مستخدم:Maimounschokri/ما بعد الحقيقة

ما بعد الحقيقة مفهوم يشير إلى الحالة أو الظروف التي تكون فيها الحقائق الموضوعية أقل تأثيرا في تشكيل الرأي العام من المشاعر الشخصية ونداءات العاطفة والمعتقدات الخاصة[1]. هذه الحالة قابلة للقياس ويمكن ملاحظتها تجريبيا (في فترة تاريخية مُحددة) وتدقق في حالة القلق العامة بخصوص الحقيقة وشرعية روايتها علنا[2].

عام 2016، أطلق قاموس أكسفورد على مصطلح ما بعد الحقيقة لقب "كلمة العام"، وتم تعريفه في القاموس بأنه: "يتعلق أو يشير إلى الظروف التي تكون فيها الحقائق الموضوعية أقل تأثيرا في تشكيل الرأي العام من نداء العاطفة والمعتقدات الشخصية". [3] [4]

رصد الموقع الرسمي لقاموس أكسفورد زيادة في استخدام مصطلح ما بعد الحقيقة، خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 واستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

يشير قاموس أكسفورد أيضا إلى أن مصطلح ما بعد الحقيقة غالبا ما يستخدم للإشارة إلى "سياسة ما بعد الحقيقة" . [5]

الخلفية الفلسفية

عدل

الحقيقة مفهوم فلسفي معقد. باختلاف تعريف الحقيقة، يختلف فهم أصولها الإيتيقية والدينية والعقلية.

فريدريك نيتشه

عدل

يُعد فريدريك نيتشه عند بعض الفلاسفة أحد المؤسسين لمفهوم ما بعد الحقيقة. [6] [7] [8] فهو يطرح فكرة خلق البشر للمفاهيم، ثم يعرّفون من خلالها الخير والعدل، وبالتالي يستبدلون مفهوم الحقيقة بمفهوم القيمة، ويسخرون الواقع لخدمة التوق للسلطة .

في مقالة نشرها عام 1873 تحت عنوان الحقيقة والكذب بمعنى أخلاقي يرى نيتشه أن البشر يخلقون الحقيقة حول العالم من خلال استخدامهم للمجاز والأسطورة والشعر . ويقول :

"إذا كان شخص ما يخفي شيئًا خلف شجيرة، ثم يبحث عنه ويجده هناك، فإن هذا البحث والعثور لا يستحقان الثناء. هذا هو الحال مع البحث عن" الحقيقة "وإيجادها في المجال العقلاني. إذا قمت بتعريف الثدييات ثم بعد فحص الجمل أعلنت أنه من الثديات، فأنت لم تجد الحقيقة، لأنها ذات قيمة محدودة. [... الإنسان] يكافح من أجل فهم العالم كشيء يشبه الإنسان ويكتسب في أحسن الأحوال شعورًا بالاندماج".

ماكس فيبر

عدل

في مقالة " العلم كمهنة" المنشورة عام 1917، ميز ماكس فيبر بين الحقائق والقيم. ووضح أن الحقائق يمكن التأكد منها عبر أسلوب علمي موضوعي خال من القيم. بينما يتم اشتقاق القيم من الثقافة والدين، ولا يمكن التأكد من صحتها عبر العلم.

وكتب فيبر :

"إن ذكر الحقائق وتحديد العلاقات الرياضية أو المنطقية أو البنية الداخلية للقيم الثقافية، شيء واحد. في حين أن الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بقيمة الثقافة ومحتوياتها الفردية والسؤال عن كيفية العمل في المجتمع الثقافي وفي الجمعيات السياسية، شيء آخر. هذه مواضيع مُختلفة". [9]


كما قال في مقالته عام 1919 بعنوان "السياسة كدعوة"، أن الحقائق مثل الأفعال، لا تحتوي في حد ذاتها على أي معنى أو قوة جوهرية:

"في العالم، يمكن لأي أخلاق أن تنشئ وصايا متطابقة إلى حد كبير وتنطبق على جميع العلاقات". [10]

نقد

عدل

ينتقد الفيلسوف ليو شتراوس طرح فيبر ومحاولته عزل العقل تمامًا عن الرأي. يقر شتراوس بالمشكلة الفلسفية المتمثلة في اشتقاق كلمة "يجب" مِن "هو" ، لكنه يجادل بأن ما فعله فيبر في تأطير هذا اللغز هو في الواقع إنكار لـ "يجب" في العقل البشري. [11] عبر شتراوس عن قلقه من فرضيى أن يكون فيبر على حق، لأننا سنكون في عالم لا يمكننا فيه تقييم الحقائق وفقًا للمعايير الأخلاقية. قد يعني هذا الصراع بين الأخلاق والسياسة أنه لا يمكن أن يكون هناك أساس لأي تقييم للخير. فبدون الرجوع إلى القيم تفقد الحقائق معناها. [12]

مراجع

عدل
  1. ^ Harsin, Jayson (20 Dec 2018). "Post-Truth and Critical Communication Studies". Oxford Research Encyclopedia of (بالإنجليزية). DOI:10.1093/acrefore/9780190228613.013.757. ISBN:978-0190228613. Retrieved 2021-10-07.
  2. ^ "Post-truth". Wikipedia (بالإنجليزية). 23 Mar 2022.
  3. ^ "Word of the Year 2016 is..." Oxford Dictionaries. اطلع عليه بتاريخ 2019-05-20.
  4. ^ Metaliterate Learning for the Post-Truth World, Thomas P. Mackey, Neal-Schuman Publishers, 2019, (ردمك 978-0838917763)
  5. ^ "Oxford Word of the Year 2016 | Oxford Languages". languages.oup.com (بالإنجليزية البريطانية). Retrieved 2021-11-15.
  6. ^ Papazoglou, Alexis. "The post-truth era of Trump is just what Nietzsche predicted". The Conversation (بالإنجليزية). Retrieved 2019-04-22.
  7. ^ ago, Emmanuel Alloa • 2 years (28 Aug 2017). "Post-Truth or: Why Nietzsche is not Responsible for Donald Trump". The Philosophical Salon (بالإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2019-04-22.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
  8. ^ Heit، Helmut (2018). "There Are No Facts ...' Nietzsche as Predecessor of Post-Truth?". Studia Philosophica Estonica. ج. 11 ع. 1: 44–63 – عبر academia.edu.
  9. ^ Max (1958). From Max Weber : essays in sociology. New York: Oxford University Press. ISBN:0-19-500462-0. OCLC:5654107.
  10. ^ "Tagungskalender". Nachrichten aus Chemie und Technik. ج. 6 ع. 24: 357–357. 21 ديسمبر 1958. DOI:10.1002/nadc.19580062411. ISSN:0027-738X.
  11. ^ Strauss, Leo (2008). Natural right and history. University of Chicago Press. ص. 66. ISBN:978-0226776941. OCLC:551845170.
  12. ^ Strauss 2008, p. 72.

[[تصنيف:فلسفة]] [[تصنيف:سياسة]] [[تصنيف:فكر]] [[تصنيف:مفهوم]]