مستخدم:Saleh mahdi/Universal history

التاريخ العالمي

عدل

يُعرف التاريخ العالمي بأنه عمل يهدف إلى عرض تاريخ البشرية بصورة وحدة كاملة متماسكة. يتتبع السجل العالمي أو السجل التاريخي التاريخ من بداية المعلومات المكتوبة حول الماضي وحتى الوقت الحاضر.[1] [2]

إن أي عمل مصنف على هذا النحو يزعم بأنه يحاول احتضان أحداث جميع الأُمم والأزمنة بقدر ما يكون التفسير العلمي لها ممكنًا.[3]

ينقسم التاريخ العالمي حسب المفاهيم الغربية إلى ثلاثة أقسام، وهي: العصور القديمة والوسطى والحديثة. أما في المفاهيم العربية والآسيوية، فإن العصور القديمة والوسطى غائبة.[4]

أدت النظرة الشاملة للتاريخ العالمي إلى قيام بعض العلماء، مثل كارل ياسبرز، بتمييز العصر المحوري المتزامن مع «العصور القديمة الكلاسيكية» للتقاليد الغربية. اقترح ياسبرز أيضًا فترة زمنية أكثر شمولية، وهي عصور ما قبل التاريخ والتاريخ وتاريخ الكواكب. تنتمي جميع الفترات السابقة المتميزة إلى الفترة الثانية (التاريخ)، وهي مرحلة انتقالية قصيرة نسبيًا بين فترتين أطول بكثير.[5] [6]

التاريخ

عدل

الوضعية التاريخية الرانكية

عدل

ترتبط جذور التأريخ في القرن التاسع عشر بمفهوم أنه يُمكن دمج التاريخ المكتوب بعلاقة قوية بالمصادر الأولية مع «الصورة الكبيرة»، إذ إنه تاريخ عام وعالمي.

لقد حاول ليوبولد فون رانك، وهو مؤرخ بارز في القرن التاسع عشر أن يكتب تاريخًا عالميًا في نهاية حياته المهنية، وتُعد أيضًا أعمال مؤرخَي العالم أوزوالد شبنجلر وأرنولد جيه توينبي أمثلة على محاولات دمج التاريخ القائم على المصدر الأساسي في التاريخ العالمي. كان عمل سبانكلير Spangler أكثر عمومية، إذ ابتكر توينبي Arnold J. Toynbee نظرية من شأنها أن تسمح بدراسة الحضارات الماضية في كتابة التاريخ والتاريخ العالمي على أساس المصدر. إذ حاول كلا الكاتبين دمج النظريات الغائية في العروض العامة للتاريخ.[7]

نظرية التحديث

عدل

يُعد فرانسيس فوكوياما Francis Fukuyama نظرية التحديث على أنها (آخر تاريخ عالمي مهم) كُتب في القرن العشرين. تستند هذه النظرية إلى ماركس وويبر ودوركهايم. إن وجهات النظر التطورية والمقارنة (1966) هي بيان رئيسي لوجهة النظر هذه عن تاريخ العالم.[8]

الوصف والحالات

عدل

أمثلة قديمة

عدل

الكتاب المقدس العبري

عدل

يُنظر إلى مشروع التاريخ العالمي في الكتاب المقدس العبري على أنه تاريخ البشرية من الخلق إلى الفيضان، ويوجد أيضًا تاريخ من إسرائيل إلى الحاضر.

التأريخ اليوناني والروماني

عدل

كتب إيفوروس أول تاريخ عالمي في العصور القديمة اليونانية والرومانية، ولكن أعماله قد فُقدت، ولكن يمكن رؤية تأثيره في طموحات بوليبيوس (203–120 قبل الميلاد) وديودوروس في أن يقدموا رؤية شاملة عن عوالمهم.  

يُعد تاريخ هيرودوت من أقدم ما بقي اليوم في التراث العالمي اليوناني والروماني، على الرغم من أنه لا يُعد عالميًا بموجب بعض التعريفات للتاريخ العالمي، لأنه لا يعكس أي محاولة لوصف الاتجاه العام للتاريخ، أو مبدأ، أو مجموعة من المبادئ.

عَدَّ أوفيد التحوُّلات تاريخًا عالميًا بسبب التسلسل الزمني الشامل، من خلق الجنس البشري إلى وفاة يوليوس قيصر.

جرى الاحتفاظ بخمسة أجزاء تعود إلى القرن الثاني الميلادي في لايبزيغ، مؤلفها غير معروف، ولكن يُعتقد أنه كان مسيحيًا.

قدم التاريخ العالمي لاحقًا نظرة مؤثرة على صعود المسيحية في الإمبراطورية الرومانية في أعمال، مثل: التاريخ الكنسي ليوسابيوس، ومدينة الله في أوغسطين، وتاريخ أوروسيوس ضد الوثنيين.

