مستخدم:هدى الليثي/ملعب

إفتراق :الدين الإسلامي يدعو الى الاعتصام والتمسك بالعروة الوثقى[1] , وينهى عن التفرق والاختلاف حيث قال الله تعالى ﴿واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا ﴾, وقد نهى الله تعالى عن التفرق والاختلاف فى سبع آيات من القرآن الكريم [2] , ثم اختص آية الشورى بالبيان والتفصيل , وذكر الأسباب والآثار والعلاجات , حيث قال تعالى ﴿وما تَفَرَّقُوا إلّا مِن بَعْدِ ما جاءَهُمُ العِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهم ولَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَبِّكَ إلى أجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ﴾ والمعنى أن مجيء العلم إليهم يؤذن بأن رسلهم بينوا لهم مضار التفرق من عهد نوح عليه السلام , أى أنهم تفرقوا عالمين بمضار التفرق غير معذورين بالجهل,غير محافظين على وصايا رسلهم .لأجل العداوة بينهم[3].ثم قال الله تعالى بعدها:﴿وإنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الكِتابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفي شَكٍّ مِنهُ مُرِيبٍ﴾والمعنى أن الذين صار إليهم علم الكتاب الذى اختلف فيه سلفهم فى تفرق ناشيء عن  تردد وشك دون بذل الجهد فى تحصيل اليقين.فلم يزل الشك دأبهم[4].

مفهوم الافتراق فى الإسلام عدل

الإفتراق في اللغة من المفارقة، وهي المباينة والمفاصلة والانقطاع،ومنه الخروج عن الأصل، والخروج عن الجماعة[5].

الافتراق فى الاصطلاح هو الخروج عن جماعة المسلمين في أي أصل من أصول الدين القطعية أو أكثر، سواء كانت الأصول الاعتقادية، أو الأصول العملية المتعلقة بالقطعيات[6].أو الشذوذ عنهم في المناهج أو الخروج على أئمتهم أو استحلال السيف فيهم.

أصناف المفارقة من حديث الرسول عدل

قال رسول الله ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات ميتة جاهلية ومن قتل تحت راية عمية يغضب للعصبة ويقاتل للعصبة فليس من أمتي ومن خرج من أمتي على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاش من مؤمنها ولا يفي بذي عهدها فليس مني)) [7] ذكر فى الحديث أصنافا من المفارقة وهى:

  • الخروج عن الطاعة
  • مفارقة الجماعة
  • المقاتلون تحت راية عمية,ومنه قتال العصبية والحمية والحزبية والقومية وغيره
  • الخارجون عن الأئمة بالسيف
  • والبدعة مقرونة بالفرقة، كما أن السنة مقرونة بالجماعة، فيقال: أهل السنة والجماعة كما يقال: أهل البدعة والفرقة[8].

الفرق بين الاختلاف والافتراق فى الإسلام: عدل

  • علم الاختلاف فى اصطلاح التدوين خاص بالعلم الذى يبحث فى الاختلافات الشرعية الفقهية "علم الخلاف" والمخالفة أن يأخذ كل واحد طريقاً غير طريق الأول في فعله أو حاله [9] فالاختلاف يكون فى الفقه والافتراق يكون فى العقيدة.
  • إن مسائل الاختلاف قد تكون من الأمور المأذون فيها بالاجتهاد، أما مسائل الافتراق فهي في الأمور التي حذر الله من الاقتراب منها والتي لا يسع الخلاف فيها، والتي ثبتت بنص قاطع أو بإجماع، أو استقرت منهجاً عملياً لأهل السنة والجماعة..[10]
  • الإفتراق غالبا بعد العلم قال الله تعالى﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [11]
  • الإفتراق يؤدى لهلاك المفترقين قال رسول الله:(لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا, وفي رواية: فأَهلَكُوا)[12] أما الاختلاف فلا لأن صاحبه أخطأ عن تأويل أو سوء فهم ,قال الله تعالى:( فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ )[13] وقال:( وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ [14]

آثار الافتراق وتداعياته على المسلمين عدل

الشقاق والعداء المؤدى إلى التكفير عدل

  • قال الله تعالى:﴿وَلَوْ شاءَ اللهُ ما اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ مِن بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ البَيِّناتُ ولَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنهم مِن آمَنَ ومِنهم مِن كَفَرَ ولَوْ شاءَ اللهُ ما اقْتَتَلُوا ولَكِنِ اللهُ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ.﴾ [15]والمعنى كما ذكره أهل التفسير :كان اقتتالهم لأنهم اختلفوااختلافا فاحشا فمنهم من آمن وحفظ دينه ومنهم من كفر بغيا وتعديا أو حسدا على حطام الدنيا[16]فالافتراق يؤدي إلى التنازع والقتال والتكفير ومن ثم دخول النار, كما قال رسول الله: ((وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة))  [17] .
  • المفارقين من أهل الكفر,ومن أهل البدع فى خلاف بينهم ومنازعة للحق قال الله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ )[18]

