مستخدم:0003 liz0e/ملعب

رحلة السفينة سلطانة :

لعمان تاريخ عريق في العلاقات الدبلوماسية والحضارية مع العديد من الدول المحيطة والبعيدة، وعند قيام الولايات المتحدة الأمريكية في نهايات القرن الثامن عشر كانت السلطنة من أوائل الدول العربية التي بادرت إلى إقامة علاقات تجارية وسياسية معها إدراكًا للدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه هذه الدولة الناشئة، واستشرافًا للمستقبل الذي ينبئ بأهميةٍ كبرى ستكون لها، على الرغم من بعد المسافة، وضعف وسائل الاتصال، ومشقة التواصل مع دولةٍ تقع في أقصى الغرب، لذا كانت هناك سلسلة من خطوات التواصل بين الطرفين تم تتويجها بمعاهدة صداقة وتجارة في سبتمبر 1833، كما زار ميناء زنجبار خلال الفترة من سبتمبر 1832 إلى مايو 1834 حوالي 32 سفينة أمريكية، ثم كانت رحلة السفينة ” سلطانة” إلى نيويورك عام 1840 كتأكيد على عمق العلاقات التجارية والسياسية مع الولايات المتحدة الأمريكية.


“أثير” تعرض لكتاب مهم تناول رحلة السفينة سلطانة إلى نيويورك عام 1840 بعنوان ” بعثة أحمد بن النعمان إلى الولايات المتحدة في عام 1840″ لمؤلفه هيرمان فريدريك إيلتس، ومترجمه الدكتور صالح البلوشي، والصادر عن دار روز ورد بوكس في نيودلهي عام 2014، ويتكون الكتاب من عشرة أجزاء حملت تفاصيل مهمة ومثيرة عن بداية الرحلة ونهايتها، ووصفًا معاناة السفينة في رحلة ذهابها وعودتها، وأسماء ربابنتها، وطاقم عملها، ولمحة عن حياة أحمد بن النعمان، ووصف لردة فعل الأمريكيين تجاه هذه الزيارة وتعاملهم مع طاقم السفينة خلال فترة مكوثهم في نيويورك، والأماكن التي زارها أحمد بن النعمان هناك، وشرحًا لمراحل العلاقة السياسية والتجارية بين السيد سعيد والولايات المتحدة حتى توقيع معاهدة الصداقة، وأبرز الهدايا والبضائع التي حملتها السفينة في رحلتي الذهاب والعودة، وموقف الأمريكان من هدايا السيد سعيد للرئيس الأمريكي، وغيرها من المعلومات الشائقة والمثيرة التي تحرّض على قراءة الكتاب والاستمتاع بمعلوماته المهمّة.

والكتاب في الأصل مقالة للكاتب ” هيرمان فريدريك إيلتس” نشرها باللغة الإنجليزية في أكتوبر 1962 في مجلة معهد إسكس، ثم ترجمها الدكتور صالح البلوشي عام 2010 تزامنا مع الذكرى السنوية الـ170 لوصول السفينة “سلطانة” إلى نيويورك وتم إصدارها في كتاب يحمل اسم المؤلف والمترجم.


البداية :

في صبيحة يوم الخميس الثلاثين من شهر أبريل عام 1840، ومع خيوط الفجر الأولى والظلمة لا تزال تلفّ نيويورك كانت تنتظر قبالة ساحل ساندي هوك سفينة بثلاث صوارٍ في المياه حيث يسلط الكشاف الدوّار ضوئه على نتوء صخري يمتد لداخل ميناء نيويورك. إنها السفينة (سلطانة) التي غادرت زنجبار منذ 87 يوما بحمولتها التي بلغت 305 أطنان.

كان يبدو من خلال مظهر السفينة آثار رحلة بحرية طويلة ومضنية، فقد تقطّعت أشرعتها لدرجة كبيرة، وكان أشكال طاقمها البالغ عددهم 56 فردا مرعبة، حيث كانت أجسامهم هزيلة وذقونهم غير حليقة مما يعكس المعاناة التي عانوها طوال خمسة أشهر من الإبحار.

حال رسوّها في الميناء اقترب منها قارب من سلاح المدفعية 74 التابع لوحدة نورث كارولينا بالبحرية الأمريكية، حيث صعد لظهر السفينة ضابط بحري برتبة ملازم لعرض خدمات رئيسه العميد البحري جايمس رينشاو قائد حوض البحرية، وبعد يومين تم ربط سلطانة إلى رصيف في أسفل شارع ريكتور وبذلك وصل أول مبعوث عربي، ووصلت أول سفينة عربية إلى السواحل الأمريكية.


