وزعت السلطات العثمانية المهاجرين على الأماكن التالية: رأس العين، حلب، منبج، حماة، حمص، دمشق، القنيطرة، درعا. وقد قدم السلطان التركي للمهاجرين أراضٍ زراعية على مرتفعات الجولان، حيث يسكن القليل من الناس، وفي ضواحيها كانت تسكن قبائل مثل الفضل، النعيم، البحاترة، هوادجة، الرفاعي، بالإضافة إلى الدروز والتركمان الذين مارسوا تربية المواشي بشكل رئيسي. وأصبحت مدينة القنيطرة المركز الرئيسي لمهاجري شمال القفقاس.

وتشير الفرنسية آنا كوله Anna Kole أن السلطات العثمانية سمحت للمهاجرين أن يشغلوا كل المنطقة من الشمال الشرقي للقنيطرة وتأسيس مراكز بشرية سكانية مثل: الصرمان (1878م)، بريقة، بئر عجم، جويزة (1880م)، الحميدية (1887م)، الخشنية (1897م)، الفحام (1912م)، سنديانة (1922م)

ووفقاً لمصادر أخرى، استقر أوائل مهاجري شمال القفقاس في هذه المنطقة في عام 1873م. وقد أكد هذه المعلومة الباحث أحمد وصفي زكريا، مشيراً إلى أن مهاجري شمال القفقاس وصلوا إلى القنيطرة في عام (1873م) وفيما بعد أسسوا قرى الصرمان وعين زيوان والبريقة وبئر عجم والجويزة ومومسية والخشنية والفحام.

وفي برقيات القنصل العام البريطاني في بيروت أولدريجAoldreالرقة قائده في لندن يشير إلى أنه في شباط 1878م وصل آلاف المهاجرين إلى ميناء بيروت، ومن هناك توجهوا إلى دمشق وتوزعوا في قرى حمص وحماه. وتتابع وصول المهاجرين إلى مدن مختلفة في بلاد الشام مثل عكا ونابلس واللاذقية وطرابلس وحلب ومنبج وخناصر، ليصبح العدد عام 1878م نحو 25 ألف مهاجر قفقاسي. ولم تتوقف الهجرة في بداية القرن العشرين، وكان أغلب المهاجرين يصرح بأن ما أرغمهم على الهجرة من القفقاس هو عدم رغبتهم في الخدمة في الجيش القيصري، والخوف من ضياع الدين.

وعلى مرتفعات الجولان كان مهاجرو شمال القفقاس قد أسسوا 17سبعة عشر مركزاً سكانياً.

محافظة الرقة

أول مجموعة مهاجرين من الشراكسة كانت عام 1905م كما يشير الدكتور عادل عبد السلام. وقد أسكن الأتراكُ الشراكسةَ في حي يحمل اسم (شركس) وحصلت كل عائلة من المهاجرين على أراضي ومساعدات مالية وغيرها من مواطنيهم الذين سكنوا قبلهم في سورية. أما التعداد العام للمهاجرين الشراكسة في الرقة في الوقت الحاضر فيبلغ حوالي 50 عائلة.

محافظة حلب

كانت حلب أحد خمسة مراكز توزع فيها مهاجرو شمال القفقاس. يبلغ تعداد المهاجرين نحو 1500 شخص، يشكلون تقريباً كل قوميات شمال القفقاس، نحو ألف شركسي، 200 داغستاني، ونفس العدد من الشاشان والأنغوش. وقد وصل تعدادهم عام 1935م نحو مئة عائلة (شراكسة وأبزاخ). حين وصل المهاجرون إلى حلب أقاموا لفترة في مسجد تاروش، ثم اقترحت عليهم السلطات العثمانية مكان أبو قلقل للعيش بشكل دائم، لكن المهاجرين اختاروا بعد تفكير طويل منبج وخناصر ورأس العين.

1- منبج: وصلت أول مجموعة من البلقان إلى منبج في عام 1878م – 1880م، عاشوا نحو ثلاثة أشهر في حي الجميلية في حلب ثم انتقلوا إلى منبج، في حين توزع بعض المهاجرين في قرى عندان وعين دقنة. وقد بلغ تعداد سكان منبج في ذلك الحين نحو ثلاثة آلاف شخص. وحسب إحصاء عام 1935م عاش في تلك المنطقة 400 عائلة. وقد وصل تعدادهم عام 1990م إلى نحو 54 ألف شخص، يشكل مهاجروا شمال القفقاس نحو عشرة آلاف شخص.

وصل المهاجرون الشراكسة حلب فسكنوا (الجميلية) ثم السفيرة لكن الطاعون طاردهم وقتل الكثيرين فسكنوا منبج. بدأوا بـ400 عائلة من الأبزاخ والقبرتاي والشابسوغ والحاتيقواي والبجدوغ. لم يبق من تلك العائلات الكثير الآن وغابت عشرات الخانات من السجلات المدنية لانقراض تلك العائلات وارتفاع نسب الوفيات والأمراض. يبلغ عدد سكان منبج حالياً نحو 150 ألف نسمة من بينهم 253 عائلة شركسية وبينهم عائلة من الوبيخ الذين ضاعوا تماماً في العالم وهي العائلة الوحيدة التي نعرفها حتى الآن في سورية (عائلة توكز) ففي الوقت الذي تنتهي فيه عائلات وتنقرض تحافظ منبج على آخر عائلة من الوبيخ!! وقد عاد من تلك العائلات إلى الوطن الأم نحو 20 عائلة استوطنت في مايكوب وضواحيها مع تسجيل عودة عائلتين إلى منبج من تلك الاعداد لعدم تأقلمها مع الحياة في موطنها الأصلي.

يحافظ سكان منبج الشراكسة على تقاليدهم المرعية – الأديغة خابزة – ويلتزمون اكثر بتلك التفاصيل الصغيرة والكبيرة التي تدفعهم للتمسك بالرؤية المثالية عن الشركسي.

2- خناصر: وصلت أول مجموعة من المهاجرين إليها عام 1907م، وكانت الأخيرة عام 1915م. وقد بلغ عدد العائلات فيها حسب وثائق عام 1935م نحو مئة عائلة قبردية. يعيش في الوقت الحاضر في خناصر حوالي 300 عائلة قبرديّة وبعض العائلات الأبخازية.

