مستخدم:Mawazin/ملعب

عبد الحميد العلوجي باحث تراثي موسوعي عراقي، ولد في كرخ بغداد ـ منطقة الجعيفر سنة 1924 . تخرج من كلية الحقوق ، ولم يعمل في حقل اختصاصه الأكاديمي . من مؤسسي مجلتي المورد والتراث الشعبي . بلغت مؤلفاته 41 كتاباً خاض معارك جدلية مع الدكتور محسن جمال الدين حول الاستشراق الروسي ، ومعركة مع فؤاد جميل حول كتاب (في بلاد الرافدين) ومعركة مع المجمع العلمي العراقي حول الطب العراقي ، كتب عنه حسين نصار والمستشرق البريطاني بيرسون (J.D.Pearson) ، حصل على وسام المؤرخ العربي وشارة جمال الدين الأفغاني وشارة الفارابي وشارة بغداد والكندي، وشغل مناصب عدة كان آخرها مديرا عاما للمكتبة الوطنية في ثمانينيات قرن العشرين ومن ثم مديرا عاما لدار الكتب والوثائق بعد دمج المكتبة الوطنية والمركز الوطني للوثائق معا ، حتى تقاعده في سنة 1993 توفي عام 1995. ولادته ونشأته[عدل] ولد عبد الحميد العلوجي واسمه الكامل عبد الحميد عبد الكريم حلبوص حسين المطيري في بغداد في الأول من كانون الثاني سنة 1924 في محلة الجعيفر الواقعة في كرخ بغداد ويعود نسبه الى عشيرة المطير حيث يروي العلوجي بأن جده المرحوم (حلبوص) أخبره في ثلاثينيات هذا القرن وكان من المعمرين - إذ عاش مائة وخمسة أعوام - بأن أباه (حسين) كان نجديا مطيريا وأنه هاجر الى العراق قبل منتصف القرن التاسع عشر يوم كان فيصل بن نايف الدويش في قمة مشيخته على قبيلة مطير.. العلوجي لقب مهنوي كالقبانجي والقهوجي وغيرهما ، وهذه الألقاب المثقلة باللاحقة التركية (جي) استغرقت البائعين والصناع في أغلب المهن العراقية طوال الغزو العثماني وعلى مدى أربعة قرون تقريبا ولكونه كان يمارس التجارة في علوة لبيع الحنطة والشعير والأرز والزيت فلقب بالعلوجي ويقول عبد الحميد في هذا الشأن بأنه رغم نسبه القاطع لعشيرة المطير فأنه تمسكه بلقب العلوجي احتراما لرغبة فقراء الوشاش والجعيفر فهم قبل كل شيء كانوا زبائنه وقد اعتادوا أن يشتروا منه الحنطة والشعير والرز والزيت حيث أطلقوا عليه لقب العلوجي. نشأ العلوجي في محلّة ( الجعيفر ) في جانب الكرخ من بغداد ، ولم يعرف منها سوى مسجدها ومقهاها ، وتعلّم في الخامسة من عمره على يد والده ( الملاّ ) عبد الكريم ، الذي كان يتقن التحدث بالتركية والإنكليزية والفرنسية ، وإن ذاكرته لا تستطيع نسيان أفاضل الذين علّموه في مدرسة الكرخ الابتدائية كالأستاذ ميخائيل عواد ، والفنان حافظ الدروبي، وعندما أصبح طالباً في المرحلة الثانوية شاء والده برغبة قاهرة أن يعمل معه في العلوة ولمدة 10 سنوات ولكنه أظهر إهتماما كبيرا بالأدب ودأب على اقتناء الكتب وأخذ يبدّد رأس مال العلوة وأرباحها في شراء الكتب وبعد أن توفي والده أخذ يكرس وقته للقراءة ولمكتبته الخاصة ، بما أدى الى إفلاس العلوة التي راحت الكتب تبتلع أرباحها ، حتى تنامت في العلوة ـ ومع الأيام ـ مكتبة هائلة ، وكان حريصاً أن يكسو من هذا المال عدداّ من الفقراء والمحتاجين ، وفي البدايات كتب الشعر ثمّ هجره ، وامتدح الشيخ جلال الحنفي بقصيدة عصماء لم يشفعها الحنفي بردّ رحلته المبكرة مع الكتاب[عدل] بدأت رحلته مع الكتاب وهو مايزال صغيرا على حمله ، فقد قرأ الاجرومية لخالد الأزهري وقرأ لطه حسين وهو في المرحلة الابتدائية ، يوجهه الى ذلك والده الذي يقول عنه : إن من وجهني الى الكتاب هو أبي حيث كان والدي أول معلم وضع المداد على قلمي وفتح الكتاب أمامي، وأذكر أنني كنت في الاول الابتدائي أدخل غرفته في قيلولة الظهيرة ، فأجده منطرحا على الفراش وهو يطالع القاموس المنجد (الطبعة الاولى لسنة 1912) فيحملني من الأرض ويجلسني الى جانبه مؤشرا لي على صور المنجد وذاكرا مفرداتها العربية يكررها لي ثم يسألني عنها .. وكان والدي يعمل مدير مكتب كتاب لتعليم الأطفال في أحد جوامع بغداد . واستغرقتني القراءة عن سواها ، فكنت اطالع يوميا بحدود (800) صفحة على ضوء