يعتبر السيد مولاي حمدي ولد الرشيد من كبار الشخصيات في منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها ، وقد عين من طرف الملك المغربي الحسن الثاني كرئيس للمجلس البلدي والجماعي والجهوي لجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء ورئيس بلدية مدينة العيون ، لم يعرف عنه سجل في التعليم ولا الدراسة الجامعية فهو شبه أمي لكن مايميزه هو درايته الشخصية القليلة بكبرى قبائل المنطقة التي يعتبر فردا منها، شهدت السنوات الطويلة لشغوله منصب رئيس بلدية العيون العديد من الإختلاسات وكثيرا من مظاهر الفساد المالي ، فقد سيطر على عقارات المدينة باستعمال سلطته وفوضها لنفسه ولافراد من محيطه العائلي القريب ، كما هيمنت واستحوذت عائلته والمحيط القريب منه من رجال اعمال وطبقات بورجوازية على المناصب والوظائف الحيوية في المدينة وحتى الجهة على حساب الصحراويين الآخرين المغلوب على امرهم والذين هم بين مطرقة الإحتلال و سلطة اهل الرشيد ، وبسبب هذه الحالة انتشر البؤس والفقر بين اغلب شرائح الشعب الصحراوي المغلوب على امره والذين وللاسف يشكلون الأغلبية الساحقة من الساكنة

خلف هذا الوضع الذي تعيشه ساكنة المنطقه موجة من الإحتقان الشديد وخاصة في اوساط الشباب

فجميع ابناء هذه الاسرة ومحيط ولد الرشيد يستفيدون وبشكل مباشر من كل الإمتيازات والوظائف الممنوحة على الرغم من انهم لايقطنون في المنطقة فهم يمضون اغلب فترات عمرهم بالخارج في اوروبا وامريكا يبذرون الأموال و يلعبون بمعاناة الشباب الصحراوي العاطل عن العمل و الغير مستفيد من خيرات وطنه الذي تذهب عائداته مباشرة إلى القصر الملكي ونسبة لاتتجاوز النصف تعود الى ميزانية المنطقة كإدعاء انها تستخدم في تنمية المنطقة وبنائها ، إلا انها تذهب الى عائلة اهل الرشيد وأعوان الإحتلال في المنطقة بغية إسكات الضمائر الصحراوية الحية المطالبة بالإستقلال والسيادة الشعبوية للصحراويين والغير قابلين بالتصرف الغير مشروع في ثروات اراضيهم .

وتنتهي رحلة هذا الفتات القادم من القصر على اساس انه ميزانية المنطقة والإقليم والجماعة وما إلى ذلك من إفتراءات في جيوب اهل الرشيد ومعاوني الإحتلال و في حساباتهم البنكية بالخارج

وهذا ظاهر من تبذيرهم للمال العام في مناسباتهم اي افراح الزواج والعقيقة إلى جانب مشاريعهم الخاصة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر يمتلك السيد حمدي ولد الرشيد محطات الوقود في المنطقة وعدة فنادق تعود ملكيتها له ولعائلته اضافة إلى مصانع للالبان والحليب ،ووحدات لتعليب الأسماك والرخويات ،وعدة وحدات سكنية مبنية وغير مبنية يختلسها فيبيعها للشركات الاخرى ويفوضها لافراد عائلته بينما الاخرون ليسوا مستفيدين لا من سكن ولا من شيئ يذكر عدى القلة القليلة من من يرضى هو عنهم او لهم قرابة به ، يمتلك السيد حمدي فرع شركة ماكدونالدز للوجبات السريعة في مدينة العيون والكثير والكثير من الملفات تحمل اسمه وافراد من عائلته بعيدا عن ملفات اخرى عديدة تخص معاونيه من الخونة والإسترزاقيين ،قد يقول جاهل ان هذه الأموال المشبوهة هي من حر مالهم الا اننا نقول ان إسم اهل الرشيد وأسماء اخرى لم تظهر الا عندما تقلدت شخصيات منها مناصب في المنطقة ضمن سلطة الإحتلال ككل ، حمدي ولد الرشيد وعائلته والطبقة البورجوازية المسيطرة على المنطقة هي الفئة المستفيدة من الإحتلال وهي قليلة جدا مقارنة بالصحراويين الآخرين المنتمين حتى لنفس قبيلته نعم اقولها وبوعي تام جميع ابناء قبيلة الرگيبات يعارضون حمدي ولد الرشيد وأزلامه من الخونة المحتكرين للسلطة كباقي القبائل الأخرى وهي قبائل عديدة تنادي بالإستقلال.

ليس حمدي فقط معني بالأمر بل حتى بعض افراد اهل الجماني ايضا والذين للأسف ولجهلهم كانوا مسهلين لاحتلال الصحراء الغربية و ذلك راجع لعهود الملك المغربي السابق الحسن الثاني مهندس المسيرة السوداء التي لم تعد الا بالبؤس والفقر والتشتيت على الشعب الصحراوي ككل والتي كانت كمسرحية وكغطاء لاحتلال الصحراء الغربية ، عاهد الحسن الثاني انذاك وبالخصوص خطري ولد الجماني بمنحه امتيازات و ثروة هائلة له ولعائلته في حال ولائه للملك وللمملكة المغربية ، وهذا ماحصل فعلا فاليوم لا تجد في اثرياء واغنياء المنطقة اسما دون هؤلاء فهم الأوائل في الثروة وعالم المال والأعمال دون غيرهم من الصحراويين فلهم الفضل في هيمنة القصر على هذه المنطقة الكنز المليئة بالموارد الطبيعية، هذا الأسلوب الميكيافيلي الذي اعتمده الحسن الثاني اسلوب ذكي وللأسف فقد استطاع به الهيمنة على بلاد تعوم على ثروة هائلة ، وبهذا الأسلوب الذي لم يفهمه الصحراوي الا قبل عقد من الزمن هو الذي احكم به الإحتلال سيطرته على قبائل الصحراء الغربية، فبآستمالة كبار شخصيات المنطقة وضع ملك الاحتلال ارض الصحراويين في جيبه ضنا منه ان الصحراويين جميعا مجرد استرزاقيين وليس لديهم حس بالوطنية .

اليوم بات الصحراويين واعيين بخطر هذه الفئة التي تعيش على معاناتهم وتسترزق من وراء ضهورهم ، فلا امل في التخلص منهم دون الإستقلال وإحكام السيطرة على زمام الأمور في المنطقة فهم لا يزولون دون زوال اسيادهم[1]