مستخدم:Eman3bdullah10/ملعب

الفجوة بين الأجيال أو الفجوة الجيلية هي اختلاف أراء جيل عن جيل آخر فيما يخص المعتقدات أو السياسات أو القيم، أمااليوم فقد يستخدم مصطلح "الفجوة بين الأجيال" ليشار غالباً إلى الفجوة المحسوسة بين الشباب و ابائهم أو أجدادهم.

تاريخ المصطلح

عدل

لاحظ العالم الاجتماعي كارل مانهايم أن اختلافات الأجيال تكون في انتقالهم من مرحلة الشباب إلى مرحلة البلوغ، وقد درس علماء الاجتماع الطرق التي تفرق الأجيال عن بعضها البعض ليس فقط في المنزل بل في المناسبات الاجتماعية أو في الأماكن الاجتماعية ( كالكنائس والنوادي، ويقصد أيضاً "مراكز لكبار السن" و "مراكز للشباب"). وظهرت النظرية الاجتماعية للفجوة بين الأجيال في عام 1960 عندما بدأ الجيل الجديد (المعروف لاحقاً بفترة طفرة المواليد) بمعارضة جميع معتقدات ابائهم السابقة من حيث الموسيقى و القيم و الآراء الحكومية والسياسية.، وقد أشار علماء الاجتماع اليوم إلى "الفجوة بين الأجيال" بالتفرقة الناتجة عن عمر الشخص، فقسم علماء الاجتماع فترة الحياة الى ثلاثة مستويات: الطفولة ومنتصف العمر وسن التقاعد، وعادة عندما تمارس الفئات العمرية أي من هذه النشاطات الرئيسية، ينعزل كل جيل جسدياً عن الجيل الآخر مع التفاعل القليل بسبب الحواجز العمرية باستثناء الأسر النووية.

الفجوات الجيلية التمييزية

عدل

هناك العديد من الطرق للتفرقة بين الأجيال، فعلى سبيل المثال الأسماء التي أعطيت لمجموعات رئيسية (طفرة المواليد، جيل X،...إلخ) ووضع كل جيل اتجاهاته الخاصة ولديه تأثيره لثقافي الخاص.

استخدام اللغة:

عدل

يمكن أن تتميز الأجيال بطريقة استخدامهم للغة بشكل مختلف، أنشأت الفجوة بين الأجيال فجوة مماثلة في اللغة والتي يمكن أن تكون صعبة عند التواصل وهذه المشكلة هي إحدى المشاكل الواضحة في المجتمع وتنشأ تعقيدات في التواصل اليومي في المنزل وفي مكان العمل وفي المدارس، وتسعى الأجيال الجديدة لإظهار أنفسهم كشيء بغض النظر عن العمر، ويتبنون لغة مميزة وعامية جديدة تسمح بإنشاء الجيل معنى الفصل عن الجيل السابق، وهذه الفجوة الظاهرة بين الأجيال يمكننا رؤيتها كل يوم، "رمز الرجل الأكثر أهمية هو لغته ومن خلالها تظهر حقيقته".

اللغة العامية:

عدل

اللغة العامية هي تغير دائم لمجموعة من الكلمات أو العبارات العامية التي يستخدمها المتحدثون لإنشاء أو لتعزيز الهوية الاجتماعية أو للتماسك في المجموعة أو مع اتجاهٍ في المجتمع ككل، فكل جيل من الأجيال المتعاقبة في المجتمع يصارع لإنشاء هويته الفريدة الخاصة به من بين سابقيته ويمكن تحديد الفجوة الجيلية التي تقدم تأثيراً كبيراً على التغيير والتكييف المستمران في اللغة العامية، فتعتبر اللغة العامية غالباً كلهجة سريعة الزوال وتتطلب كلمات جديدة ثابتة لتلبية المتطلبات سريعة التغير في الخصائص، بينما تحافظ معظم المصطلحات العامية على مدة شعبية وجيزة، وتقدم اللغة العامية ستار عامي سريع ومتاح بسهولة لإنشاء وللحفاظ على الفجوة الجيلية في المحتوى الاجتماعي.

