مستخدم:Ahmedbulushi/ملعب

== معوقات البحث العلمي

==

==== [1] البحث العلمي هو الركيزة الأساسية للإنسان في جميع مجالات وميادين الحياة، لأنه أساس تقدم وازدهار كل دولة، وهو أيضًا أحد مقاييس تقدم الحضارات والشعوب، ويعتبر البحث العلمي وسيلة مهمة لتحسين مستوى الجامعات ومستوى أعضاء هيئة التدريس. ويعد البحث العلمي طريـق الانسـان للوصول الى الاكتشافـات الجديدة، فمن خلال البحث العلمي يمكن للباحث إثبات أو نفي النظريات القديمة، أو يمكنه وضع فرضيات جديدة لم تكن موجودة من قبل. ويواجه البحث العلمي العديد من المعوقات في اعداده، لأن البحث العلمي يتطلـب توافـر العديد من المقومات لكي يصبح بحث ناجح، وفي حالة فقدان أحد هذه المقومـات، فإنه قـد يهدد البحث العلمـي بالفشل وعدم الاكتمـال. وفي هذا البحث سوف أتحدث عن أبزر معوقات البحث العلمي. إشكالية الدراسة: يكمـن سر نجـاح الدول فـي مختلف مجالات التعليم والسياسة والاقتصاد في البحث العلمي فبزيـادة الأبحـاث العلميـة يمكـن الوصول الى معرفة أكبر، ويمكن الحصول على المزيد من الاختراعات وبراءات الاختراع والاكتشافات، ومن هنا أخذت الدول تتنافس في مجال البحث العلمي وتخصص مبالغ ضخمة بهدف التغلـب على الصعوبات والمشاكل التي تواجههم وتحسين حياة الناس بشكل أفضل، ويتطلب ذلك المزيد من الأبحاث، ومع ذلك، يلاحـظ أن هناك عدد قليل جدًا من البحوث، وللوقـوف على هذه المشكلة لا بد من إجراء دراسة للتعرف على المعوقات التي تواجه الباحثين في إعداد البحوث العلمية. أهداف الدراسة: تهدف هذه الدراسة الى التعرف على حقيقة المعوقات التي تواجه البحث العلمي في الوطن العربي ومقارنتها بالدول المتقدمة، بالإضافة الى المعوقات الي تواجه أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب، كذلك يهدف الى تقديم بعض الحلول والمقترحات التي يمكن ان تسهم في تطوير البحث العلمـي. أهمية الدراسة: دور البحث العلمي في تقدم الشعوب وازدهار الحضارات، بالإضافة الى دوره في حل المشكلات التي تواجه الانسان في جميع نواحي الحياة.



معوقات البحث العلمي

تحديد المصطلحات 1. معوقات: صعوبات ومشكلات. 2. البحث العلمي: هو نتاج إجراء منظم ومصمم بدقة من أجل الحصول على أنواع المعرفـة والتعامـل معهـا بموضوعية وشمولية، وتطويرها وفقًا لمحتوى واتجاه التنمية البيئية الحالية والمستقبلية. المطلب الأول: معوقات البحث العلمي في الوطن العربي إن تطوير البحث العلمي في الوطن العربي هدف نبيل ومجيد، يجب أن تقدم التضحيات من أجله وأن تتحمل في سبيله الصعوبات وأن تعد لـه العدة وان تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لإنجاح هذه العملية، فقد حان الوقت للقيام بأبحاث علمية أساسية وتطبيقية، فيجب أن نبارك البحث العلمي ونوفر المعدات والمتطلبات اللازمة، لكنه لا يزال يعاني من صعوبات وعقبات مختلفة تعوقه عن تحقيق التطور العلمي الذي نرغب فيه. وفيما يلي نستعرض أهم معوقات البحـث العلمـي في الوطـن العربـي. 1. المشاكل المتعلقة بالتعليـم هنـاك علاقة وثيقـة بين البحـث والتطوير ونظام التعليم، حيث ان التعليم وخـاصة التعليـم العالـي هو المصـدر الرئيسـي للكفاءة فـي مجـال أعمال البحـث والتطويـر، وأي ضعـف أو تحسـن ناتـج منهمـا سينعكس على الآخر. لـذلك سوف أذكر فـي هـذا المطلب بعـض مشاكل التعليم والتعليم العالي بشكل خاص والتي تنعكس علـى هيئة ضـعـف فـي البحـث والتطويـر العربـي. • يعتمد التعليم والتعليم العالي في الوطن العربي بشكل أساسي على أساليب الحفظ والتلقين بدلاً من أساليب البحـث والتطويـر، لذا فإن معظم الباحثيـن الذيـن يستخدمون هذه الأساليب لا يمتلكون القدرات البحثية الكافية. • تعتبـر فلسفـة البحـث العلمـي في الجامعـات العربيـة جزء مـن التعليـم، بدلاً من أن يصبح العلـم هـو أحـد روافـد البحـث العلمي وترسيـخ التقنيـة. بشكل عام، لا تزال الجامعات في العالم العربي تعتمـد أسلـوب نقـل المعرفـة من خلال التدريـس بدلاً من إنتاجهـا من خلال البحـث العلمـي. • الأميـة، تعتبـر الأميـة من أخطـر المشكلات التـي تؤثـر علـى مستوى البحـث العلمـي، فمن جهة فهـي تمنــع وجـود خصبة صالحـة لتربيـة أجيـال من البـاحثيـن، ومن جهة أخرى فإنها تساهم في أن يصبح المجتمع مجتمعًا منغلقًا رافضًا التطور والانفتاح.