ميتة الجاهلية عدل

لقوله الرسول: ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية)[19]ويقول حذيفة بن اليمان: " والله ما فارق رجل الجماعة شبرا إلا فارق الإسلام " [20]

شهادة الله عليهم بالكذب عدل

قال الله تعالى﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لمن حَارب الله وَرَسُوله من قبل وَلَيَحْلِفُنَّ إِن أردنَا إِلَّا الْحسنى وَالله يشْهد إِنَّهُم لَكَاذِبُونَ﴾[21]كان فعلهم للتفريق وادعوا الرفق والسعة على المسلمين فكذبهم الله [22]

البعد عن رحمة الله عدل

قال الله تعالى ﴿والمُؤْمِنُونَ والمُؤْمِناتُ بَعْضُهم أولِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ ويُقِيمُونَ الصَلاةَ ويُؤْتُونَ الزَكاةَ ويُطِيعُونَ اللهَ ورَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهَ إنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾[23]فأساس الجماعة وسببها هو الأخوة الإيمانية فعليه الولاء أوالبراء [24]


تسلط الأعداء عدل

يقول ابن تيمية: "وبلاد الشرق من أسباب تسليط الله التتر عليها، كثرة التفرق والفتن بينهم في المذاهب وغيرها"[25]ويقول أيضاً: "وهذا التفرق الذي حصل من الأمة، علمائها ومشائخها وأمرائها وكبرائها، هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها، وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله،...فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به، وقعت بينهم العداوة والبغضاء، وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب"[26].

وفي الحديث عن رسول الله: ((سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة, سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها, وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها, وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها)[27]

عقوبة ترك المناصحة عدل

قال الله تعالى: ﴿وإذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنهم لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهم أوْ مُعَذِّبُهم عَذابًا شَدِيدًا قالُوا مَعْذِرَةٌ إلى رَبِّكم ولَعَلَّهم يَتَّقُونَ﴾ فهى أمة قامت بالموعظه ثم أيِسَتْ مِنَ اتِّعاظِ المَوْعُوظِينَ وأيْقَنَتْ أن قد حقت على المَوْعُوظِينَ المُصِمِّينَ آذانَهم كلمة العذاب , فذكر الله تعالى حكمه فيهم ﴿فَلَمّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أنْجَيْنا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وأخَذْنا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَيِسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ﴾فجعل الناس فريقين، فَعَلِمْنا أن القائلين من الفريق الناجى , لأنهم ليسوا بظالمين,وعلمنا أنهم ينهون عن السوء.ثم أكد بقوله بعدها ﴿فَلَمّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهم كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ﴾ لتهويل النسيان والعتو [28]

منهج السلف حال الاختلاف عدل

 

التزام أسلوب القرآن فى الرد على المخالف[29] عدل

فالقرآن مليء بالرد على أهل الكتاب: اليهود والنصارى وعلى الشبهات التي صدرت عن المشركين وغيرهم من الجماعات.فكان من خصائص أسلوبه:

  • الاعتماد على الدليل الشرعي الثابت,وتأييده بالحجة العقلية الفطرية.
  • عدم التعرض للمخالفات والبدع على جهة التفصيل
  • عدم ذكر أسماء أصحاب البدع والمقولات المردودة عليهم
  • العدل والإنصاف مع الخصم

اختلفوا ولم يتفرقوا عدل

يقول الشاطبي: ووجدنا أصحاب رسول الله من بعده قد اختلفوا في أحكام الدين، ولم يتفرقوا ولا صاروا شيعاً لأنهم لم يفارقوا الدين وإنما اختلفوا فيما أذن لهم من اجتهاد في الرأي والاستنباط من الكتاب والسنة فيما لم يجدوا فيه نصاً  [30] .

احتساب أجر المختلف عن اجتهاد عدل

لقول الرسول: ((إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر واحد))  [31]

الخير فى الجماعة مع الكراهة عدل

يقول عبدالله بن مسعود: يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فإنهما حبل الله الذي أمر به, وإن ما تكرهون في الجماعة والطاعة هو خير مما تستحبون في الفرقة[32]

التحذير من الاختلاف عدل

  • يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ناصحا ومرشدا لرعيته: إياكم والفرقة بعدي  [33] .
  • ويقول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما في إحدى خطبه محذرا من الفتنة التي تؤدي للفرقة يقول: إياكم والفتنة فلا تهموا بها فإنها تفسد المعيشة وتكدر النعمة وتورث الاستئصال [34] .
  • يقول عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في قوله: فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ [35]وقوله:أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ [36] ونحو هذا في القرآن قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والفرقة وأخبرهم إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله [37]
  • قال رسول الله: ((إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ويكره لكم ثلاثا: قيل وقال ، وكثرة السؤال وإضاعة المال))[38] .

