مستخدم:Hasamrhas/ملعب

من هو الشيخ أبو محمـدسعيدهرماس؟:

أحمد الله وأستغفره وأتوب إليه، وأصلي وأسلم على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين؛وبعد:

باعتباري أحد المتتبعين لموقع "الجلفة انفو" وخاصة الجانب التاريخـي منه؛ ارتأيت من خلال التساؤلات الموجودة على الموقع والتي تدور حول التعريف بشخصية الشيخ أبي محـمد هرماس وكتاباته،وعلى هذا الأساس أردت أن يكون لي قصب السبق بتعريف هذه الشخصية التي ساهمت في دعم وإثراء تاريخ منطقة الجلفة من خلال عدة مناسباتالتي سيتم عرضها للقارئ في ما سيأتي، ولهذا اخترت عنوان بحثنا كالآتي:من هو الشيخ أبو محمـد سعيد هرماس؟.... وبهذا الإشكال يتم فتح الباب أما الإجابة المتواضعة– راجيا من المولى عز وجل أن لاأدافع عنه أو أنتقص منه-التي لطالما حيرت زوار موقع "الجلفة انفو" وأهل الاختصاص من التاريخ والباحثين والقراء عموما، راجينأن تكون الإجابة لبت رغبة الجميع.

وصاحبنا هو أبو محمـد سعيد بن مسعود هرماس، البوذني (الشامخ بن بوذن )، ثم العبد القادري، ثم المحمـدي، ثم النايلي، ولد يوم الخميس 21 جوان من سنة 1973م بمدينة الجلفة،وفي الوثائق الرسمية وضع ازدياده بدار الشيوخ بالجلفة، حلت عائلته بالجلفة سنة 1979م، بدأ درسته في المدرسة النظامية، بحيث درس الطور الأساسي في ابتدائية دروازي وواصل الطور الإكمالي بإكمالية مقواس، أما الطور الثانوي فقد درس بثانوية أول نوفمبر حتى وصل السنة الثالثة الثانوية لكنه لم يوفق في شهادة البكالوريا عام 1991م، وتلقى صعوبات عديدة في مساره الدراسي، فتوقف عن الدراسة، وواصلها بالمركز الجهوي لتكوين إطارات التربية بالحراش(CRF)، اختصاص "محاسبة "، ثم بدأ يطلب العلم الشرعي منذ 1989م،والبداية الفعلية كانت وهو ابن 22سنة، أي في سنة 1995 -1994م، فزاحم بركبتيه مجالس العلم والعلماء كما أنه ارتحل لطلبالعلم داخل الوطن وخارجه؛حيث لازم مجموع من المشايخ منهم الشيخ الجابري السالت والشيخ لخضر الدهمة والشيخ مولاي عبد الله الطاهري والشيخ محمد باي بالعالم والشيخ محمد أحمد الرفاعي شرفي والدكتور محمد خليفة.

كما تحصل على إجازات في علوم الحديث التسعة وإجازة في التفسير وأخرى في أصول الفقهوله رتبة أستاذ مجاز معتمدة. كما أنه حفظ كتاب الله عز وجل على يد كل من الشيخ أحمد بسطامي بحي مئة دار، والشيخ قوريدة أحمد المعروف بالكواش بحي عين أسرار، ومن ثَمَّ درّس القرآن الكريم وبعضا من العلوم الشرعية لأبناء حي عين اسرار في منزل أحد الجيران وكان ذلك من سنة 1989م وإلى غاية سنة 1997م.

يعمل حاليا "نائب مقتصد"لإحدى المتوسطات بالجلفة، ويود الانخراط في مركز التكوين المهني لامتهان عمل الأرشفة.

أما المجال العلمي فله مجموعة من الأبحاث والاجتهادات سيتم عرضها بنوع من الإيجاز في ما سيأتي لاحقا.

الإجازات التي تحصل عليها:

-     إجازة في تفسير من الشيخ لخضر الدهمة ( عن الطاهر بن عاشور) وإذن منه في تدريس كتابه'' قطوف دانية من تفسير سور قرآنية'' ( مجلدان) بمتليلي غرداية.

