مستخدم:Alaa alrawi/ملعب

كتاب تيسير الرحبية شرح متن الرحبية في احكام الفرائض والمواريث الشرعية

                                                                       بِسْمِ اللهِ الرَّحمْنِ الرَّحِيْم

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد أن لا اله إلا الله وحده لآشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً .

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم ُّمسْلِمُون .

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا. أما بعد :- فهذه رسالة في علم الفرائض أشرح فيها متن الرحبية في المواريث الشرعية للإمام أبي عبد الله محمد بن الحسين الرَحَبيّ المعروف بابن موفق الدين المتوفى عام 775هـ وعلى مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى , مع ذكر الإختلافات بين مذهب الإمام الشافعي وبقية المذاهب في المسائل الخلافية , والذي يتتبع فقه المواريث يرى أن الخلاف في مسائل المواريث الشرعية ليس بالخلاف الواسع بين الأئمة كحال باقي أنواع علوم الفقه الأخرى , وهذا من فضل الله تعالى لهذا العلم الذي شرفه ورفع مكانته بين العلوم الأخرى ذلك بأن الله تبارك وتعالى فصل الفرائض وحدد أنصبتها ووزع فرائضها بنفسه سبحانه , فأعطى كل ذي حق حقه على ما قدّره الله بحكمته البالغة فهو العليم الحكيم الذي لا معقب لحكمه قال تعالى آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أقرب لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إن اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً , وأردت لهذا المؤلَف أن يكون ميسراً للمبتدئين في علم الفرائض حيث جمع الإمام الرحبيّ رحمه الله تعالى أغلب المسائل المهمة في علم الفرائض التي يحتاجها المسلم في حياته مبتعداً عن التوسع في المسائل الخلافية قليلة الوقوع والتي بوب لها العلماء في أمهات الكتب وتوسعوا فيها لبيان الإجتهادات الفقهية فيها لعدم وجود النص الثابت في كتاب الله أو سنة نبينا محمد لبعض المسائل مثل كتاب عمدة الفارض شرح ألفية الفرائض أو كتاب المغني والمجموع في شرح المهذب وغيرها , وأحب أن أنبه الى المنهج الذي اتبعته في هذا الكتاب :

1. عدم الإستدلال بالأحاديث الضعيفة في إثبات الأحكام الشرعية في علم الفرائض وما نقلته من الأحاديث أو الآثار التي لم تثبت إنما جاءت من خلال نقلي لبعض نصوص الإجتهادات الفقهيه للعلماء وقد نبهت الى ضعفها في هوامش الكتاب. 2. ذكرت بعض الأحاديث الضعيفة التي اشتهرت عند أهل الفرائض في مواضع الترغيب والترهيب فقط منبهاً إلى ضعفها وحسب القواعد العلمية المتبعة في رواية الأحاديث الضعيفة . 3. ما وجدته من الأحاديث في صحيحي البخاري ومسلم فقد اكتفيت بهما دون الإشارة الى كتب الحديث الأخرى لأن ذكر ما فيهما يغني عن غيرهما. 4. عند تخريج الأحاديث النبوية الشريفة فقد أعتمد نصاً لأحد كتب الحديث مع ذكر باقي الكتب التي أجد هذا النص فيها وإن كان النص بلفظ قريب لغرض الإستفادة , فوجب التنبيه على ذلك مثل حديث «أَعْمَارُ أُمَّتِى مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ». فقد أخرجه ابن ماجة والبيهقيّ بهذا اللفظ وأخرجه الترمذي بلفظ «أَعْمَارُ أُمَّتِى مَا بَيْنَ سِتِّينَ وَسَبْعِينَ» . 5. عند نقل بعض النصوص من كتب أهل العلم واستدلالاتهم ببعض الأحاديث , لم أجد لفظ الحديث في كتب الحديث ولعل الخطأ في الطباعة أو النقل أو غيره , مثل ما جاء في المغني عند شرح ميراث المفقود وذكر الحديث بلفظ «أَعْمَارُ أُمَّتِى مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إلى السِّتِّينَ » وقد وجدت الحديث في كتب السنن بلفظ «أَعْمَارُ أُمَّتِى مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ» , فاعتمدت اللفظ الثاني الذي وجدته في كتب السنن المعتمدة مع التنبيه على ذلك في الهوامش. 6. قمت في هذا الكتاب بالتوسع في بيان كيفية حل مسائل المواريث لتسهيل ذلك على المبتدئين , مع إعطاء العديد من الأمثلة في كل باب بما يسهل فهم حل هذه المسائل .

وانصح كل طالب علم يريد أن يتفقه في علم المواريث , أن يدرس هذا العلم على أيدي مشايخ أخذوا العلم عمّن فوقهم دراسةً , لأن علم الفرائض من العلوم التي تحتاج إلى بيان وإيضاح مصطلحاتها وكيفية حل مسائلها ولا يأتي ذلك عن طريق القراءة فقط , وأحب في هذا السياق أن أشكر شيخي الأستاذ مولود مخلص الراوي والذي أستفدت كثيراَ من تدريسه لي كما واعتمدت على فهرسته للمواضيع اثناء تدريسه شرح الرحبية في فهرسة هذا الكتاب , وأسال الله لنا و لكم الهداية والرشاد, وما أصبت فيه فمن الله وما أخطأت فمن نفسي, وأطلب من كل أخ وحبيب أن لا يبخل علينا من دعائه , و نصحه لي فيما يتعلق بأي خطأ أوشطط في مواضيع هذا الكتاب,وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

                                                                                                                     المؤلف
                                                                                                                علاء عبد الحميد الراوي