تقع بلدة خناصر جنوب شرقي مدينة حلب وتبعد عنها حوالي / 70/ كم تحيطها جبال الحص من ثلاث جهات وإلى الشرق منها يشمخ جبل شبيت الذي يضم العديد من الآثار الرومانية.

وخناصر مركز ناحية منذ عام 1967م وفيه مجلس بلدة يضم ستة أعضاء برئاسة رئيس مجلس البلدة. وفيها دوائر كثيرة مثل البريد والزراعة والهاتف والكهرباء وغيرها.

وهناك اقتراح لإنشاء متحف فيها حيث أن هذه البلدة أثرية، فإذا تم إنشاء المتحف المذكور يمكن جمع العديد من الآثار فيه. ويتبع خناصر أكثر من 80 موقع أثري على رأسها القلعة التي تضاهي أعظم القلاع من حيث الإنشاء ولم يبقى منها سوى بعض الحجارة، إضافة إلى بقايا الأواني الفخارية الملونة بألوان زاهية يغلب عليها الأخضر الداكن، ولا تخلو هذه البقايا من أعداد كبيرة من الفسيفساء ذات اللون الرمادي. أما بيوت خناصر فهي من الحجارة البازلتية التي حصل عليها الأهالي من بقايا الأبنية القديمة التي أصبحت تحت الأرض، كما أن القبور العديدة والقديمة جداً موجودة حول البلدة في مجموعات مختلفة الأعداد.

أنشئت فيها مدرسة إعدادية في الستينات وهي تتحول إلى ثانوية في بعض الأعوام عندما تتوفر الأعداد المطلوبة من الطلبة حسب لوائح مديرية التربية في حلب.

سكنها المهاجرون الشراكسة منذ أوائل القرن العشرين، رُتبت شوارعها بشكل متعامد جميل وكانت أشبه ما تكون بشوارع مدينة تدمر، حيث وزعت الأراضي عليهم بالتساوي، كما خُصصوا بمساحات متساوية في البستان الذي كان يقع شرق القرية ويرويه نبع عذب ينبع من جبال الحص الشمالية، وكان يزرع بالعنب والمشمش وبعض الخضروات، ولكن الجفاف حوَّله إلى أرض لزراعة الشعير بعلاً شأنه شأن بقية أراضي خناصر التي يزرع معظمها بالشعير وأحياناً بالقمح وبعض البقوليات إذا توفرت لها مياه الري من مصدر أو آخر .

هجر الأهالي بلدتهم بعد سنوات الجفاف المتتالية وحصل الكثير منهم على الإجازة الجامعية في الاختصاصات المختلفة وحيث استقر هؤلاء في المدن بسبب ارتباطاتهم الوظيفية. أما عن العائلات الشركسية التي سكنت خناصر منذ العام 1905م مرتبة من الغرب إلى الشرق هي: قالمق، دشك، سجاجة، بالقز، شاكوه، فندج، ملي، لكنباشة، سولا، قاردن، شكوه، قنح، بشونة، شرك، سانا، جاهو، ممكغ، شكاغس، يلجروقة.

- عين دقنة: تقع هذه القرية على بعد 40 كم تقريباً شمال حلب، عاش فيها عام 1935م نحو 15 عائلة، أما في الوقت الحاضر فيصل عددهم إلى نحو 35 عائلة شابسوغ. استقر فيها الشراكس الحتقواي عام 1886م، الحرفة الأساسية فيها الزراعة، وتشتهر بالمياه الجوفية. تتمتع هذه القريةمنذ فترة ليست طويلة بالخدمات كالمياه والكهرباء والاتصالات الهاتفية. وقد نتج عن عزلة هذه القرية الزواج من عربيات مما أدى إلى ضياع اللغة ولكنهم استمروا في تطبيق العادات والتقاليد الشركسية وحافظوا عليها، قرية عندان: كان يعيش فيها بعض عائلات الأبزاخ

محافظة إدلب

تعيش في مدينة سلقين الواقعة بالقرب من الحدود التركية حوالي 20 عائلة من الوبيخ من قبيلة رستم. يعرفون أصولهم الشركسية ولكنهم ضيعوا لغتهم

محافظة حماه

يوجد في هذه المحافظة أربع مراكز سكانية قفقاسية: تل سنان، تل عدا، جصين، ديل عجل..

قرية جصين: تقع شمال منطقة السلمية على بعد 18 كم. معظم سكانها من قرية أكندا التابعة لمقاطعة تسومادا في داغستان وهم محمد مصطفى باكير أواري، محمود طوغاجي، الحاج علي أواري، محمد حاج علي أواري، عبد اللطيف أواري، نور محمد حجي، الذين خرجوا من داغستان عام 1907م بهدف الحج. وقد أقاموا نحو سنتين قاسيتين في البداية بعد الوصول إلى سورية في أحد مساجد حماه. بلغ عدد عائلات جصين عام 1935م نحو ثلاثين عائلة. بعد ذلك وصل مهاجرون من مناطق داغستانية أخرى مثل أقوشه وقدر (منطقة بويناكسك) وباغيكلا وكوموخ (منطقة لاكي) وكايا وتشارا (منطقة كولي) وسيوخ (منطقة غوم) وتيندي (منطقة تسومادا)، وأوراخي (منطقة سيرغو قلعة).

عمل سكان جصين في تربية المواشي والزراعة. وقد كان فيها عدة ينابيع شرقي وجنوبي القرية، وفي شمال القرية توجد منطقة منخفضة تشكل بحيرات مالحة وعندما تقارب من الجفاف كان سكان القرية يجمعون الملح منها ويبيعونه في قرى السلمية. وكان يقطع أراضي القرية نهر يصل إلى قرية جدوعة وقريب من السلمية وبنتيجة الجفاف الدائم في 1950م -1960م رحل أكثر القاطنين إلى دمشق وحماه وحمص. وفي الوقت الراهن تعيش في جصين ست عائلات داغستانية فقط (من أصل أربعين عام 1960م).. مختار القرية حالياً هو أحمد علي أصحب أواري (شغل هذه الوظيفة من قبل والده علي أصحب أواري).

