مستخدم:F.haddadin/ملعب

هجرة الحدادين من الكرك إلى رام الله وعودتهم بعد تأسيس المدينة ظروفها التاريخية والاجتماعية في روايات شفوية ومكتوبة:

رواية عزيز شاهين:

اعاد حديث الاستاذ الدكتور البرت بطرس ذات يوم إلى خاطري موضوع هجرة عشيرة الحدادين الأردنية إلى رام الله وعودتها ثانية إلى الأردن وهو الذي ذكرني بكتاب عزيز شاهين الباحث في تاريخ رام الله. انها حادثة تستحق المتابعة والتدقيق في حركة القبائل بين الضفتين وبخاصة هذه الهجرة غير العادية ذلك ان الحدادين اسسوا واقاموا مدينة رام الله. هناك كتب عن هجرة الحدادين ومنها كتاب عزيز شاهين نقلا عن قدورة وعن عدنان حدادين.

سابدا بومضات قبل التفاصيل: - عشيرة الحدادين الأردنية اسست مدينة رام الله قبل ان تعود ثانية لموطنها الأردن

_- تحركت القبائل شمالا بعد انهيار سد مأرب ومنها جاءت عشيرة الحدادين فعمرت جنوب الأردن قبل مجيء القياصمة

-صبرا الحدادين رجل محنك يجيد التحالفات كان نشيطا ومحنكا في عهده ازدهرت احوال جماعته الاقتصادية لحد كبير

-كان وجود الحدادين في الكرك فال خير وضربت به الامثال بخاصة بعد هجرتهم لرام الله

-لم يطق صبرا الحدادين بعدا عن الكرك وعاد اليها في حين بقي اخوه راشد في رام الله



قصة رام الله:

وسوف اقتبس رواية عزيز شاهين ثم اعود إلى التعليق لقد بدأ عزيز شاهين روايته بذكر قصة تأسيس مدينة رام الله.

تأسيس الحدادين لمدينة رام الله:

ذكر عزيز ان اهالي رام الله يعرفون ان «راشد الحدادين» واخاه «صبرا» هم أول من سكن مدينة رام الله لكنهم يجهلون التاريخ يروي بعضهم انها كانت في القرن السابع عشر ميلادي ويذكر آخرون انها كانت في القرن السادس عشر.

رواية عدنان حدادين:

في دفتر عدنان حدادين الذي دونه في بلدية رام الله في 8/8/1953م روى عدنان قصة الهجرة بعد انهيار سد مأرب وكيف استوطن الغساسنة «اذرح» وهاجر البعض إلى الشمال وأسس دولة الغساسنة .. بقيت الجماعة المعروفة بالحدادين في اذرح ثم هاجرت إلى الشوبك ثم إلى الكرك .. وهذه كلها مصادر شفوية دونها عدنان ونقلها عنه عزيز شاهين ونفس الرواية الشفوية لا تحدثنا عن اسباب تسمية الحدادين بالحدادين غير ان الجماعة كانت تقوم بأعمال صناعة حتى تعيش وانهم جاءوا إلى اذرح واقاموا طاحونة وزرعوا الاراضي وربوا الأغنام وامتد نفوذهم إلى الشوبك وسكنوا قلعتها وزرعوا الفواكه والحبوب وهكذا فان الحدادين استقروا في المنطقة.

معادلة جديدة في المنطقة وهي هجرة القياصمة:

هناك معادلة جديدة في الهجرة وهي هجرة قبائل القياصمة في منتصف القرن الثالث عشر. جاء الامير ابن قيصوم إلى المنطقة وشاهد العمران الذي اوجده «الحدادين» .. وطلب ابن قيصوم من الحدادين بعض المراعي فمنحوها له ونشأت بين الطرفين مودة وتعاون وتحدثت الروايات الشفوية عن تفاهم طويل الامد، بين الحدادين والقياصمة وقد ساعد وجود القياصمة في رد غزوات القبائل المتحركة شمالا من الحجاز مثل العمرو وابن ثبيت اذ منع القياصمة العمرو وابن ثبيت من دخول المنطقة الخصبة ولم يخف التوتر الا بعد مصاهرة ابن «دارى» من العمر مع ابن قيصوم.

ولكن على ما يبدو فان وجود قلعة الكرك والخصب في الكرك سارع في هجرة الحدادين إلى الكرك فاستقروا فيها ومن حولهم القياصمة .. وبسبب الأمن ونشاط الحدادين فان الاحوال الاقتصادية تحسنت .. وكان ذلك في بداية القرن السادس عشر.

