« لا يوجد كائن يندهش من وجوده الخاص باستثناء الإنسان، فالوجود شيء طبيعي لدى جميع الكائنات إلى درجة أنه لا يثير انتباهها … إن امتلاك الروح الفلسفية يعني القدرة على الدهشة أمام الوقائع الاعتيادية وأشياء الحياة اليومية … وكلما انحدرت مرتبة الإنسان من حيث العقل، كلما قلت غرابة الوجود بالنسبة إليه … أما الدهشة الفلسفية فهي على العكس من ذلك … تفترض في الفرد درجة أعلى من العقل، رغم أن ذلك ليس هو شرط الدهشة الوحيد. ذلك أن معرفة الأمور المتعلقة بالموت، والتفكير في الألم وفي بؤس الحياة هو دون شك الدافع الأقوى للتفكير الفلسفي … فلو كانت حياتنا أبدية وخالية من الألم، فلن يقع لأحد أن يتساءل عن سبب وجود العالم وعن سبب حمله لهذه الطبيعة الخاصة، بل ستكون كل الأشياء مفهومة من تلقاء نفسها ».