السفينة سلطانة :

من الوهلة الأولى يسترعي الانتباه التصميم الأوروبي للسفينة رغم أنها صنعت في بومباي من خشب الساج قبل سبع سنين، لم تكن فخمة ولا رائعة الصنع، بل كانت صغيرة بمؤخرة مرتفعة وعوارض بارزة ومزخرفة بطريقة غير متناسقة بعض الشيء، وقد كانت مصبوغة باللون الأبيض أو الحليبي، أما جانبها الممتد فوق سطحها العلوي فقد ارتفع لسبعة أقدام، كما وجدت أربع عشرة فتحة للمدافع تشهد بخدماتها العسكرية في وقتٍ مضى.


بعد انتهاء الرحلة رجعت السفينة سلطانة للخدمة في أسطول السيد سعيد، وفي عام 1842 أرسلت إلى إنجلترا كسفينة حربية تقلّ وفدا خاصا من السيد سعيد إلى الملكة فيكتوريا محملا بالهدايا، وبعد عام 1855 أصبحت حطاما قبالة جزيرة “واسن” على مرمى البصر من جزيرة بيمبا بعدما رجعت من رحلة لها إلى الهند.


ربابنة السفينة وطاقمها :

بلغ عدد الطاقم الخاص بالسفينة في رحلة الذهاب 56 فردا، كان البحارة جميعهم من (لاسكار) وهم بحارة مسلمون ينحدرون من سواحل كونكان السفلية ومليبار الواقعتين جنوب غرب الهند، بالإضافة إلى اثنين من البحارة الفرنسيين، أما بقية الطاقم فقد كانوا ينحدرون من أصول أفريقية انضموا للعمل في السفينة من زنجبار.


كان من ضمن الضباط رجل عربي الأصل اسمه محمد عبد الله، قوقازي المظهر، ملتحيا وقصير القامة، حسن اللباس بطريقة غير عادية، أما الضابط الثاني فاسمه محمد جمعه ينحدر من أصول عربية أفريقية، وكان وجهه مليئا بالندوب الناتجة عن إصابته بمرض الجدري، وكان هناك ضابط عربي آخر.


من بين طاقم السفينة كان هناك فتى أوروبي من البرتغال اسمه جون التحق بالخدمة ليعمل طباخا للربان، كما ضمت السفينة سيدتين انجليزيتين: الأولى” مسز روبرت بي نوسوورثي” زوجة تاجر انجليزي في مسقط وزنجبار، أما الثانية فكانت خادمتها” مسز تشارلوت تومبسون”.


قاد السفينة سلطانة في رحلة الذهاب القبطان الانجليزي (ويليام سليمن)، والذي كان يعمل في السابق في البحرية الملكية وقاد قبلها الفرقاطة العمانية “برينس ريجنت”، والذي لم تكن علاقته ودية مع أحمد بن النعمان أو البحارة الذين هددوا بالتمرد في حالة قيادته للسفينة في رحلة العودة، كما وصفته صحيفة الهيرالد أنه ” رجل سيئ جداً”، وكان سليمن يتقاضى راتبا شهريا قدره 40 دولارا كربان للسفينة، ثم منحه أحمد بن النعمان مبلغاً قدره 100 دولار لرحلة عودته من نيويورك إلى إنجلترا بعد أن ترك الخدمة بصورة نهائية لدى السيد سعيد.


في رحلة العودة اختار أحمد بن النعمان عن طريق شركة باركلي آند ليفنجستون ربانا جديدا هو (ساندويث درنكر) من ولاية فيلادلفيا المولود عام 1808، وكان سجلّه يثبت تميّزه كبحّار، وكان قبل رحلة عودة سلطانة بأشهر قليلة في رحلة بحرية طويلة، وكان العرض بالنسبة لدرنكر مغريا وقتها حيث كان حديث العهد بالزواج ولديه عائلة يعولها فوافق على قيادة السفينة سلطانة في رحلة العودة.


أحمد بن النعمان الكعبي :

اسمه الكامل أحمد بن النعمان بن محسن بن عبد الله الكعبي، ولد في البصرة عام 1874 حيث تلقّى تعليمه الابتدائي بالطرق التقليدية، والده من قبيلة بني كعب العربية المعروفة، ووالدته من أصل فارسي. يقال إنه بدأ حياته عاملا بسيطا على متن إحدى السفن، والتحق بخدمة السيد سعيد بن سلطان في مسقط أوائل عام 1820، وهناك روايات أنه سافر إلى الصين، والقاهرة، وأوروبا كمندوب عن السيد سعيد ومشرفا على تجارته.