راشد وصبرا الحدادين

في تلك الفترة اشتهر راشد وصبرا الحدادين ويبدو ان صبرا كان رجلا محنكا يجيد التحالفات واستقطاب الناس فاستقطب البدو وسكان الكرك.

وتفاهم مع عائلة «البنوي» وبدأ التعاون في السراء والضراء بين الطرفين.

كان صبرا غنيا وفتح دارا للضيافة «مضافات» واحدة للرجال والأخرى للنساء وكان يخزن فائض القمح في الأبار في بئرين:

1- بئر القاعة.

2- بئر أبو الذبان.

الخلاف مع القياصمة:

ازدهرت احوال الحدادين اقتصاديا وازدهرت اوضاع المنطقة كلها بسبب الاستقرار السياسي ونشاط وحنكة صبرا .. ولكن حادثا تقليديا تكرر في الادب والتراث الأردني .. وملخصه ان صبرا رزق بنتا في حضور ابن قيصوم الذي طلبها ووافق الوالد على سبيل المجاملة .. ولكن ابن قيصوم اخذ الامر بجد وطلبها لما كبرت ورفض والدها وبدأ ابن قيصوم يضايق صبرا .. في ماله ثم عياله اذ اختطف ولدين لصبرا والقى بهما في «باطن الطويل» في مكان يعرف بـ «مدخل ولدي الحداد».

دفع هذا التصرف صبرا لتلبية طلب ابن قيصوم وليحضر ليأخذ البنت .. وتمت دعوتهم وفي قصة متكررة في الادب الأردني لم يوضع الملح على الطعام وبمساعدة حسين «البنوي» وجماعته تم الاجهاز على المدعوين من القياصمة، هاجر صبرا وجماعته إلى فلسطين ومعهم آل البنوي عن طريق البحر الميت ولم يدركهم الامير ابن قيصوم.

حلحول «الخليل»:

حط المهاجرون رحالهم في حلحول في الخليل ولكن لم يمكثوا فيها أكثر من ستة أشهر اذ غادروا إلى بيت جالا وبيت لحم .. وكانت ظروفهم قاسية جدا.

هناك ذهب راشد أخو صبرا إلى رام الله في حين ذهب حسين البنوي وجماعته إلى البيرة.

تصاريف القدر:

وفي الكرك حل مَحْلّ بعد هجرة الحدادين وظهر التشاؤم في حياة الناس وجرى على لسانهم «مثل» يقول «من يوم ما خرج الحداد قلت البركة من البلاد» ولم يكن وضع صبرا جيدا اذ ان الحنين كان يتزايد عنده للعودة إلى الكرك .. وبخاصة مرة عندما فلتت من زوجته عبارة «من اين لنا الطعام ... وهل بئر القاعة عندنا» وبئر القاعة البئر الذي كان يضع فيه صبرا الحنطة، مما جعل صبرا يصمم على العودة للكرك.

العودة للكرك:

عاد صبرا إلى الكرك متخفيا بين الابل حتى دخل بيت ابن قيصوم .. وعندما دخل البيت عرفته زوجة ابن قيصوم وهي التي توسطت له على الفور عند زوجها وعندما بدأت الحديث فانه قطع عليها خط الرجعة بقوله انه سوف يعطيها اي شيء ما عدا «دم صبرا الحداد» ولكنها ظلت تفاوضه حتى وافق وقابل صبرا ثم اقنع جماعته وكانوا متسامحين مثله ومكث صبرا بعدها اسابيع وعندما شاهد ما هم فيه من حاجة فتح لهم أحد الأبار المليئة بالحنطة وسد حاجتهم وسط دهشتهم. عاد صبرا لفلسطين. من عاد من الحدادين للاردن



بعد عودة صبرا إلى فلسطين واخباره أهله ما حصل معه في الكرك فان الحذر ظهر عند اخوته وآل البنوي. في حين ان صبرا واولاده عاد للكرك في حين بقي راشد في رام الله والبنوي في البيرة وسكن اخوه الثالث في بيت جالا اما الرابع فهاجر إلى السلط.

وبالنسبة لصبرا فقد اعاد لنفسه الاعتبار والمكانة في الكرك وبخاصة بين البدو ويذكر عزيز انه اجتذب المسيحيين للكرك من الجنوب ويذكر ايضا رواية إنه زوج رجلا مسيحيا مصريا اسما «هليسا» ابنته وضم لهما ثلث املاكه ومن نسله عشيرة الهلسة في الكرك.

هجرة عام 1882:

ولأسباب اقتصادية واجتماعية هاجرت عشائر مسيحية من الكرك إلى الشمال وسكنت في مادبا وهي العزيزات.

