مستخدم:Ibrahim ameziane Safouane/ملعب

مصادر عدل

معركة القيروان و معركة طنجة[1] [2]و هي معركة جمعت بين الدولة الأموية بقيادة حنظلة بن صفوان و البربر الصفريين، انتهت بانتصار الجيوش الأموية و هزيمة البربر. جاءت هذه المعركة بأمر من الخليفة الأموي أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك، على إثر ثورة البربر في معركة النبلاء و معركة سطيف، و تم تكليف القائد حنظلة بن صفوان بقيادتها. انطلقت هذه المعركة كما يذكر ابن عذاري و بن خلدون من القيروان بتونس، مرورا بمنطقة الأصنام بالجزائر[3] [4] و انتهت بتتبع الخوارج إلى طنجة[5]. كان لهذه المعركة دور مهم في تاريخ الدولة الأموية حيث قتل فيها كل ثوار البربر و استطاع حنظلة أن يبسط سيطرة الدولة الأموية بشكل كلي على المغرب العربي و الأندلس [6]. تعد هذه المعركة آخر موقعة قامت بها الدولة الأموية قبل قيام الدولة العباسية.

الظروف الزمنية و المكانية

في عام 738 هـ ، كانت الدولة الأموية تشهد ثورات عديدة بالمشرق من طرف الخوارج بمعية الشعوبيين، و هم شعوب كانت تعادي سيطرة دمشق و الدولة الأموية و العرب الأمويين على كل أجنحة الحكم و الدولة. و كانت الدولة العباسية التي لم يعلن بعد عن قيامها آنذاك هي من تؤجج هذه الثورات و تدعمها بالمال و السلاح و العتاد. و كانت أغلب و أعتى الثورات هي تلك التي كانت بالعراق و بغداد.

في خضم اهتمام مركز الحكم الأموي بهذه الثورات بالمشرق، ارتأى البربر ببلاد المغرب العربي أن هذه الظرفية هي الفرصة السانحة للتخلص من الحكم الأموي الذي دام قرابة قرن من الزمن. فكان مركز الثورة الأساس ببلاد المغرب عند البرغواطيين (بلاد تامسنا، الشاوية بالمغرب حاليا) و على رأسهم ميسرة المطغري و خالد الزناتي، و منطقة البرغواطيين نفسها هي من ثار فيما بعد على المرابطين و الأدارسة و الموحدين. فما كان من البربر إلا أن خلصوا إلى فكرة تبني مذهب الخوارج الصفريين و الخروج عن المذهب السني الأموي، و التحالف مع العرب المعادين للأمويين في الأندلس و القيران و المشرق، و كان الوقت مناسبا للخوارج البربر نظرا لالتهاء الأمويين بثورات المشرق العديدة بتركيا و بلاد فارس و العراق و أجزاء من الجزيرة العربية.

ظهور القائد حنظلة بن صفوان و بوادر النصر

في ذلك الوقت كان الخليفة هشام بن عبد الملك، قد صار شيخا كبيرا راقدا على سرير المرض، ومع ذلك، فقد أهمه ما يحدث من تمرد وردة في بلاد المغرب، فأوقف الحملات الصيفية والشتوية المعتادة على حدود الإمبراطورية البيزنطية في آسيا الصغرى، واستدعى 30000 مقاتل، من خيرة جيش الشام، ذلك الجيش النظامي المحترف، الذي كان بمثابة العمود الفقري، للدولة الأموية، وبعث به إلى أفريقية، وكتب إلى والي مصر، حنظلة بن صفوان الكلبي، أن يترك إمارته ويتوجه على رأس ذلك الجيش، إضافة إلى جيش مصر، إلى القيروان حاضرة بلاد المغرب، لحمايتها من الخوارج، وللحفاظ على ولاية أفريقية، والقضاء على ثورة الخوارج بها مهما كان الثمن، فسار حنظلة إلى القيروان، فوصل إليها في ربيع الأول سنة 124هـ/741م، وأخذ يدرس الموقف، ويرسم الخطة للقضاء على هذه الفتنة الخطرة، وفي نفس الوقت، أخذ يبعث بالرسائل لقبائل المغرب الأوسط والأقصى، يدعوهم فيها إلى لزوم الطاعة وعدم مفارقة الجماعة، ويحذرهم من مغبة مؤازرة رءوس الخوارج، الذين يزحفون باتجاه القيروان. وكان هشام بن عبد الملك، رغم مرضه، دائم الاتصال بحنظلة لتوجيهه والاطمئنان على مصير جيش.

