ابن بَلْكِيْن، حمّاد( 419هـ - 1028م). حماد بن بلكين يرجع نسبه إلى زيري أشهر أمراء صنهاجة ابن مناد بن منقوش بن صنهاج الأصغر بن صنهاج الأكبر مؤسس الدولة الحمّادية بالجزائر. تميز بالشجاعة والدهاء، قرأ الفقه في القيروان ونظر في كتب الجدل. بدأ يظهر على مسرح الأحداث السياسية بعد موت والده بلكين وتسلُّم أخيه المنصور السلطة بعده عام 373هـ، 984م، فساند أخاه المنصور في المحافظة على وحدة الأسرة المالكة وإخماد الثورات. ظل حماد يتمتع بثقة أخيه المنصور، حتى أقطعه إقليم أشير. وعندما نشب خلاف داخل الأسرة المالكة كلف باديس حمادًا بمحاربة أعمامه من بني زيري، فهزمهم، وقتل ماكسن، ووافق على رحيل زاوي إلى الأندلس سنة 390هـ، 1001م. وعندما اضطرب النظام بالمغرب، لم ير باديس بدًا من التنازل الجزئي لأخيه حماد، فاشترط عليه حماد شروطًا عام395هـ تتيح له فرصة تكوين دولة في المستقبل. نجح حماد في استئصال شأفة زناتة، فعظم شأنه، وتوغل في شرقي الجزائر، وبنى قاعدة جديدة (القلعة) في عام 298هـ، وشيد بها العمران من قصور ومساجد وفنادق. وأمضى حماد عشر سنوات كاملة (395 - 405هـ، 1004 - 1014م) وهو يعمل على بناء دولته في إطار الزيريين. اصبح في هذه الفترةأقوى شخصية في الزاب و المغرب الأقصى إلى الحد الذي جعل باديس يتخوف على مستقبل الدولة الزيرية من حماد فطلب باديس من عمه حماد أن يتنازل عن تيجس وقصر الإفريقي و قسنطينة لتكون تحت تصرف ابنه منصور،وأرسل إليه إبراهيم أخا حماد وسيطا في الأمر عام ه405