مستخدم:Khaled jmeel salah/ملعب

الادارة التربوية التطبيقية

كتاب للمؤلف والخبير التربوي الاردني الدكتور خالد جميل ابو صلاح

هل المختص  في الإدارة التربوية  عليه ان يكون مختص في العلوم التربوية ام في العلوم الإدارية ؟

كيف يمكن ان يطبق علم الإدارة التربوية على الواقع وكيف يمكن ان يستفاد منه ؟

كيف يمكن ان نستفيد من خبرات المختصين في الإدارة العامة  لخدمة قطاع التعليم العام ؟

هل قطاع التعليم  العام بحاجه لاعادة هيكله بهدف ترشيد الانفاق ؟

ما هي الوسائل التي تصلح لترشيد الانفاق  ؟

و أجاب الكتاب عن اسئله فرعيه أخرى  كما حاولت  ان يكون كتابي هذا حلقت وصل بين الإداري والتربوي أي بين الإداري الذي لا يملك خلفيه تربويه وبين التربوي الذي لا يملك خلفيه اداريه حتى يستفيدا من بعضهما البعض ويتبادلا  الخبرات بينهما  لمصلحة العملية التربوية .

ومن الناحيه الثقافيه  جاء هذا الكتاب ليكون رافدا للمكتبه العربية بحيث يقدم للقارىء  فكره عن  الإدارة التربويه وعلومها ومجال اختصاصها.

حيث تلعب  الإدارة التربوية  والتعليمية دورا رائدا ومهما  في حياة الشعوب ،فهي أداة تجمع الماضي  بالمستقبل وتترجم امال الأمم  وكيف لا وهي المسؤولة عن تحريك جيل بأكمله سيكون مسؤولا عن إدارة  امته وبلده بعد رده  من الزمن  ،تختلف السياسة التربوية من بلد الى اخر باختلاف  مواردها الطبيعيه والماليه وموقعها الجغرافي  وثقافتها وعاداتها وتقاليدها ودينها كما هي المسؤولة عن تعليم جيل بكامله تحمل المسؤولية وإدارة الموارد والبحث عن موارد جديده تدعم الاقتصاد واكتشاف موارد طبيعيه  ،وتهتم البحث العلمي وكيفية الحفاظ على مكتسبات الامه .

تطرق الكتاب  كذلك الى علوم الإدارة التربويه الحديثه والتي تشكل بمجملها علم الإدارة التربويه الحديث بحيث تم تلخيصها ليستفيد منها المختص بالاداره العامه ويشكل منها خلفيه تربويه تساعده في حال قرر العمل في المجال الإداري التربوي . وتقدم فكره عامه للمثقف العربي حول علم الإدارة التربوية او التعليميه كما يسميه البعض

حقيقية ولأهمية الدور الذي يلعبه علم الإدارة التربويه لا تجد مجلسا إداريا او وزاريا او حزبا في الغرب يخلو من مختص بالإدارة التربوية .

الجديد في هذا الكتاب هو الجانب التطبيقي حيث ومن خلال مطالعتي العديد من المراجع المختصة بعلم الإدارة التربوية وجدت انها تتطرق لهذا العلم بشكل نظري فقط مبتعده عن الجانب التطبيقي ،فتجدها تعرف هذا العلم وفروعه دون ان تصف لنا او تقدم لنا حالات تطبيقيه  من الواقع التربوي العربي ،او تجدها مراجع مترجمه عن الغرب  ويصعب تطبيقها في عالمنا العربي او المحلي  ، الامر الذي شجعني الى  تقديم تطبيقين مهمين باستخدام فرعين من فروع علم الإدارة التربويه ، التطبيق الأول كان يخص فرع السياسه التربويه فقدمت تطبيقا  يعتمد عليه علم السياسة التربويه  وهو تطبيق اسميته  المحاكاه او التقليد ،بحيث يتم محاكاة نظام تعليمي بالكامل يوخذ منه الجوانب التي يمكن ان يستفاد منها  وتترك الجوانب الأخرى التي لا تتماشى مع ثقافة البلد المقلد او المحاكي ،حيث طبقت كيفيه محاكاة نظام تربوي الا وهو النظام التربوي الياباني بحيث نتعرف عليه من كل النواحي التربويه ،والتعليميه والثقافيه ،والتاريخيه ،ثم نقارنه مع النظام التربوي الوطني  ،لنجد أوجه الاختلاف والايجابيات ونحاول الوصول الى نفس المستوي ،ونجيب عن تساؤل ما هو الفرق او لما يمتاز التعليم في اليابان بالنجاح  ؟لماذا  يمتلكون تقدما في عدة  مجالات اقتصاديه وغيرها من الجوانب والتي يكون مسؤول عنها النظام التربوي والتعليمي .؟