كانت قرب جصين قرية صغيرة، عاش فيها مهاجرون قمق (حوالي 10 عائلات)، وهم من قرية تابعة لمقاطعة خاسيورت في داغستان. وقد نقل عن السلف ذكر قرية عيدون وخفيه ومالطه وأكد هذه المعلومات الأستاذ أصلان عبد الكريم من سكان قرية ديل لعجل وقد صحح لي مكان قرية عيدون وهو جنوب غرب السلمية على خط نظر ديل عجل عسيلة.

قرية تل سنان: تقع قرية تل سنان في الشمال الشرقي من مدينة السلمية وعلى بعد / 16 كم/ منها وعلى طريق عام السلمية – الرقة وهذه القرية تابعة لمحافظة حماة. يحدها شمالاً قريتي جصين والدوسة وجنوباً قريتي ديل العجل وعقارب، وشرقاً قرية جدوعة أما غرباً فتحدها قرية تلعدا..

تشتهر هذه القرية بجمال طبيعتها الصحراوية... ونقاء هوائها من التلوث. وفيها بعض الآثار والمقابر مما يدل على أن الإنسان القديم قد سكنها منذ القدم. أما في العصر الحديث فتعد قرية تل سنان من أقدم القرى في منطقة السلمية حيث قال لي كبار السن أن مدينة السلمية عندما كانت مؤلفة من قبتين لآل تامر كانت قرية تل سنان عامرة ومزدهرة. ويعتقد أنها استوطنت ما بين عامي 1858 – 1860م .

وتتميز قرية تل سنان من الناحية العمرانية باختلاط البناء القديم مع الحديث وبالأسطح القرميدية الجميلة. أما سبب تسميتها بهذا الاسم العربي فيُعزى إلى أحد أمرين: الأول نسبةً إلى القائد العثماني سنان باشا الذي أقام فيها لفترة وتدرع بالتل الموجود فيها وهو في طريقه إلى اليمن. أما الثاني فهو نسبة إلى أسطورة تقول أن أميراً عربياً  اسمه سنان عشق فتاة اسمها (عدا) وتواعدا على الزواج فور الانتهاء من حملته في الغزو. ولكن حين عاد إلى القرية نُقل له خبر وفاة محبوبته (عدا) فعسكر فوق التل. ومن هول المصيبة توفي ودفن فوق التل وسمي ذاك التل باسمه (تل سنان) ...أما التسمية الشركسية لهذه القرية فهي: نشرزي  НЭЧЭРЭЗЙ نسبة إلى القرية الأم التي هاجر منها أهل القرية من القفقاس.

توجد في القرية بلدية ووحدة إرشادية فلاحية وفرقة حزبية، بالإضافة إلى مدرستين ابتدائية وإعدادية ومستوصف صحي. أما مركز الهاتف فقد طال انتظار أهل القرية لتشغيله مع أنه جاهز من عدة سنوات.

معظم أراضيها سهول زراعية، مناخها بارد شتاءً حار صيفاً مع اعتدال ربيعي. أما غطاؤها النباتي فهو عبارة عن أعشاب ونباتات برية كالزعتر والحرمل البري والشيح وبعض أنواع الزهور مثل الأقحوان وشقائق النعمان والشوك البري والعيصلان. يربى فيها الغنم والماعز والأبقار والدجاج والطيور.أما الحيوانات البرية فهي كثيرة منها: الأرانب والثعالب والذئاب والسحالي. بالإضافة إلى الأفاعي والعقارب.

يعتمد أهل القرية على الزراعة وتربية الماشية والعمل في وظائف الدولة. وأهم المحاصيل الزراعية: الشعير، القمح، الكمون، الذرة، البصل. ويحصل السكان على مياه الشرب من الآبار الجوفية ومن البئر المحفور من قبل الدولة.

يقدر عدد سكان القرية بألف نسمة، منهم 400 نسمة من الشركس والباقي من العائلات الحضرية والبدوية. ومن الملاحظ أن عدد الشركس في القرية قليل لأن معظم أهالي القرية استوطنوا في المدن الكبيرة مثل دمشق وحماة وحمص والرقة. والشركس في قرية تل سنان جاؤوا إليها على دفعتين: الأولى كانت من قبيلة البجدوغ الشركسية، والثانية كانت من الأبزاخ وقد جاؤوا جميعاً من الأناضول...

والعائلات الرئيسية الموجودة في هذه القرية تنتمي إلى إحدى القبيلتين آنفتي الذكر مع ملاحظة أن بعض هذه العائلات اندثرت كون الشخص الذي يحمل اسم العائلة لم يترك أولاد بعده.

أهم اللغات السائدة في تل سنان هي اللغة العربية والشركسية بلهجتي البجدوغ والأبزاخ. أما الديانة الوحيدة في القرية فهي الديانة الإسلامية وعلى المذهب الحنفي ويوجد في القرية مسجد يعتبر من أقدم مساجد المنطقة حيث تم بناؤه من قبل السلطان عبد الحميد خان عام 1883 م/ 1203هـ، وقد تمت توسعته من قبل أهل الخير مؤخراً.

إن أهم ما يميز قرية تل سنان عن باقي قرى منطقة السلمية أنها تفتخر بأنها القرية الوحيدة التي لا يوجد فيها أمية مطلقاً ...

تل عدا: تقع هذه القرية غرب تل سنان على طريق السلمية سكنها الشراكسة بعد أن هاجروا عام 1865م من موطنهم الأصلي القفقاس وبقوا في بلغارية حوالي (10) سنوات قبل وصولهم إلى سورية فوصلوا تلعدا عام 1885م. وأول من أسس منزلاً فيها هو محمد علي چوچوق الذي كان أحد زعماء الشركس وكان يلقب باسم حمتال بسبب عدم لفظهم حرف العين (ع) والضاد (ض) و مازال منزله عامراً إلى يومنا هذا وتسكنه عائلة چوچوق. أما عن عدد المهاجرين إلى تلعدا فقد بلغ نحو 800 نسمة تعود أصولهم إلى أكثر من عشيرة (شابسوغ – حتقواي- بجدوغ) وعائلات الشابسوغ (لو، حج يوسف، موسى اسحق، محمد علي) والحتقواي (قوشميد، جتاغج، رمضان باكير، اسحق، حكوام) والبجدوغ (چوچوق ، قات). والمقيمون في تلعدا حالياً أربع عائلات (چوچوق (جركس)، جتاغج (قوشميد)، حكوام (الياس)، قات. وأما البقية الباقية ففي دمشق وحمص وقد هاجروا بسبب القحط وشح المياه.

