مستخدم:A7hm 90/ملعب

الشيخ محمد يبر بن بيه

نسبه

هو الشيخ العلامة المتفنن البحر الزاخر ذو القدر الفاخر العابد الزاهد الشيخ محمد يبر بن بيَه بن أحمد بن بيًه بن  أعمر بن محمد بن عيسي بوبه المسومي الشنقيطي الموريتاني ، ووالدته الســالكة  بنت محمد بن اعل سالم بن اعمر بن محمد بن عيسى بوبه المسومي ؛ نسبة إلى قبيلة مسومة وهي إحدى قبائل لمتونة .

نشأته 

ولد الشيخ  في ولاية لعصابة في موريتانيا سنة 1908 م في منطقة انواملين،

في قرية الغرد ، ونشأ في بيئة علمية وأسرة عريقة معروفة بالعلم والدين .

مشايخه

درس الشيخ على عديد من علماء عصره منهم على سبيل المثال لا الحصر :

الشيخ أحمد سالم بن أحمد معلوم في القرآن

خاله العلامة المصطفى بن سيدي يحيى في القرآن

خاله العلامة المصطف بن اعل سالم في القرآن والفقه

العلامة أحمد بن محمد عبد الله في القرآن والفقه

العلامة الطالب بن عبد الله في القرآن وعلومه

الشيخ سيدي عالي بن الطالب أحمد بن اطوير الجنة في الفقه والنحو

الشيخ محمد سالم بن الشين الحسني في علوم اللغة والأدب

العلامة الشفيع ولد المحبوب في علوم اللغة والانساب

القاضي العلامة الشيخ المحفوظ بن بيه في علم اللغة وأصول الفقه

العلامة اللغوي الأديب الأريب محمد المصطفى بن دداه المسومي

علمه :

كان الشيخ محمد يبرعالي الكعب في كل الفنون فلا تكاد تفاتحه في علم إلا وجدته محيطا به أو ملما ، فقد كان يتقن كل العلوم الشرعية وفنونهامن تفسير وقراءات ووفقه وأصول وقواعد فقهية والسير والتاريخ والأنساب أما علم النحو والصرف واللغة والأدب  فهذا ميدانه الذي لايبارى فيه ولا يجارى  وكان موهوبا وبارعا في علم الفلك.

وكان يمثل العلماء حقا في زهده وتواضعه وكان نجم هداية للناس يصدق فيه قول الشاعر :

ذوو العلم في الدنيا نجوم هداية          إذا غاب نجم لاح بعد جديد

بهم عز دين الله طرا وهم لـه          معاقل مـن أعدائه وجنود

حياته

قد جمع الشيخ رحمه الله في  حياته بين مطالعة ابن عقيل وعبادة الفضيل وجهاد ابن المبارك فقد كان رحمه الله تعالى لايمل الطالعة يطالع في كل الأوقات طالبا العلم في كل اللحظات ، وكان يقول رحمه الله تعالى (  إذا كل بصري عن المطالعة ولساني عن المراجعة أعملت فكري وأنا مطرح علي الفراش فلا أنهض إلا وقد حدث عندي ما أكتبه )وكان مولعا بمطالعة كتب اللغة التاريخ والسير والأنساب بالخصوص وكان لا يبارى فيها أبدا ، وكان كثير المطالعة للكتب في كل الفنون من فقه وحديث وتفسير وغيرها.

أخلاقه

 لقد كان الشيخ فريدا في عصره علما بين أقرانه لاتكاد تبحث عن خلة حميدة إلا وجدتها فيه فإن رمت تواضعا يقتفي فيه صاحبه خطى النبي صلي الله عليه وسلم وجدت ذلك فيه شبرا بشبر وذراعا بذراع فقد كان يأتيه الطفل فيقف له ويذهب به حيث شاء يصغي إليه ويستمع يجله ويقدره وكعادة التواضع في رفعه لصاحبه رفع الله شأن هذا الشيخ فالكل يحترمه ويجله كما قال صلى الله عليه وسلم : ( من تواضع لله رفعه الله )

 فكان مصداقا لقول الشاعر :

تواضع تكن كالبدرلاح لناظر          على صفحات الماء وهـو رفيع

ولاتك كالدخان يعلو بـنفسه           على صفحات الجو وهو وضيع

ومن تواضعه أنه دعا أحد طلابه  وهو الشيخ حمدي بن سيدي المختار والكلام منقول عنه  ذات يوم قال: قال لي : أشكل علي حكم الأخت للأب مع الشقيقة أو الأخوات الشقيقات في الميراث فكتبت له حكمها فسر بذلك وفرح وكتب لي كلمات هي أحب إلي من حمر النعم انتهى من كلامه.

