مستخدم:Ahmad m kazim/ملعب

[1]



  1. ^ الميرزا، الوسط-عبدالله. "الخطيب القيسي... الحكواتي الحزين غادر صامتا". صحيفة الوسط البحرينية. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-27.

الوسم <ref> المعرف في <references> ليس له خاصة اسم.

الشيخ حسن عبدالله حسين محمد حسين البحراني، المعروف بين أقرانه بـ(القيسي)، والمنتسب إلى قبيلة عربية تعرف بقبيلة آل درويش، وساكن في قرية الديه. واحد من أعلام المنبر الحسيني على مستوى البحرين والخليج العربي الذي تميز ببديهته الخاضرة وذكره المصادر التاريخية التي يأتي بها نصا كلما أورد رواية في أحد مجالسه، وكذلك موهبة الحفظ لديه التي مكنته من سرد الكثير من خطب نهج البلاعة وغيرها، لكي يعوّد مستمعيه على نوع راقٍ من الذوق البلاغي.


القيسي الأديب الذي كانت قصائده ترثي العلماء الراحلين في مأتم القصاب وغيره عندما تقام على أرواحهم مجالس العزاء، لا تكاد مناسبة من هذا النوع تمر إلا وله قصيدة أو مجلس حسيني يترك فيه بصمته، ومن هؤلاء العلماء الذين رثاهم المرجع الديني الراحل السيد الخوئي والمرجع السيدالسبزواري والشيخ سلمان الخاقاني والمرحوم الملا عطية الجمري والشيخ عباس الريس وغيرهم. خطيب «الفواتح» ومنفّس الهموم كان الخطيب القيسي مكبا على العلم منذ الصبا، درس عدّة سنوات في مدينة النجف الأشرف تزود فيها بما يعينه على إكمال مسيره، ثم عاد إلى البحرين ليزاول مهنة الخطابة التي أبدع فيها فذاع صيته. ولقدرته على المزج بين الطرافة والحزن والسبك القصصي والموضوعي اعتاد أهل الخليج على استدعائه للقراءة في «الفواتح» فارتبط اسمه غالبا بهذه المناسبات التي يروّح فيها عن النفوس المفجوعة ويسليها بذكر مصائب أهل البيت (ع). كما كان شاعرا ملهما، له قصائده في الكثير من المناسبات الدينية والاجتماعية، له مؤلف بعنوان «كنوز المدح والرثاء»، وآخر بعنوان «العترة الطاهرة والذخيرة في الآخرة» وهو كتاب شعر أنشأه من قريحته ويشتمل على قصيدتين كل واحدة تقارب ألفا ومئتي بيت، وكل قصيدة تشتمل على 14 فصلا في مدح الأئمة المعصومين (ع). كما كتب تخميسة في القصيدة التائية للشاعر دعبل الخزاعي، ولديه كتاب آخر عن «تفسير الأحلام»، غادر قبل أن يتمه. العصفور... ذكريات زمالة المهنة زميله الذي جمعته به مهنة الخطابة الخطيب الحسيني الكبير الشيخ أحمد خلف العصفور، شوهد في مراسم دفن القيسي الفقيد تبدو عليه آثار الحزن، فقال عن صاحبه المترجل حينها: «كان من الرجالات التي لها في الساحة أثر، وخصوصا فيما يتعلّق بالخطابة الحسينية، كما أنه التزم بالخط الرسالي وهو المهم وخصوصا في الأدوار المختلفة من الفتن التي مرّ بها المجتمع، وهذه الفتن التي أثرت على كثير من أهل العقول والآراء». كما وصفه بأنه «ضليع في قارب الخدمة المخلصة لأهل البيت(ع)، وكان يحمل على عاتقه نشر الرسالة الحسينية في كلّ الآفاق». وعن أدبيته ذكر العصفور أنه «من رجالات العلم والخطابة وكان ملتزما بها التزاما وثيقا، كما كان أديبا، ولذلك كانت مراثيه للخطباء والعلماء ديوانا حافلا بالذكريات، ومنها مشاركاته في مرثيات المراجع والعلماء». «عادة» العالي التي انقطعت عندما رحل المرحوم الوجيه الحاج حسن العالي قبل أعوام، عرف المقربون منه أثر هذا الرحيل على صاحبه القيسي الذي لازمه في مجلسه الأسبوعي (ليلة السبت) طوال سنوات كثيرة، كانا خلالها صديقين محبين لبعضهما بعيدا عن بعض الفوارق الشخصية. المجلس (العادة) الذي لم يفارقه القيسي وكانت ترتاده الكثير من الشخصيات حتى بعد وفاة الوجيه العالي، آن له هذه المرة أن يفتقد رفيقه الآخر الذي لازمه كل تلك السنوات، فالاثنان غادرا عنه بكل هدوء، ولعل القيسي آثر هذه المرة أن يلتحق برفقائه المخلصين الذي غادروا عنه واحدا تلو الآخر.