الحكم على التفرق بالضلالة عدل

يقول إسماعيل بن كثير فى قوله تعالى:(فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السبل )[39] إنما وحد سبيله لأن الحق واحد ولهذا جمع السبل لتفرقها وتشعبها  [40]وهذه السبل بين معناها عبدالله بن عباس ترجمان القرآن فقال: لا تتبعوا الضلالات [41]

كراهية الخلاف عدل

فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((سمعت رجلا قرأ آية وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فعرفت في وجهه الكراهية وقال: كلاكما محسن ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا)) [42]

النهى عن الخروج على البيعة عدل

ولقد نصح النعمان بن بشير أهل المدينة حينما خلعوا بيعة يزيد بن معاوية في نهاية عام 62هـ فقال لهم: إن الفتنة وخيمة, وقال: لا طاقة لكم بأهل الشام, فقال له عبد الله بن مطيع: ما يحملك يا نعمان على تفريق جماعتنا وفساد ما أصلح الله من أمرنا؟ فقال له النعمان أما والله لكأني وقد تركت تلك الأمور التي تدعو إليها وقامت الرجال على الركب التي تضرب مفارق القوم وجباههم بالسيوف ودارت رحى الموت بين الفريقين وكأني بك قد ضربت جنب بغلتك إلي وخلفت هؤلاء المساكين ـ يعني الأنصارـ يقتلون في سككهم ومساجدهم وعلى أبواب دورهم فعصاه الناس فلم يسمعوا منه فانصرف وكان الأمر والله كما قال سواء [43]

التأكيد على الاصلاح بين المختلفين وسد أبواب الخلاف عدل

يقول الله تعالى:(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [44]هذا عقد الله بين المؤمنين قال رسول الله( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله أخوانًا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، ولا يكذبه)[45][46][47]

أسباب الافتراق عدل

تعدى حدود الله عدل

قال رسول الله: ((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران بينهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تتفرقوا، وداع يدعو فوق الصراط، فإذا أراد إنسان فتح شيء من تلك الأبواب قال له: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه, فالصراط: الإسلام, والستور: حدود الله ، والأبواب: محارم الله ، والداعي على رأس الصراط: كتاب الله تعالى والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)) [48]

 

الغل الذى يملأ الصدور عدل

لما رواه أنس بن مالك عن رسول الله قال: ((نضر الله عبدا سمع مقالتي هذه فحملها فرب حامل الفقه فيه غير فقيه، ورب حامل الفقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن صدر مسلم: إخلاص العمل لله عز وجل، ومناصحة أولي الأمر ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من روائهم))[49]

ترك النصيحة عدل

ففي الحديث عن رسول الله قال: ((الدين النصيحة، قلنا لمن ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) [50]  وكذلك تكون النصيحة لهم بلزوم جماعتهم وهذا في حق كل أحد [51] 

نزع اليد من طاعة عدل

ففي الحديث عن رسول الله قال: ((خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم [52] وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم، قيل: يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة))[53]

قال رسول الله: ((وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن: السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع)) [54]

الدخن عدل

فعن حذيفة بن اليمان قال: ((كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم . قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم . وفيه دخن [55] قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت: يا رسول الله صفهم لنا قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قال فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك))[56]

 

الخلل في منهج التلقي عدل

 الاستقلالية عن العلماء الراسخون وأخذ العلم من غير أهله , فيأخذون العلم عن الأحداث والكتاب والتسجيلات الصوتية والفيديوهات المنتشرة على شبكة المعلومات,دون التوثق من أصحابها [57]

التهاون بفقه دائرة الخلاف وتقاطعها مع الجماعة والاجتماع عدل

وذلك بعدم التفريق بين الثوابت والمتغيرات من الأحكام والأصول , الى جانب الجهل بمقاصد الشرع وقواعده العامة .

دعاوى التجديد فى الدين التى باطنها تغيير الأصول عدل

تغيير مآخذ الفقه في الدين وتغيير مآخذ الأحكام من النصوص[58]

التقصير فى الاهتمام بمراحل الخلاف عدل

فالمسائل العلمية المتعلقة بالحكم على أي شيء - ومنه الحكم على المخالف - تمر بمراحل، وهي: تخريج المناط، والتحقق من خلو المحل من موانع التطبيق, وتحقيق المناط, وتصور الآثار المترتبة على إظهار هذه الأحكام[59]

قصور فى مبدأ العدل والإنصاف عدل

أن يحمل كلام المخالف على أحسنه.ألا يبغي عليه ولا يفجر في خصومته. ألا يجعل المخالفين في منازل متساوية، ولو كانوا من طائفة واحدة.أن يقارن خطأه بخطأ غيره ممن عذره.أن يوازن بين حسناته وسيئاته.ألا يخضع في تعامله معه لتصنيف[60].