يوجد في تلعدا بلدية ومدارس ابتدائية وإعدادية ويعمل أهلها في الزراعة وتربية الأغنام

ديل العجل: تقع في منطقة السلمية يعيش فيها مهاجرون شراكسة من القبردي وصلوا حوالي عام 1900م. ومن العائلات المشهورة والتي بنت القرية: نف، يمغوج، قانبشوقة، قان تمر، قوماهة،  كزمت (قوموق)، منبت، حج ميرزا، الشيخ أيوب (العائلة قارا تفرعت إلى حج باكو وأولاده وحج باتر وأولاده)، سرو (قمق). ومن هذه العائلات عائلتا (قان تمر وقانبشوقة) وانضم إليهم شراكسة من قرية اسمها "عيدون" (جنوب غرب السلمية) التي لم يبق فيها أحد والقليل جداً يعرف هذه المعلومة. ويوجد في قرية ديل العجل مدرسة إبتدائية وماء شرب صحي وكهرباء ومن شخصيات القرية المرحوم العميد  في الشرطة  غازي حاج باطر

محافظة حمص

يبلغ عدد القفقاسيين في حمص نحو عشرة آلاف، منهم الداغستانيون حوالي ألفين نسمة. يعيشون في ثلاثة أحياء في وسط المدينة، أكبرها بالتعداد جورة الشياح وحي الشراكسة ويوجد في مدينة حمص فرع للجمعية الخيرية الشركسية تأسس عام 1971م، يتم في إطارها إنجاز نشاطات اجتماعية وثقافية وخيرية.

القرى الشركسية في حمص: يبلغ عدد القرى الشركسية في حمص سبعة، تقع جميعها شمال شرقي المحافظة عدا قرية تليل التي تقع في الشمال الغربي. وهذه القرى من الغرب إلى الشرق هي: تليل (ناجاحابل) ثم مريج الدر (خوساي) ثم عسيلة (ينم) وأبو همامة (خوساي تسوك) وتلعمري (جاجاحابل) وعين النسر (قوانتشقة حابل). ومعظم هذه القرى لاتزال مأهولة بالشراكسة فقط وقد تملك بعض البدو أراض في الأطراف البعيدة لبعض القرى الشركسية ولكنهم لا يدخلون إلى القرى. وأكبر القرى هي تلعمري و عين النسر حيث تبعدان عن بعضهما (3 كم )تقريباً. وجميع القرى تقع إلى جانب بعضها البعض حيث مريج الدر وعسيلة وأبو همامة تقع إلى جانب بعضها، وتستطيع الوصول من أبو همامة إلى تلعمري ثم إلى عين النسر. وفي جميع هذه القرى يوجدجامع لإقامة الصلوات. ويمر نهر العاصي بقريتين هما مريج الدر وعسيلة. ويتناقص عدد سكان هذه القرى باستمرار بسب الهجرة إلى المدينة للعمل أو للدراسة أو للاثنين معاً، والجدير بالذكر أن عين النسر أصبحت بلدة ولم تعد قرية (ومن المحتمل أن تصبح الهجرة عكسية للقرى بعد الغلاء الفاحش للمنازل في المدن وتوقف الجمعيات عن بناء منازل جديدة)

محافظة القنيطرة

مركز إداري، أُسكِن فيها الشراكس (الأبزاخ، الأباظة، البجدوغ، القبرتاي، الحاتوقاي، الشابسوغ) والداغستان (الأوار، اللاك، الليزغين) والشاشان والأنغوش والقوشحة والقرشاي والبلقار.


المنصورة:

قرية شركسية في الجولان السوري المحتل، تتبع إدارياً محافظة القنيطرة، بلغ عدد سكانها قبل الاحتلال الإسرائيلي للجولان حوالي 1230 نسمة، وتقع في أرض بركانية منبسطة شمال تل العرام وتل أبو الندى على بعد 3 كم إلى الشمال الغربي من مدينة القنيطرة.

سكن القرية البدو الرحل الذين اعتمدوا في حياتهم على تربية الماشية حتى عام 1870م، ثم سكنتها قبائل" الأبزاخ والبجدوغ " الشركسية التي قدمت في القرن التاسع عشر إلى الجولان من بلاد القفقاس هروبا من حرب الإبادة الجماعية التي نفذها القياصرة الروس بحق الشعب الشركسي. وقد منحتهم الحكومة العثمانية أراضٍ في بلاد الشام ليستقروا فيها، ويكونوا حماة لها.

يعيش فيها الأبزاخ والبجدوغ والشابسوغ والوبيخ. امتاز سكان المنصورة بحبهم للعمل والزراعة وبناء البيوت ذات السقوف القرميدية، وبنوا شبكة علاقات تعاون اجتماعية وتجارية مع القرى المحيطة بهم، وشقوا طرقات عديدة من وإلى القرية، واشتهرت القرية بالعربات ذات العجلين التي تجرها الجواميس والخيول. وقد زار المنطقة الرحالة الألماني "اوليفانت" عام 1872م حيث سجل انطباعاته عن السكان المحليين ووصف الأخلاق النبيلة التي امتازوا بها كونهم محاربين أشداء ووصف تعاملهم الودّي معه وبالأخص زعيمهم"إسماعيل آغا".

وقد منح والي الشام العثماني أراضي القرية للمهاجرين الجدد من الشركس، حيث بنوا بيوتهم في البداية من الحجارة البازلتية والطين وخصص لهم أراضي أخرى زراعية ليعيشوا منها واحتفظوا بالأراضي الوعرة كمراعي لمواشيهم وأبقارهم. ومن خلال المثابرة والنشاط تمتع سكان القرية بحياة اقتصادية مريحة حيث عزقوا الأراضي الوعرة وزرعوها بالحبوب والبقول والذرة بعلاً وأشجار الكرمة والتين، فيما يزرعون رياً من مياه الآبار، الخضار وبعض أشجار التفاحيات. وهذا ما أثار إعجاب الرحالة الألماني "شوماخر" الذي قال أن ذلك ذكّره بوطنه ألمانية عندما رأى العربات وهي تحمل العشب الأخضر والقش.

