النطف المهربة وهي نقل الحيوان المنوي من الأسيرالمتزوج داخل السجون الإسرائيلية والمحكوم لسنوات طويلة الى خارج السجن سراً واستخدامها في عملية تلقيح مع البويضة خارج الجسم، ومن ثم خضوع الزوجة لعملية إخصاب بغية الحمل.[1]

الفكرة

عدل

أطلقت فكرة تهريب النطف في عام 2003 لتحدي الواقع الذي فرضه الإعتقال الإسرائيلي والحرمان من الإنجاب للأسير المتزوج والمحكوم بالمؤيد او مدى الحياة وأن من حقه ان يجد أبناءه بانتظاره عندما يفرج عنه، خاصة للزوجات اللواتي أصررن على الاستمرار مع أزواجهن رغم أحكامهم العالية.[2] لتستمر الحياة ويسجل انجاب الطفل انتصاراً لكي تنجب زوجاتهم أطفالاً يحملون أسماءهم من بعدهم ويقاتلون من أجل حياة أفضل.[3]

رأي الشرع

عدل

أول من أفتى بشكل رسمي بجواز الإنجاب من خلال النطف المهربة الشيخ عكرمة صبري مفتي المسجد الأقصى بشرط وجود ضوابط صارمة، وهي أن يكون على يد طبيب ثقة ومتابعة من قبل محامٍ وشهود من طرف الزوج والزوجة.[4]

وبقول الدكتور عماد حمتو وهو من علماء الأزهر الشريف: "لا يتعارض تهريب النطفة الخاصة بالأسرى مع الشريعة الإسلامية، فهو يحقق مبدأً شرعيّاً، وتُعتبر قضية تهريب النطفة إحدى صور الجهاد في سبيل الله والإبداع الفلسطيني الذي يشقّ الأسرى من خلاله الطريق إلى إنشاء حياة جديدة لهم خارج السجن والقدرة على الثبات بخاصة أن عديداً من الأسرى من أصحاب الأحكام العالية والتي تمنعهم إسرائيل من أن يتواصلوا مع ذويهم، وترفض الخلوة الشرعية بينهم وبين زوجاتهم".[5]

إبداع الفكرة

عدل

يعد هذا الإنجازمن إبداعات الحركة الوطنية الأسيرة الفلسطينية وأحد جوانبها المهمة فهي الوحيدة من حركات التحرر العالمية التي تميزت بهذا الإبداع ولا يوجد في تاريخ البشرية والإنسانية من قام بهذا العمل وخصوصا طريقة التهريب التي تمر بعدة مراحل وبشكل معقد. [6]

نجاح العملية

عدل

اول عملية تلقيح نجحت كانت في العام 2012 بولادة الطفل مهند إبن الاسير عمار الزبن من مدينة نابلس والمحكوم 27 مؤبد و25 عام. ونحج 71 أسيراً فلسطينياً في إنجاب 102 من الأطفال، عبر النطف المهربة منهم عدد من التوائم.[7]

قال قدري أبو بكر، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية السابق: "إن النطف المهربة تعد تحدياً من قبل الأسرى، بأنه لا يوجد شي مستحيل وحتى على إجراءات سلطات الاحتلال"، مؤكداً أن قبل إتمام تهريب النطف كان لها ضوابط وتحذيرات، حيث أخذت من عدة جوانب منها الديني والقانوني والطبي، وكانت كلها سليمة.[8]

المراجع

عدل
  1. ^ "أطفال فلسطينيون يولدون من نطف مهربة". اندبندنت عربية. 1 أبريل 2021. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-24.
  2. ^ ""النُطف المُهرّبة".. أطفال فرّوا من زنازين السجون الإسرائيلية". www.aa.com.tr. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-24.
  3. ^ ""النطفة المهربة " سر بقاء فلسطين ..تفاصيل ولادة زوجة " الحروب " بعد غياب 10 سنوات". اليوم السابع. 22 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-24.
  4. ^ نوفل، عزيزة. "النطف المهربة.. روح الأسرى التي تتسلل من شقوق السجون وتنجب لهم أملا وحرية". الجزيرة نت. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-24.
  5. ^ https://www.trtarabi.com/explainers/هكذا-ينجب-الأسرى-الفلسطينيون-من-داخل-السجون-الإسرائيلية-24251. "هكذا ينجب الأسرى الفلسطينيون من داخل السجون الإسرائيلية". هكذا ينجب الأسرى الفلسطينيون من داخل السجون الإسرائيلية (بar-AR). Retrieved 2023-12-24. {{استشهاد ويب}}: روابط خارجية في |مؤلف= (help)صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  6. ^ "أطفال فلسطينيون يولدون من نطف مهربة من خلف قضبان المعتقلات الإسرائيلية". SWI swissinfo.ch. 1 أبريل 2021. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-24.
  7. ^ ""النطف المهربة" .. معركة الأسرى السرية". وكالة وفا. 11 ديسمبر 2021. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-25.
  8. ^ ""النطف المهربة".. حلم أبوة تجاوز كل القضبان والحدود رغم قسوة السجان". دنيا الوطن. 8 ديسمبر 2021. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-24.