وفي غضون ذلك أقبلت جحافل الخوارج نحو القيروان، وكانت مكونة من جيشين عظيمين، ليدخلوها من جهتين مختلفتين، وفي وقت واحد، طبقا لخطة عسكرية محكمة كانا قد اتفقا عليها عند منطقة الزاب، وكان أحد ذينك الجيشين بقيادة عكاشة بن أيوب الفزاري (أحد الفرسان العرب المنشقين عن جيش عبيد الله بن الحبحاب)، والآخر بقيادة عبد الواحد بن يزيد الهواري، وكان الجيش الأخير، هو الاعظم والأقوى، بمن انضم إليه من قبائل البربر في الطريق، وبخاصة بعد أن سيطر على تونس. ولم ينتظر حنظلة بن صفوان، حتى وصول الجيشين إليه، ولم يعطهما الفرصة للأطباق عليه، فقد أرسل جيشا إلى باجة، لعرقلة حركة سير جيش الهواري، الذي سلك طريق الجبال، وتأخيره عن الوصول إلى القيروان، في حين بادر هو بالخروج، للقاء جيش الفزاري، الذي كان قائده عكاشة يتعجل الوصول إلى القيروان، ليحوز شرف القضاء على الأمويين بها، وبالتالي، تكون له الزعامة على خوارج البربر في المغرب، وليس للهواري، فالتقى حنظلة بهذا الجيش، عند مكان يدعى القرن، في جنوب القيروان، وأنزل به هزيمة ساحقة، وقتل الخوارج قتلا ذريعا، فولوا مدبرين، وانضمت فلولهم إلى الجيش الرئيسي، الذي يقوده عبد الواحد الهواري، والمعسكر في مكان يدعى الأصنام (سمي كذلك لما فيه من التماثيل الرومانية القديمة)، وهو يقع على بعد ثلاثة أميال من القيروان شمالا. وبعد ذلك، عاد حنظلة بن صفوان مسرعا إلى القيروان، قبل أن يستبيحها جيش الهواري، ولكي يستعد للقاء هذا الجيش العرمرم، الذي قيل أن تعداده كان300 ألف مقاتل (وهي مبالغة ولاشك). واستنفر حنظلة كل من كان في القيروان من العرب، وعلى رأسهم التابعون والعلماء والقراء، وفرق على المقاتلين كل ما كان في الخزائن من سلاح وأموال، وقدّم الشباب، وبذل أقصى ما يستطيع من جهد استعدادا، لهذه المعركة الفاصلة والحاسمة، التي ستقرر مصير الإسلام واللغة العربية في المغرب، وتداعى العرب بالقيروان للجهاد، وكثرت جموعهم حول حنظلة. وعند اصطفاف المسلمين للقتال خرج التابعون والعلماء والقراء، على رءوس الصفوف، وقد لبسوا الأكفان، وأخذوا يحثون الناس على جهاد الخوارج، ويوعونهم بخطرهم ويذكرونهم بأعمالهم السوداء، وكيف أنهم يسبون نساء المسلمين، ويسترقون أطفالهم، ويكفرون المسلمين، ويعتبرون دارهم دار حرب، كما أن نساء المسلمين خرجن من خلفهم، حاملات للسلاح مستبسلات للموت، وأخذن يحرضنهم على الثبات، ويبعثن الحمية في نفوسهم. وعندئذ حمي المسلمون، واشتدت عزائمهم وقويت نفوسهم على القتال، وعزموا على عدم التراجع إلى الخلف مهما كان الثمن، ومن ثم، القتال حتى آخر رمق، وابتدأت المعركة، وكانت من أشد المعارك