والتطبيق الثاني : كان  علم اقتصاديات التعليم احد فروع علم الإدارة التربوية  هذا العلم الحديث نسبيا ومهم جدا   للدول التي تعاني  ميزانياتها من ارهاق بسبب فاتورة التعليم العام  فتطبقت باب ترشيد الانفاق وهو احد أبواب هذا العلم لنجد ان هنالك امكانيه لترشيد الانفاق في عدة نواحي تقدم وفر مالي  في حال تم تطبيقها دون المساس بجوهر العملية التربويه والتعليميه، او الحقوق المكتسبة للموارد البشرية وفي هذا الميدان خرج الكتاب بالعديد من المشاريع المباشرة القابلة للتنفيذ كمشروع المركز الوطني لترشيد الانفاق  ومشروع تحويل الفرع الادبي الى نظام الدراسه بالانتساب ومشروع المراكز الوطنيه للقياس وهو بديل عن امتحان الثانويه العامه ، وكلها خطوات تصب في محاولة تقليص أدوار المدارس الثانويه تلك المدارس التي  تحتل  ما يقارب 25% من المباني المدرسيه   وما يقارب 22% من الموارد البشريه الموزعه بين هيئات تدريسيه واداريه  ومراكز دعم لوجستي  وينفق عليها سنويا  مخصصات ماليه ضخمه ترهق الخزينه العامه ،حيث أضحت الفروع الادبيه في المدارس "الثانويه رفاهيه غير مبرره في ظل وجود تكنلوجيا المعلومات والاتصالات والتي بإمكانها لعب العديد من الأدوار لما تمتلكه من وسائط متعدده وتعتبر مصدر تعليمي زاخر يمكن الوصول اليه بسهوله ويسر ،ويمكن تحميل المناهج الدراسيه والبرامج بسهوله عليه. وجاءت تلك المشاريع متماشية مع دعوات ترشيد الانفاق الحكومي وخصوصا في مجال التعليم العام ،كان لا بد من اجاد سبل للترشيد ومن جانب اخر تساعد عملية تفكيك المدارس الثانويه الى إيجاد حيز مكاني لطلاب المرحله الاساسيه  وهم بحاجه الى توجيه جل الاهتمام نحوهم  .

كما خرج هذا الكتاب بمشاريع تصب كذلك في مجال ترشيد الانفاق وخدمة لطلاب المرحلة الاساسيه الدنيا وهو مشروع "بيتي مدرستي" بحيث يسمح للام او الاب او الاخوه او حتى الأقارب المتعلمين والمؤهلين تدريس أبنائهم الطلبه من الصف الأول الى الثالث الابتدائي في المنزل بحيث يستفيد من هذا المشروع فئات عديده من أبناء المجتمع وخصوصا  الذين يعملون في خارج الوطن بحيث نستطيع ان نوفر عليهم تكاليف المدارس الخاصه باهضة التكاليف.كما يساعد المشروع فئات مجتمعيه داخل الوطن كالتي تسكن مناطق نائيه او مناطق تعاني من اكتظاظ عدد الطلاب في الغرف الصفيه ،وفي المحصله النهائيه تستفيد تلك الفئات من المشروع والذي بدوره سيحقق وفرا ماليا لخزينة الدوله .وتقدم الكتاب بعدة مشاريع ونماذج لترشيد الانفاق كنموذج تسكين الاشراف التربوي  في المدارس بمعنى تأهيل  معلمين خبراء ضمن معايير وشروط معينه ليصبحوا مشرفين مقيمين في مدارسهم .

