مستخدم:Asmaa Mahmoud Ibrahim/ملعب

ليلي العثمان:حياة من التفرد والإختلاف

_ميلادهاوطفولتها_

ولدت ليلي العثمان في بلدة ساحلية.تمنت والدتهاأن تلدها ذكرا لذلك و بعد أن أخبرت بجنس المولود اندفعت لتلق بها خارج النافذة لكن الممرضة قدمت في الوقت المناسب لتنقذ الموقف.ذلك يعنى أننى بدأت ببداية مختلفة فلم يتمى إغراقي كوسمية وسمية تخرج من البحر. لذلك فقصة ميلادى ألهمتنى الكثير من أعمالى أو بالأحرى لعنتها في كثير منها.ولدت في الكويت الإبنة الرابعة من الإناث بعد ثلاث أخريات وما تلاها من إنفصال والديها وزواج والدتها اللاحق. انتقلت للعيش مع والدها وإخوتها لتكون إبنة الزوجة الأولى مما جعل حياتها مذرية.ومن لك الحين صممت علي أن تكون صاحبة شخصية تنال إعجاب الجميع.بدأت في الكتابة والرسم علي الجدران منذ طفولته.فتلك كانت طريقتها الوحيدة لمقاومة ما تتعرض له من ضرب و سوء معاملة إضافة إلى أنها طريقة لتتناسي بها غياب الأب لإنشغاله بالتنقل بين زوجاته.

_صقل مواهبها_

كان ارتيادها للمدرسة تحولا ملحوظا في حياتها حيث قام مدرسوها بصقل مواهبها.فتولت أدوار رئيسية في المسرحيات التى قدمها الفريق المسرحى للمدرسة.فدائما ما يسألنى الجميع إن لم أكن كاتبة فماذا كنت افضل بدلا من الكتابة؟ فدائما ماكانت إجابتى ممثلة مسرح.وعلى الرغم من أن والدها منعها من استكمال دراستها بالمدرسةلكن بكاؤها المتواصل وحبها للتعليم دفعا والدها الشاعر عبد الله العثمان رئيس الديوان الأدبي الكويتى آنذاك أن يتيح مكتبته الخاصة لإبنته الشغوفة بالعلم و أخبرها بأنها ستصبح شاعرة مشهورة. "لقد اعتاد إجبارى لحضور الديوان الأدبي ومنعنى من نشر مقالاتى تحت اسمى فلم يكن يريد أحد ليعلم أنه سمح لإبنته من نشر مقالاتها في الصحف"

_زواجها_

عندما انتقلت من بيت الروائي ذى الطابع المحافظ كان ذلك الإنتقال هو التحول الفارق في حياتها فى عام 1965م.اعتاد أن يمنعنا من الخروج إلى السوق أو حتى إلى السينما.وأمدنا أيضا بكل ذلك داخل المنزل ففى كلا المنزلين قام ببناء ما يشبه حماما للسباحة وكان يعرض لنا فيلما أسبوعيا داخل المنزل.وصفت ليلي العثمان ذلك المنزل بالسجن الحقيقي تماما كرواية سجين زيندا كما روت في إحدى رواياتها. داخل العائلات الكبيرة وخاصة بداخل القري المحافظة يتوقع للفتيات أن يتزوجن من أبناء عمومتهن لذلك كان زواجها من طبيب فلسطينى عارا كبيرا. ولكن الزواج منحها الحرية في الدخول إلى عالم جديد هنا و بدءا من إمضاء شهر العسل في أوروبا. استعادت مجددا أنها لم تكن مهتمة كثيرا باللآثار أو الأماكن السياحية للمدن الجديدة التى لم تزرها من قبل فالحرية كانت أهم "اعتدت الصراخ والرقص في الشوارع فلم أكن سوى طفلة ذات ثمانية عشر عاما لاتزال تكتشف العالم".بعد ذلك شجعها زوجها علي نشر مقالاتها في الصحف خاصة عقب وفاة والدها.فبعد فترة قصيرة من زواجهما وأخذت في بسط يديها شارحة"شعرت وكأنى طائر يحلق بجناحيه"فوالدى كثيرا ماكان يقهرنى حتى بعد زواجى فلقد طلب من زوجى أن يمنعنى من الكتابة فيوم وفاته كان بمثابة أسعد أيامى , وبعد إنقضاء أسبوعين من وفاته ظهر اسمى لأول مرة في عديد من الصحف" ومن الأشعار للمقالات الإجتماعية إلى أن بدأت الكتابة تحت عمود يومى في جريدة السياسة.وكانت أول رواياتها المطبوعةإمرأة في إناء'. وفي أدب الرحلات كتبتأيام في اليمن وعن غزو العراق للكويت كتبت يوميات الصبر والمر.و أثناء الحرب أصرت على عدم ترك وطنها لتعايش تلك الفترة القاسية من الصراع مما أدى إلى تفكك أسرتها لتسرد والدموع قد ملأت عيناها.أجبر زوجها الثانى:الكاتب والروائي الفلسطينى"وليد أبو بكر" على مغادرة الكويت بعد تحريرها من القوات العراقية.وكما هو الحال الآن فإن طفولتى تتجدد مع أحفادى فحياتى سعيدة جدا فلقد حققت حلمى و أصبحت كاتبة محبوبة ومشهورة.

