مستخدم:Ghinaa/ملعب

الإسلام[1]التدين الحقيقي في الإسلام

قال تعالى: " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " (٣٠) سورة الروم

ففيه هذه الآية يذكر الله تعالى أن فطرة الإنسان ، أي في خلقته وطبيعته تكوينه استعداداً فطرياً على إدراك بديع مخلوقات الله والإستدلال بها على وجود الله وتوحيده ، فإن الإنسان بفطرته وبطبيعة تكوينه عنده استعداد لمعرفة خالقه ، فالإعتراف بربوبية الله متأصل بفطرته ، غير أن انشغال الإنسان بملهيات الدنيا ، قد جعل هذه المعرفة وهذا الإستعداد عرضة لأن تطمره الغفلة ويغمره النسيان ، فالإنسان يولد على الدين الحنيف ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " [2][3]كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه"

. مفهوم التدين

التدين هو تطبيق عملي لكل ما جاء به الإسلام من نصوص شرعية ثابتة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتحويلها إلى سلوك ، فعندما سألت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول،  وصفت تدينه أي تطبيقه للإسلام بأرقى التعابير عندما قالت : "كان خلقه القرآن "

وقال تعالى ، في محكم التنزيل ، " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " (٤٥، العنكبوت ) .

فالتدين الصحيح لا يقتصر على تطبيق العبادات فقط كما ورد في الآية ، وكما قال رسول الله " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً ، فالتدين يشمل تطبيق  تعاليم الدين وتحقيق غايتها بالأخلاق الحسنة والإحسان إلى الناس والتقوى في السر والعلن.

. التدين الشكلي ( المغشوش)

هو أن يتأخذ بعض الناس التدين الشكلي ، ليقال عنهم أنهم متدينين أمام الخلق ، كالظهور بمظهر الرجل الزاهد التقي وملازمته لرجال الدين وتواجدهم في المساجد وحرصهم على أن يضفوا على أنفسهم جواً مظهرياً يوحي بالتدين ، فيطول اللحية إلى أقصى حد والثياب القصيرة إلى ما تحت الركبة بقليل ، والتشدد المفرط في صغائر الأمور الدينية ، أيضاً المرأة كذلك ، فهناك نساء  وفتايات محجبات يرتدين النقاب أو الخمار والعباءة أو يرتدين لباس شرعي ساتر ولكن يضعن على وجوهن الماكياج  ويتزينون ،  ويكون ملفت ويقولن عن أنفسهن أنهن محجبات ، وهذا التدين الشكلي يشوه صورة التدين الإسلامي الحقيقي ، فهذا ممكن أن يبعد من أراد أن يلتزم بالدين .

. التدين الحقيقي

هو الذي يجمع بين الشكل والمضمون أي يكون ظاهره وشكله الإلتزام والتدين وباطنه يكون في تطبيقه لشرع الله وأوامره وطاعة الله والتخلق بأخلاق الإسلام في السلوك والمعاملة بين أفراد المجتمع ، فهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، قال تعالى : " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ "

فيكون اللباس المظهري الشرعي ليوافق العمل الباطني ولكي يعكس عن هذا الدين صورة حسنة ويكون قدوة لغيره ، وممكن أن يكون سبباً لدخول أي إنسان كافر في الدين الإسلامي .

.

. ثمار التدين

إن ثماره كثيرة تعود على الفرد والمجتمع ، فهو هنا يتعرف على خالقه وما الغاية من وجوده وخلقه في هذه الحياة ، وهي عبادة الله وحده لا شريك له ، وأنه لم يخلق عبثاً ، وإنما خلق لهدف ، فإذا عرف المؤمن الغاية من خلقه ، عاش حياة مطمئنة ومستقرة ، فهو يوازن بين مطالب الجسد والروح فلا يطغى جانب على آخر بل هو الوفاق والوئام الذي جاء به الإسلام ، وأيضاً يبعد الإنسان عن الصراع مع ذاته ، فالشيطان يوسوس له ويقول يكفيك القدر القليل من المعرفة بالدين ، ولماذا كل هذا التدين ؟ وتارة نفسه ، فالإنسان في صراع دائم مع الشيطان وعليه أن يتغلب عليه بعدم الإستماع لكلامه وأفكاره بل إطاعة الله ليحافظ على تدينه قدر المستطاع ، ويجاهد نفسه لذلك.

فالتدين الحقيقي هو علاقة وطيدة تربط بين الإنسان وربه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "  

-" إِنَّ اللهَ تعالى لَا ينظرُ إلى صُوَرِكُمْ وَأمْوالِكُمْ ، ولكنْ إِنَّما ينظرُ إلى قلوبِكم وأعمالِكم" رواه أبو هريرة
عدل

فالله لا ينظر إلى صورنا وإنما ينظر إلى قلوبنا ولهذا عليه أن يكون الشكل مطابق للمضمون ، لنكون أمةً يفخر بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،

فاللهم اهد قلوبنا  وارزقنا القلوب السليمة .

  1. ^ "آثار التدين في الإسلام في حياة المسلم".
  2. ^ "شروح الحديث". موسوعة الدرر السنية. ٢٣_ ٢_ ٢٠٢١. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  3. ^ "التدين الحقيقي والتدين الشكلي المظهري".