مستخدم:Afnan Kanaaneh/الصهيونية الخضراء

الصهيونيّة الخضراء هي فرع من الصهيونية يُعنى ببيئة إسرائيل، يدمج بين المخاوف البيئيّة، حماية الطبيعة والحفاظ عليها في أرض إسرائيل، مع دعم بقائها كدولة يهوديّة. تسعى الصهيونيّة الخضراء إلى خلق رابط قويّ بين المشاهد الطبيعيّة، الأرض، الحياة بتناغم معها والنهضة القوميّة اليهوديّة التي تُمَكِّن من بناء الأُمّة..

البدايات

مُنذُ صُعود الصهيونيّة في نهاية القرن التاسع عشر في أوروبا الشرقيّة وبداية هجرة اليهود إلى فلسطين، بادرَ المُهاجِرون الجُدد -بتلاؤم مع رُؤى تيار "الصهيونيّة الخضراء"- إلى زراعة الأشجار في المواقع الجغرافيّة التي أشرفَ عليها الصندوق القوميّ اليهوديّ حينذاك، بهدف استبدال المشهد البيئيّ الفلسطينيّ بالمشهد الإسرائيليّ بوتيرة سريعة وكثيفة. وكان أهارون دافيد جوردون من المُمَثِّلين المركزيّين للأيديولوجيّة الصهيونيّة، فأقدَمَ على العمل اليدويّ الصعب في الزراعة حتّى في جيل مُتقدِّم، ودعى الشباب اليهود إلى نبذ الشتات والعودة إلى العمل والحياة في الطبيعة باعتبارها مُنقذًا للإنسان من الكسل وتمنحه الاحترام والتقدير، وهو ما يحتاجه اليهودي في حياته، برأيه. بلغ الأمر ذروته، حدَّ موضعة الصهيونيّةُ الخضراء الصلةَ الروحانيّة بالأرض كأولويّة تفوق حتّى بناء سلطة سياسيّة يهوديّة، فيها تتحوّل الصهيونيّة إلى تجسيد للعلاقة بين البشر والطبيعة.

وسائل السيطرة على الأراضي

وَظَّفَ الإسرائيليّون عمليّات التشجير بغية وضع أيديهم على الأراضي ومن ثُمّ المطالبة بامتلاكها. واستغلوا القوانين بهدف خلق ستاتيكو يُمكِّنهم من قمع الفلسطينيّ وتشويه هويّته وتأطير دورهم على أنّهم حُرّاس للأرض تآمر الأشجار الحرجيّة على الفلسطينيّ وتحوّل الزيتون إلى "أشجار عدوة".

أغراض عمليّات التشجير

نظرًا للارتباط المُقدَّس بين الشعب اليهوديّ والشجرة،مصدر جاءَت عمليّات التشجير في مُحاولة لاستصلاح الأراضي المُقدّسة التي يعتقد اليهود أنّ الفلسطينيّين تركوها للتدهور؛ وزعموا أنَّ المشهد البيئيّ الفلسطينيّ تكوَّن من قفار وصحاري تحت حكم الإمبراطوريّة العثمانيّة، وهو ما يُخالف تصوّر الشعب اليهوديّ للأرض المُقدّسة وللمناظر الطبيعيّة فيها، بحسب معتقداتهم.مصدر لقد ارتكزَ هذا التصوّر على أساطير توراتيّة تصفُ غابات غنيّة تكسو الأرض بحوالي اثني عشر نوعًا من الأشجار، هي غالبًا: الصنوبر، الصندل، الفستق، البلوط، الأرز، الطرفاء، السرو، الصفصاف، العرعر، الحور والطلح.مصدر يمتاز خطاب الصهيونيّة الخضراء بنبرة وطنيّة وعسكريّة، هذا أنَّ الأرض تُشكِّل محورَ الصراع الفلسطينيّ-الإسرائيليّ، والذي هُوَ صراع أيديولوجيّ مُكثّف يقومُ على روايتين مُتناقضتين وشَديدَتَي الحتميّة؛ الأمر الذي يَستلزم بناء ذاكرة جماعيّة تُعَرِّف الهُويّة الصهيونيّة والإسرائيليّة.مصدر من أجل ذلك، لجأ اليهود إلى التاريخ والجغرافيا وعلم الآثار ورسم الخرائط وهندسة البيئة لتحقيق هذه الغاية؛ إذ تُعَدُّ مُحاولات الإسرائيليّين لتشكيل ارتباط تاريخيّ بالأرض واحدة من مُركّبات تشكيل وتعريف الهوية اليهوديّة، وواحدة من الأدوات للمُطالبة بأحقّيّتهم في امتلاك "الأرض الموعودة".مصدر وعليه، تُعتبر معرفة الأرض ضروريّة لليهود، ذلكَ أنَّ هذه المعرفة تسمح لهم بالسيطرة على الأرض، امتلاكها وتطويعها باعتبارها أداة وسلاحًا أخضرَ لتحقيق المآرب الصهيونيّة في صياغة التاريخ والرواية الإسرائيليّة ومدّ جذور الهويَة الوطنيّة في الأرض، ما يُساهم في محو فلسطين وبناء إسرائيل وتحويلها إلى حقيقة مادّيّة.مصدر

الحركات الفرعيّة للصهيونيّة الخضراء

تعدُّ حركة الشباب جوردونيا التي أنشأها جوردون سنة 1925 الحركةَ الأُمّ لعِدَّة حركات شبابيّة أخرى، أشهرها حركة هَنوعَر هَعوفيد فِهَلوميد أي (الشباب العامل والمتعلّم) والتي تضمّ مائة ألف شاب ينشطون تحت شعار “للعمل، للدفاع، وللسلام: ورقة الشجرة والمطر”. هذا وتستخدم مُنظَّمة عيتسيم (أشجار) مُصطلح الصهيونيّة الخضراء اليوم، وهي أوّل مُنظّمة بيئيّة تشارك في المؤتمر الصهيونيّ العالميّ والمنظّمة الصهيونيّة العالميّة والهيئات المكونة لهامصدر