كما امتازوا عن غيرهم بوجود العديد منهم ممن يتقن الحرف والمهن المختلفة كالنجارة والحدادة وصناعة الجلود والأحذية والسروج. وامتازت نساء قرية المنصورة بالخياطة والتطريز إلى جانب العناية بأمور البيت والعائلة. واعتمدوا أيضاً على تربية الأبقار (التي اشتهرت فيما بعد باسم البقر الجولاني الذي ذاع صيته من حيث ملائمته للمنطقة ..) كما اهتموا بتربية الخيل وخاصة الأصيلة منها.

ولقد شغل العديد من سكان القرية وظائف مختلفة في مركز حاكم اللواء،كما خدم قسم كبير من شبابهم في طابور الفرسان الخامس في سورية تحت قيادة القائد الشركسي الكبير ميرزا باشا. هذا اللواء الذي تم تشكيله للحفاظ على الأمن والنظام في بادئ الأمر وبعد ذلك أوكلت إليه مهمة المحافظة على خط السكة الحديدية التي تصل إلى الحجاز وتحول اسم الطابور إلى اسم (قوة الفرسان الشراكسة). وعمل عشرات الشبان في القرية في مؤسسات محافظة القنيطرة ودمشق الإدارية.

تعرضت القرية كسواها من قرى الجولان إلى التدمير الكامل في عدوان حزيران عام 1967م، ونهبت بيوتها وسرقت سقوف بيوتها القرميدية على يد قوات الجيش الصهيوني.

الصرمان/السلمنية/العدنانية: يعيش فيها (الأباظة، البجدوغ، القبرتاي، الشابسوغ)، عرفت القرية باسم (الصرمان) غير أن هذا الاسم استيدل في عام 1953م باسم آخر هو العدنانية وذلك في إطار عملية تغيير أسماء بعض القرى والبلدات والأقضية في الجولان. أما أهل القرية فقد أطلقوا على قريتهم اسم (السلمنية (وشاع الاسم بين شراكس بلاد الشام.

تقع قرية السلمنية (/العدنانية/الصرمان) على بعد 3 كم تقريباً إلى الجنوب من مدينة القنيطرة، وقد شيدت القرية على سفوح تل بركاني يرتفع عن سطح البحر نحو 1000م، وهو واحد من عشرات المخاريط البركانية التي تنتشر في الجولان، وهي تعتبر من إحدى ضواحي مدينة القنيطرة. يحتوي الموقع على صخور كبيرة، ولاسيما في قمة تل الصرمان، حيث تنتصب مجموعة من الصخور البازلتية الضخمة ولاسيما في الجهتين الغربية والجنوبية. وبالقرب من مدخل الكهوف يرى القادم من القنيطرة أو عين زيوان أو الغسانية أو من الحرش هذه الصخور من مسافة بعيدة، وتبدو وكأنها تقف على قمة التل عيناً تراقب المنطقة المجاورة. يوجد بقايا وآثار عمرانية قديمة من الكهوف التي كانت مسكونة، إلى جانب المنازل التي شيدها الإنسان عبر مختلف العهود من حجارة منحوتة بشكل جيد وجميل.

قرية المدارية/القحطانية: قرية سورية تقع في الجولان على تلة صغيرة بجوار قرية السلمنية/الصرمان/العدنانية. وتتبع إدارياً لمحافظة القنيطرة وعلى مسافة 3 كم من مدينة القنيطرة. تمتد أراضي القرية بين الجزء الخاضع للسيطرة السورية والجزء المحتل الخاضع للسيطرة الإسرائيلية من هضبة الجولان. بنيت القرية القديمة نحو عام 1878م، وقد بناها المهاجرون الشراكسة (القبرتاي)، وتعتبر من القرى الصغيرة في المنطقة، وقد أصبح اسمها القحطانية عام 1950م. وقعت القرية تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م وهُجِّر كل سكانها إلى العاصمة دمشق بعد حرب حزيران، وأزيلت بيوت القرية تماماً عن الوجود. ولكن بعد حرب تشرين 1973م عاد جزء من أراضي القرية للسيطرة السورية، ومع بدء مشروع إعادة إعمار القرى المحررة، بنيت بيوت جديدة على الأراضي المسترجعة. تتألف القرية الجديدة من قرابة 60 منزلاً، وتتوفر فيها خدمات أساسية متواضعة، يقدر عدد سكانها حاليا بـ 150 - 200 نسمة، يعمل معظمهم في القطاع الحكومي في دمشق وخان أرنبة وآخرون في الزراعة وتربية الحيوان وبعض الحرف. تشهد بعض النشاط والحركة بفضل قربها من مركز المحافظة الحالي مدينة خان أرنبة ووقوعها على الطريق نحو قرى رويحينة وبئر عجم وبريقة جنوباً.

عين زيوان: قرية في الجولان السوري المحتل تتبع مركز منطقة القنيطرة. بلغ عدد سكانها قبل عدوان حزيران عام 1967م حوالي 1095 نسمة. تقع في أرض بركانية سهلية جنوب شرق تل (أبو الندى) وغرب تل عين زيوان وتل الريحانية وإلى جنوبي مدينة القنيطرة بـ 2كم، على ارتفاع 960م فوق سطح البحر.

تأسست قرية عين زيوان في أواخر السبعينيات من القرن التاسع عشر على أيدي بعض المهاجرين الشركس، حيث شيدوا بيوتهم في البداية من التبن والحجارة البازلتية، ثم تطورت فيما بعد لتتحول إلى منازل مبنية من الإسمنت ذات سقوف قرميدية خاصة باتجاه طريق القنيطرة فيق. وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى نوع من أنواع الحنطة الذي ينمو في القرية.

سكانها من الأبزاخ والبجدوغ والقبرتاي، وقد اعتمدوا في معيشتهم على الحبوب والبقوليات والأشجار المثمرة مثل الكرمة والتين، وكانت القرية تشرب من شبكة تستمد ماءها من مشروع مياه بيت جن ومن بعض الآبار الارتوازية المحيطة بالقرية. وقد زارها المستشرق الألماني "غوتلب شومخر" عام 1913م وقال أن القرية تتميز بسعة شوارعها، وجمال بيوتها وعلو أشجارها، وسكانها يبذلون جهداً كبيراً في تزيين قريتهم والمحافظة على نظافتها. وفي23 كانون الثاني عام 1968م أقامت إسرائيل على أنقاض القرية مستوطنة أطلقوا عليها اسم "عين زيفان"، وهي مستوطنة تعتمد على الزراعة بشكل رئيسي، وتعتبر ثالث مستوطنة تقيمها إسرائيل في الجولان، وقد أسسها 13 يهودي من أبناء الكيبوتسات في داخل إسرائيل، إضافة إلى عدد من المتطوعين الأجانب.