أدّى فريضة الحج عام 1824، وفي عام 1833 تم تكليفه بمهمة حسّاسة وهي زيارة الملكة رانافولانا مانجاكا بمدينة أنتاناريف في مدغشقر لخطبة الملكة لسيّده، أما المهمة الثانية فتمثلت في البحث عن 2000 فرد من المرتزقة، وفي عام 1834 وبأمر من السيد سعيد أبحر أحمد بن النعمان إلى إنجلترا على متن سفينة تملكها شركة بريطانية اسمها هنت آند كريستوفر من مدينة نيومان وذلك للتحقق من الأجواء كمقدمة لزيارة رسمية عمانية أكبر إلى المملكة المتحدة، وفيها التقى بوزير الخارجية البريطاني اللورد بالمرستون، وفي عام 1835 أصبح أحمد المنسّق الخاص للسيد سعيد وهو المنصب الذي لازمه طوال حياته بعدها.


توفي أحمد بن النعمان في عام 1869 ويوجد شاهد بسيط على قبره نقش عليه كتابات وبعض التواريخ، وكان القنصل البريطاني ريجباي قد قابله في أكتوبر عام 1860 وكتب أن الضعف الشديد أصاب ذاكرة أحمد وجسمه لدرجة أنه لا يمكنه إعطاء المعلومات.


البضائع التي حملتها سلطانة :

في مسقط شحنت السفينة سلطانة بـ1300 جراب تمر، و21 ربطة من السجاد الفارسي المصنوع من الصوف، و100 جونية من قهوة مخا، وفي زنجبار أضيفت للشحنة 108 قطع عاج فخم، و81 كيسا من صمغ الكوبال المنظّف جزئيا، وقليل من الصمغ من نوعية جاكاس، كما شحنت السفينة بـ 135 كيسًا من القرنفل غير المنظّف، و1000 من جلود الحيوانات الجافة والمملحة من نوعية “بيمبا” العادية، وكانت الخطة تقضي ببيع الشحنة في الولايات المتحدة لحساب السيد سعيد واستثمار المردود في شراء منتجات أمريكية تناسب سوق زنجبار أو ما يرغب فيه السيد سعيد أو ابنه السيد خالد لاستخدامهما الشخصي.


بضائع رحلة العودة :

بناءً على أمر من أحمد بن النعمان قامت شركة باركلي آند ليفينجستون المسؤولة عن تصريف بضائع السفينة بشراء بضاعة لرحلة العودة وهي من ثلاث فئات: الأولى عبارة عن بضاعة من مختلف الأنواع كي تباع في سوق زنجبار عن طريق التاجر جرام بن سويجي، وتضم هذه الفئة 125 حزمة من شراشف من نوع (ميركاني)، و24 حزمة من قماش قرمزي اللون، و13 كيسا من الخرز الملون، و20 دزينة من قماش مطبوع، و300 كيس من البارود، وصحون مصنوعة في الصين.

أما مشتريات الفئة الثانية فكانت مختارات من بضائع للاستخدام الشخصي لكل من السيد سعيد وابنه السيد خالد، فقد اشترى السيّد سعيد أربع بنادق مزخرفة، وكمية كبيرة من شموع العنبر، وعدة علب لخيوط الذهب، و20 صحنا ورقيا، و50 صندوقا من السكّر المصفّى، وصندوقين من المزهريات وواحدة للعطور، و10 صناديق موسيقية من الصدف، وقليلا من الصابون الأحمر، وكمية من الزجاج والصحون الصينية، وعددا من المرايا، وكيس حلويات، أما مشتريات السيد خالد فكانت عبارة عن عدد من المرايا، والثريات والصحون الزجاجية، والمصابيح، كما تم شراء بعض الثريات لسعيد بن خلفان ولتاجر آخر من زنجبار.


مصاريف الرحلة :

يمكن أن يكون سجل الحسابات الخاص بأحمد بن النعمان مفيدًا لتوضيح أوجه مصاريف الرحلة، فقد بلغت مبيعات السيد سعيد 26.157 ألف دولار، أما المصاريف فقد بلغت 26.088 ألف دولار شاملة مصاريف بيع البضاعة، ومشتريات السيد سعيد، والسيد خالد، وسليمان بن حمد، وسعيد بن خلفان، ومصاريف السفينة في نيويورك، وسوم سحب السفينة، والمصاريف في جزيرة سانت هيلانه وكيب تاون، والمسكوكات الفضية، وراتب أحمد بن النعمان بعد نهاية الرحلة، أي بفارق 68 دولارا تقريبا.


رسائل السيد سعيد وهداياه :

استكمالا لأهدافه التجارية قام السيد سعيد بتكليف أحمد بن النعمان ليقوم بأعمال رسمية أثناء وجوده في الولايات المتحدة شمل ذلك توصيل رسالتين منه كتبتا في مسقط بتاريخ 25 ديسمبر 1839 إلى الرئيس فان بورين، وقد كتب الرسالتين سعيد بن خلفان باللغة الإنجليزية تظهر الأولى بصورة موجزة مشاعر السيد سعيد الودّية نحو الرئيس، أما الثانية فقد أرفق معها بعض الهدايا التي كانت عبارة عن جوادين أصيلين للاستيلاد، وعقد من اللؤلؤ، ولؤلؤتين كبيرتين منفصلتين على شكل كمثرى، وحوالي 120 قطعة ألماس راقية، وقطعة ذهبية، وسجادة فارسية من الحرير، وقنينة من عطر الورد، وبعضٍ من ماء الورد، وستة شالات كشميرية، وسيف جميل مرصّع بالذهب.