حديث الافتراق عدل

إنَّ بَني إسرائيلَ تفرَّقَتْ إحدى وسَبعينَ فِرقةً، فهلَكَتْ سَبعونَ فِرقةً، وخلُصَتْ فِرقةٌ واحدةٌ، وإنَّ أُمَّتي ستفتَرِقُ على اثنتَيْنِ وسَبعينَ فِرقةً، تَهلِكُ إحدى وسَبعونَ فِرقةً، وتَخلُصُ فِرقةٌ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، مَن تلك الفِرقةُ؟ قال: الجماعةُ الجماعةُ.[61]

فيجب دراسة المسلمين للفرق والدعوة إلى الاجتماع واتحاد كلمة المسلمين ليصح فيهم ما أخبر به الرسول من قيام فرقة من المسلمين:((ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله، وهم على ذلك))[62]

 

حصر الفرق فى العدد المذكور فى حديث الافتراق عدل

لم يرد عن النبي تحديد لنهاية تفرق أمته.فلا بد أن يوجد ثلاث وسبعون فرقة على الوجه الذي أراده الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبر به، في عصرنا أو في غير عصرنا[63]

يعتمد بن تيمية على حديث الافتراق فى تحديد أصول الفرق,فقال إن أصول البدع أربعة: الروافض والخوارج والقدرية والمرجئة,فأقدم من بلغنا أنه تكلم في تضليلهم يوسف بن أسباط ، ثم عبد الله بن المبارك[64]

منهج العلماء فى عد الفرق عدل

أولا:لا يدخل في الإسلام إلا من أقر به ظاهراً وباطناً، والتزم بالإيمان بالشريعة الإسلامية، ثم إذا كان له بعض البدع فإنه ينزل من الإسلام حسب قربه أو بعده عنه، ويعامل على هذا الأساس، ويحترز من تكفير شخص بعينه إلا إذا ظهر كفره من قوله أو فعله أو اعتقاده بعد إقامة الحجة عليه[65].

ثانيا:المصنفين للفِرق الذين حاولوا تعدادها: ابن الجوزي الذي قسم الفرق إلى ستة أصول تندرج تحتها الفروع فقال: قد ظهر لنا من أصول الفرق: الحرورية والقدرية والجهمية والمرجئة والرافضة والجبرية. وقد قال بعض أهل العلم: أصل الفرق الضالة هذه الفرق الست، وقد انقسمت كل فرقة منها على اثنتي عشرة فرقة فصارت اثنتين وسبعين فرقة [66] . وكذا فعل الإسفراييني في (التبصير) والبغدادي في (الفرق بين الفرق) وعباس بن منصور السكسكي في مصنفه: (البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان).

ثالثا:الأولى عدم التعرض لتعيين الفرق غير الناجية بالحكم عليها بالنار، لأن النبي عليه السلام نبه عليها تنبيهاً إجمالياً لا تفصيلياً إلا القليل منهم كالخوارج[67]

من هى الفرقة الناجية عدل

إنهم جماعة غير معروف عددهم ولا تحديد بلدانهم، أخبر عنهم النبي بأن لهم صفات تجمعهم (إن أمتي لا تجتمع على ضلالة)[68] وقال فيهم (ما أنا عليه اليوم وأصحابي)[69] قال ابن تيمية ((ولهذا وصف الفرقة الناجية بأنها أهل السنة وهم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم ، وأما الفرق الباقية فإنهم أهل الشذوذ والتفرق والبدع والأهواء ، ولا تبلغ من هؤلاء قريباً من مبلغ الفرقة الناجية ، فضلاً عن أن تكون بقدرها)[70]

القرآن وتوقى الافتراق: عدل

قال الله تعالى ﴿وَمَا تَفَرَّقُوا إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ولَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَبِّكَ إلى أجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وإنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الكِتابَ مِن بَعْدِهِم لَفِي شَكٍّ مِنهُ مُرِيبٍ﴾ [71] أي ما تفرقوا إلا عن علم بأن الفرقة ضلالة متوعد عليها,بغياً من بعضهم على بعض، طلباً للرياسة فليس تفرقهم لقصور في البيان والحجج، ولكن للبغي والظلم والاشتغال بالدنيا والجاه والحمية,فكان الوارثين للكتب من بعدهم في شك من الذي أوصى به الأنبياء (مريب) موقع في الريبة وهي قلق النفس واضطرابها[72].

