عطاء متنوع ..وحياة حافلة ولد الشاعر محمد الأخضر السائحي سنة 1918 بقرية العالية بضواحي الحجيرة بولاية ورقلة بالجنوب الجزائري حفظ القرآن في مسقط رأسه في سن مبكرة ثم انتسب لمعهد الحياة بالقرارة الذي كان يرأسه الشيخ بيوض حيث أتم مقرر الثلاث سنوات في سنة واحدة التحق بعدها رغم الضائقة المالية التي كان يعاني منها والده إلى جامع الزيتونة بتونس سنة 1935 .

انتسب إلى جمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين وكتب نشيدها ولم يتجاوز السابعة عشرة من عمره // سندرأ بالسيف عنك العذاب ونرفع بالعلم فيك العلم.. فمن للجزائر غير الشباب يجاهد بالسيف أو بالقلم// .عاد إلى الجزائر سنة 1939 وفرضت السلطات الاستعمارية عليه الإقامة الجبرية بمسقط رأسه. وهو يحاول فك الحصار عليه والخروج من حريته المشروطة بقريته انشأ محمد الأخضر السائحي عددا من المدارس التي كان الاستعمار يغلقها تباعا .

كما أسس فرقة مسرحية وكتب العديد من الأشعار إلى أن تمكن من التوجه إلى العاصمة ليعمل بمدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والمدارس الأهلية. أنتج برامج عديدة قبل وبعد الاستقلال للإذاعة الجزائرية مقسما وقته بين التدريس والإنتاج الأدبي وإنتاج البرامج تميز شعره بالخفة كما تميز هو بروح الفكاهة التي كان يتمتع بها خاصة ضمن برنامجه الإذاعي"ألوان" الذي امتد على أكثر من عشرين سنة بالقناة الأولى . مثل الجزائر في عدد من المهرجانات الثقافية الدولية كما كان أحد الوجوه الدائمة الحضور في الملتقيات الثقافية في الجزائر. فاز بعدد من الجوائز منها الميدالية الذهبية لمهرجان الشعر العربي الحادي عشر بتونس في مارس 1973 حيث أحجم المشاركون على إلقاء قصائدهم بعد أن ألقى قصيدته وقرروا بالإجماع فوزه بلا منازع. كما فاز بالجائزة التي رصدها اتحاد المغرب العربي لاختيار نشيد رسمي له.

توفي الشاعر محمد الأخضر السائحي في 11 جويلية 2005 بعد صراع طويل مع المرض أفقده التواصل مع الكلمة التي عاش بها ولها تاركا وراءه رصيدا مهما من الشعر أغلبه كلاسيكي وعدد من الدواوين المطبوعة منها "جمر ورماد" و" همسات وصرخات" و"بقايا وأوشال".


بطاقة فنية - محمد الأخضر السائحي. - ولد عام 1918 بقرية العلية - تقرت - ورقلة - الجزائر. - التحق بجامع الزيتونة بتونس ومكث به 1935 - 1939 ثم رجع إلى تقرت فزجت به السلطة الفرنسية في السجن. - عمل منتجاً بالإذاعة وأستاذا بالمدارس الثانوية ثم انقطع للإنتاج الإذاعي، إلى أن جاء الاستقلال فجمع بين التعليم والإذاعة حتى تقاعد عام 1980. - عضو اتحاد الكتاب الجزائريين منذ 1974، وأمينه المساعد. - نشر شعره في كثير من الجرائد والمجلات التونسية والجزائرية. - شارك في تأسيس (جمعية الأمل) تحت ستار التمثيل، و(مدرسة الفلاح)، و(مدرسة النجاح)، كما شارك في كل النشاطات الأدبية داخل الجزائر، وحضر أغلب مؤتمرات اتحاد الكتاب العرب، ومهرجانات الشعر في كثير من العواصم العربية. - دواوينه الشعرية: همسات وصرخات 1965 - جمر ورماد 1981 - أناشيد النصر 1983 - إسلاميات 1984 - بقايا وأوشال 1987 - الراعي وحكاية ثورة 1988 ، وله ديوان للأطفال 1985. - مؤلفاته: ألوان بلاتلوين (مجموعة من النكات والطرائف). - عنوانه: 18 نهج منصوري (القبة) - الجزائر.

قصيدة تونس للشاعر

تــــــونــــــــــس فرشت فوق ثراك اليوم أجفاني تكاد من روعة اللقيا تكذبني في كل درب هنا من غابري أثر نثرته في الليالي ها هنا وهنا أحس أرضي مع الأنغام طائرة نسيت في غمرة الأفراح ما صنعت وعدت ثانية للشعر أنسجه ما جاس صدري بشعر في مناسبة حسبي من الشعر بعد الشيب قافية أنا ابن أرضي على إيقاع رقصتها يروقني أن أغني تحت أنجمها أروي لهم قصصاً ما كان أروعها عن قائدين يدور الدهر حولهما في قلة من جنود، مثلها حرس قد لازما الصمت حتى في صلاتهما لم يشكوا أحدا يوماً إلى أحد صاغا من الوحدة الكبرى جنودهما واليوم لا عقبة الفهري بمعركة ولا تَحَدٍّ ولا صمت ولا غضب بلا مفاهيم، كالألفاظ فارغة تخمّر الحقد، في أرضي ففجرها ويلي على أمس فاتتني سعادته أجتر كالشاة ذكراه فتمتعني لو لا اعتصامي بشيبي في تذكره لا بد من موقف كالأمس يجمعنا إما العمارات خلف اللد شامخة












وجئت أزرع أعماقي ووجداني عيني، وترتاب في الأصوات آذاني يروي حكايات أيامي وأزماني وإنني اليوم ألقاه ويلقاني كأنما قدمي فيها جناحان خمسون عاماً بأوراقي وأغصاني من بعد ما كدت أنساه وينساني إلا بأيام أفراحي وأحزاني أحكي بها عن بناء قام أو باني أشدو وأعزف للأجيال ألحاني وأن أسامر إخواني وخلاني في الليل عن عقبة الفهري وحسان ولا يمر بيوم من حزيران يرابط اليوم في باب على حان فليس يعرف خصم ما يريدان أو حاكما الظلم من جان إلى جان فما تَخَالف منهم في الهوى اثنان ولا طلائع حسان بميدان كأننا بعض أنصاب وأوثان مجرد اسم لأشكال وألوان غازا، ولم يتفجر قلب إنسان ما كان أتعسني حظاً وأشقاني حيناً وتؤلمني في جل أحياني فَقَدت من حسرتي صبري وإيماني من أجل عدنان أو من أجل قحطان أو الخيام جميعا حول لبنان


العمياء

وضاحكةُ الوجهِ كالكوكبِ ثوى السحرُ في طَرْفها الأهْدَبِ

وأبهى من الورد ما قد بدا لعينيكَ في خدِّها المُلْهِب

ويبدو إذا ابتسمتْ كالعقيقِ وكالدُرِّ في ثَغرها الأشْنبِ

وتملأ بالبسمات الفَضا وتخطر في هيئة المعْجَبِ

كزهر الرياض تفيض العطُورُ وتعبق بالأَرجِ الطيِّبِ

رماها القضاءُ على غِرّةٍ وكم حادثٍ في القضا مختبي

فشوّه من حسنها ما أرادَ وخدَّش بالنار والمِخْلب