-     إجازة (مكتوبة) في الحديث من عند الشيخ المحدث مولاي عبد الله بن أحمد الطاهري المراكشي الأصل، الأدراري الجزائري، وإذن منه في تدريس الصحيحين والموطأ.

-     إجازة مكتوبة من عند الشيخ الفقيه أحمد بن مالك القَبلَوِي بآولف (أدرار)، وإذن منه في إقراء الصحيحين والموطأ وجميع كتب شيخه محمد بالعالم.

-     إجازة علمية من الشيخ الفقيه الأصولي حمزة أبي فارس أبي بكر الليبي.

-     إجازة تامة الشروط من العلامة الأستاذ الدكتور بشار بن عواد بن معروف المحدث والمؤرخ والمحقق العراقي المعروف في كل كتبه وتحقيقاته.

-     إجازة من الشيخ الدكتور العيد الشريفي في أصوله الفقه، المدرس بالمعهد العالي لأصول الدين بالجزائر العاصمة.

-     شهادة وتنويه من الشيخ الفقيه أبي محمد الجابري السالت؛ تحديداً في أصول الفقه.

-     شهادة علمية من الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد خليفة.

-     شهادة إثبات من الشيخ أبي خليل محمد ربيح؛ تثبت أنه أخذ أو تلقى متن رسالة ابن أبي زيد القيرواني قراءة وشرحا بالسند إلى شيخه محمد بالكبير.

-     شهادة علمية من الأستاذ الدكتور أحمد الرفاعي شرفي رحمه الله، وهي مخطوطة بخط يده.

-     شهادة علمية من الأستاذ الأديب بن الشيخ محمدبن أبي بكر.

-     تنويه وتقدير واعتراف من الأستاذ الكبير المؤرخ والفقيه والدبلوماسي عبد الهادي التازي المغربي.

-     تنويه وتقدير واعتراف من الأستاذ الكبير المحقق والمؤرخ محمد بنشريفة المغربي.

-     تنويه وتقدير واعتراف من الأستاذ الأديب والعالم عباس بن عبد الله الجراري المغربي.

-     تنويه وتقدير واعتراف من الأستاذ الكبير المؤرخ مولاي علي الريسوني الشفشاوني المغربي مع دعوته للشيخ هرماس لزيارة المغرب.

صفته العلمية:

-     مهتم بالكتب جمعا ومطالعة.

-     اتسمبميزة بحثية اصطبغت بالعصامية الجادة.

-     يستند في كلامه إلى القرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وما إلى ذلك.

-     الضبط والتدقيق في كثير من المسائل؛ خاصة اللغوية منها.

-     جمع بين علمي الدين والتاريخ وهذه الميزة ظاهرة عند الأعلام الأُوَل من العصر الإسلامي المتقدم.

-     منصرم ومواظب في أداء أعماله العلمية، بالرغم من الصعوبات التي يتلقاها أحيانا وخاصة في هذا المجال.

-     يحب العلم والعلماء، وهذا ظاهرة من خلال مجالس له، والحديث عنهم دائما.

-     كما أنه يحب طلاب العلم، وخاصة المجتهدين منهم.

-     لا يحب من ينتقد الشخصيات العلمية، كيف ما كان توجها الديني لأن العبرة بالإنتاج العلمي، وإبراز مواهب الاجتهاد في البحث عن العلم، وخاصة القضايا الإسلامي التي توافق بذلك الكتاب والسنة، وما اتفق عليها الصحابة رضوان الله عليهم ومن جاء بعدهم في القرون الأول وسار على نهجهم إلى يوم الدين.

-     كما أنه بحاثة في علم التراجم، له نصيب من علم الرجال من غبر منهم و من حضر.

-     لا يحبذ التصنيف لرجال العلم، (هذا سلفي وهذا صوفي) ودراساته في أعلام التصوف لمنطقة الجلفةوهذا راجع إلى موارد علمه من مشايخ التصوف، والطابع البيئي لمنطقة الجلفة الغالب عليه التصوف؛ إلا أن هذا لم يمنعه أن يكون سلفي العقيدة والمظهر، وهو معتدل (موضوعي) في طرحه؛ وهذ ما دلت عليه كتاباته التاريخية للمنطقة.