وفي عام 1892 هاجرت عشيرة الحدادين والهلسة إلى قرية ماعين التي كانت تحت سيطرة العوازم .. وبعد اربعة اعوام عادت عشيرة الهلسة وقسم من الحدادين للكرك .. وظل القسم الأكبر من الحدادين في ماعين.

رواية يوسف قدورة:

روى يوسف قدورة رواية اقرب للصحة من رواية عدنان حدادين وتتلخص بما يلي:

اولا: هاجرت قبيلة بني عمر من الحجاز حتى لا تدفع الضريبة لشريف مكة وجاءت إلى جنوب الأردن وقسمت المنطقة إلى ثلاثة اقسام وأخذ الشيخ ذياب ابن قيصوم «الكرك والشوبك».

ثانيا: اختلف الشيخ ذياب مع راشد الحدادين لأحد السببين:

أ- او لإنه استضاف خصمه «ابن عمه» سيف بن زهير.

ب- اما لأنه رفض ان يزوجه البنت التي ولدت بحضوره وأخذ من وعدا والدها بذلك.

ثالثا: طرد ابن قيصوم اهالي الكرك إلى ام قيس لأنهم آووا خصومه.

وفي رواية ان راشد الحدادين تعاون معه أحد مشايخ المسلمين وهربا إلى فلسطين وعطل راشد تقدم جماعة ابن قيصوم بان زرع المناجل والرماح في مياه البحر الميت فلم تستطع الخيل اللحاق بهما.

رابعا: توجه راشد إلى ضواحي البيرة ومعه الشيخ طناش وكانت هناك عشيرة الغزاونة .. سكن طناش في البيرة وسكن راشد في خربة رام الله بعد ان اشترى الارض من اهلها الغزاونة.

خامسا: بعد وفاة ذياب عاد راشد إلى الكرك هذه رواية يوسف قدورة وتلاحظ الشبه في الروايتين ان الهجرة حصلت إلى رام الله وان العودة حصلت وان اولاد المهاجرين بقوا هناك وان اسباب الهجرة خلاف مع ابن قيصوم وان الهرب تم بمعاونة عائلة او شيخ مسلم.

عزيز شاهين يشرح الباقي من التفاصيل:

عاد عزيز وشرح ان الذين بقوا من الحدادين في رام الله سواء من اولاد صبرا او اولاد راشد فان اولاد راشد هم:

حداد وابراهيم وجريس وشقير وحسان وان تقسيم الاراضي بين الحدادين كان بين عشيرتين:

الحددة وهم:

1- خليل جد آل جغب «سموا بذلك لأنه قال لثور اجغب والا كسرت قرنك».

2- عيسى جد الشراقة «سكنوا شرق البلد»

3- عزوز جد عزوز وفرحات وغنام «اندمجوا مع آل جغب»

4- يوسف جد ال يوسف.

5- عواد جد آل عواد.

الحمائل وهم اشقاء حداد الاربعة:

1- إبراهيم.

2- جريس.

3- شقير.

4- حسان.

عشائر اخرى انضمت لهم

روى عزيز ان الحدادين توفقوا في حياتهم واستقبلوا هجرات اخرى من الضفة الغربية منها.

1- في عام 1750م استقبل آل جغب افرادا من آل عجلوني منهم «خليل» وكان يقال لهم «بنو عيسى».

2- في عام 1795 استقبل آل عواد افرادا من آل حشمة من شطنا.

3- في عام 1805م استقبل الشراقة افرادا من آل نزال من القدس.

4- في الفترة ما بين عام 1810 - 1885م استقبل الشراقة عائلات آل الاعرج وزغروت وتهدا من دير ابان.

5- في عام 1860م رحل آل عودة من دبين إلى رام .... واستمرت الهجرات وبلغت ذروتها عام 1948م وهناك هجرات من رام الله للخارج ومنها:

- آل الحساسنة «في فترة 1650 - 1700» إلى عسفية والجلمة في حيفا.

- حنا إبراهيم الصناع عام 1858 إلى استنابول مع الحجاج اليونانيين.

- يوسف عودة الدبيني 1895 إلى اميركا.

- عيسى اسحق عبده وحنا عازر حشمة عام 1898 إلى البرازيل.

- عيسى اسحق عبده وحنا عازر حشمة وعيسى صلاح جغب وعيسى خشان عام 1901 إلى الولايات المتحدة.

ولاحظ شاهين ان معظم الذين سافروا لاميركا الشمالية توفقوا في حين ان الذين سافروا لاميركا الجنوبية لم يتوفقوا.

وفي داخل رام الله حصلت مشاكل تحدث عنها عزيز شاهين كانت نهايتها الطوشة الكبرى عام 1905م. - See more at: http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleno=57131#sthash.oFhQhsWm.dpuf