ثم قال الله تعالى فى الآية التالية :﴿فَلِذَلِكَ فادْعُ واسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ولا تَتَّبِعْ أهْواءَهم وقُلْ آمَنتُ بِما أنْزَلَ اللَّهُ مِن كِتابٍ وأُمِرْتُ لِأعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنا ورَبُّكم لَنا أعْمالُنا ولَكم أعْمالُكم لا حُجَّةَ بَيْنَنا وبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وإلَيْهِ المَصِيرُ﴾[73]أيْ إذا كانَ اَلْأمْرُ كَما ذُكِرَ فَلِأجْلِ ذَلِكَ اَلتَّفَرُّقِ ولِما حَدَثَ بِسَبَبِهِ فقم يا محمد (صلى الله عليه وسلم) بما يلى

1-﴿فادْعُ﴾ إلى اَلِائْتِلافِ والاتفاق على الملة الحنيفية القديمة[74].[75]

2-﴿واسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ﴾وهو اعتدال الأمور النفسانية من التقوى ومكارم الأخلاق، وإنما أمر بالاستقامة، أي الدوام عليها، للإشارة إلى أن كمال الدعوة إلى الحق لا يحصل إلا إذا كان الداعي مستقيما في نفسه.والكاف في كما أمرت لتشبيه معنى المماثلة، أي دعوة واستقامة مثل الذي أمرت به، أي على وفاقه، أي وافية بما أمرت به[76]

3-﴿ولا تَتَّبِعْ أهْواءَهُمْ﴾ والأهواء: جمع هوى وهو المحبة، وغلب على محبة ما لا نفع فيه، أي ادعهم إلى الحق وإن كرهوه،.[77]

4-﴿وقُلْ آمَنتُ بِما أنْزَلَ اللَّهُ مِن كِتابٍ﴾ قل لهم ذلك وفى هذا إظهار لما تشتمل عليه دعوته من الإنصاف.[78].

5-﴿وأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ﴾ أي أمرني الله تعالى بما أمرني به لأعدل بينكم في تبليغ الشرائع والأحكام فلا أخص بشيء منها شخصا دون شخص وقيل: لأعدل بينكم في الحكم إذا تخاصمتم، وقيل: بتبليغ الشرائع وفصل الخصومة واختاره غير واحد، وقيل: لأسوّي بيني وبينكم ولا آمركم بما لا أعمله ولا أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ولا أفرق بين أصاغركم وأكابركم في إجراء حكم الله عزّ وجلّ[79]

6-﴿اللَّهُ رَبُّنا ورَبُّكم لَنا أعْمالُنا ولَكم أعْمالُكم لا حُجَّةَ بَيْنَنا وبَيْنَكُمُ ﴾ والمعنى أن إله الكل واحد، وكل واحد مخصوص بعمل نفسه، فوجب أن يشتغل كل واحد في الدنيا بنفسه، فإن الله يجمع بين الكل في يوم القيامة ويجازيه على عمله، والمقصود منه المتاركة واشتغال كل أحد بمهم نفسه، فإن قيل كيف يليق بهذه المتاركة ما فعل بهم من القتل وتخريب البيوت وقطع النخيل والإجلاء؟ قل هذه المتاركة كانت مشروطة بشرط أن يقبلوا الدين المتفق على صحته بين كل الأنبياء، ودخل فيه التوحيد، وترك عبادة الأصنام، والإقرار بنبوة الأنبياء، وبصحة البعث والقيامة، فلما لم يقبلوا هذا الدين، فحينئذ فات الشرط، فلا جرم فات المشروط[80]

7-(اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وإلَيْهِ المَصِيرُ) يجمع بيننا يوم الحَشْرُ لِفَصْلِ القَضاءِ، فَيَوْمَئِذٍ يَتَبَيَّنُ المُحِقُّ مِنَ المُبْطِلِ[81].

وهذا كلام منصف. ولما كان مثل هذا الكلام لا يصدر إلا من الواثق بحقه كان خطابهم به مستعملا في المتاركة والمحاجزة، أي سأترك جدالكم ومحاجتكم لقلة جدواها فيكم وأفوض أمري إلى الله يقضي بيننا يوم يجمعنا، فهذا تعريض بأن القضاء سيكون له عليهم[82]

8-﴿والَّذِينَ يُحاجُّونَ في اللَّهِ﴾ في دِينِهِ. ﴿مِن بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ﴾ من بعد ما استجاب له الناس ودخلوا فيه، أو من بعد ما استجاب الله لرسوله فأظهر دينه بنصره يوم بدر، أو من بعد ما استجاب له أهل الكتاب بأن أقروا بنبوته واستفتحوا به. ﴿حُجَّتُهم داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) زائلة باطلة. ﴿وعَلَيْهِمْ غَضَبٌ ولَهم عَذابٌ شَدِيدٌ﴾ وعليهم غضب لمعاندتهم. ولهم عذاب شديد على كفرهم[83]

9-﴿اللهُ الَّذِي أنْزَلَ الكِتابَ بِالحَقِّ والمِيزانَ﴾ولما أنهى الله القول على الذين يحاجون فى الدين ويرمون إخفاء نوره,صدع فى هذه الآية بصفته تعالى من إنزال الكتب مضمنة الحق,تدعو للعدل والإنصاف,سواء فى المجادلة أو الحقوق أو فى غيرها من الشرائع,فهى حق وعدل.

