نظرة فابتسامة

هو أحد مؤلفات الكاتب يحيى حقى أو كما يسميه البعض عازف الكلمات، الكاتب الذى لا يشبه أحدًا ولا يشبهه أحد في أسلوبه وكتاباته المستمدة من روح الشعب وطبقات المهمشين من المجتمع المصرى ، والكتاب يضم مجموعة من المقالات أو كما يسميها الكاتب "اللوحات" المتتابعة، و لوحاته هذه لا توجد بينها صلة عضوية إلا أن أغلبها يقدم نقدا ساخرا لمواقف من الحياة الاجتماعية في ذلك الوقت ليست كلها على درجة واحدة من الهدوء والصفاء، كما أنها ليست على درجة من الابتسام الوديع، بل تخفي وراء البسمة مرارة وغيظاً وعواطف أخرى، عرضها الكاتب مع تأنق لفظي ورقي في المعنى ساردًا تلك المواقف ببراعة شديدة حتى أصبح بين كاتب الأفكار والمبتسم صداقة وطيدة.

أقسام الكتاب:

ينقسم كتاب الاديب الكبير يحيى حقي "فكرة فابتسامة " إلى 3 اقسام، القسم الاول به 13 قصة والقسم الثاني به 7 قصص، والقسم الثالث به قصتان فقط. يبدأ القسم الاول بقصة بعنوان سيداتي انساتي فيبدأ ثم 3 قصص أخرى، يبدأ هذا الجزء قائلا: "سأقدم لك بلا مبالغة لوحات شهدتها بعينى تقززت لها نفسى أشد التقزز، قوام كل لوحة امرأة، وهذا هو سبب بلواى."[1] و يتناول أيضا في هذا الجزء مشكلات كالتدخين و غيرها. أما القسم الثاني فيبدأ بـ "البلطة والشجرة"، ثم "الحكاية وما فيها" وهي مسرحية من 3 فصول، وبعدها تأتى مقالات مثل: "فضائل في الثلاجة"، و"بيني وبين صديق"، و"خرج ولم يعد"، و"سبعة في قارب". أما القسم الثالث والاخير ففيه "هذا الجمهور"، عن كازينو الورد في روما امام مسرح صغير. وأخيرا "اعترافات لا تقال الا لصديق"، وفيه اعترافات للاديب يحيى حقى في مرحلة بداية الكتابة وختمها بقوله "لم اقرأ هذه المؤلفات في صنعة القصة وفضلت ان اتعلم كما يقال من منازلهم بالمعاناة والتجربة وتأمل آثار كبار الكتاب وهم اساتذتى وائمتى واحبائى".[2]


القسم الأول

الجزء الآول: سيداتى آنساتى.

اللوحة الأولى: فاتن

في المقال الاول يسلط يحيى حقى الضوء على مشكلة اجتماعية كبيرة وهى سوء معاملة السيدات للخادمات، كما يصور لنا الفجوة بين الطبقات الاجتماعية في ذلك الوقت، فها هى السيدة الغنية تحدد أجرا للخادمة "تصرف مثله أو أكثر منه في ليلة واحدة ثم أبت ان تتزحزح عنه (اذا كان يعجبك ..) فقبلته الخادمة صاغرة ودعت بسعة الرزق و طول العمر."[3] أما فاتن فهى ابنة الخادمة التى ترفض "الست" بشدة ان تظل هذه الطفلة الرضيعة مع أمها الخادمة أثناء وقت العمل قائلة: "احنا عاوزينك وحدك، شوفى لك صرفة في بنتك ..."[4] وتحاول الخادمة أن تستعطف سيدتها لكن تبؤ كل محاولاتها بالفشل و ينتهى الموقف بان تتمنى الخادمة لو ان طفلتها هذه ماتت قائلة: "لو كنتِ تموتى..".[5]

اللوحة الثانية: لدغ أقسى من الصفع!

اللوحة الثانية المرسومة في مقال يحى حقى الذى يحمل اسم "لدغ أقسى من الصفع!" هو امتداد بشكل أو بآخر للوحته السابقة "فاتن". ففيه يلقى حقى المزيد من الضوء على المشكلة نفسها، ولكن هذه المرة بطل الموقف فتى فلاح يتيم تعهدت "الست" بتهذيبه وتعليمه ليعمل في خدمتها بعد ان تابت عن استخدام النساء_نظرا لأن في قلبها شعور غامض أن عدوا مجهولا قد سرق منها شيئا لا تعرف ما هو[6]_ ونغصت حياة زوجها حتى ظفر لها من الريف بهذا الصبى.[7] ومضى زمن فاذا بالفلاح الجلف ينقلب إلى فتى متمدين، وظن ان الله قد عوضه عن اليتم والتلطيم باسرة يلوذ بها، ولكنه ارتكب ذات يوم حماقة ما، فنودى عليه وذا بالشتائم والسباب تنهال عليه من ال"بك" ثم قبل اعتذار الفتى، فاغتظت زوجته لتساهله فتدخلت بالمدفعية الثقيلة بان استخرجت الست الفيلم القديم و انهالت بالسباب و الاهانة على الفتى قائلة: "جرى ايه يا واد انت اتفرعنت قوى. لابس بدلة وعامل أفندى ... نسيت يوم ما جيت لنا ... جلابيتك مقيحة مفيهاش حتة على بعضها ... مدّناك و علمناك وبقيت بنى آدم وبعد الفلس و اللضى بقا في جيبك فلوس تشخشخ بيها ومتنامش ليلة جعان ولا طفحان مش مليان دود" فتمنى الفتى أن تصفعه بكفها ولا تذله وتهدم كرامته بلدغ العقرب. [8] فما كان منه الا ان اعتذر لها.


مراجع

عدل
  1. ^ نظرة فابتسامة، يحيى حقى، الهيئة المصرية العامة للكتاب—مصر،1976 الصفحة 7
  2. ^ نظرة فابتسامة، يحيى حقى، الهيئة المصرية العامة للكتاب—مصر،1976 الصفحة 192
  3. ^ نظرة فابتسامة، يحيى حقى، الهيئة المصرية العامة للكتاب—مصر،1976 الصفحة 8
  4. ^ نظرة فابتسامة، يحيى حقى، الهيئة المصرية العامة للكتاب—مصر،1976 الصفحة 9
  5. ^ نظرة فابتسامة، يحيى حقى، الهيئة المصرية العامة للكتاب—مصر،1976 الصفحة 9
  6. ^ نظرة فابتسامة، يحيى حقى، الهيئة المصرية العامة للكتاب—مصر،1976 الصفحة 10
  7. ^ نظرة فابتسامة، يحيى حقى، الهيئة المصرية العامة للكتاب—مصر،1976 الصفحة 10
  8. ^ نظرة فابتسامة، يحيى حقى، الهيئة المصرية العامة للكتاب—مصر،1976 الصفحة 12