هذا ليس معرضاً هو تظاهرة فنيّة من أجل غزّة، أطلقها المتحف الفلسطيني في شباط 2024، ويسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على غزّة وإنتاجها الفنّي والإبداعي واللذان يعبران عن روح فلسطين وهويتها الفنية، ويسعى لرفع الصوت عاليًا ضدّ الإبادة والمحو الممنهج للفلسطينيّين وثقافتهم. وسميت التظاهرة بـ "هذا ليس معرضًا" لإنها لا تسعى إلى عرض عمل فني بعينه أو لفنان معين بشخصه بل تسعى لإعطاء مساحة وصوت للغزيّ وهمومه في الحروب السابقة وغيرها وفاء لكل ريشة حرة ومبدعة. وتستعير خلالها كلّ من مجموعة التقاء للفنّ المعاصر ومحترف شبابيك للفنّ المعاصر في غزّة قاعة المتحف الفلسطيني الرئيسيّة كمساحة بديلة عن الحيّزين الذين كانا لهما في غزّة قبل أن تدمّرهما نيران الحرب.

ويُعرض في المساحة أكثر من 260 عملًا فنيًّا لما يزيد عن 100 فنّان غزّي جُمعت من بيوت الضفّة الغربيّة، وصالات العرض، والمؤسّسات والجامعات على امتداد فلسطين التاريخيّة، بالشراكة مع ما يزيد عن 50 معيرًا بين أفراد ومؤسّسات، في حدث تضامني تضافرت فيه الجهود من أجل إنجاز هذه التظاهرة في وقت يكاد التواصل فيه مع الفنّانين في غزّة، أو شحن أعمالهم أمرًا مستحيلاً، وفي ظرف التهمت فيه نيران الحرب بيوت صانعيها ومراسمهم ومقتنياتهم، فأصبحت هذه الأعمال ما تبقّى من إنتاجهم. [1] وينظر القائمون على هذا المعرض على أنّه عمل حيّ، يستجيب لإيقاع الحدث ومستجدّاته كشريط عاجل، ستضاف إليه طوال الوقت أعمال لفنّانين لم يستطع القائمون على الحدث الوصول إليها ساعة الافتتاح، وأعمال لفنّانين سيستبدلونها بأخرى. [1] إذ وجه المتحف دعوة مفتوحة لكل من يملك أي لوحة لأي فنان غزيّ في البلاد من أفراد ومؤسسات وغيرهم أن يعيرها للمتحف لإثراء مساحة التظاهرة. [1]

ويضم المعرض أعمالاً متنوعة تعبر عن الفلسطيني وبشكل مخصوص الغزيّ، حيث تعكس الأعمال الفنية الموروثات الثقافية، وتعبر عن هموم الفلسطيني ومشكلاته الاجتماعية المتعددة، وآماله، وطريقة تفكيره. [2]

عن المعرض عدل

عن محترف شبابيك للفنّ المعاصر ومجموعة التقاء للفنّ المعاصر في غزة[3]

"في حروبٍ مضت، وتحت وطأة الحصار، رسم فنّانون غزيّون أعمالهم على قماش الأكفان، وفي زمن الإبادة الجماعيّة وعلى مسرحها العبثي، يمكن لقماش الرسم أن يصبح أكفانًا، ويمكن لإطارات لوحاتٍ ناجيةٍ أن تتفكّك لإشغال النار من أجل أجسادٍ نالت منها قسوة البرد، أو لتهيئة ما تيسّر من طعامٍ يقي من لسعة الجوع.

"هذا ليس معرضًا" معرض لا يتقصّد عرض أعمالٍ فنيّةٍ بعينها لفنّانين بعينهم، فلا أحد يملك أن يفعل ذلك الآن، إذ أنّ مجرّد التواصل مع الفنّانين الغزيّين أمر يكاد يكون مستحيلًا، فهم، مثل باقي الناس في غزّة، يجابهون حرب الإبادة الجماعيّة، ويعانون بؤس النزوح والجوع والبرد، وقد تركوا بيوتهم ومراسمهم خلفهم، مدمّرةً أو تنتظر، وقد أودعوا أعمالهم الفنيّة في مهبّ النار والقصف والموت. أمّا من يقطن منهم خارج غزّة، فقلوبهم تنفطر على معاناة أهلهم، أهلنا، ومصائرهم. كلّ هذا يجعل من مجرّد الحديث عن الفنّ الآن يبدو انفصامًا عن الواقع، كما يجعل التفكير في إنجاز معرضٍ بالطُّرق المعهودة ضربًا من العبث والترف.