10-( وما يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعَةَ قَرِيبٌ) وأيّ شيء يدريك ويعلمك، لعل الساعة التي تقوم فيها القيامة قريب.

أنظر أيضا عدل

  • موسوعة الفرق - الدرر السنية [1]
  • ملة إبراهيم عليه السلام  صالح بن عبد العزيز سندي
  • الحث على لزوم جماعة المسلمين والسمع والطاعة لولاة الأمر - سعد بن تركي الخثلان
  • قواعد في التعامل مع المستجدات - أحمد بن عبد الرحمن القاضي
  • أحداث مكة الكبرى عبر التاريخ - شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي
  • بيان فضيلة الشيخ عبدالعزيز الراجحي الجديد حول المظاهرات [2]

وصلات خارجية عدل

  • هندسة العقول وإدارة التحكم بالشعوب والمجتمعات - ممدوح الحرب
  • تقرير راند 2007 المفهوم الأمريكي للاعتدال الإسلامي
  • الشيخ ناصر العقل محاضرة الجامية المدخلية مالها وما عليها
  • مقاصد الشريعة فىي ضوء مستجدات العصر
  • رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة إعداد الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر
  • الدرر السنية/موسوعة الفرق /مضار الفرقه [3]
  • السلفية ومدارسها - ممدوح الحربي [4]
  • اسباب الاختلاف بين المسلمين /د.بليل عبد الكريم
  • أهل السنة والجماعة الأصول العقائدية والأزمة السياسية [5]
  • مفهوم الافتراق للشيخ : ناصر بن عبد الكريم العقل
  • ظاهرة الافتراق في الدين وأدلة صحة مذهب السلف سلطان بن عبد الرحمن العميري