_اسهاماتها_ شهدت ليلي العثمان المناخ السياسي العام للكويت في ستينات القرن العشرين عندما تأسس أول برلمان خليجى بعد انفصال الدولة فكان هناك تضييق على حرية الصحافة خاصة بعد الرقابة على الصحف.واجهت ليلي العثمان التعصب الدينى والحركات السلفية المتشددة بحزم.ونتيجة لممارساتها السياسية تمت مقاضاتها وهوجمت بشدة وتم الزج بها في السجن في عام2000 لمدة شهرين قضتهم معها ليلي شعيب أستاذة الفلسفة بجامعة الكويت.واتهمت في لك الحين بكتابة بعض العبارات التى أساءت للخالق الأمر الذي اعتبر فسق و فساد.وفي نفس العام قامت بنشر كتابالمحاكمة الماقتة من صراط الواقي وفي ها الكتاب عادت لتهاجم المحاكم التى حرضها السلفيون ضدها في عام 1996 فقد خصصت الكتاب لهؤلاء الذين ادعوا عليها في تلك القضية. فصداقتها مع كثير من الأحزاب السياسية الفلسطينية ساهمت في التطوير الذهنى الذى تنشده.ففى ثمانينات وتسعينات القرن العشرين زادت قوة الإخوان المسلمين.فلقد فرضوا القوة على البرامج التلفزيونية وعلى ملابس الممثلات فقالت"لقد كانوا السلطة العليا فوق سلطة الدولة". فعلي الرغم مما جنته من العديد من الجوائز وماحققته من نجاح علي الصعيد العربي إلا أن بعض كتبها لازالت ممنوعة فهناك ستة كتب محظورة داخل الكويت حتى الآن على الرغم من بيعها داخل المملكة السعودية. زمن أشهرها الأساسوكذلك المحاكمةولقد تأثرت بشدة بصدد العدوان الإسرائيلي على لبنان في 2006 مما دفعها للكتابة عن البلد التى أحبتها على الرغم من أنه أثناء زيارتها الأولى لها لم يكن يتعدى عمرها حينها الثمانى سنوات لتعنون الكتاب بلبنان نصف القلب.ليلي العثمان متفائلة جدابمستقبل العرب على الرغم من قلقها إزاء تضخم قوة الإسلاميين وخاصة في مصر فما تشعر به أنها ستصبح كارثة حقيقية إن حدث هذا على العالم العربي بأسره .وتابعت في تحليل الموقف في العالم العربي على نحو متأمل فليست رواية جديدة عن الأحداث الجارية لكنها تعمل على كتابة جديدة تشتمل على حكايات عن جيرتها القديمة فى الكويت لتنل الكويت جانبا من الكتاب أيضا.وعندما سألت عن رأيها بصدد محاولة بعض الروائيات من النساء اللواتى يحاولن القفز على الأسواق بكتابات جنسية تستدعي الأنوثة قالت "لقد كتبت مشهدا جنسيا فقط في الأساس فذلك النوع من الكتابات لم يكن هدفى من الحياة".ترجمت الكثير من أعمالها إلي عدة لغات.كما أن روايتها وسمية تخرج من البحرتحولت إلى مسلسل تلفزيونى وإذاعى بل و مسرحية أيضا. حاليا ليلي العثمان منشغلة بجائزة خصصتها للشباب الكويتى والتى يتم منحها كل عامين"فعلي أن أكون أنانية وأمنح شباب وطنى الكثير.فكثير من الجوائز لا تهتم بمنطقة الخليج وكأن العالم مازال يعتبرنا بلادا للبترول ليس إلا". وعلى الرغم من التقدم في السن ومعاناته إلا أن ليلي العثمان تمكنت من السفر في رحلة إلى بيروت حيث تشارك حفل توقيع في معرض بيروت العربي الدولى للكتاب لإصدار نسخة جديدة من أبا المقام.