنان, فكان الشيخ بشير الزعيم الثري القوي الواسع النفوذ, يقف إلى جانب الأمير بشير ويسانده ويشد أزره بماله ورجاله. وكان الأمير بشير في البداية لا يتخذ اي قرار ولا يقدم على اي خطوة مهمة إلا بمشورة حليفه الجنبلاطي اعترافاً بفضله واعتمادا على زعامته وماله ورايه ورجاله. وفي تلك الفترة زار المنطقة الرحّالة السويسري بيركهارت, وكتب قائلاً ان سلطة الأمير بشير لا تعدو كونها مجرد ظل, أما السلطة الحقيقية فهي في يد الزعيم الدرزي الشيخ بشير, وكان الناس يرددون القول "الصيت لأبو سعدى (الأمير بشير الشهابي) والفعل لأخو عدلا (الشيخ بشير جنبلاط)". وكان الشيخ بشير قد ورث أموالاً طائلة من والده, ومن والد زوجته الذي مات بدون عقب من الأولاد. وقد استطاع ان يستخدم هذه الأموال في فرض هيبته السياسية ونفوذه عند حكام المنطقة مثل بشير الشهابي والجزار.

  1. ^ "العمامة - الزعيم بشير جنبلاط". www.al-amama.com. اطلع عليه بتاريخ 2019-10-14.