يقول الشيخ سعيد هرماس، باتفاق مع غيره:" الشهادة هي طعن على صاحبها مالم يثبت عكسها".

وهذا كلام صريح لمن يحمل الشهادة الجامعية أو في أي مؤسسة كانت في الأصل طعن على صاحبها، مالم يثبت عكسها أي بالبحث العلمي وإظهار كفاءته من خلال الشهادة الممنوحة إياه، بالاستثمار والإدلاء العلمي وغيرها؛ لأن هذا الكلام موجود في الواقع الأكاديمي والعلمي، فالشهادات هي كثير لكن الإصدارات علمية قليلة جدا، وإن كانت هذه الإصدارات موجودة فعلا فهي أسيرة المناسبات والملتقيات فقط، وليست رغبة ذاتية للباحث كما هو ظاهر للعيان.

تآليفــــــه:

في الحقيقة هي عدة إصدارات أثنى عليها دكاترة من الطراز العالي، كما أنه قدم وأضاف مادة علمية لا بأس بها، للتاريخ الثقافي الجزائري عامة والتاريخ  المحلي منه خاصة، كما أنه كان يقول دائما " أريد تأسيس قاعدة متينة لتاريخ منطقة الجلفة أساسها المرويات" وهذا هو بيت القصيد من بحثنا هذا.

1-من فضلاء منطقة الجلفة من 1861م إلى مطلع القرن 21 م:

يذكر فيه المؤلف أعيان وكبراء العلم وشيوخ ودكاترة وغيرهم من الأعلام التي تخص منطقة الجلفة، في شكل ترجمة معتبرة، لاهي بالمسهبة ولا المقتضبة، والفضلاء في طبعته الثالثة فالأولى كانت سنة 2011م والثانية سنة 2012م والثالثة كانت سنة 2013م أشرف على تقديمه جلة من أهل العلم، الملفت للانتباه في هذا كتاب أنه لما يترجم الشخصية يذكر آثارها الفكرية.

2-شونان محمد بن المختار آثار ومآثر: وهو لا يزال مخطوطا.

3-طبقات المالكية الجزائريين خلال المئة الهجرية الأخيرة:

وهو أيضا كتاب في التراجم وقد وضعالأستاذ الدكتور بشار بن عواد بن معروف المحقق العراقي له تقديما؛ ومما قال في المؤلف وصاحبه:(( ومما يُعلي قيمة هذا التأليف .....أن مؤلفه قد وفق التوفيق كله في صياغة التراجم صياغة مختصرة معتصرة...)) وقال :(( وأشهد أن هذا الرجل، بعد اطلاعي على مؤلفه، أنه أتقن عمله وبذل فيه طاقته ووسعه، وحُق لمن يتقنُ عمله أن يُنوه بفضله ويشكر على فعله...)) إ.ه.

والكتاب يختص في التراجم في مجال طبقات المالكية بطابع ديني مذهبي، يجمع فيه العلماء والمشايخ الجزائريين، الذين افتوا بالمذهب المالكي كانوا سلفية منهم أو متصوفة أحياء منهم أو متوفين، وله طبعة الأولى والتي طبعت سنة 2013م، والطبعة الثانية قدمها المؤرخ المغربي عبد الهادي التازي.

4-تكملة وفيات ابن قنفذ القسنطيني:

وهو كتاب كذلك التراجم لكن هذا أوسع قليلا من أول والثاني، لكنه يذكر الذكر الوفيات فقط وانجازاتهم وقد سار على نهج ابن فنقذ في كتابة هذه التكملة، لكنه وسع قليلا في الترجمة على حد قوله، وتبدأ التكملة عندما انتهى ابن فنقذ وتنتهي إلى الوقت الحالي 1437ه-2016م،كما وضع الدكتور محمد بنشريفة المغربي تقديما للتكملة، وطبعت الطبعة الأولى سنة 2014م.والملاحظ فيتراجمه المتعلقة بالتكملة هذه؛أولها محلي يخص تراجم منطقة الجلفة، والثاني يضم تراجم مشايخ القطر الجزائري فهو ذو صبغة دينية إسلامية مذهبية، والثالث يذكر فيه الأعلام المسلمين المتوفين سواء كانواعربا أو عجما.

