مستخدم:منار محمد الغماري 57/ملعب

الإلحاد

عدل

الإلحاد هو مذهب فئة أنكرت وجود الله وما آمنت به، وهو صديق الجهل كما قيل: (الإلحاد صديق الجهل)؛ وهناك ملحدون لا يعترفون بإله لهذا الكون لأنهم لا يرونه، فهم لا يؤمنون بشيء غير محسوس!! رغم أن العقل البشري يعلم أن حواسنا قاصرة عن معرفة أو إثبات وجود كل شيء،

عدل

ولهذا صحّ ما قال البعض عن الإلحاد: أنه عدم العلم.. لا العلم. ولفهم قضية الإلحاد أذكر لك بإيجاز النقاط التالية: – الملحد يقيم إيمانه على عمى، بينما المسلم يقيم إيمانه على بصيرة. – يستند الكثير من الملحدين لقانون السببية الذي يعني أن هناك سببا من وراء كل عمل، والمسلمون يعلمون أن هذا القانون هو عمدة براهين إثبات وجود الله. – ذكر علماء الفلسفة أن الشيء لا يكون علّة نفسه، فلا بد من وجود علّة أولى هي الله الخالق لكل هذا الوجود. – من المعروف أن اليهود ساهموا في نشر الإلحاد خاصة في القرن السابق من خلال نشر نظريات ماركس في الاقتصاد والتفسير المادي، ونظريات فرويد وغيرها.. مستغلين محاربة الكنيسة للعلم واضطهادها له، ومما قاله دعاة الشيوعية المنهارة: ماركس: الدين أفيون الشعوب.لينين: الإلحاد هو شيء طبيعي في الماركسية بل هو روح الماركسية. – من خطورة الإلحاد أنه يؤدي بالإنسان إلى الكفر بيوم القيامة، وبالثواب والعقاب، وبالجنة والنار، وبكل المعتقدات والعبادات لتي بها ينال العبد رضاء ربه، وكذلك يصلح حال البشر في الدنيا، ويكفيهم عقابًا أن طمس الله على قلوبهم. أنواع الإلحاد الإلحاد الإنكاري “إلحاد كامل”: وهو لفئة قرأت وتعمّقت في دراسة وجود الخالق لكنها وصلت إلى إنكار وجوده، وبالتالي رفض الأديان جملة وما يتعلق بها؟!! وهذا النوع مخرج عن الملة لأنه أوجب الكفر.الإلحاد الرافض “إلحاد جزئي”: وهو لفئة تعلم أن الله موجود، لكن غلبت عليها شقوتها وباتت تتصرّف كأن الله غير موجود، فتنتهك المحرّمات وتسخر من الدين.. وهذا النوع يمكننا أن نطلق عليه الإلحاد الكاذب، وهو مخرج عن الملة كذلك، غير أنه في منزلة أقل من سابقتها. ومن هنا لا بد معرفة المخاطبين وأفكارهم للبدء منها والبناء عليها، ولا بد أيضا معرفة أسباب الإلحاد. أسباب الإلحاد يتعجب البعض ويتساءلون:

عدل

وهل للإلحاد أسباب؟؟!! نقول ببساطة، بما أننا بشر وتراودنا الأفكار المتناقضة فلا بد من وجود أسباب يمكن بمعرفتها أن نضع يدنا على ما نواجه به الملحدين ومنها: 1- الأهواء البشرية: فحب الشهوات من غريزة جنسية ومال وعجب وغرور وكبرياء يجد فيها الملحد ضالته، فهو يريد أن يفرغ شهوته بدون ضوابط ولا حساب ولا عتاب، ويحب أن يجمع المال كيفما شاء وينفقه فيما شاء دون أن يجد محاسبة وتقييدا له في حياته، وحبه للظهور والخروج عن المألوف بين معارفه فيظهر نفسه كأنه الأكثر فهما وجرأة.. والكثير من الأهواء التي تعتري البشر فتوصلهم أو تسهل عليهم الإلحاد والعياذ بالله. 2- الرغبة القاصرة: لأن الملحد عندما يخاف وجود الله يفكر في إنكاره ويصل بعدها لعدم الإيمان به. نصائح في مناقشة الملحدين 1- لا بد لمن تصدى لمناقشة الملحدين والرد عليهم من أن يخلص نيته لله تعالى، فبها وحدها ينال الأجر والثواب العظيم من الله العلي الحكيم. 2- لا بد من ثقافة ووعي في الدين يعينه على أن يحصن نفسه بداية، وأن يعرض بعدها لغيره الحجة الدامغة والدليل القاطع على كلامه وحديثه، خاصة أن الملحد يرفض مبدأ الإيمان القلبي بوجود الله لإصراره على معرفته بحواسه. 3- لا بد من استخدام الحجة العقلية والدليل المنطقي مع الملحدين، وعلينا أن نحذر من الأساليب الفلسفية وقلب الحقائق وطرح المتناقضات.. وهذا يعني أن نبدأ النقاش مع الملحد عن سبب الوجود ومصدره، كونها أصل الموضوع؛ ثم عن صفات الموجود وهو الله؛ ثم عن الإسلام.. وهكذا حتى نصل به إلى الفهم المطلوب. 4- لا بد أن نتفق مع الملحد على قواعد للحوار بحيث لا يجوز تجاوزها، وإن وصلنا إلى طريق مسدود فيجب أن نذكر قول الله تعالى: (ومن أظلم ممَّن ذكِّر بآيات ربِّه فأعرض عنها ونسي ما قدَّمت يداه إنَّا جعلنا على قلوبهم أكنَّةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقرًا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذًا أبدًا). 5- يجب أن نتذكر دائما أن الإيمان يدخل القلب عن طريق العقل ثم يستقر في القلب عاطفة، وهذا هو أسلوب القرآن الذي خاطب العقل ولفت انتباهه ومداركه للكون والحياة، كما أنه لا يستطيع أن يقيم الدليل على عدم وجود الله لا بالعقل ولا بالنقل. 6- يجب أن نذكّر الملحد بداية أن إثبات وجود الله ليس كإثبات أن الماء يتكون من الهيدروجين والأوكسجين، فالإنسان –كما هو معروف- محدود بقدراته، كما قال أرسطو: (الإنسان كائن محدود)، وفيه نقص وضعف لا يمكّنه من أن يلم بالله عز وجل، ثم إن هناك موجودات لا نراها ولا نستطيع إثبات وجودها. 7- علينا الاستفادة من كلامه المتناقض، فقوله: أين الرب الرحيم؟ يعني أنه يثبت الله ولكنه يتساءل عن غيابه. 8- نضرب له صورًا افتراضية كالتي يطرحها، فمثلاً نقول له ماذا لو سلّمنا أن الخالق موجود، فماذا يكون بعد موتك؟ لا بد أنه سيعينك يوم القيامة إذا كنت من المؤمنين به، أما إذا ما كان هناك خالق فلن تخسر شيئًا سوى بعض الأمور التي حرمت نفسك منها في الدنيا؛ وهكذا نعرض له الفكرة تلو الأخرى لعل الله يفتح على يدينا ونجد ما نطرق به قلبه. 9- لا بد من نقض فكر الملحد قبل أن نبني أفكارنا، فنبدأ بإزالة ثقته بأفكاره وإلحاده والتدليل على وجود الخالق، ثم نتبعها بإزالة الشبهات، مع عرض صورة الإسلام الزاهية. 10- علينا أن نتذكر أن الكثير من النظريات يبنى على عدد قليل من البديهيات، ووجود الله أمر بديهي من الناحية الفلسفية، والكون وما فيه من نظام وتوافق يؤكد صحة هذه البديهية.

عدل

يظن البعض أن الإلحاد بدأ بعد ظهور داروين بنظرية التطور، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ تماماً، فالإلحاد موجود في التاريخ القديم

عدل

أول هذه الحركات المسجلة تاريخياً للإلحاد كانت في الهند بالتقريب 1000 (ق.م.)،

عدل

حيث كانت أول علامات الشك في النص المكتوب "Rig-Veda" (أحد المخطوطات المقدسة للديانات الهندية): «من يعلم عن يقين؟ من يعلنها هنا؟ متى ولد ومتى تكون هذا الخلق؟ الآلهة خلقت بعد ميلاد هذا الكون. إذن من يستطيع أن يعلم من أين نشأ الكون؟ لا أحد يعلم كيف تكون الخلق ولا هل هو (الإله الأعظم) من صنع العالم أم لا. هو من يفحص الكون من السماوات العليا، هو من يعلم، أو ربما هو لا يعلم». وبعد ما يقرب من 500 عام أخرى (500 ق.م.) ظهرت البوذية، والتي استوحت أفكارها من الـ Rig-Veda" حيث حاول بوذا (563-483 ق.م.) أن ينقل الفكر من التركيز على الآلهة، والتي كان عددها قد جاوز الآلاف في الهندوسية، إلى التركيز على المعاناة الإنسانية والخلاص منها.

