مستخدم:كيرلس حليم عجيب/ملعب

كتب: كيرلس حليم عجيب إن مهنة الهندسة لا تفضل على غيرها من المهن كمادة علمية وإنما تكتسب هذه المهنة شرفها من الجانب الأخلاقي الذي يلازمها، فلو لم تكن للهندسة الشرف الإضافي على كثير من العلوم المهنية لما انضم معشر المهندسين والمهندسات إلى معشر الأطباء والمحامين والصيادلة والممرضين.


وهؤلاء أصحاب المهن الحرة يؤدون القسم على المحافظة على آداب المهنة، كما لا تسمح لهم نقاباتهم ببقاء عضوية من أرتكب منهم جريمة أو جنحة مخلة بالأمانة والشرف. إن أهم ما في المهندس هو استقلال رأيه ورفضه بأن يكون أجيراً يطيع في رأيه المهني هوى من يدفع له أتعابه أو أن يخون، ومن هذا المنطلق والمنطق فإن المهندس يرفض أن يسمي الأموال التي يتقاضاها لقاء خدماته أجوراً لما في هذا المعنى من تبعية للرأي وإنما يسميها " أتعاباً ".


إن الأخلاق والأمانة يجب أن تكون أساساً في نهج المهندس لأن طبيعة المهام والمسئوليات تحتم عليه أن يكون أميناً، فمن لا يؤتمن على مواطن لا يؤتمن على وطن


ولأن مهنة الهندسة هي أكثر المهن التي تصدّر للمجتمع القيادات الإدارية والسياسية كان لابد أن يتحلى المهندس بالأخلاق والأمانة وإلا فسوف يكون أداه هدم وفساد عندما يتولى مناصب إدارية في المجتمع، أما المهندس الذي تحلى بالأمانة والنزاهة والذي كان يرفض أن يجامل صاحب العمل ولو في رأي فسوف يرفض بالطبع أن يجامل الحاكم أو السلطان فيما يخالف ضميره أو يضر بمجتمعه مهنياً واقتصادياً وسياسياً.


ومن هنا نسأل هل الأخلاقيات صفة وراثية ملازمة للشخصية أم هي مجموعة من المبادىء والسلوكيات تتشربها الشخصية من موروثات ثقافية تجسدها الديانات والعادات والتقاليد وجميع العلوم المكتسبة بكافة وسائلها ؟ ؟ ؟ ؟


" لنقرأ رســالة طالب إلى عميد كليه الهندسة في جامعة القاهــرة "



السيد عميد الكلية/ يلوم علينا الناس قائلين " أننا طلبة سلبيين ولا نمتلك أي شخصية بل ولا نكتسب من العلم أي شيء مما ندرسه وإن كان اللوم دائماً موجه إلينا من أساتذتنا أنفسهم..." فأقول لكم


أساتذتي الكرام: من المفترض وفي الخمس سنوات الدراسية داخل كلية الهندسة أن تبنى الشخصية وأن تصنع الرجال لأن من هؤلاء الطلبة سيكون المسئول والسفير والوزير... ولا عجب في هذا الزمان فإن لم يكن وزير الإسكان أو المواصلات مهندساً فمن يكون...؟ هل سيأتي من الشارع..


فهيا ننظر سوياً ماذا اكتسبنا في الخمس سنوات الدراسية داخل الكلية؟ لقد تعلمنا الغش دون أن ندري، فالأساتذة يطلبوننا تقارير ومشاريع تفوق قدرة الطالب فنغشها ونسلمها، تقرير وراء تقرير ومشروع بعد مشروع وننسى أن هذا غش فظيع يطبع على قلوبنا كأنه عمل عادي. ثم يلوم الجميع المهندس " غش في الأساسات فيقع المنزل وينهار على من فيه ومهندس آخر أخذ رشوة وآخر شهد زوراً بين مالك ومقاول وآخر حكم ظلماً في لجنة تحكيم و... و... و... .