مراجع: عدل

  1. ^ هى الإسلام وسميت عروة وثقى لانها توصل الى الجنة قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "فتاوى نور على الدرب" ( الصلاة/1218)
  2. ^ جمال بن أحمد بادي. وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق. ص: 29.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  3. ^ محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ). التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد». ج25-ص56: الدار التونسية للنشر - تونس↵↵سنة النشر: 1984.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  4. ^ محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ). «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد». ج25ص56: الدار التونسية للنشر - تونس سنة النشر: 1984 هـ.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  5. ^ ((لسان العرب)) لابن منظور، و((الصحاح)) للجوهري. مادة (فرق).
  6. ^ تناقض أهل الأهواء والبدع في العقيدة لعفاف بنت حسن بن محمد مختار – 1/46
  7. ^   رواه مسلم (1848). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
  8. ^ : أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس. الإستقامة. ج1ص42. {{استشهاد بكتاب}}: horizontal tab character في |author1= في مكان 2 (مساعدة)صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  9. ^ ((المفردات في غريب القرآن)) (ص155-157).
  10. ^ "آداب الاختلاف فى الاسلام". البيان.
  11. ^ [آل عمران 105]
  12. ^   رواه البخاري (2410). من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والرواية الأخرى رواها البخاري (5062) بلفظ: (أهلكهم) وليس (أهلكوا).
  13. ^ [البقرة:213]،
  14. ^ [النحل:64].
  15. ^ [البقرة 253]
  16. ^ أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسي المحاربي (المتوفى: 542هـ). عبد السلام عبد الشافي محمد (المحرر). المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز. (1/238).{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  17. ^   رواه ابن ماجه (3993)، وأحمد (3/120) (12229)، وأبو يعلى (7/32)، كلهم بلفظ: (ثنتين وسبعين فرقة)، والطبراني في ((الأوسط)) (8/22) واللفظ له. من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. قال العراقي في ((الباعث على الخلاص)) (16): إسناده صحيح, وقال ابن كثير في ((نهاية البداية والنهاية)) (1/27): إسناده جيد قوي على شرط الصحيح. وقال السخاوي في ((الأجوبة المرضية)) (2/569): رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)). والحديث روى شطره الأول أبو داود (4596)، والترمذي (2640) وابن ماجه (3991)، وأحمد (2/332) (8377). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، بلفظ: ((افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة)) والحديث سكت عنه أبو داود. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): حسن صحيح. والحديث روي أيضا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه بلفظ: ((وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا ومن هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي)) رواه الترمذي (2641) وقال: هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه. وقال البغوي في ((شرح السنة)) (1/185): ثابت. وحسنه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)). ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بلفظ: ((وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الأهواء كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة)). رواه أبو داود (4597)، وأحمد (4/102) (16979)، والطبراني (19/376)، والحاكم (1/218). والحديث سكت عنه أبو داود. وقال الحاكم: هذه أسانيد تقام به الحجة في تصحيح هذا الحديث. وصححه أحمد شاكر في ((عمدة التفسير)) (1/400) – كما أشار لذلك في المقدمة -. وقال شعيب الأرناؤوط محقق ((المسند)): إسناده حسن وحديث افتراق الأمة منه صحيح بشواهده. وحسنه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)). وعوف بن مالك رضي الله عنه بلفظ: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وسبعون في النار)). رواه ابن ماجه (3992)، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (63). قال ابن كثير في ((نهاية البداية والنهاية)) (1/27): إسناده لا بأس به. وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): صحيح
  18. ^ [البقرة: 176].
  19. ^ ([87] ) رواه مسلم (1848). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
  20. ^ انظر ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم ( 1/ 280) .
  21. ^ [التوبة 107]
  22. ^ مجير الدين بن محمد العليمي المقدسي الحنبلي (المتوفى: 927 هـ). فتح الرحمن في تفسير القرآن. (3/241).{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  23. ^ التوبة 71
  24. ^ ابن الجوزي. زاد المسير. ( 3/ 468).{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  25. ^ ابن تيمية. مجموع الفتاوى. (22/ 254).{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  26. ^ المصدر السابق: (3/ 421).
  27. ^ رواه مسلم (2890). من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
  28. ^ ابن عاشور. التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد». ج9ص151.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  29. ^ "الرد على المخالف بين الغلاة والجفاة". الألوكة. 28/1/2012. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  30. ^ ((الاعتصام)) للشاطبي (2/231-232).
  31. ^   رواه البخاري (7352)، ومسلم (1716). من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه.
  32. ^ ((تفسير الطبري)) ( 4/ 22)، ((الشريعة)) للآجري ( 1/ 299).
  33. ^ ابن كثير. البداية والنهاية. (8/127).{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  34. ^ ابن كثير. البداية والنهاية. (8/132).{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  35. ^ [الأنعام:153]
  36. ^ [ الشورى: 13]
  37. ^ كتاب الشريعة للآجري (1/281), تفسير الطبري (8/88), الإبانة لابن بطة (1/ 275).
  38. ^ رواه مسلم (1715). من حديث أبي هريرة
  39. ^ [الأنعام:153]
  40. ^ ((تفسير ابن كثير)) ( 2/ 182)
  41. ^ ((تفسير القرطبي)) (8/ 65)
  42. ^ رواه البخاري (3476).
  43. ^ انظر ((البداية والنهاية)) (8/216) وقد حدث ما حذر منه النعمان رضي الله عنه في وقعة الحرة في أول عام 63هـ إذ أرسل يزيد بن معاوية لأهل المدينة مسلم بن عقبة المزني فقتل من قتل من أهل المدينة .انظر ((البداية والنهاية)) (8/217-218).