: لقد كان الشيخ كريما كثير البذل يحسن علي العامة والخاصة وكان أكرم من حاتم لا يدخرشيئا يصدق فيه قول الشاعر :

خل إذا ما جئته يوما لتسأله         أعطاك ما ملكت كفاه واعتذرا

يخفي سرائراه والله يعلمها           إن الجميل إذا أخفيته ظهرا

وكان يذكر جيدا قول الشاعر :

انفق ولا تخش إقلالا فقد قسمت         بين العباد مع الآجال أرزاق

لا ينفع البخل مع دنــيا مولية        و لا يضر مع الإقبال انـفاق

عبادته

وإن سألت عن عبادته وجدته الطود الشامخ في ذلك المجال وقد كان من المستغفرين في الأسحار والمتجافين عن المضاجع رغبة ورهبة فيما عند الواحد القهار وكان من الممسكين للسانه عن الخلق فلا تراه إلا تاليا لكتاب الله أو ذاكرا له سبحانه وتعالى وكان شعاره الذي يرفع   ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين )

وكان يمثل العلماء حقا في زهده وتواضعه وكان نجم هداية للناس يصدق فيه قول الشاعر :

ذوو العلم في الدنيا نجوم هداية          إذا غاب نجم لاح بعد جديد

بهم عز دين الله طرا وهم لـه          معاقل مـن أعدائه وجنود

تلامذته

تتلمذ على الشيخ الكثير من الطلاب منهم على سبيل المثال لا الحصر :

القاضي الشيخ عبد الله بن اعل سالم رئيس المجلس الدستوري الموريتاني سابقا

العلامة المؤصل محمد سعدنا بن اعل سالم

القاضي العلامة محمد المصطفى بن أحمدو

الأستاذ المصطفى بن الشيخ بن بيه

الأستاذ ابابي بن أعمر بن محمود

الشيخ حمادي بن سيدي المختار

أشعاره

وله أشعار في بعض المناسبات منها قطعة ودع بها شيخه الشيخ المحفوظ بن بي فقال :

صحا القلب عن تذكار الحور الملاح         وماهو عن تذكار تنبدغه صاح

وله قصيدة يخاطب فيها حاكم الدائرة بلعصابه آنذاك محمد سالم بن سيديا

 يقول في مطلعها :

أيــا من تسمي بـمحمدو سالـم            ســليل سيديا من سجيته الـعـدل

ذؤابة ابيار نـمته لمـــجـدها             فجاء عـــديم المثل ليس له شكل

وياطيب الأعراق من دأبه الفضل             وديدنه الــتقي وشيمته البـــذل

ويا ملجأ المظلوم رفع شـكـاته              ويــا خير من حلت بساحته الرحل

وله قصيدة أخري يقول في مطلعها :

خــليلي هذا الدهر جم بلا بله           عصيب علي الأخيار دهم زلازله

وهي قصيدة مشهورة طويلة .

مؤلفاته

ليس للشيخ لشدة زهده مؤلفات تذكر سوى مخطوط في السيرة لا يزال قيد الطبع  يسمى : ""حوادث السنين العشر من هجرة سيد البشر" وبعض الملاحظات والتعليقات على بعض الكتب لم تزل بحاجة للجمع والاعتناء.

مراثيه

: توفي الشيخ رحمه الله 13-12-2003 ورثاه الكثير من الشعراء والأدباء

منهم تلميذه اللغوي والشاعر والأديب محمد محفوظ بن بيه بقصيدة يقول فيها :

أواه زلـــزلــت المــنــون كــيــانــي          بــخـــطـــوبـــها فتــهدمت أركان