تضم المستوطنة حوالي 60 عائلة يهودية، وبلغ عدد سكانها حوالي 300 مستوطن، يعتمدون في اقتصادهم وحياتهم على زراعة وإنتاج التفاح والأفوكادو والذرة والبطاطا، وفي المستوطنة يوجد معمل للأحذية. وقد درج المستوطنون على إقامة مهرجانات سياحية مثل مهرجان الكرز، الذي أطلق عليه "بستان الجولان" وفيه يشجع المستوطنون السائحين من الإسرائيلين والأجانب على المشاركة في قطف الكرز والفاكهة بشكل ذاتي، مع توفير غرف سياحية للنوم لهم داخل المستوطنة. ولتشجيع الاستيطان في المستوطنة منحت إسرائيل مبلغ 200 ألف شيكل (42 ألف دولار أمريكي) منها 40 ألف شيكل هبة لكل شخص يهودي يشتري منزلاً في المستوطنة، مع إمكانية الحصول على قروض بمبلغ 70 ألف شيكل، وتأتي هذه الإغراءات ضمن إطار سياسة تشجيع الاستيطان اليهودي في الجولان المحتل.

فزارة: تقع شمال شرق الخشنية جنوب غرب جويزة. سكنها الأوستين/القوشحة، وكان الطلاب يذهبون للخشنية التي تبعد 2كم عن القرية. من العائلات التي كانت فيها: البيك وكزوروش (حوالي ستين نسمة)، ومن سكان القرية الملازم الأول ميرزا بيك الذي استشهد في تل العزيزيات عام 1948م. وحالياً سكانها يتوزعون في دمشق وريفها .

مومسية/الغسانية: (أباظة، أوار، قبرتاي) تقع القرية على السفح الجنوبي لتله الغسانية. مرتفعة عن سطح البحر حوالي 690م. وتبعد جنوباً عن مدينة القنيطرة حوالي 5 كم. سكنتها قبائل عربية عريقة من قبيلة بنو غسان في فترة الحكم البيزنطي وأطلقوا على البلدة اسم الغسانية تيمناً باسم القبيلة. في حوالي عام 1878م بحسب المستشرق الألماني "غوتلب شومخر" سكنها 330 شخص من قبيلة الأباظة الشركسية وبنوا حوالي 82 مزرعة حول القرية. تعرضت القرية إلى وباء أدى إلى موت وهجرة غالبية سكانها، وبقيت مهجورة حتى عام 1913م حيث أعيد بنائها من جديد شرقي المزارع التي بناها الأجداد قبل تفشي الوباء في القرية وسميت باسم المومسية .وقد تمكن سكانها من تحويل أراضيها إلى مساحات زراعية منتجة. وتشكلت من شبابهم قوة من الفرسان تولّت فرض الأمن وحماية الخط الحديدي الحجازي. استمرت هجرات الشراكسة إلى القرية وإلى منطقة الجولان حتى الثلاثينات من القرن العشرين، كما لجأت عدة عائلات شركسية من فلسطين إلى القنيطرة عام 1948م بعد نكبة الشعب الفلسطيني.

وُجِدت في القرية بقايا حجارة منحوتة استخدمت اكثر من مرة، كما وجدت أعمدة مزخرفة في المسجد الوحيد في القرية، و تشتهر القرية بأشجارها التي تتنوع مابين السنديان، والبلوط، والسماق، والزعرور. عدد سكانها 393 نسمة بينهم 303 شركس و.90 تركمان. وفي إحصاء عام 1966م بلغ عدد سكانها 480 نسمة. وفي حزيران 1967م طردت إسرائيل أبناء القرية من منازلهم بالقوة ودمرت قواتها العسكرية كامل منازل القرية وسوتها المجنزرات والجرافات الإسرائيلية بالأرض. حاولت القوات السورية إحكام سيطرتها على القرية خلال حرب تشرين عام 1973م، دخلتها القوات السورية (الفرقة 43) وجرت معركة دبابات عنيفة مع القوات الإسرائيلية بين ليلة السابع والثامن من تشرين الأول.

الجويزة (الأبزاخ، القبرتاي، الشابسوغ) في لقاء مع الباحث نهاد جاويش من أهالي قرية الجويزة حدثنا عن تاريخ وجغرافية هذه القرية. حيث تقع في الجنوب من القنيطرة وتبعد عنها نحو 11كم، وهي محتلة حتى الآن منذ عدوان 1967م وتنتظر التحرير. وأصل تسميتها يعود لتصغير كلمة الجوزة، وهي قرية غسانية قبل الفتح الإسلامي لبلاد الشام. وعند بداية الهجرات إلى هذه المنطقة استقر فيها مايقارب 200 عائلة، قاموا ببناء بيوتهم على أسلوب واحد ومن حجارة البازلت وباتجاه واحد نحو الجنوب لينالوا قسطاً من أشعة الشمس والدفء شتاء وليتقوا لسعات الرياح الشمالية.

عمل الأهالي في تربية الحيوان مع زراعة بعض الخضار التي تفي بحاجة أهل البيت. أما في الحقول فقد اشتهرت القرية بزراعة القمح والشعير والذرة. والقرية مستلقية على السفوح الغربية لجبل حرجي من أشجار السنديان والبلوط والبطم والزعرور يقال له جبل الحزيقة، لذلك تنعم بالهواء العليل والجو الرائق وصفاء النسيم.