هولا في التاريخ، فقد حمل المسلمون على الخوارج حملة واحدة، وكسروا أجفان سيوفهم، وجثوا على ركبهم، استهانة بالموت، واشتد القتال، وصبر الفريقان صبر الفناء، وكثر القتلى من الطرفين، فانكسرت ميسرة جيش حنظلة وميسرة جيش الهواري، لكن ميسرة جيش حنظلة لم تلبث أن كرت على ميمنة جيش الهواري، واشتد القتال، وطال الصمود، وكانت شخصية حنظلة بن صفوان القوية، وقيادته الواعية، وحسن إدارته للمعركة، واستشعاره، ومن معه، بأنها معركة مصير، تلعب دورا في ذلك الصمود الأسطوري، حتى بدأت صفوف الخوارج تتضعضع، وأجنحة جيشهم تترنح تحت ضربات المسلمين، وكثر القتل فيهم، ولم يلبثوا أن ولوا الأدبار هاربين لا يلوون على شيء، والمسلمون من خلفهم يقتلونهم ويفتكون بهم، وأنزلوا بهم ضربة من أشد الضربات إيلاما، وقتلوا طغاتهم، وأكابر مجرميهم، وعلى رأسهم عبد الواحد الهواري، وعكاشة الفزاري، وبحيث لم تقم بعد ذلك قائمة للخوارج الصفرية، الذين تولوا كبر هذه الثورة العنيفة. وسجد حنظلة والمسلمون شكرا لله على هذا النصر العظيم المؤزر. فقيل: لم يقتل بالمغرب أكثر من هذه القتلة، فكانت عدة القتلى مائة وثمانين ألفاً (وهذه مبالغة أيضا)، وكان الليث بن سعد (94-175هـ)، يقول: ما غزوة إلى الآن أشد بعد غزوة بدر من غزوة العرب بالأصنام. وفي رواية: " ما غزوة كنت أحب أن أشهدها بعد غزوة بدر أحب إليّ من غزوة القرن والأصنام". وكتب حنظلة من فوره، بأخبار هذا الظفر الكبير للخليفة هشام بن عبد الملك، فوصله وهو في الرمق الأخير، وذلك سنة 125هـ. وبعد ذلك هدأت فتنة الخوارج في المغرب، لفترة من الوقت، واستولى عبد الرحمن بن حبيب حفيد عقبة بن نافع على أفريقية، وعاد حنظلة إلى المشرق، لكن الفتنة تجددت بعد سقوط الدولة الأموية، سنة 132هـ، إلا أن الخوارج كان قد قصم ظهرهم، وكانوا قد انقسموا على أنفسهم إلى صفرية وأباضية، وفقدت حركتهم زخمها السابق، وكثر فيها الطامحون للرياسة والزعامة، ولم تهدأ البلاد إلا بقيام الدولة الأغلبية، سنة 184هـ. [7]

  1. ^ كتاب البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب لإبن عذاري المراكشي لإبن عذاري المراكشي الجزء الأول ، ص 58، 59، 60
  2. ^ https://al-maktaba.org/book/11782/59
  3. ^ وقعة الأصنام قاصمة ظهر خوارج المغرب للكاتب أحمد الظرافي
  4. ^ https://www.albayan.co.uk/article2.aspx?id=11200
  5. ^ موسوعة التفسير ، كتاب البيان المغرب في أخبار المغرب و الأندلس
  6. ^ [ولاية حنظلة بن صفوان أفريقية والمغرب كله][ابن عذاري المراكشي]
  7. ^ https://www.albayan.co.uk/article2.aspx?id=11200 وقعة الأصنام مقال لأحمد الظرافي