جـــاءت تســـلل بغتـــة وتخــطفت          مـــن بــيـنـنــا نبعا مـــن الإيمان

جــــاءت لتــستلــب الحياة جمالــها          وتــــودع الأفـــراح بالأحـــزان

وتـــعيــد مـــا كتبت يـد التاريخ في          صـــفــحاته مــن غابر الأزمان

هـــذي الدنَيَّا ذات مـــكر ســـافــــر          وقـــرار خــزي مطلق وهوان

أفـــراحـــها مـــطمـــورة ونعيمها          غــــش وزيف يا بنـــي الإنسان

إنـــي سئـــمــت ودادها ومـــللـته          وكـــرهت زهــرة عيشها الفتان

ســـأعيش لا أمـــل لدي ولا هوى         أحيـــى بقــلب عـــادم الخــفـــقان

ففـــجيعتي عـــز الســـلو وراءهــا          مـــا لم تجـــف مـــدامــع الأجفان

كيف السلو وقد غدى كهف الورى          لســبيله ومضــى عن الإخوان

وقضى وأورث بعدُ جرحا نازفا          لفـــراقـــه فـــي كــــل قلب حان

لله خـــلـــق زانـــه وشـــمــــائـــل         عـــزت إذا ظــفــرت بها الثقلان

الحلـــم والصبر الجمــيل قوامها           والعـــقل مـــنبـــع تلـــكم الخلجان

العـــالم الـــورع التـــقي ســـماته         علـــم الهــــدى ومــــنارة العرفان

مـــن طـــلق الــدنيا ثـــلاثا زاهدا          لم تغـــره بـــزخـارف وأمـــاني

يقضـــي النـــهار معلما ومربيا          بالقــــول والفــــعل العظيم سيان

ومـــساءه ذكــر ودمـــعة خشية          وتــهــــجـــد بتــــلاوة الـقــــرآن

وإذا الــجــهـابـــذة الأســاتذة التقوا        وتـــناظروا في مبحث ذي شان

أدلـــى بفـــكر ثاقــب وبصـيرة          وهـــاجـــة وبـــلاغـــة وبيــان

من معشر ورثوا الإمامة في التقى         وتـــوارثـــوها فهي عقد جمان

أمـــجادهم معـــلومة بين الــورى         ومـــكانه فـــيـــها أعـــز مـكان

تــرك البـــلاد وكان كعبة حجها           وســـراجـــها الوهاج كل أوان

كان الهــمام بــها وقيـــم أمرها          والمـــرتجــى لنـــوائب الأزمان

يا دد شتــت نعيـكم شمـــلي وأذ          كــى لوعتـــي ونعى إلي زمان

بالأمـــس ودعت المنــعم في غد         بـــي الإمـــام العـــالم الـــربــاني

وسلـــوت بعد فراقه بوجــودكم          رغــــم التحســر أطيب السلوان

فبمن أعزي النفس بعـدك يا أبي          وقـد انفردت بموحش الأوطان

يا ليتنــي قـد كنت قبل فراقكم           جلمـــود صــخـــر لا يعي ببيان

أقسمت لو أن القريض شفاء ما           مــن غلـــة أشــكو لكم وأعاني

لنثرت مـن درر القصيد جواهرا          كـــاللؤلؤ المـــكنون والمرجان

والمـــرء ما لم يخــش تفنيدا فلا         حـــرج إذا مـــا قـال ذا إعــلان

لكنني مـــهــما بــلغت مــقــــصر         وقــصائدي ضرب من الهذيان

الله يكـــرم نـــزلكـــم ويحلــــكم          فـــي جـــنة الفردوس كالضيفان

والله يكـــرمنا غـــدا بجــواركـم          فــي ظــل عيش ناضــر وأمان

   صـلى علـى المختار أحمد كلما          صــدحت مــطوقـــة على الأفنان

ورثاه تلميذه الشاعر الأستاذ المصطفي بن محمد الأمين بن الولي بقصيدة هذا نصها :

سل القلب عن ذكر الأحبة هل يحلو         زمان به القلب المعـذب لا يسلو

زمــان أمان النفس فيه تـعـلة          وأحزانها تـترى وراحتها شغل

وعـادتها سعي حثيث لــعيشة            وناصحها النعات غفلة أوجهـل

تبلد وعي العقل في حسها الـذي             تحاربه الأعداء والزمن الكهـل

فعدت صوابا ما عــدته تورعا           وقـالت صوابا في لفائفه خـتل

وعلمها ريب الـزمــان محاذرا          تسترن في ثوب الصداقة من قبل

فألــقت على الأيام نظرة فاحص          لتدرك أمجادا توارثها الأهــل

ولكن نبض القلب إن بات يكتسي            ستائر من ثوب المصيبة يـختل

تـذكرت دهر العلم والعلم منهل             تـوارده الأقوام مورده سـهـل

على مشرع الأفكار ظل مرابطا           محمد المحبوب والصدر والعدل

يروي ضحايا الجهل هيما غوافلا            من الحكمة الفيحاء من طبعه نبل

من اعتاد كبح النفس عن كل ما يشي         بـرقة دين المرء من عقله عقل

من الـصـبر والأخلاق بنية نفسه           فـلا طيش إذ تلقاه لالاولا جهل

يعود من ياتيه بالفعل ديـــدنا              ترفعت الـهمات جراه والفعـل

وإن فـــاه بالمعلم المهذب تلقه             ومــنطقه دوما لأفعاله عدل

يدرس ديــــن الله بغية أجره              بمنطق الشرع الحنيف له أهل

ولاغرو إن الــمهر صنو لجده              وغـيـر جميل أن يرافقه بغل

فآبــــاؤه الأدنون علوه علة              من المجد زكاها بخاطره النهل

(وما كان من خــير أتوه فإنما             تــوارثــه آباء آبائهم قبل )