التأثيرات التكنولوجية:

عدل

يُنشئ كل جيل لغة عامية جديدة ولكن مع التطور التكنولوجي اتسع مفهوم الفجوات بين الأجيال القديمة والأجيال الحديثة، فعلى سبيل المثال "يعني مصطلح 'مهارات التواصل' الكتابة والتحدث بشكل رسمي للموظف المتقدم بالعمر، بينما قد يعني البريد الإلكتروني و المرسال الفوري للموظف العشريني"، و غالباً ما يكون لدى الأشخاص محادثات خاصة بهم في غرفة سرية و مزدحمة وذلك بفضل تقدم الهواتف المحمولة والرسائل النصية في عصرنا هذا، كما طور "مستخدمي الهاتف" شكل اللغة العامية والكتابة بلغة غير مألوفة وهما غالباً ليستا خارج إطار التكنلوجيا الذكية، ويعتمد استخدام الأطفال المتزايد للأجهزة التكنولوجية الشخصية كالهواتف المحمولة للتعريف بأنفسهم وإنشاء بيئة اجتماعية بعيدة عن أسرهم وتغيير طريقة تواصلهم مع ابائهم، فقد شجعت الهواتف المحمولة و المرسال الفوري والبريد الإلكتروني المستخدمين الشباب لإنشاء ابداعاتهم وميولهم ولغتهم الكتابية الخاصة بهم التي أعطتهم فرصة جوهرية غير متوقعة، فقد أصبحوا على تواصل أكثر من ما مضى ولكن ابتعدوا كثيراً عن الاستقلالية، فعلى وجه الخصوص أصبحت الرسائل النصية لهذا الجيل نسخة كاللغة المستخدمة في الألعاب". بينما الحالة في المهارات اللغوية كالاختزال والنظام الاختزالي المتداول خلال القرن العشرين، أنشأت الاختراعات التكنولوجية الحاصلة بين الأجيال هذه المهارات القديمة، فاستخدمت الأجيال القديمة طريقة الاختزال لتكون قادرة على تدوين الملاحظات والكتابة بسرعة باستخدام الرموز المختصرة بدلاً من كتابة كل كلمة، ولكن لم يعد مع التكنولوجيا ولوحات المفاتيح والأجيال الجديد الحاجة لمهارات التواصل القديمة كاختزال جريج، فقبل أكثر من 20 سنة دُرست المهارات اللغوية كالدروس الاختزالية في العديد من المدارس الثانوية، أما الآن فالطلاب نادراً ما يسمعون أو حتى يرون هذه الأشكال.

بقيت الرحلات لكل مرحلة عمرية كما هي على مر التاريخ، فقد تشارك جميعهم بزيارة نفس المعالم الجوهرية في سفرهم من مرحلة الطفولة وفي منتصف العمر إلى سن التقاعد، فبالرغم من بقاء الطُرق نفسها -أي الذهاب إلى المدرسة والزواج وزيادة عدد أفراد العائلة والتقاعد – إلا أن الرحلة في الواقع تختلف ليس فقط مع كل شخص ولكن مع كل جيل جديد، فعلى سبيل المثال مع مرور الوقت ستكون التكنولوجيا معروفة للأشخاص الأصغر فالأصغر سناً، فعندما أدخل جيل طفرة المواليد الأتاري وألعاب الفيديو إلى ابائهم، درس جيل يار ابائهم على كيفية استخدام مسجلات الفيديو الرقمية والهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي، لذلك هناك فرق شاسع بين جيل يار وجيل طفرة المواليد عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا، فقد أجرت مؤسسة النوم الوطنية عام 2011 استفتاء يركز على النوم واستخدام التكنولوجيا، 95% من الاستفتاءات أجازت استخدام بعض أشكال التكنولوجيا في أخر ساعة من الليل قبل الخلود إلى النوم، وأجرى ميشيل قراديزر دكتور جامعة فلندر في استراليا استفتاء وأبحاث متعلقة بهذا الأمر، وقارن الدكتور قراديزر الاختلاف بين أنماط النوم لدى هؤلاء الذين يشاهدون التلفاز أو يسمعون الموسيقى قبل وقت النوم والذين يستخدمون الهواتف المحمولة وألعاب الفيديو والإنترنت.