لكن، حيث تمعن آلة القتل والدمار في تحويل المشهد العمراني والطبيعي في قطاع غزّة إلى كتلٍ رماديّةٍ لا متناهيةٍ، تلتهم كلّ الألوان والتفاصيل الكبيرة والصغيرة، وحيث يلاحق الموت كلّ أشكال الحياة وأصواتها وتجلّياتها، يقف هذا المعرض، الذي جاءت لوحاته من بيوت الناس في الضفّة، بعد أن أنزلوها من على جدران بيوتهم، شاهدًا قويًّا على روح غزّة العظيمة، والتي تعاقبت عليها في العقدَين الأخيرَين الحروب تلو الحروب، وأطبق عليها حصارٌ جائرٌ، ولكنّها كانت دائمًا تنهض من جديد.

فعلى مدى العقود الماضية، لم يكتفِ الفنّ في غزّة بدور الشهادة على قساوة الواقع، بل كان في جوهره تجلّيًا لفعلٍ وجوديٍّ في مجابهة تلك القسوة التي تحاول تجريد الإنسان من إنسانيّته، وكان الفنّانون هم أوّل من يسعى إلى نشر بذور الحياة من جديد، وشقّ أنفاقٍ تُفضي إلى آفاقٍ أكثر رحابة". [4]

الأعمال الفنية عدل

يتضمّن المعرض أعمالاً لعدد من الفنانين الغزيين الذين استشهدوا مثل: فؤاد أبو خماش، وشهد نافذ، وهبة زقوت، ومحمد سامي قريقع والذي استشهد في مجزرة مستشفى المعمداني، أو لمفقودين أو فاقدين عائلاتهم ومراسمهم وأعمالهم الفنية. وآخرين نزحوا لأكثر من مرّة خلال الأشهر الخمسة الماضية.

إلى جانب أعمال لفنانين منهم: فتحي غبن الذي رحل نهاية الشهر الماضي، وفايز سرساوي، وبشير السنوار، ومحمد أبو ستّة، وكامل المغنّي، وشفيق رضوان، وباسل المقوسي، ومحمد الفرّا، ورنا بطراوي، ورقية اللولو، ووائل السوسي، وسوزان حلمي، ومحمد العمراني، وعبد الناصر عامر، ومجدل نتيل، وآدم مغاري، وأحمد سعدون، ومهند صمامة، ونداء الديري، وضرغام قريقع، فرح أحمد، ومحمد المشهراوي، ومؤيد أبو أمونة، وأمل الغصين، ومحمد المدهون، وتامر الديب، وإبراهيم المزين، وهاني زعرب، وعبد الرحمن المزين، وملك مطر، وبيان أبو نحلة، ورائد عيسى، ومحمد أبو سل، وإياد صبّاح، وباسل العكلوك، وعواطف السقا، ومعتز نعيم، ومها الديّة، ومحمد جحلش، وشريف سرحان، وأشرف سحويل، ومريم صلاح، وعامر أبو مطر، وماجد شلة، ورائد النبريص، وميساء يوسف، وإسماعيل كلوب، وغيرهم. [5] [6]

المراجع عدل

  1. ^ أ ب ت "هل لديكم أعمال فنيّة لفنّانين من غزّة؟ تعالوا، ولنعلّقها معًا من أجلهم | المتحف الفلسطيني". palmuseum.org. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-09.
  2. ^ جولة في "هذا ليس معرضاً" ما بين لوحات وأعمال فنية، اطلع عليه بتاريخ 2024-03-09
  3. ^ الشرق (7 مارس 2024). ""هذا ليس معرضاً".. بل شهادة للفن الفلسطيني". Asharq News. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-09.
  4. ^ "هذا ليس معرضًا | المتحف الفلسطيني". palmuseum.org. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-09.
  5. ^ ""هذا ليس معرضاً": أعمال جديدة لفنّانين من غزّة". العربي. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-09.
  6. ^ ""هذا ليس معرضا".. تظاهرة فنية في مواجهة محو الاحتلال الثقافي لغزة". tadween.alhadath.ps. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-09.