تقع القرية على الطريق العام من القنيطرة إلى الرفيد حيث مفارق الطرق إلى الحمة وإلى نوى – شيخ مسكين، وتبعد عن مدينة القنيطرة حوالي 8 كم وعن الخشنية (مركز الناحية) حوالي 6 كم إلى الشمال الشرقي وتجاورها من الناحية الشرقية قريتان شركسيتان غير محتلتين هما بير عجم والبريقة وتلالهما. وقد بنيت القرية على السفح الغربي لتل يعرف بتل كودنة نسبة إلى قرية كودنة الواقعة على السفح الشرقي للتل وسكانها من البدو قبيلة آل الطحان التي تتبع عشيرة النعيم. يمر من القرية طريق معبد للسيارات يصل القنيطرة والزوية ودرعا أما طرقها الداخلية فقد كانت حجرية لتعرضها للحت الشديد من مياه السهول الجارفة في أيام الشتاء.

زار القرية عام 1884- 1885م الباحث والمستشرق الألماني "غوتلب شوماخر" وكتب عنها القرية" بداية تشكيل القرية يعود إلى الفترة الهلينسيتية او الرومانية. في الفترة البيزنطية كان يسكن القرية عدد من المسيحين، ثم سكنها في أواخر سنوات السبعينيات من القرن 19م عدد من الشركس الذين قدموا من بلاد القفقاس، وثلث سكانها كانوا من التركمان الذين منحهم السلطان العثماني الحماية وأسكنهم في منطقة الجولان، ويتابع شوماخر: "كانت القرية تعيش في حالة انتعاش اقتصادي، وكانت مدرسة القرية مبنية من الحجارة البازلتية، وفيها مسجد ونبع ماء مجاور للقرية يسمى"نبع الجويزة" يشرب منه سكان القرية".

بلغ عدد سكان القرية عام 1960م نحو 877 نسمة، منهم 674 من الشركس و203 من التركمان. وفي عام 1967م بلغ عدد سكانها حوالي 1080 نسمة. من أبرز العائلات التي سكنتها: عائلة باغ التي ينحدر منها كل من الدكتور والمفكر المرحوم أديب باغ المتوفى عام 1964م والذي تضم مقبرة القرية رفاته. وأديب باغ هو صاحب رسالة الدكتوراه عن جغرافية الجولان لجامعة السوربون. واللواء عواد باغ. والدكتور عاصم محمود باغ عضو مجلس النواب في أوائل سنوات الخمسينيات، والأستاذ عبد الرحمن باغ عضو مجلس النواب أثناء حكم أديب الشيشكلي.

أثناء عدوان حزيران عام 1967م تصدت القوات السورية المرابطة في حرش الجويزة للقوات الإسرائيلية التي قصفت القرية وحرشها بالطائرات الحربية. ويروي شهود عيان أثناء عدوان حزيران أنه في تمام الساعة الرابعة من مساء الإثنين الواقع في 12 حزيران.. كانت تتقدم كتيبة دبابات إسرائيلية (40 دبابة) على طريق الرفيد- الجويزة- القنيطرة، وما إن وصلت مقدمة الرتل إلى مشارف الحرش المحيط بقرية الجويزة، حتى تصدت نيران القوات السورية للكتيبة الإسرائيلية، فأوقعت فيها خسائر كبيرة، واستنجد قائد الكتيبة بالطيران الحربي لإنهاء المقاومة السورية.. وجاءت طائرات الهليوكوبتر الإسرائيلية وأحرقت أرض الحرش كلها برشاشاتها.. واستمرت المقاومة حتى صباح الثلاثاء 13 حزيران.. عندها عادت كتيبة الدبابات الإسرائيلية واستكملت تقدمها لإكمال احتلال القرية وطريق الرفيد القنيطرة.

بلدية بئر عجم: (الأبزاخ والقبرتاي) هي أشهر وأروع قرى الجولان الشركسية. يتمتع سكانها بحياة فريدة مطبوعة بالطابع الشركسي الخالص. ولا عجب أنه من شبه المستحيل أن تصادف فيها شخصاً يجهل شخصاً آخر صغيراً كان أم كبيراً فالكل عائلة واحدة تتشارك الآلام والآمال. تحيط بها الجبال وتحضن بيوتها الأشجار والورود. وتجتذب بئرعجم بجمالها الكثير من الراغبين بقضاء أيام لاتنسى. ففي الشتاء يغمرك إحساس لايوصف خصوصاً عند تساقط الثلج فتعيش نوعاً مميزاً من العلاقة مع الطبيعة فهو بمثابة فصل يمنحك فرصة للاسترخاء والتأمل. أما في فصل الصيف أو الربيع فلا تتوقع عدد الزائرين من كل مكان حتى من الدول الأوربية (الولايات المتحدة وفرنسة وتركية وغيرها...) فقد سُجل في عام 2001م مايقارب 60 عائلة شركسية من تلك الدول تقضي عطلتها في بئر عجم. ولاننسى أيام الجمع حيث ترى الشارع الرئيسي بين بئر عجم وبريقة يعج بالناس، والأجمل أن الكثير من الشراكسة يستخدم هذه الفرصة للتعارف والتواصل.

قرية البريقة: قرية سورية تقع في الجولان وتحتها سد كودنة التجميعي. أنشأت أولى بيوتها عام 1873م على يد الشراكسة الذين هُجِّروا من القفقاس ومعظمهم من الأبزاخ والأباظة والشابسوغ.

وقعت القرية تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب حزيران عام 1967م، وتمكنت سورية من استردادها عقب حرب تشرين التحريرية عام 1973م. وعادت بعض العائلات لتسكن القرية اعتباراً من عام 1974م، وازدادت أعداد السكان بعد بناء قرية بريقة الجديدة شمالي القرية القديمة عام 1986م. بيوت القرية القديمة جميلة ومبنية بإتقان على طراز متميز مبني من الحجارة والقرميد الأحمر من ما توافر في تلك الأيام من مواد للبناء. إلا أن معظمها مهجور منذ النزوح. وهي من القرى الباقية على حالها بعد الاحتلال الإسرائيلي والتحرير.

تتميز القرية بطبيعة خضراء جميلة ومناخ مائل للبرودة شتاء والاعتدال صيفاً. يقصدها الزائرون من كافة المناطق للاستمتاع بالمناخ وبالطبيعة الخلابة والهواء النقي والأجواء العائلية. تنتشر على أطرافها غابة خضراء ذات مناظر خلابة. وتشهد القرية في فصل الربيع تجمعاً حاشدا لكل الزائرين من كافة المناطق للاستمتاع بالمناخ وبالطبيعة الخلابة.