وكان رد الرئيس الأمريكي على الهدايا من خلال رسالته إلى السيد سعيد في 8 مايو حيث كتب” إنه لمن دواعي سروري أن تتحقق رغبتي بإقامة علاقات وطيدة بين بلدينا الصديقين… ومشاهدة سفينة ترفع علم جلالتكم تدخل إحدى موانئ الولايات المتحدة آملا أن تشهد بأن مثل هذه العلاقة ستكون علاقة تبادلية دائمة”، ثم أضاف أنه بصفته ” خادم الأمة فلا يمكنه قبول هدايا قدّمت بكرم شديد”، ثم ختم رسالته بقوله ” أتمنى الصحة والازدهار لجلالتكم، والقوة والاستقرار لحكومتكم، والسلام والسعادة لشعبكم”.

وبعد مداولاتٍ عديدة شهدها الكونجرس الأمريكي استمرت لأكثر من شهرين، وشدٍ وجذب من الطرفين الموافق والرافض لاستلام الهدايا، استلمت حكومة الولايات المتحدة الهدايا، فجلبت إلى واشنطن وأودع أغلبها وزارة الخارجية ثم أودعت في المبنى القديم لمكتب براءات الاختراع، كما اتخذت الإجراءات الخاصة ببيع الجوادين في مزاد علني يوم 4 أغسطس.


الهدايا الأمريكية :

مع اقتراب موعد سفر السفينة سلطانة توجه اهتمام العامة نحو العدد الكبير من الهدايا التي سيرسلها الرئيس على متن السفينة سلطانة إلى السيد سعيد، وقد خصصت الحكومة الأمريكية مبلغا وقدره 15 ألف دولار لعادة إصلاح السفينة ولشراء هدايا للسيد.

من ضمن الهدايا كان هناك مركب يبلغ طوله 31 قدما وعرضه 4 أقدام صنع من أفضل أنواع خشب الأرز، صقل من الخارج وطلي بالميناء، كما فرشت أرضيته بسجاد من نوع ويلتون، وصنعت مظلته من أفضل أنواع الكتان والحرير الأزرق، وغطيت الكراسي بحرير مصقول.

كما شملت الهدايا أنواعا مختلفة من الأسلحة حيث كانت هناك أربعة صناديق مصنوعة من خشب الماهوجني تحتوي على أربعة مسدسات إضافة إلى بندقيتين متكررة الطلقات وضعت على أعقابها لآلئ كبيرة ثبتت بالحديد وصنعت المسامير من الفضة، ونقش على الأسلحة كتابات باللغة العربية تقول ” من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى إمام عمان”.

كما قدمت للسيد سعيد مرآتان كبيرتان أنيقتان وثريّا رائعة الجمال وعدّتا أضخم مرآة صنعت في الولايات المتحدة، وعرضت عدد من الهيئات الأمريكية والأفراد هداياهم، فجمعية الصليب في نيويورك أرسلت نسخة من الإنجيل مترجمًا إلى العربية، وأرسل الدكتور أوستن شيرمان حقيبة كبيرة تحتوي على 50 صنفا من حلوياته النفيسة.


في صبيحة التاسع من أغسطس ومع هبوب نسيم غربي عليل سحبت القاطرة البخارية هيركيوليز السفينة سلطانة إلى ساندي هوك، وخارج منطقة الحجر الصحّي بقليل مرّت السفينة سلطانة بالقرب من باخرة جريت ويسترن التي كانت فخر الأسطول البخاري عابر المحيط الأطلسي، وبكل قوة واقتدار أرسلت السفينة سلطانة ثلاث تحيات لملكة البحار فما كان من جميع ركاب السفينة إلا أن ردوا التحية بحماس شديد، وهكذا كانت بداية رحلة العودة إلى الوطن.

في منتصف ظهر يوم الثامن من ديسمبر ألقت السفينة سلطانة مرساها في خليج متوني مقابل قصر السيد سعيد، صرخ أحمد وصحبه فجأة وبقوة “الحمد لله”، وقتها كان السيد سعيد مسافرًا فزار أحمد والربان درنكر السيد خالد الذي كان يدير شؤون الجزيرة للسلام عليه، وبعد عدة أيام وصلت الأخبار بأن السيد سعيد في طريق عودته إلى زنجبار، لذا لم تكن هناك حاجة لإكمال الرحلة إلى مسقط.

طابع بريد السفينة سلطانة