نعم لوموا عليهم ولكن قبل ذلك لوموا على المصدر الذي صدر لنا هؤلاء وما زال يصدر. لوموا أساتذتنا الذين قالوا " يجب أن تتعلموا العلوم الهندسية فقط فالتربية والأخلاق والشخصية وهذه الأخلاقيات جميعها تكتسبها من الخبرة "


لقد تعلمنا أن نرضى بالذل ولا نتكلم فهذا أستاذ معقد من شيء ما فينتقم منا في صورة هذا الشيء... وكيف سنتكلم أو نعترض وأرواحنا مرهونة بأيديهم " عفواً علاماتنا " وتعلمنا ألا نعترض وألا نقول رأينا وأن نعيش دوماً في دور الضحية المغلوبة على أمرها فننكسر قبل أن نبدأ طريقنا في الحياة. وتعلمنا... وتعلمنا ... وتعلمنا. وإن كنا قد تعلمنا علماً هندسياً رهيباً قوياً فماذا يفيد هذا ومن يحمله مهزوماً ضعيفاً لا يعرف كيف يستغله.


هنا يمكننا وضع بعض التعريفات للمهندس


من الجيل المطلوب للتصدي للتحديات


المهنـــدس هو مواطن مسئول يؤدي واجباته باقتناع مبدئي، يربط بين امتلاكه للعلوم والتقنيات وبين تفعيلها داخل المجتمع، كما أنه عنصر فعال ضمن الحركة المدنية الهادفة إلى تطوير المجتمع المدني والنهوض به اقتصادياً، وأن يتميز بالصفات والقدرات لتالية:- 1- الأخلاقيــــات تعرف أخلاقيات المهنة ETHICS بأنها نظام المبادىء الأخلاقية وقواعد الممارسة التي أصبحت معياراً للسلوك المهني القويم. فلكل مهنة أخلاقياتها التي تشكلت وتنامت تدريجياً مع الزمن إلى أن تم الاعتراف بها وأصبحت معتمدة أدبياً وقانونياً.


2- العمل بروح الفريق إن أخلاقيات المهندس تحتم أن يكون دائم الاحترام لآراء ومواقف زملاءه المهندسين، فهو منفتح ومستعد لتلافي أي مواجهة مع شركاءه ويتعامل مع كل المتعاونين معه والداعمين لمشروعه خاصة وأنه بات يعمل جنب إلى جنب مع العلماء والإداريين والاقتصاديين بل والأطباء ويساهم في إيجاد الحلول لبعض المشكلات عن طريق التحليل وليس فقط التصميم، ولذا بات من الضروري غرس مهارات العمل بروح الفريق وبناء الشخصية المتكاملة بل والتدريب عليها، وفقاً لروح العدالة والإنصاف بدون تمييز أو تحيز وأن يتقبل الآراء المهنية والنقد الفني العلمي وأن يرأس ويُرأس ويؤثر في ويتأثر مع الآخرين.


3- الانتماء لمجتمعه ووطنه إن يسعى دائماً لتحقيق النتائج الجيدة من خلال اعتماده على الوسائل المتوفرة ومن خلال تبنيه للأبعاد الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وأن يأخذ بعين الاعتبار كل السلبيات التي تحول دون تحقيق مهامه خاصة تلك التي ترتبط أساساً بمجالات الصحة والأمن والبيئة. وأن يستدمج في سياق تحاليله وقراءاته مجموع المصالح المشروعة التي يتحمل مسئولية مراعاتها وبالتالي مراعاة كل النتائج المترتبة عنها، والتي يمكن أن يكون لها تأثير على الأشخاص والممتلكات ، فهو يعمل على تلافي وقوع الأخطار من خلال أخذ كل الاحتياطيات اللازمة والقضاء على كل المخلفات السلبية في حالة حصولها، وأن يتخذ كل الإجراءات التي من شأنها الحد والتخفيف من تأثيرات كل الطوارىء المفاجئة.


4- التصميم والتحليل ركزت معظم البرامج الهندسية السابقة على مهارات ومعارف التصميم بل أن كلمة مهندس تعني مصمم في القاموس، ولكن نظراً لأن الحاسوب يساعد المهندس بشكل أكبر في عمل التصاميم، ونظراً للمتطلبات الجديدة للمهندس ليكون مساهماً في حل المشكلات وليس فقط مصمماً فقد يكون من الضروري زيادة جرعة التحليل في البرامج الهندسية.


5- مهارات الاتصال كان الاعتقاد في السابق أن مهارات الاتصال تولد مع الشخص وإن كان موجود بعض المهارات في الشخص يساهم في سرعة تدريبه، إلا أن مهارات الاتصال أصبحت علماً قائماً بذاته، وينقص المهندسين حالياً التدريب في هذا المجال وجميع من عمل في مهنة الهندسة يعرف أن هذه المهارات قد تكون مساوية للمهارات الفنية. By: kyrillos halim ageeb