تتركز الزراعة على المحاصيل الزراعية الموسمية وأشجار التين والزيتون والعنب واللوزيات، أما الإنتاج الحيواني فيعتمد على الأبقار والنحل. وتعتبر البريقة واحدة من القرى المدرجة على لائحة القرى الصحية. وقد احتلت بجدارة في إحدى السنوات المركز الأول حسب تصنيف القرى الصحية، وتشهد نشاطاً مناهضاً للتدخين تم إعداد وبث تقارير عنه من خلال القنوات الفضائية.

يبلغ عدد سكان القرية القديمة والجديدة نحو 500 نسمة، أغلبهم من الشراكسة. كثيرون من السكان الذين هجروا من القرية بعد حرب حزيران عام 1967م، لم يعودوا بشكل نهائي، وما زالوا يقيمون في دمشق أو في بلدان المهجر.

يوجد في القرية نادٍ رياضي اسمه "نادي بريقة الرياضي" ومركز ثقافي ومستوصف وعيادة سنية ومسجد يتوسط القرية، بالإضافة إلى عدد من المحلات التجارية ودكاكين الحرفيين والتجار، تشتهر القرية بنبع ماء عذب ومنعش يقع عند مدخل القرية القديمة.

ناحية الخشنية: قرية سورية تابعة لمحافظة القنيطرة، ترتفع عن سطح البحر 765م. وهي مركز ناحية في الجولان. أنشئت القرية الأولى نحو عام 1900م، وسرعان ما توسعت وكبرت ليبلغ عدد سكانها عام 1960م قرابة 1915 نسمة. تقع وسط الجولان، على بعد 12 كم من القنيطرة. تحدها من الشرق تلال شعاف السنديان، ومن الجنوب الطلائع، وقرية فزارة من الشمال الشرقي، عثر فيها على أثار للعهود الرومانية والبيزنطية والإسلامية. يقع إلى جنوبها تل الفرس المشهور. أرضها بركانية بازلتية وعرة، تميل نحو الجنوب الغربي، اعتمد سكانها الذين كانوا في معظمهم من أصول شركسية (الأبزاخ، الأباظة، البجدوغ، القبرتاي، الشابسوغ، الحاتوقاي، كم الماز) على زراعة الحبوب، البقول، الذرة، الكرمة، التين و تربية الأبقار والأغنام. كانت مياه الشرب تجلب إليها من عين التينة. اشتهرت ببعض الصناعات اليدوية: القبعات الصوفية والعربات الزراعية، ونشطت فيها الأعمال التجارية. وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب حزيران عام 1967م ودمرت تماماً.

الفحام (الأبزاخ، القرشاي، القوشحة، الشابسوغ، الوبيخ) إحدى القرى المحتلة والمدمرة التابعة لمركز الخشنية التابع لمحافظة القنيطرة في هضبة الجولان جنوب غرب سورية.

الصمدانية هي أحدى القرى الواقعة تحت السيادة السورية، والتابعة لمحافظة القنيطرة في هضبة الجولان جنوب غرب سورية.

رويحينة: (الأبزاخ والبجدوغ والقبرتاي) إحدى قرى الجولان السورية، تقع شمال قرية بئر عجم وجنوب رسم الحلبي على مسافة 70 كم من دمشق، وتتبع القرية إدارياً لبلدية بئر عجم، محافظة القنيطرة. احتُلَّت القرية أثناء حرب 1967م، وتم تحريرها بعد حرب تشرين التحريرية عام 1973م. يشير البعض إلى أنها أنشئت أول الأمر على يد بعض المهاجرين الشراكسة الذين أسسوا العديد من القرى في الجولان في سبعينيات القرن التاسع عشر الميلادي أي نحو عام 1875م، إلا أن سكانها هجروها لأسباب غير معروفة، ثم عادت الحياة للقرية باستقرار كثير من العائلات من المناطق المجاورة. وقد شهدت منذ عام 1998م توسعاً عمرانياً واضحاً وما تزال في توسع مستمر.

تشتهر القرية بوجود أربع مسامك لتربية السمك بنيت بجوار سد صناعي لتجميع مياه الأمطار والسيول يسمى سد رويحينة بني في مطلع الثمانينات من القرن العشرين الميلادي. يعمل معظم السكان في الزراعة وبعضهم موظفون في الدولة في مدينة خان أرنبة التي تبعد نحو 15 كم.حالياً لا يوجد فيها مهاجرين قفقاس.

قرية الحميدية: إحدى قرى الجولان ومحافظة القنيطرة التي سكنها القبرتاي. أرضها طيبة عبقة خصوصيتها بأريج زهرها البري وعطر النفل ونسيم الكينا وبكثرة آبارها السطحية وعذوبة مياهها ونقاء هوائها. وماتزال عيون عجائزها تنظر إلى ماوراء الأسلاك الشائكة إلى أرض كانت حتى زمن قريب مراتع صباهم وعشق شبابهم منتظرة التحرير. يقسم الشريط الحدودي القرية إلى نصفين محتل ومحرر. ومع ذلك تدلّ الإحصائيات التي قام بها الفرنسيون داخل مجتمع المهاجرين من شمال القفقاس على أراضي سورية من عام 1935حتى 1938م، أن عدد المهاجرين القفقاس في سورية كلّها يبلغ تقريباً 37890 نسمة. وإن إنخفاض عدد سكان مرتفعات الجولان خلال 3 سنوات تمّ بسبب انتقال بعض الداغستان والشاشان والشركس إلى مناطق سورية أخرى.

أوضاع الشراكسة في القرى الشركسية

المستوى المعيشي متوسط لمعظم أهالي القرى الشركسية ويوجد بعض العائلات التي تعاني الفقر وتقوم الجمعية الخيرية الشركسية بتقديم المساعدات لهذه العائلات الفقيرة كلاً حسب حاجته. أما من الناحية التعليمية فيوجد في جميع القرى الشركسية مدارس ابتدائية إلا أن القليل منها يوجد فيه مدارس إعدادية فيضطر أبناء القرى للذهاب إلى القرى المجاورة التي تتواجد فيها المدارس الإعدادية. والآن يذهب الجميع إلى المدينة لإتمام المراحل الإعدادية والثانوية والجامعية. وعدد طلاب الجامعات والمعاهد المتوسطة من الشراكسة يتزايد وهناك عدد من المتفوقين في جميع المراحل الدراسية