كما خرج الكتاب ببعض الشعارات الجديده التي يمكن ان نتبناها كشعار:

ترشيد الانفاق من اهم الموارد الماليه

تدريس العلوم الانسانيه في ظل توفر تكنلوجيا المعلومات والاتصالات اضحى  رفاهيه غير مبرره.

وقدم الكتاب اقتراحات بديله  لتحويل طاقة الشباب "طلاب  المدارس الثانويه  الفرع الادبي "الى طاقات منتجه بدل كونها طاقات حبيسه داخل جدران المدارس الثانويه .وقد شمل الفصل الأول والذي هو بعنوان " ثقافة الإدارة التربوية " على تلخيص لاهم  علوم الإدارة التربوية  بطريقه سهله وواضحه ليقدم فكره حول المعنى العام للإدارة التربوية ومجال اختصاصها ،وقدم هذا الفصل للمثقف العربي والمهتمين في مجال الإدارة التربوية من غير المختصين فيها.واما الفصل الثاني فقد جاء بعنوان( ثقافة التعليم والتعلم الحديثة )وهو ثقافه تربويه حديثه تساعد المختص بالإدارة العامه ويرغب العمل في المجال الإداري التربوي وهي كذلك وحده تثقيفيه للقارئ العربي بشكل عام .وهي مجموعة مقالات وخواطر تربويه  من تأليفي نشرتها سابقا .والفصل الثالث هو  تطبيقات السياسة التربويه (محاكاة الانظمه التعليمية) اليابان نموذجا "،حيث جاء هذا الفصل ليوضح الية  محاكاة وتقليد نظام تربوي ناجح كالنظام التربوي الياباني حيث تعتبر المحاكاة من اهم أدوات المختصين بالإدارة التربوية  وتتبع على الاغلب لعلم السياسة التربوية ،بحيث يدرس نظام تعليمي ما يمتاز بالنجاح من وجهة نظر تربوية واداريه واقتصاديه  من جميع النواحي ويلاحظ نقاط القوه التي يتمتع بها ،ثم يقارنه بالنظام التعليمي الوطني وطبيعي ان نجد جوانب مشتركه ،والإداري التربوي المختص سيجد الجوانب الايجابيه ويحاول ان يدمجها في النظام التربوي الوطني دون المساس  بالدين او العرف .وخلص الفصل الى ذكر أوجه الاختلاف والتشابه وذكر التطبيقات التي يمكن ان يستفاد منها في خدمة منظومة التعليم الوطنيه. اماالفصل الرابع والأخير من هذا الكتاب  فقد جاء لشرح تطبيق اخر من تطبيقات الإدارة التربويه  والذي يمثل الجانب الاقتصادي الا وهو اليه تطبيق ترشيد الانفاق في بعض المجالات التربوية والتعليميه والموارد البشريه وفي المحصله النهائيه ركز الكتاب على الجوانب "الديناميكية" او كثيرة التغير في علم الإدارة التربويه وهي الموارد البشريه واقتصاديات التعليم والتي بدورها تغير الجانب الاقتصادي وليس الفكري في السياسات التربويه بحيث يمتاز الجانب الفكري والديني بالثبات والشموليه. حاولت قدر الإمكان الاختصار لان  علم الإدارة التربويه بطبيعته متراسل ومتداخل مع علوم شتى بحيث ركزت على طرق وجوانب الاستفاده من هذا العلم وعلى اهم المهارات التي يجب ان يتحلى بها المختص في الإدارة التربويه، بحيث لو اردنا احتواء معظم مهارات المختص وتسميتها لخرجنا بمسمى "التخطيط" وهو جوهر عمل الإداري التربوي .في الختام أتمنى للقارىء والمختص العربي مطالعه ممتعه