(وهل ينبت الخطي إلا وشيجه               وهل تغرس إلا في منابتها النخل )

رجوتك ياالله راحم من مضوا                قـــبولا له ضيفا يبجله الفضل

تداعبه حور الـــجنان وعينها            مقدمة للنزل تخدم لا تــــألو

تطوف به الولدان تطواف من عـنوا        لإكرام ضيق اللـه يا حبذا النزل

وتدنو له الأغصان حانية كـمن             يصافح من يهوى وبينهما فصل

تظل المحيا الحي معناه دائما                وإن ضمه قبر ففضلك مــنهل

أليس المطيع المستطيب عبادة              فـفـرضك أداه وكمله الــنفل

رماني بها القلب الحنون مودة              تكافئ ما أسداه من فضله وبـل

أليس الذي أدي الأمانة والوفاء            فأخبرني أن الــجدود لهم فضل

وأنــهم غــذوه بالعلم يافعا                وعلمني دهرا مضي وأنا طفل

ومن عاشر المرحوم يقنع بفضله          ويعلم بأن الـفقد في كلنا ثكل

ورثاه تلميذه الأديب المهندس إبراهيم بن أحمد بن بيه :

دهتك صروف الدهر فاحتسب الصبرا – وضعف الذي تبدي من الحزن قد سرا

فوا عجبا ما للمنون وريبها – تخــطــف لــلأخــيارلاتــقبل النـــــظرا

فبلأمس ودعنا لبي إمامنا --- وفــي اليوم يبرا تلــك فاجــعة كبــرى

كأنهما في الغرد قبل تعاهدا -- ولا يــخلف الـــميـــعاد بــي ولا يبــرا

محمد يبرا الكون بعدك معتم  -- فـــقد كنت فـــيه الشمس والقمر البدرا

فيا ليت شعري هل إذا جئت زائرا –  أظــــل وحـــيدا لا أجـــالسك الــعصرا

تـــــضاعـــف للإســـلام فيك مصابه  -- فقــــد فقـــد الأواه والعالــــــم الحـــبرا

فــــمن ذا الـــذي يــتلو الكتاب مرتلا – ويــــــدبروا الـــمعني ويستعمل الفـكرا

فــــفي كل أبـــواب اللــــغى متــبحـر – يعيـــد إلى الـــدنيا الكســــــائي والفـــرا

يـــوجـــه في القــــرآن كــل روايـــة – ومــاهـــر ذا القـرآن مـــستبق خـــــيرا

فـــــكم ورث الأجــــيال فائض علمه -- من النحو والتصريف ما يشرح الصدرا

ومـــن رام فـي الآداب جــولة سـاعة  -- فـــــروضته غـــناء فــائــــحة عطــــرا

ولاتــــحســـبن الفــــقه غـــير مجـاله -- فــــكم غـــاص في أعمــــاقه يجلب الدرا

وفي سنة المختار ما انفك باحثا -- فيرفع ذا طورا ويوقف ذا طورا

وكـــــم جال في ريـــاض سيرة أحمد -- ودعــــوته ســــــرا ودعــــوته جـــــهرا

يفـــصل للأحــــداث في خــــير دولة -- وتـــــلك أمـــور قد أحاط بــــها خـــبرا

فيــــنسب لا يخطي قريــــشا كــــأنه -- أبو بــــكر الصـــديق حين هجا الكـــفرا

بأن جــمع الأســـباب علـما على تقي -- فـــــقد جــــعل الله لـــــه أمـــره يســـرا

ومـــا كان جــــمع المال غــاية نفسه -- فهـــــمته الــعليا لغــــايتــــــه الأخــرى

جــــبلته الإحـــسان والـــجود طبــعه -- تـــنافس في النوال يمـــــناه واليســـرى

دلائــــــل للخـــــيرات تلــــكم حياتـه -- تبشر في العقبى بأن له البشرى

ولـــــست بمـــــستوف مـــآثر جمــة -- لــذا الشـيخ لا أسطـيع قطعا لها حصرا

ولا أدعـــــي للشعر قرضــــا وانـما -- رثــــاء به أســــتلهم الســـــلو والصبرا

أفــــــاض علـــيه الله مــن رحماتــه -- وفــــي جنـــــة الفردوس أنزله قصـــرا

وفي نــــجله والأهــــل بـــارك ربنا -- وأورثـــهم من فضـــله الرشد والخـــيرا

صـــلاة وتســـليما على سيد الوري -- محــــمد الهـــادي المــــــيسر لليســــرى

وصلات خارجية

http://kiffainfo.net/article12014.html

http://kararisi.blogspot.ae/