2.الافتقار الى الأصالة الأصالة تعني: تفرد البحث واختلافه عن الأبحاث الأخرى وأن تكون جميع أفكار البحث جديدة من ناحية ومستقلة من ناحية أخرى. فيجب أن يتضمن البحث العلمي الأصيل أفكارًا جديدة تعد إضافات جديدة الى الفرع العلمي الذي ينتمي الـيه موضوع البحث، والمقصود بالجديد هنا أن تكـون جميع الأفكار المبتكرة تظهر لأول مرة أو تكون في صـورة اختراع معين، إذ أن الابتكار والإبداع بهذه الطريقة من المتطلبات التي يصعب تحقيقها في مختلف الأبحاث، وبالأخص فيما يتعلق منها بمجال العلوم الإنسانية أو العلوم النظرية. لذلك إذا لم تصل إنجازات البحث العلمي إلى حد الابتكار أو الاختراع، فإنها قـد تكون كافية للقول بأن البحث أصيل، سواء تمـثل ذلك فـي تكـميل ناقص، أو في إيضاح مبـهم، أو في ترتيب مخـتلط، في طريقة عرض الباحثين عند تحديد أهداف البحث العلمي.

3. الافتقار الى التعـاون والتنـسيق بين الأقطار العربية إذا أردنا أن يلعب البحث العلمي دورًا رائدًا في الوطن العربي، فعلينا جمع الطاقة التي يمكنها الدراسة والتعامل مع المشكلات، وجمع المعرفة المهنية المتعددة وتحقيق التعاون المشترك بين الباحثين، وانتظامهم في الكيان العلمي الجماعي ويعملون كفريق متعاون بحيث كل باحث يعرف دوره ومتطلبات بحثه وطرق التنفيذ بما يتناسب مع السياسة الموضوعة والاستراتيجية المرسومة لتطوير البحث العلمي. فهناك تفاوت بين مختلف البلدان العربية في مراحل النمو العلمي والثروة الاقتصادية والإمكانات المادية، فعلى الرغم من كل هذا التفاوت، فإن كل هذه الدول لا تزال دولًا نامية من حيث قدراتها العلمية، إلا إذا اتخذت نهجًا لإنشاء روابط قوية بين مراكز البحث المختلفة التي تضم تخصصات مختلفة من مختلف المجالات بالإضافة الى الجمعيات العلمية، فبقي الباحث يعاني من عيوب في الرؤية وفشل في تحديد وتنفيذ بحثه، وبقي البحث يفتقر إلى الأصالة والابتكار، ويتبع نماذج البحث الجارية في البلدان الأخرى، ولا تؤخذ في الاعتبار التغييرات المحتملة في البيئة والاحتياجات الضرورية للمجتمع.

. هجـرة العقول العربية تستنزف الهـجرة والتهـجير القسري مساهمة العلـماء العرب في الناتـج القومي لبلـدانهم حيـث يعيش الكثير منهم في نصف الكرة الغربي، حيث تظهر إحصائيات اليونسكو لعام 2010 أن مصر وحدها توفر 60% من العلماء والمهندسين العرب للولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى ذلك، تمثل ثلاث دول شمالية: الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة 75% من إجمالي عدد المهاجرين المهرة. وتشير التقارير الصادرة عن جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية والأمم المتحدة إلى أن أكثر من مليون خبير واختصاصي عربي من حملة الشهادات المتقدمة أو الفنيين المهرة هم من المهاجرين العاملين في البلدان المتقدمة، وبحسب تقرير منظمة العمل العربية، هناك 450 ألف عربي من حملة الشهادات العليا في أمريكا وأوروبا، وبين عامي 1950 و2000، ارتفعت نسبة المهاجرين الحاصلين على شهادة جامعية إلى 50% من إجمالي المهاجرين، وخلال الفترة نفسها ارتفع عددهم من 9.4 مليون إلى 19.7 مليون.