التأريخ الصيني

عدل

خلال عهد أسرة هان (202 قبل الميلاد -  220م) في الصين، كان سيما كيان (145-86 قبل الميلاد) أول مؤرخ صيني حاول  التأريخ عالميًا في سجلات المؤرخ الكبير. على الرغم من أن جيله كان أول جيل في الصين اكتشف وجود ممالك في آسيا الوسطى والهند، ولكنه لم يحاول تغطية تاريخ هذه المناطق.

التأريخ الإسلامي المبكر

عدل

في العالم الإسلامي في العصور الوسطى (القرن الثالث عشر)، تناول المؤرخون المسلمون التاريخ العالمي، مثل: «تاريخ الفاتح العالمي» بقلم علاء الدين آتا مالك جوفيني، و«مجموعة السجلات» لرشيد الدين الحمداني (محتجز الآن في جامعة إدنبرة)، والمقدمة لابن خلدون.

التأريخ الحديث

عدل

يُعد التاريخ العالمي لجورج سيل وغيره، أحد المشاريع الأوروبية المبكرة، وقد كُتب في منتصف القرن الثامن عشر.

لا يزال الكُتاب المسيحيون مستمرون في تقليد العصور الوسطى للتاريخ العالمي.

إذ يُعد العديد من الكاثوليك أن خطاب التاريخ العالمي هو الإصدار الثاني الفعلي أو استمرار لمدينة الله.[9]

يواصل بوسيه Bossuet في هذا العمل تقديم تحديث للتاريخ العالمي وفقًا لأطروحة أوغسطين حول الحرب العالمية بين البشر الذين يتبعون الله وأولئك الذين يتبعون الشيطان.

هذا المفهوم لتاريخ العالم، الذي تسترشد به العناية الإلهية في حرب عالمية بين الخير والشر، هو جزء من العقيدة الرسمية للكنيسة الكاثوليكية، كما هو مذكور مؤخرًا في وثيقة مجلس الفاتيكان الثاني:

«ترى الكنيسة أنه يمكن أن نجد في سلام الرب المفتاح والنقطة المحورية وهدف الإنسان، وكذلك في كل تاريخ البشرية... كل الحياة البشرية، سواءً كانت فردية أو جماعية، تظهر على أنها صراع درامي بين الخير والشر، بين النور والظلام... الرب هو هدف التاريخ البشري، النقطة المحورية للتاريخ والحضارة، ومركز الجنس البشري، وفرح كل القلوب، وجواب كل الأشواق».

بدأ التاريخ العالمي بالتطور في القرن التاسع عشر، إذ قدم الفلاسفة -مثل كانط وهيردر وشيلر وهيجل- والفلاسفة السياسيون -مثل ماركس وهربرت سبنسر- نظريات عامة للتاريخ تشترك في الخصائص الأساسية مع الرواية الكتابية، إذ إنهم تصوروا التاريخ باعتباره كيانًا متماسكًا تحكمه خصائص أساسية معينة أو مبادئ ثابتة. كان الفيلسوف إيمانويل كانط من أوائل المفكرين الذين استخدموا مصطلح التاريخ العالمي، وذلك في مقاله «فكرة عن تاريخ كوني ذي هدف عالمي».[10]

مراجع

عدل
  1. ^ History begins at the point where monuments become intelligible and documentary evidence of a trustworthy character is fortheoming but from this point onwards the domain is boundless for Universal History as understood. (Universal history: the oldest historical group of nations and the Greeks by Leopold von Ranke. Preface, pg. x)
  2. ^ Lamprecht، Karl (1905). What is history? Five lectures on the modern science of history. E. A. Andrews (trans.), William Edward Dodd (trans.). New York: Macmillan Co. ص. 181–227. OCLC:1169422. Carl Ploetz. 1883. Epitome of ancient, mediaeval and modern history. Introduction, pages ix–xii. Jacques Bénigne Bossuet, James Elphinston. An universal history: from the beginning of the world, to the Empire of Charlemagne. R. Moore, 1810. page 1-6 (introduction)
  3. ^ Leopold von Ranke. Universal history: the oldest historical group of nations and the Greeks. Scribner, 1884. An epitome of universal history by A. Harding. Page 1.
  4. ^ H. M. Cottinger. Elements of universal history for higher institutes in republics and for self-instruction. Charles H. Whiting, 1884. pg. 1+.
  5. ^ The Origin and Goal of History, (London: Yale University Press, 1949).
  6. ^ Samuel N. Eisenstadt, Axial Age Civilizations, (New York: New York State University Press, 1986).
  7. ^ Zubin Meer (ed.), Individualism: The Cultural Logic of Modernity, Lexington Books, 2011, p. 4.
  8. ^ Francis Fukuyama, The End of History and the Last Man . New York: The Free Press, 1992, pp. 68-69.
  9. ^ Bossuet, J. B. Discours sur l'histoire universelle (Paris, Furne et cie, 1853).
  10. ^ The Philosophy of History, (tr. Robert S. Hartman, Indianapolis: Bobbs-Merill Co, 1956).