القمر، لأن الكهرباء غير موجودة في البيت ، وكدت - في وقتها - أحفظ كتب الجاحظ على الغيب لأني أحب كتاباته التي سيطرت عليّ وأثرت بي كثيرا كما أثر بي تلميذ مدرسته أبو حيان التوحيدي واستفدت من المطالعة كثيرا، ولذلك أجد أن عقلي الآن أشبه بالكومبيوتر وتتصل بي جهات رسمية عديدة حول موضوع معين فأزودهم بأسماء المصادر وبسرعة . وأكثر من ذلك فإن والدي كان يحرمني من (يوميتي) التي لا تزيد على الفلسين فقط ولكنه سخي كل السخاء معي في شراء الكتب وأقسم أنه في إحدى المرات جاءني بثلاثة حمالين يحملون الكثير من المجلدات وبضمنها معجم الأدباء. سيرته المهنية[عدل] بدء العلوجي رحلته الدراسية في مدرسة الكرخ الابتدائية ومن الأساتذة الأفاضل الذين علّموه الأستاذ ميخائيل عواد ، والفنان حافظ الدروبي تخرج من معهد المعلمين معلما في مدرسة النجابة الابتدائية في الكرخ – المشاهدة ، ومن طلابي الذين اذكرهم المغني فاضل عواد . ثم نقلت من التعليم الى وزارة الإرشاد - لأن الوزير في وقتها - كان يتابع مقالاتي التي أنشرها عن التراث وعن "السعلوة" وغيرها من المواضيع التراثية التي أتهمنا بسببها بأن لنا علاقات مع الاستعمار وأننا نروج للخرافات والدجل ، وأن من يتعامل مع التراث له علاقة بالاستعمارومارس مهنة التعليم في مدرسة النجابة الأبتدائية الخزانة القرأنية ... حلم لم يتحقق في حياته[عدل] شرع العلوجي في نشر سفر عظيم أسماه (الخزانة القرآنية) يتناول فيه تفسيرا معاصرا للآيات القرآنية حيث يقول العلوجي في أحدى الحوارات الصحفية بخصوص هذا المشروع: (كتاب موسوعة الدراسات القرآنية قد بدأت به سنة 1952 واواصل العمل فيه حتى الآن ليلا ونهارا ، ولولا انشغالي به لكان لي الآن مؤلفات تسد مكتبة بكاملها . وتناولت في هذا الكتاب جميع الدراسات التي قامت حول القرآن الكريم من ناسخ ومنسوخ إضافة الى القراءات الاصلية ، بدءا بالقراءة الأولى التي هي قراءة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ثم تعددت القراءات في الكوفة والبصرة ودمشق ، وتناولت أيضا المترجمات القرآنية الى لغات العالم ، وإتهام القرآن بالتحريف والردود عليها واستطعت أن أعثر على شواهد بسور كاملة مصنوعة موضوعة مثل سورة الديك وسورة الدجاجة حصلت عليها من شمال افريقيا ومن الهند وناقشتها بلاغيا ، وقد لعبت الشعوبية دورا في هذا الصدد. أخذت أحكام القرآن ، إعرابه ، وكل علومه وأعطي نبذة تأريخية وفنية عن كل علم بالتفصيل ، ثم أذكر الآثار المخطوطة حوله ومواطن وجودها في خزائن العالم إضافة الى المطبوعات القرآنية مع إشارة للمفقود منها مع ذكر من أشار اليها. إنه عمل مذهل لا تستطيع أن تنهض به الدول الإسلامية مجتمعة ، إلا أنني مجنون .. لأن هذا العمل يعتمد كل لغات العالم حتى السنسكريتية . واعتقد أنه سيكون جواز سفر لي أدخل به الى الجنة ، رغم أني حاج لبيت الله الحرام وأرحم الفقراء إلا أنني لا أصوم مثلا ، لضرورات صحية ، وآمل أن يكون هذا العمل مبررا للرحمة وللتخفيف من ظلمة القبر وزبانية جهنم ). وقد ترك هذا المشروع اثرا كبيرا في حيات العلوجي حيث كان أمله الذي عاش معه مذ كان معلما إلا أن وفاته حالت دون تحقيق ذلك الأمل ، ، ولا يزال محفوظا على شكل قصاصات ورقية في مسكنه.

|مصدر= الصحافية هدى جاسم حواراً مع عبد الحميد العلوجي حول (الحكايات الشعبية العراقية) نشر في جريدة الجمهورية عددها 7969 في 28 آب 1991 1 عدد الجمهورية الصادر يوم 24 من أيلول 1991 نشر الأستاذ عبد الحميد العلوجي رسالة بعثها الى محرر جريدة الجمهورية اسماء محمد مصطفى الحوار المتمدن العدد: 4320 - 29 / 12 / 2013 محور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات 2 3 مجلة الموروث العدد الرابع والأربعون - تشرين الأول 2011 شخصيات (عبد الحميد العلوجي الكاتب الموسوعي المجبول على البساطة والتواضع) بقلم مهدي شاكر العبيدي

  1. تحويل مهدي شاكر العبيدي

4 ana zohir