5. المشاكل المالية • من أبرز المشكلات الماليـة التـي تواجه الأبحاث العلمية ضـعف الإنفـاق المخـصص للبحـث بالنسبـة الى الناتج المحلي الإجمـالي في الدول العربية والفقيرة علـى حد سواء. فإذا كان للدول الفقيرة أعذار، فلا توجد أعذار للدول الغنية إلا لتجاهل البحث والتعامل معه على أنه ترف علمي لا فائدة منه. • ضعف المساهمة من قبل القطـاع الخـاص في دعـم الأبحاث العلمية وتفتقر إلى الآليات المناسبة، وفي الدول المتقدمة تلقى القطـاع الخـاص معظـم الدعـم المالي. • استـحواذ الميزانيات الادارية على النصـيب الاوفر من المخصصات الجـامعية. • ظروف العمل التي يعيشها الباحث العربي حيـث انه يعانـي من نقص الامتيازات التي يتمتع بها الباحثون في أي مكان آخر في العالم تقريبًا، سواء من حـيث الأجور التي لا تفي باحتياجاته في معظم الدول العـربية، أو السكن والتأمين الصحي والحوافز والمكافآت وغيرها، وهذا بدوره يضعف إنتاجية الباحث أو يجبره على الهجرة. • يركز معظم الباحثين بشكل كامل على وضعهم المالي، ويضطر معظم الناس إلى الانخراط في عمل احترافي بعيد عن البحث العلمي، وتسربـهم للعمـل الحر داخل الوطن أو للهـجرة. • تعتبر الخدمة العسكرية الإجبارية في الجيش مشكلة كبيرة لمن يرغب في العودة إلى وطنه ويواجه عدم القدرة على أداء هذا الواجب.


6. عدم وجود سياسـة وطنيـة للبحث العلمـي. بالنسبة لأي دولة، فإنه من الضروري وضع سياسة لتطوير العلـم، ولابـد لهـذه أن تكون جزءًا من السياسة الوطنية منذ البداية، وتكون لها نفس أهمية السياسة الاقتصادية. حيث ان أي تجاهل أو اهمال إجراء البحث العلمي والبحث الوطني في مختلف المجالات يهدد مستقبل التنمية الشاملة، ويجب أن يكون هناك تنسيق وحوار مستمر بين الهيئة المسؤولة عن تخطيط السياسة العلمية والهيئة المسؤولة عن تخطيط السياسة الاقتصادية، لكي تكون هناك تصورات مشتركـة بعيدة المدى لأهداف التنميـة الشاملـة. وهذا يتطلب هيئة عليا مسئولة عن وضع السياسات العلمية والتخطيطية المتعلقة بأعلى مرجـع في الدولـة، وتكون قادرة على وضع تصورات بعيدة المدى لمستقبـل التنميـة الشاملة وعلى القيام بالدراسات المستقبلية لتحقيق ذلك. ونحن بحاجة ماسة إلى تنفيذ مشاريع البحث العلمي في الوطن العربي والتخلي عن الارتجال والعفوية والنظرة الفورية، والتحـول عوضا عن ذلك الى الاسلوب العلمـي والنظرة المستقبليـة على المدى القصيـر والطويـل وتحسين القدرة على الاهتمام بالبحث العلمي بشكل أكثر دقة وشمولية، وكفاءة أعلى وتطور أسرع. ولن يتم لنا هذا دون خطة منطقيـة تضع في حسابها بقدر ما تسمح به الرؤية والظروف والامكانات القائمة والمتوقعة، وما يطرأ أو ينتظـر أن يطرأ على البحث العلمي وعلى المجتمع من تغيرات. إن وجود مثل هذه الخطة يعتمد على القدرة على التخطيط والإشراف على البحوث والدراسات فيهـا، والاعتماد على تنسيق الخطط السنوية والقصيرة الأجل وإجراءات المتابعة بين اللجان المتخصصة والمزودة بالقدرات والمهارات التي تمكنهـا من ترجمة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلى موضوعات بحث علمي وتحليلها على أساس القوة والتأثير وفهم ديناميات فريق البحث وتحليل أنشطة العمل وحساب الوقت والعمالة والتكاليف ذات الصلة.