فقد لاحظت الدراسة أنه تتراوح أعمار جيل طفرة المواليد من (46- 64) وجيل اكس من (30-45) وجيل واي من (29-19) وجيل زيد من (13-18)، وقد أظهرت البحوث المتوقعة أن الفجوات الجيلية تختلف باختلاف نوع التكنولوجيا المستخدمة، وظهرت فجوة كبيرة بين مستخدمي الرسائل النصية ومستخدمي الهواتف للتحدث، فقد اعترف 56% من جيل زيد و42% من جيل واي بإرسالهم الرسائل النصية واستقبالها وقراءتها كل يوم ساعة واحدة قبل وقت النوم مقارنة مع 15% فقط من جيل اكس و 5% من جيل طفرة المواليد، فمن المحتمل أن 67% من جيل طفرة المواليد أكثر مشاهدة للتلفاز في أخر ساعة قبل وقت النوم مقارنة مع 49% من جيل واي، عندما سُئلوا عن استخدام الكمبيوتر أو الإنترنت في أخر ساعة قبل وقت النوم أوضحت هذه الاستفتاءات بأن 67% يستخدمون الكمبيوتر "لبضع ساعات في الأسبوع" وذكرت أن 55% من جيل زيد "يتصفحون الإنترنت" كل يوم قبل النوم.

الغة السمسرة:

عدل

تتعلق هذه الظاهرة باللغة وتعمل على تعريف ما يحدث من فجوة جيلية داخل الأسر التي لديها أجيال مختلفة يتحدثون لغات رئيسة مختلفة، ولإيجاد معنى للتواصل داخل المنزل انشغل العديد منهم بممارسة لغة السمسرة التي تشير إلى "تفسير وترجمة الأشخاص الذين يمارسون لغتين بدون تدريب خاص للمواقف اليومية"، ففي الأسر المهاجرة يتحدث الجيل الأول بلغتهم الأم أولاً، أما الجيل الثاني يتحدثون أولاً بلغة الدولة التي يعيشون فيها بينما بقيت اللغة الطلقة لديهم هي لغة ابائهم، أما الجيل الثالث يتحدثون أولاً بلغة الدولة التي ولدوا فيها بينما يتحدث القليل منهم بلغة أجدادهم الأصلية، يعمل أفراد الجيل الثاني كمترجمين ليس فقط مع الأشخاص خارج المنزل بل داخلة أيضاً، بالإضافة إلى يكافحون الانقسامات والخلافات الجيلية بسبب التواصل اللغوي. وعلاوة على ذلك، تستخدم بعض الأسر المهاجرة والمجتمعات أيضاً لغة السمسرة لضم الأطفال مع مساعي الأسرة والمجتمع المدني، فيصبح دمج الطفل مهم جداً لتشكيل الروابط بين المجتمعات المهاجرة الجديدة والثقافة السائدة والأشكال الجديدة من الأنظمة البيروقراطية، بالإضافة إلى أنها تقدم للطفل التطور عن طريق تعلمها والاستمرار فيها.

السلوكيات في مكان العمل:

عدل

ذكرت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم "أن الأجيال الحديثة قد أدخلت مكان العمل في مواجهة مع التغير السكاني ومع ازدياد أماكن العمل المتعدد للأجيال"، كما أظهرت العديد من الدراسات المشاركة أنه يمكن أن تختلف الاهتمامات المشتركة للفجوة الجيلية بشكل كبير عن طريق الأفراد المتزايدون في أماكن العمل المتعدد للأجيال، فعلى سبيل المثال يرغب سبعة وخمسون بالمئة من جيل الألفية بنظرة جدية لعرض عمل على شركة أخرى و يبحث 47% فعلياً على وظيفة جديدة، وعلى نقيض ذلك يرغب 20% فقط من العمّال الناضجين الاهتمامات الوظيفية ويبحث 12% فقط فعلياً على وظيفة جديدة، فقد قال تسعة وخمسون بالمئة من جيل الألفية أن الركود السلبي أثر على خطط وظائفهم، بينما 35% من العّمال الناضجين يشعرون بنفس الطريقة، ولكن بحسب ما ذكرته الدراسات المشاركة يتشارك العّمال الناضجين وعمّال الجيل الجديد بنفس المواضيع التي تخص الفجوة الجيلية، فقد تتداخل أراءهم حول مرونة ساعات و ترتيبات العمل و الترقيات و المكافآت وأهمية إجادة استخدام الكمبيوتر والقيادة، بالإضافة إلى أنه معظم جيل الألفية والعّمال الناضجين يستمتعون بذهابهم للعمل كل يوم ويشعرون بالإلهام لبذل قصارى جهدهم.

