حادثة مقتل يعقوب أبو القيعان أو هدم وتهجير قرية أم الحيران أو ما يسميه السكان هناك بالأربعاء الأسود، أسماء عديدة لنفس الحدث.

في يوم 18/01/2017 داهمت قوات كبيرة جدا قرية أم الحيران البدوية غير المعترف بها في النقب -بالقرب من قرية حورة- بهدف اجلاء وتهجير أهلها، واستبدالهم بسكان يهود وبقرية في نفس المكان قيد الإنشاء في ذلك الوقت وتحمل نفس الاسم.

تفاصيل الحادثة عدل

داهمت فجر يوم الأربعاء الموافق 18/01/2017 قوات كبيرة من الشرطة والاف الجنود وحرس الحدود وعدد كبير من الوحدات الخاصة قرية أم الحيران، بهدف تهجير وترحيل اهلها وهدم بيوت سكان القرية، تمت المداهمة في ساعات الفجر الأولى بعد ما يقارب نصف ساعة من آذان الفجر، وقامت الشرطة باقتحام البيوت واخراج اهلها منها ومن ضمنهم أطفال ونساء وشيوخ نيام، وحاولت إبعاد السكان عن بيوتهم تحضيرا لجلب اليات الهدم وصادف ذلك خروج يعقوب أبو القيعان من بيته باتجاه بيت أمه في قرية حورة المجاورة تاركا البيت خلفه لعدم رؤيته أن يراه وهو يهدم[1].

في أثناء خروجه من بيته مستقلا سيارته، تم اطلاق النار عليه واصابت بعض الرصاصات رجله وتحديدًا ركبته اليمنى، مما أفقده السيطرة على السيارة وأدى ذلك إلى أصابة شرطيين توفي أحدهما متأثرا بإصابته وأصيب الآخر إصابة خفيفة، تم ترك يعقوب أبو القيعان ينزف لمدة تزيد عن ال 5 ساعات ومنعت الشرطة انقاذه أو إسعافه وحتى أنها منعت سيارات الإسعاف من الدخولللمكان لنقله للمشفى أو تقديم الاسعافات الاولية له وكان ذلك من الامور التي ممكن ان تساهم في انقاذ حياته.

وبعد ساعات طويلة من الانتظار تم خلالها هدم عديد البيوت في القرية وأيضا هدمت حظائر للمواشي ومخازن للسكان وكانت هناك مواجهات عنيفة بين الشرطة والسكان كان من نتائجها عديد الاصابات المتوسطة والخطيرة في صفوف المواطنين، قامت الشرطة بالاستيلاء على جثمان يعقوب أبو القيعان، وقامت بحبس الجثة عدة أيام وحجزت أيضا سيارته وكل ما بداخلها من أموال وأوراق ووثائق وحتى الملابس الخاصة به، وحتى أنه تم تفتيش بيته قبل هدمه وعاثت فيه الشرطة فسادا.

في أعقاب الحادثة عدل

في نفس يوم الحادثة وبعد ساعات قليلة أصدرت الشرطة الإسرائيلية اشاعات عديدة على لسان كبار القيادات في الشرطة بأنه حادث إرهابي، بل ووصل الأمر الى ربط يعقوب بجماعات جهادية مثل تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة، ممن أصدر هذه البيانات والإشاعات كان وزير الأمن الداخلي في حينه جلعاد أردان ومفتش عام الشرطة روني الشيخ ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وصنفوه كحادث إرهابي على خلفية قومية، والذي أتضح فيما بعد كذب هذه الإدعاءات.

بسبب الحادثة أيضا تم حبس جثمان المربي يعقوب أبو القيعان عدة أيام الى ان أصدرت المحكمة قرارا بتحرير الجثة فورًا، وقررت تسليمها إلى أهله ليقوموا بدفنه، وذلك بعد ظهور تقارير عبرية وعربية تثبت براءة يعقوب أبو القيعان وعدم صحة رواية الشرطة، وأنه الحادث كان خطأ من الشرطة وإهمال في التعامل مع الوضع، وأيضا بعد أن أثبت تقرير الطب الشرعي والذي أثبت براءته وأن الحادث كان بسبب فقدان السيطرة على المركبة بعد أن أصابته رصاصات الشرطة، وليس كما ادعوا في حينه، هذا الأمر لم يعجب بعض قيادات الشرطة وبعض السياسيين وعارضوا تسليم الجثة ولكن في النهاية فقد خرج جثمانه وتم دفنه في يوم الإثنين في الأسبوع التالي للحادثة.

تحقيقات واعترافات عدل

بعد ما يقارب الشهر على الحادثة انتشر في بعض وسائل الإتصال المرئية والمسموعة ومواقع الأخبار أن وحدة التحقيق مع الشرطة "ماحاش" قد توصلت إلى أنه كان هناك فشلا ذريعا في إدارة الشرطة للحدث، وأنه "حدث صعب ومحزن حيث قتل في مواطن" حسب أقوال أردان، وهذه المرة الأولى التي يصرح فيها أحد الأشخاص الممثلين للدولة ويغير تصريحاته من لفظ وتهمة إرهابي التي الصقوها بيعقوب أبو القيعان إلى لفظ مواطن[2][3].

في الأول من أيار عام 2018 تم إغلاق الملف من قبل ماحاش بعد ضغوط من جهات خارجية[4] وبادعاء ان أفراد الشرطة تصرفوا هكذا بسبب الشعور بالخوف.

المراجع عدل

  1. ^ عرب 48 (19 Jan 2017). "من هو الشهيد يعقوب أبو القيعان؟". موقع عرب 48 (بالإنجليزية). Retrieved 2021-05-24.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
  2. ^ هوروفيتس، بقلم دافيد. "ظلم فظيع واعتراف متأخر وللأسباب الخاطئة". ar.timesofisrael.com. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-24.
  3. ^ بانيت، موقع. "نتنياهو يعتذر لعائلة الشهيد يعقوب ابو القيعان : ' جعلوا منه مخربا لإيذائي '". Panet. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-24.
  4. ^ rima.khalil. "رئيس "الشاباك" الإسرائيلي منع كشف حقائق استشهاد يعقوب أبو القيعان". https://www.alaraby.co.uk/. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-24. {{استشهاد ويب}}: روابط خارجية في |website= (مساعدة)