5-كتاب الموريسكيون في الجزائر:

وهو كتاب ضمنة قضية الأندلسيين المهجرين قصرا من بلادهم الأندلس إلى الجزائر في بداية الفترة الحديثة، وهذا الكتاب طبع كدورية في المغرب الشقيق العام الماضي (2015م) وهو يقع في حوالي مئة صفحة (100)، كتب الشيخ هرماس حول هذه موضوع بسببأن الذين خاضوا في هذافي معالجة هذه الفترة هم قليلون،لهذا السبب كتب حول الموضوع على حد تعبيره.

وهناك مؤلفات أخرىللشيخ؛سنكتف بذكر العناوينفقط:

6-"تذكير العقلاء بمسائل السنة عند العلماء"طبع في سنة 2009م وقدم له كل من الشيخين لخضر الدهمة وأحمد الرفاعي شرفي رحمه الله.

7-وكتاب "وهل في الحلي زكاة؟" (مخطوط) بإذن من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.

8-" مدخل إلى علم أصول الفقه"(مخطوط)بإذن من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.

9-"جهود علماء الحديث في القرن الخامس الهجري".

10-              "وضع الإكليل على كتاب إقامة الحجة بالدليل"لمحـمد باي بالعالم (مخطوط).

11-              تحقيق وتعليق على كتاب ''أصول الفقه'' لـ البشير العيد وهو (مخطوط).

وقد عمل الشيخ هرماس مراسلا صحفيا عام 2002مإلى إحدى الصحف،وكتب العديد من المقالات ووضعها في كتاب سماه "التوقيفات" تقع في حوالي ثلاثمئة (300)صفحة، كما أن له ردودا حول عدة مسائل دينية وقضايا تاريخية،ونشرمجموعةمن المقالات في عدة جرائد وطنية إلا أن هناك مقالات أخرى لم تنشر، كما عمل كاتبا قصصيا سنة 2013م، ولاأنسى أنه ضيف في حلقة "مقاماتفكرية" التي تبث في إذاعة الجلفة الجهوي شهريا مساء يوم الاثنين، بالإضافة إلى مساهمته في عدة ملتقيات إسلامية وفكرية،وله شبكة معارف خارج الوطنأغلبها من دول المشرقتمثل في اتصالات ومراسلا مع أهل العلم التي أطلعني على بعضها.

وما هذا البحث البسيط إلا تعريف موجز بالشيخ هرماس وبأعماله، إذا ما قورن بتطلعاته العلمية في مستقبل الأيام، ونحن نحسبه كذلك والله حسيبه والله أعلى وأعلم وأجل.

وفي الأخير فهذا البحث لا يخلو من نقائص وزلات فهذا أمر وارد؛ لكن نرجو أن يكون مساهمة في دعم الساحة العلمية التي أردنا من خلالها إبراز رجال الدين والتاريخ الذين يعتبرونأعلامالولاية الجلفة خاصة و بلدنا الجزائر عامة.

المصادر والمراجع:

-     طبقات المالكية الجزائريين خلال المئة الهجرية الأخيرة، أبو محمـد سعيد هرماس، تقديم: بشار بن عواد بن معروف، ط1، 2013م.

-     وثيقة بخط اليد(مخطوطة) للأستاذ الدكتور أحمد الرفاعي شرفي رحمه الله شهادة منه للشيخ هرماس.

-     عدة لقاءات مع الشيخ سعيد هرماس؛ إلا أن اللقاء الأخير كان مساء يوم الثلاثاء:07 شوال 1437ه الموافق لـ 12جويلية 2016م على الساعة 22:00 عند منزله بحي برنادة.

-     بالمناسبة هذا المقال موجود ضمن كتابي المسمى''قراءات في تاريخ الجلفة الثقافي''وهو مخطوط حاليا،إلا أني عدلت فيه قليلا لكي يكون في متناول قراء موقع ''الجلفة انفو''.

وكتب صلاح الدينهزرشي(ماستر تخصص تاريخ حديث ومعاصر)

الجلفة في: 09 شوال 1437 الهجري

الموافق 14 جويلية 2016 ميلادي