  44. ^ [ الحجرات: 10]
  45. ^ متفق عليه.
  46. ^ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (المتوفى: 1376هـ). عبد الرحمن بن معلا اللويحق (المحرر). تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. ص800.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  47. ^ رواه البخاري (6066)، ومسلم (2563). من حديث أبي هريرة .
  48. ^ رواه أحمد (4/182) (17671)، والحاكم في ((المستدرك)) (1/144). وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولا أعرف له علة ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقال ابن كثير في ((تفسيره)) (1/43): إسناده حسن صحيح. وقال الألباني في ((صحيح الجامع)) (3887): صحيح.
  49. ^ رواه ابن ماجه (236)، وأحمد (3/225) (13374). قال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): صحيح. وقال شعيب الأرناؤوط محقق ((المسند)): صحيح لغيره وهذا إسناد حسن. والحديث روي عن جماعة من الصحابة منهم: عمر وعثمان وعلي وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وابن عمر وابن عباس وأبو هريرة وجبير بن مطعم والنعمان بن بشير رضي الله عنهم وغيرهم عدة.
  50. ^ رواه مسلم (55). من حديث تميم الداري رضي الله عنه. والحديث روي عن عدد من الصحابة منهم: أبو هريرة وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم.
  51. ^ انظر ((الفتاوى)) ( 1/ 19)، ((فتح الباري)) (1/ 138)، ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب الحنبلي (1/222).
  52. ^ معنى يصلون: أي يدعون: انظر ((صحيح مسلم بشرح النووي)) (12/ 245) .
  53. ^ رواه مسلم (1855). من حديث عوف بن مالك
  54. ^ رواه الترمذي (2863)، وأحمد (4/130) (17209)، والحاكم (1/582). من حديث الحارث الأشعري رضي الله عنه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، قال محمد بن إسماعيل – البخاري - الحارث الأشعري له صحبة وله غير هذا الحديث. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وحسنه ابن كثير في ((تفسير القرآن)) (1/87)، وابن حجر في ((هداية الرواة)) (3/464) – كما أشار لذلك في مقدمته-. وقال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): صحيح
  55. ^ المراد بالدخن: الدخان ويشير إلى كدر الحال وقيل الدخن كل أمر مكروه وفي معنى الدخن قيل هو الحقد وقيل الدغل ويشير إلى أن الخير الذي يجيء بعد الشر لا يكون خيرا خالصا بل فيه كدر. انظر ((فتح الباري)) ( 1/ 36)
  56. ^ رواه البخاري (3606)، ومسلم (1847).
  57. ^ ناصر بن عبد الكريم العقل. الافتراق مفهومه وأسبابه. (ج2ص16-30).{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  58. ^ "نظراتٌ شرعيةٌ في مصطلح "تجديد الخطاب الديني"". طريق الاسلام. حسام الدين عفانه.
  59. ^ "الرَّدُّ على المخالفِ بينَ الغلاةِ والجفاةِ". صيد الفوائد. النميري بن محمد الصبار.
  60. ^ سليمان بن عبد الله الماجد. منهجيَّة التعامُل مع المخالفين - نظراتٌ في فِقه الائتلاف.
  61. ^ الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند الصفحة أو الرقم: 12479 | خلاصة حكم المحدث : صحيح بشواهده التخريج : أخرجه ابن ماجه (3993)، وأحمد (12479) واللفظ له
  62. ^ رواه مسلم (1920).
  63. ^ انظر: ((الاعتصام)) (2/222) وانظر تعليق محمد محيي الدين عبد الحميد في أول كتاب الفرق بين الفرق، ص7.
  64. ^ ((مجموع الفتاوى)) (3/349).
  65. ^ "موسوعة الفرق الباب الأول : مقدمة في الفرقالفصل السابع: حصر الفرق في العدد المذكور في حديث الافتراق". الدرر السنية.
  66. ^ : عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي أبو الفرج. تلبيس إبليس. (ص18-19).: دار الوطن للنشر. {{استشهاد بكتاب}}: horizontal tab character في |author1= في مكان 2 (مساعدة)صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  67. ^ ذكر الشاطبي في ((الموافقات)). انظر ((أهم الفرق)) (ص12).
  68. ^ رواه ابن ماجه (3950) بهذا اللفظ ورواه أبو داود والترمذي بألفاظ مقاربة، وصححه الألباني.
  69. ^ (3/284): أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو وحسنه... ولأبي داود من حديث معاوية وابن ماجه من حديث أنس وعوف بن مالك (وهي الجماعة) وأسانيدها جياد. وحسنه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).
  70. ^ ((مجموع الفتاوى)) (3/345-346).
  71. ^ سورة الشورى آية 14
  72. ^ صديق حسن خان. فتح البيان في مقاصد القرآن. ج12 ص 36. {{استشهاد بكتاب}}: |العمل= تُجوهل (مساعدة)صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  73. ^ سورة الشورى آية 15
  74. ^ شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (المتوفى: ١٢٧٠هـ). علي عبد الباري عطية (المحرر). روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني. دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة: الأولى، ١٤١٥ هـ عدد الأجزاء: ١٦ (١٥ ومجلد فهارس) [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]تاريخ النشر بالشاملة: ٨ ذو الحجة ١٤٣١. {{استشهاد بكتاب}}: line feed character في |publisher= في مكان 26 (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
  75. ^ [الألوسي، شهاب الدين]. كتاب تفسير الألوسي = روح المعاني. ج13ص25. {{استشهاد بكتاب}}: |العمل= تُجوهل (مساعدة)صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  76. ^ [ابن عاشور]. التحرير والتنوير. ج25ص61. {{استشهاد بكتاب}}: |العمل= تُجوهل (مساعدة)صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  77. ^ المرجع السابق (التحرير والتنوير )ج25ص62
  78. ^ المرجع السابق (التحرير والتنوير) ج25ص63
  79. ^ سبف ذكر المرجع من المكتبة الشامله الحديثه (روح المعانى ج13 ص 36
  80. ^ [الرازي، فخر الدين]. تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير. ج27 ص 38. {{استشهاد بكتاب}}: |العمل= تُجوهل (مساعدة)صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  81. ^ المرجع السابق التفسير الكبيرج27ص39
  82. ^ سبق ذكر المرجع (التحرير والتنوير) ج25ص64
  83. ^ [ناصر الدين البيضاوي]. تفسير البيضاوي = أنوار التنزيل وأسرار التأويل. ج5ص79. {{استشهاد بكتاب}}: |العمل= تُجوهل (مساعدة)صيانة الاستشهاد: مكان (link)

قراءة موسعة/للاستزادة:ناصر بن عبد الكريم العقل -الافتراق مفهومه أسبابه الوقاية إيثار الحق على الخلق (كتاب)

[[تصنيف:معتقدات إسلامية]] [[تصنيف:إيمان]] [[تصنيف:دين]] [[تصنيف:فرق ومذاهب]]