7. ضعف خدمـات التوثيـق والإعلام العلمـي. تفتقر مؤسسات البحث العلمي إلى أنظمة المعلومات الحديثة، والغني عن البيان ان النهوض بالأبحاث العلمية في العالـم المعاصر لا يتحقق له النجاح المأمون الا إذا كان يرتكـز على قاعدة قوية وعريضة من المعلومـات العلميـة، لذلك يجب أن يكون هناك العديد من المجلات والدوريات والكتب السنوية للتعريف بالبحوث ونشرها على نطاق واسع وتوفيـر المناخ العلمي نص غليظللباحثيـن وتأمين وسائل النشـر والاتصال ويتطلب هذا الكثير من الإجراءات منها: • انشاء دار للطباعـة والنشر. • انشاء مراكز للمعلومات. • المساهمة في شبكات التوثيـق العلمـي والتكنولوجـي الإقليمي والدولي. وما زالت مؤسسات البحث العلمـي في الوطـن العربي تفتقر الى اصدار مجلات عربية للبحوث في ميادين التخصصات المختلفة والى تنظيم شبكات التوثيق مع الدول المتقدمة علميـا.

المراجع: ___________________________________________________________________________________________________________________ الهوامش:

1 رجاء وحيد دويدري، البحث العلمي أساسياته النظرية وممارسته العملية، الطبعة الأولى، دار الفكر، دمشق، 2000م.
2 محمد صادق إسماعيل، البحث العلمي بين المشرق العربي والعالم الغربي، الطبعة الأولى، المجموعة العربية للتدريب والنشر، مصر، 2014.
3 عبد الفتاح خضر، أزمة البحث العلمي في العالم العربي، الطبعة الثالثة، مكتبة الملك عبد العزيز، السعودية، 1992.
 4صالحة سنقر محيي الدين، معوقات البحث العلمي، ندوة عضو هيئة التدريس في الجامعات العربية، جامعة الملك سعود، الرياض، 1983.
5 عبد القادر محمد عبد القادر السيد، البحث العلمي في الوطن العربي: الواقع ومقترحات التطوير، المجلة الدولية للبحوث في العلوم التربوية، المجلد (1) العدد (2) 2018م.
6 محمد صادق إسماعيل، البحث العلمي بين المشرق العربي والعالم الغربي، الطبعة الأولى، المجموعة العربية للتدريب والنشر، مصر، 2014.
7 صالحة سنقر محيي الدين، معوقات البحث العلمي، ندوة عضو هيئة التدريس في الجامعات العربية، جامعة الملك سعود، الرياض، 1983.

______________________________________________________________________________________________________________________

المراجع
عدل

1. أوان عبد الله محمود الفيضي، مشكلات البحث العلمي واستراتيجية الحلول، اشراقات تنموية مجلة علمية محكمة، العدد الحادي والعشرون. 2. رجاء وحيد دويدري، البحث العلمي أساسياته النظرية وممارسته العملية، الطبعة الأولى، دار الفكر، دمشق، 2000م. 3. صالحة سنقر محيي الدين، معوقات البحث العلمي، ندوة عضو هيئة التدريس في الجامعات العربية، جامعة الملك سعود، الرياض، 1983. 4. طلال الزعبي، أشرف كنعان، الصعوبات التي تواجه طلبة الدراسات العليا بالجامعات الأردنية في كتابة رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراة من وجهة نظر المشرفين وأعضاء لجان المناقشات، مجلة جامعة النجاح للأبحاث (العلوم الإنسانية)، المجلد (32) العدد (9) 2018. 5. عبد الفتاح خضر، أزمة البحث العلمي في العالم العربي، الطبعة الثالثة، مكتبة الملك عبد العزيز، السعودية، 1992. 6. عبد القادر محمد عبد القادر السيد، البحث العلمي في الوطن العربي: الواقع ومقترحات التطوير، المجلة الدولية للبحوث في العلوم التربوية، المجلد (1) العدد (2) 2018م. 7. عماد أحمد البرغوثي، محمود أحمد أبو سمرة، مشكلات البحث العلمي في العالم العربي، مجلة الجامعة الإسلامية (سلسلة الدراسات الإنسانية) المجلد الخامس عشر، العدد الثاني، 2007م. 8. غسان حسين الحلو، المشكلات الأكاديمية لدى أعضاء هيئة التدريس في جامعة النجاح الوطنية في نابلس/ فلسطين، مجلة جامعة النجاح للأبحاث (العلوم الإنسانية)، المجلد (17) العدد (2) 2003. 9. محمد صادق إسماعيل، البحث العلمي بين المشرق العربي والعالم الغربي، الطبعة الأولى، المجموعة العربية للتدريب والنشر، مصر، 2014.

  1. ^ المقدمة ====