الانصات

عدل

إن الإنصات مهارة أساسية نحتاج إليها لتأسيس العلاقات والحفاظ عليها .

فإن كنت منصتاً جيداً , ستلاحظ أن الآخرين ينجذبون إليك , وأن الأصدقاء يثقون بك ويأتمنونك على أسرارهم , وأن صداقاتك وطيدة .

فالنجاح في العلاقات يتحقق بمزيد من السهولة لأنك تسمع الآخرين وتفهمهم , تعرف ماذا يريدون وماذا يؤلمهم أو يثير استياءهم , وأنت سعيد الحظ بما فيه الكفاية لتحظى بالكثير من فترات الراحة , وذلك لأن الآخرين يقدرونك ويرغبون في وجودك معهم .

إن الأشخاص الذين لا ينصتون مملون , فيبدو أن ما من أحد يثير اهتمامهم سوى أنفسهم . إنهم ينفرِّون منهم من يحتمل أن يصبحوا أصدقائهم وأحباءهم بتلك الرسالة التي يبعثونها : " إن ما ستقوله ليس مهماً بالسبة لي " .

ونتيجة ذلك عادة ما يشعرون بالوحدة والعزلة , والمأساة أن الأشخاص الذي لا ينصتون نادراً ما يكتشفون مكمن المشكلة , إنهم يغيرون العطر الذي يضعونه ويبتاعون ملابس جديدة , ويطورون حس المرح لديهم , ويتحدثون حول " أمور مثيرة " ولكن تبقى المشكلة الأساسية قابعة في مكانها , فليس من المتعة في شيء أن تتحدث إليهم لأن الطرف الآخر لا يشعر قط بالرضا النابع عن إحساسه

بأنه قد تم الإنصات إليه .

من الخطير ألا تنصت !

فأنت بذلك تفوت على نفسك معلومات مهمة وتعجز عن رؤية المشكلة عند بروزها , فحينما تحاول أن تفهم لماذا يفعل الآخرون ما يفعلونه ستضطر إلى القيام بقراءة الأفكار والتخمين لملء الفجوات في مهاراتك الخاصة بالإنصات .

إن الإنصات هو التزام ومجاملة :

إنه التزام بفهم شعور الآخرين وطريقة رؤيتهم لعالمهم , إنه يعني تنحية أحكامك المسبقة وظنونك ومخاوفك واهتماماتك الشخصية جانباً حتى تستطيع أن تخطو خلف عينى الطرف الآخر لترى بها الأمور, أن تحاول النظر إلى الأمر من منظور هذا الشخص .

وهو مجاملة لأنك تقول للطرف الآخر : " أنا أهتم بما يحدث لك , حياتك وتجربتك مهمتان بالنسبة لي " , والناس عادة ما يستجيبون لمجاملة الإنصات بالإغداق عليك بحبهم وتقديرهم .

الإنصات الحقيقي في مقابل الإنصات الزائف :

إن التزامك بالصمت في أثناء تحدث شخص آخر لا يعني بالضرورة أنك تنصت إليه , فالإنصات الحقيقي قائم على نية القيام بواحد من أربعة أمور :

1- فهم أحدهم .

2- الاستمتاع بأحدهم .

3- تعلم شيء ما .

4- تقديم المساعدة أو العزاء .

فإن كنت تبغي مساعدة شخص ما فليس بوسعك سوى الإنصات إليه , وحينما تستمتع بحوار ما أو تنوي تعلم شيء ما يصبح الإنصات عملية تلقائية وطبيعية , وعندما ترغب في مساعدة شخص على التعبير عن مشاعره تشاركه إياها بالإنصات .

إن المفتاح إلى الإنصات الحقيقي هو الرغبة في ذلك وعقد العزم عليه ولسوء الحظ ففي الكثير من الأحيان يبدو الإنصات الزائف كالإنصات الحقيقي .

وبعض من الاحتياجات التقليدية التي يلبيها الإنصات الزائف هي :

- جعل الناس يعتقدون أنك مهتم بما يقولونه , وبالتالي تحظى بحبهم .

- جعلك متنبهاً لخطر الرفض أو النبذ .

- الإنصات انتظار لمعلومة بعينها وتجاهل كل شيء آخر .

- شراء وقت للاستعداد للتعليق التالي .

- الاستماع الجزئي حتى ينصت إليك أحدهم .

- الإنصات للكشف عن مواطن ضعف أحدهم أو لاستغلاله .

- البحث عن مواطن الضعف في حوار ما حتى تستطيع أن تكون على حق دوماً أي الإنصات من أجل جمع ذخيرة لاستخدامها في الهجوم .

- الانتباه لرؤية كيف يستجيب الآخرون ومن ثم الحرص على تقديم النتيجة المرجوة .

- الاستماع الجزئي لأن ذلك ما سيفعله شخص جيد أو طيب أو لطيف .

- الاستماع الجزئي لأنك لا تعرف كيف تتملص دون أن يؤذي هذا مشاعر أحدهم أو يغضبه .

الماستر كوتش / أيمن إبراهيم دبور

مؤسس المدرسة العربية للكوتشنج