عدل

فأرجع سبب المعاناة إلى تعلق البشر ورغباتهم، وهي التي تخلق الألم عند عدم تحقق الرغبات، وللتخلص من المعاناة والألم، ينبغي التخلص من الرغبة. وبالتالي الوصول إلى النرفانا، أو اللاتعلق، أو اللارغبة. وفيها يتوحد الإنسان بالكون ويذوب فيه. وعندما سئل بوذا عن وجود الله لم يجب، فالبوذية لا تختص بالآلهة بل بالمعاناة البشرية وبالتالي لا تحمل أي إجابة عن الله، وهذا ما يصنف في العصر الحديث باللاأدرية "agnosticism".

عدل

وفي العصر نفسه تقريباً كانت الفلسفة اليونانية في كل أنحاء القارة الأوروبية، ففي حوالي عام 420 ق.م. ظهرت النزعة المادية في اليونان، وبدأ مبدأ الذرات كعنصر أوحد وأساسي للكون في الظهور على يد ديموقريطس "Democritus"، والذي دفع بنظريته إلى حد أنه ألغى وجود الآلهة في عالم مادي بحت، ويُقال أيضًا إنه من المؤسسين لعلوم الفلسفة والرياضيات ونظرية المعرفة. و بحلول القرن الرابع قبل الميلاد (341-270 ق.م.) ظهر في اليونان إبيقور "Epicurus" والذي يعتبر أول فيلسوف ملحد ظاهر، وهو الذي أنشأ ولأول مرة «مجادلة الشر» التي تقول:

عدل

"هل الله يريد أن يمنع الشر ولكنه لا يستطيع؟ إذن فهو ليس كلي القدرة. هل هو قادر على منع الشر ولكنه لا يريد؟ إذن فهو خبيث وشرير النزعة. هل هو قادر ويريد منع الشر؟ إذن من أين أتى الشر؟ هل هو غير قادر ولا يريد منع الشر؟ إذن لماذا نطلق عليه إله؟" و هذا مما قاده بعد ذلك إلى تبني إلهين، أحدهما للخير والآخر للشر، ويقال إنه لم يؤمن في حياة بعد الموت. وربما كان هذا بداية الحركة الفكرية التي قادت زرادشت في فارس إلى الخروج بديانة الصراع بين إلهين إله الخير «أهور-مزدا» وإله الشر «أهرمن».

عدل

وفي العصر الحديث استنادًا لكتاب «تاريخ الخالق الأعظم» A History of God للكاتب كارين أرمسترونغ، فإنه ومنذ نهايات القرن السابع عشر وبدايات القرن التاسع عشر ومع التطور العلمي والتكنولوجي في الغرب بدأت بوادر تيارات أعلنت استقلالها عن فكرة وجود الخالق الأعظم.

عدل

هذا العصر كان عصر كارل ماركس وتشارلز داروين وفريدريك نيتشه وسيغموند فرويد الذين بدأوا بتحليل الظواهر العلمية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية، بطريقة لم يكن لفكرة الخالق الأعظم أي دور فيها.

عدل

وبدأ وقتها تبرز فكرة أن "الدين هو من صنيعة البشر ابتكروها لتفسير ما هو مجهول لديهم من ظواهر طبيعية أو نفسية أو اجتماعية، وكان الغرض منه تنظيم حياة مجموعة من الناس حسب ما يراه مؤسس الدين مناسبًا وليس حسب الحاجات الحقيقية للبشر..

عدل

اعتبر كارل ماركس الدين أفيون الشعوب فهو يجعل الشعب كسولاً وغير مؤمنًا بقدراته في تغيير واقعه كما أن الدين تم استغلاله من قبل الطبقة البورجوازية لسحق طبقة البسطاء.