الوعي الجيلي:

عدل

الوعي الجيلي هي طريقة أخرى للتمييز بين الأجيال التي عملت بنظرية العالم الاجتماعي كارل مانهايم، فالوعي الجيلي هو عندما تدرك مجموعة من الأشخاص تواجدهم بين مجموعة مختلفة يمكن تمييزها عن طريق القيم والاهتمامات المشتركة، ويمكن أن يجلب التغير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الوعي بالاهتمامات والقيم المشتركة للأفراد الجيل الواحد الذين لديهم تجربة حول هذه الأحداث مع بعضها البعض فبالتالي تشكل لدينا وعي جيلي، ويمكن أن تؤثر هذه الأنواع من التجارب على نمو الفرد في سن صغير، وتمكنه من البدء بصنع تفسيرات خاصة به عن العالم استناداً بالمواجهات الشخصية التي تضعه بعيداً عن الأجيالٍ الأخرى.

التعايش بين الأجيال:

عدل

"بحسب ما ذكرته الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2012 أن العزلة الاجتماعية والوحدة لدى الرجال والنساء الأكبر سناً ترتبط مع تزايد معدل الوفيات"، فالتعايش بين الأجيال هي الطريقة التي بدأت تُستخدم حالياً في جميع أنحاء العالم كوسيلة للقضاء على مثل هذه المشاعر، فقد صرح دار الرعاية في ديفينتير أن هولندا طورت البرنامج حيث وفر طلاب الجامعات المحلية شقق صغيرة وبدون إيجار لمنشأة دار الرعاية، ففي المقابل تطوع الطلاب لقضاء وقت لا يقل عن 30 ساعة في الشهر مع كبار السن، فسيشاهد الطلاب الرياضات مع كبار السن ويحتفلون معهم بأعياد الميلاد وسيظلون معهم أثناء المرض وأوقات الشدة، فقد وضُعت برامج تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر في برشلونة في اسبانيا تشبه البرنامج الهولندي، ففي البرنامج الإسباني وضع الطلاب هدف مماثل لجعل منازل كبار السن رخيصة أو بدون إيجار في مقابل مرافقتهم، فقد انتشر هذا البرنامج بسرعة في 27 مدينة أخرى في أرجاء اسبانيا ويمكن أن توجد برامج مشابهة لهذا البرنامج في ليون وفرنسا وكليفلاند و اوهايو.

الخصائص السكانية:

عدل

ولكي يفهم علماء الاجتماع انتقال الأطفال لمرحلة البلوغ في مختلف الفجوات الجيلية، قارنوا الجيل الحالي بالجيلين المتقدم والقديم بنفس الوقت، لا يعمل كل جيل بتجربة طرقهم الخاصة في النضج العقلي والجسدي، ولكنهم خلقوا جوانب جديدة للذهاب إلى المدرسة وبناء منزل جديدة والبدء بتكوين أسرة وانشاء خصائص سكانية جديدة، فقد تعلق الاختلاف في الخصائص السكانية بالقيم والتصرفات والسلوك بين جيلين اعتادا على انشاء لمحة موجزة عن جيل جديد من الشباب. وبعد النجاح الاقتصادي المزدهر الذي نتج من الحرب العالمية الثانية، ارتفع عدد السكان الأمريكيين بين سنتي 1946-1964والتي سمي فيها الجيل الأمريكي "بجيل طفرة المواليد"، أما اليوم فقد يحتفل جيل طفرة المواليد باليوم الخامس والستين من يوم ميلادهم، وفي العقدين القادمين سيزيد عدد المواطنين الأمريكيين الكبار في السن أضعافاً مضاعفة بسبب السكان الذين ولدوا خلال السنتين 1964و 1946 ، ولكن تنمو الفجوة الجيلية بين جيل طفرة المواليد والأجيال المتقدمة بسبب وجود سكان جيل طفرة المواليد بعد الحرب، وهناك اختلاف كبير في الخصائص السكانية بين أجيال طفرة المواليد و الأجيال القديمة حيث أن الأجيال القديمة أقل اختلافاً في العنصرية والعرقية من أجيال طفرة المواليد، ويُظهر هذا الاختلاف السكاني العنصري الجذري ويُبقي استمرار نمو الفجوة الثقافية أيضا؛ لأن جيل طفرة المواليد يمتلك تعليماً عالياً ونسبة عالية من النساء في القوى العاملة اللواتي غالباً ما يشغلن أكثر المناصب المهنية والإدارية، وتنشأ هذه الفجوات الجيلية والثقافية الجذرية مشاكل التمييز المجتمعة ومشاكل الإنفاق أيضاً.