مستخدم:Alaa 1312/ملعب

عبود الشالجي

1910 - 1996

هو عبود بن مهدي بن محمد بن احمد الشالجي المولود في بغداد خلال العقد الاول من القرن الماضي . وليس غريبا ان لا يعرف عبود الشالجي عام ولادته بالضبط كمعظم من هم من جيله , لكنه يقدر سنة ولادته استنادا الى مسيرته الدراسية بين عامي 1908 و 1910 . نشأ وترعرع في محلة صبابيغ الإل والدهانة والصدرية وأكمل التحصيل الابتدائي والمتوسط في المدرسة الجعفرية ، وأكمل الدراسة الثانوية في المدرسة الثانوية الرسمية . انتسب في العام الدراسي 1926 - 1927 ، إلى كلية الحقوق ، وتخرج منها في سنة 1930 . مارس الحياة الوظيفية قبل تخرجه وتنقل ما بين موظف بسيط الى كاتب ضبط في مجلس النواب ، وكان هو الذي دون خطبة المرحوم رئيس الوزراء العراقي عبد المحسن السعدون الشهيرة ، تلك الخطبة التي انتحر على أثرها . وفي السنة 1931 انتقل على اثر تخرجه في كلية الحقوق إلى المحاكم ككاتب ضبظ , وكان هو كاتب الضبط في قضية (المكاتب السرية) المشهورة التي اتهم بها المرحوم مزاحم الباجه جي وزير الداخلية في وزارة نوري السعيد الاولى (وبعض رفاقه) بانه فرض الرقابة على المراسلات البريدية والهاتفية وطارد خصومه مطارده لا هوادة فيها خلافا للدستور , والتي أحيل بسبب هذا العمل السيد الباجه جي وعدد من جماعته الى المحاكم .


وفي سنة 1933عين عبود الشالجي حاكما في المحكمة المدنية . وفي السنة 1940 انتقل الى ممارسة مهنة المحاماة وقضى في ممارسة هذه المهنة قرابة ثلاثة عقود ، وكان اخر مكتب له يقع في عمارة فاطمة الواقعة في بداية شارع السعدون من ساحة التحرير . كان عبود الشالجي شخصية مثقفة ومعروفة في المجتمع البغدادي , وكان له مجلس في مكتبة تلتقي فيه الكثير الوجوه البغدادية من أهل الأدب والعلم والسياسة . كما كان كأي بغدادي اصيل يحب الظرافة ويجيدها اصالة لا تكلفا , وهناك الكثير من حكايات المنادرة والممازحة تروى عنه . ومن هذه القصص انه كان في فترة ما قاضيا في الحلة وقد صدر أمر نقله الى الموصل . واراد احد المدعين الذين لديهم قضية عنده التزلف أليه فطير له برقية يهنئه على ترفيعه . فما كان من الشالجي الا ان يرد على برقية المدعي ببرقية فيها البيت الشعري الاتي

الحمد لله على ما حبا اوشكت الغمة ان تنجلي ... فقد تحولت الى (الموصل) ودرهمكم قد ضاع منكم سدى

والدرهم كما هو معلوم اجرة ارسال البرقية . وكان عبود الشالجي من صرعى الكتب والمكتبات ، وقد اشتهر بأنه (نهم) في قراءة الكتب وفي شراء ما يستجد منها ومتابعة ما يصدر منها . وقد جمع اثر ذلك مكتبة من أنفس المكتبات الخاصة التي حوت نفائس المطبوعات ونوادرها . وفي السنة 1969 احال نفسه على التقاعد وهو في الستين من عمره ، وانتقل الى لبنان حيث سكن في مدينة بحمدون مدة خمسة عشر سنة تفرغ فيها للقراءة والكتابة . وقد أخرج خلال فترة اقامته بلبنان لقراء العربية خمسة وعشرين مجلدا ، منها (14) مجلدا كانت من تحقيقه ، وأحد عشر مجلدا من تأليفه . المجلدات التي هي من تحقيقه هي :

(مشوار المحاضرة وأخبار الذاكرة) للقاضي التنوخي - 8 مجلدات (الفرج بعد الشدة) - 5 مجلدات (الرسالة البغدادية) لابي حيان التوحيدي - مجلد واحد

اما الكتب التي ألفها فهي :

(الكتابات العامية البغدادية) - مجلد واحد (موسوعة الكنايات العامية البغدادية) - 3 مجلدات (موسوعة العذاب) - 7 مجلدات

ويقول العلامة عبود الشالجي بانه ألف أيضا عدة كتب اخرى تقع في ثلاثة عشر مجلدا ، لكنها أحترقت وهي لازالت مسودات من قبل غزاة اغاروا على داره واحرقوا كل مكتبته . ويضيف بان قسم من هذه الكتب كان قد صفت حروفه واعد للطبع في احدى مطابع بحمدون لكنها ايضا تعرضت للحرق فأضاع من احرقها عليه جهد العمر، وحرم المكتبة العربية من مؤلفات رائعة ، ومنها ما لم يسبقه إليه احد . وهذه الكتب هي :

(الرواتب في الإسلام) - مجلد واحد (المائدة في الإسلام) - مجلد واحد (الأثمان في الإسلام) - مجلد واحد (الصداق في الإسلام) - مجلد واحد (تطور الطب والجراحة في الإسلام) - مجلد واحد (الألقاب) - مجلد واحد (الخبر بن صاحب الخبر وصاحب البريد) - مجلد واحد (طرائف – ما عاينت ما سمعت ، ما قرأت) - ثلاثة مجلدات (آخر ما قالوا) - مجلد واحد (كيف ماتوا؟) - مجلد واحد

ويقول الشالجي بان مقتطفات من هذه المؤلفات الضائعة قد وردت في موسوعة (الكنايات العامية البغدادية) ، ومن قراها سيدرك مقدار الخسارة التي اصيب بها القارئ العربي من جراء حرق هذه الكتب .

وبعد ان طالته الحرب الاهلية اللبنانبة اضطر لان يلتجأ الى قبرص التي قضى فيها ثلاث سنوات ، الا ان ندرة الكتب والمصادر العربية هناك دفعه الى السفر الى عاصمة الضباب لندن . وفي تلك المدينة قضى الشالجي أوقاته ما بين مكتبة المتحف البريطاني ومكتبة جامعة لندن مستفيداً من بطاقة الانتساب التي تسهل له المطالعة والبحث . وكانت هذه الفترة من حياته غنية جدا ، فقد اطلع على نوادر الكتب ونفائس المخطوطات . وبعد ان ثقلت جعبته عاد الى بغداد ، مدينته التي احبها وعشقها وكتب عنها ، ليبدأ مشواره من جديد ويشكل حضوراً دائماً في الندوات الثقافية التي يدعى اليها مع صفوة من المثقفين والأدباء ، وليطل الشالجي وكأنه حلقة مفقودة بين صفوفهم منذ سنوات .

وبعد مدة بدأت امراض الشيخوخة تظهر عليه واخذ يشكو منها بعد ان أثقلت خطاه واصبحت معالم الكبر تبدوا واضحة العيان لكل من يراه . وفي ايامه الاخيرة اثر الانزواء والابتعاد عن الظهور الى ان وافته المنية في لندن يوم 14/4/1996 . رحم الله هذا الكاتب الفذ والعلامة الكبير واسكنه فسيح جناته