عدل

أما سيجموند فرويد فقد قال: «إن الدين هو وهم كانت البشرية بحاجة إليه في بداياتها وأن فكرة وجود الإله هو محاولة من اللاوعي لوصول إلى الكمال في شخص مثل أعلى بديل لشخصية الأب، إذ أن الإنسان في طفولته حسب اعتقاد فرويد ينظر إلى والده كشخص متكامل وخارق ولكن بعد فترة يدرك أنه لا وجود للكمال فيحاول اللاوعي إيجاد حل لهذه الأزمة بخلق صورة وهمية لشيء اسمه الكمال

عدل

لإلحاد بمعناه الواسع هو عدم الاعتقاد أو الإيمان بوجود الآلهة. وبالمعنى الضيق، يعتبر الإلحاد على وجه التحديد موقف أنه لا توجد آلهة. عمومًا يشير مصطلح الإلحاد إلى غياب الاعتقاد بأن الآلهة موجودة. ويتناقض هذا الفكر مع فكرة الإيمان بالله أو الألوهية، إذ أنّ مصطلح الألوهية يعني الاعتقاد بأنه يوجد على الأقل إله واحد.

عدل

تبلور مصطلح الإلحاد عقب انتشار الفكر الحر والشكوكيّة العلميّة وتنامي نشاط التيارات الفكرية في نقد الأديان. حيث مال الملحدون الأوائل إلى تعريف أنفسهم باستخدام كلمة «ملحد» في القرن الثامن عشر في عصر التنوير. وشهدت الثورة الفرنسية أول حركة سياسية كبرى في التاريخ للدفاع عن سيادة العقل البشري فضلًا عن تيار من الإلحاد لم يسبق له مثيل.

عدل

تتراوح الحجج الإلحادية بين الحجج الفلسفية إلى الاجتماعية والتاريخية. حيث أن المبررات لعدم الإيمان بوجود إله تشمل الحجج وأن هناك نقصًا في الأدلة التجريبية. على الرغم من أن بعض الملحدين تبّنى فلسفات علمانية (مثل الإنسانية والتشكك)،  إلّا أنه ليس هناك أيديولوجية واحدة أو مجموعة من السلوكيات التي يلتزم بها الملحدون جميعًا. كما لا توجد مدرسة فلسفية واحدة تجمع الملحدين، فمنهم من ينطوي تحت لواء المدرسة المادية أو الطبيعية والكثير يميلون باتجاه العلم والتشكيك خصوصًا فيما يتصل بعالم ما وراء الطبيعة. يرى بعض الملحدين بأنه ليس هناك عناد بين الإلحاد ودين البوذية لأن البوذيين أو بعضهم يعتنقون البوذية ولكنهم لا يعتقدون بوجود إله.

عدل

كما يرى كثير من الملحدين أن الإلحاد نظرة أكثر صحة من الإلوهية، وبالتالي فإنّ عبء الإثبات لا يقع على عاتق الملحد لدحض وجود الله بل على المؤمن بالله تقديم مبررات للإيمان به حسب قولهم.

عدل

بسبب تعدد مفاهيم الإلحاد فإنّ من الصعب معرفة التقديرات الدقيقة عن الأعداد الحالية للملحدين. وقد أجريت عدة استطلاعات عالمية شاملة حول هذا الموضوع أبرزها استطلاع قامت به مؤسسة غالوب الدولية سنة 2015 حيث شارك في الاستطلاع أكثر من 64,000 مشاركاً، أشار 11% منهم إلى أنه «ملحد بقناعة» في حين كانت نتيجة سنة 2012 في استطلاع سابق 13% من أفراد العينة عرفوا عن أنفسهم أنهم «ملحدين بقناعة». وبحسب مسح من قبل هيئة الإذاعة البريطانية، في عام 2004، وجد أن نسبة الملحدين كانت حوالي 8% من سكان العالم.

عدل

وفقًا لدراسات أخرى، فإن معدلات الإلحاد هي الأعلى في أوروبا وشرق آسيا: 40% في فرنسا، و39% في بريطانيا، و34% في السويد، و29% في النرويج، و15% في ألمانيا، و25% في هولندا، و12% في النمسا أجابوا أنهم لا يؤمنون بوجود أرواح أو آلهة أو قوة خارقة، وجاءت النسب أعلى لمن عبروا عن إيمانهم بوجود روح أو قوة ما وهؤلاء يطلق عليهم لادينيين أو لاأدريين. بلغت النسب في شرق آسيا 61% في الصين و47% في كوريا الجنوبية بينما تعد اليابان حالة معقدة إذ يتبنى الفرد الواحد أكثر من معتقد في وقت واحد. في أميركا الشمالية، 12% في الولايات المتحدة يعتبرون أنفسهم ملحدين و17% لا أدريين و37% يؤمنون بوجود روح ما ولكنهم لا دينيين. و28% في كندا.

عدل