مستخدم:فيصل الوشاح/ملعب

متحف اثار السلط - مديرية اثار السلط

يقع متحف اثار السلط في وسط المدينة محاطا باسواق شعبية وشوارع رئيسية ، يضم المتحف 2750 قطعة اثرية يعرض ما يقارب 300 قطعة في اروقة المتحف والخزائن .

يمتاز المتحف بالبناء العريق الذي يعود الى احد العائلات التي قطنت مدينة السلط وهي عائلة طوقان بني ما بين عامي 1900 - 1905  وفي وقت متأخر قامت عائلة طوقان بمنح هذا البناء المتميز كوقف لدائرة الاثار العامة .

يتكون البناء { المتحف } من طابقين يحتوي على عدة غرف ، يتم عرض المقتنيات الاثرية في قاعات البناء .

يحتوي المتحف على سجلات الالكترونية ويدوية يتم من خلالها تسجيل جميع القطع سواء المعروضة او التي يتم تخزينها في المستودعات ، حيث تأخذ كل قطعة رقم خاص بها واسم علمي للتوثيق .

القطع المعروضة في المتحف غالبيتها عثر عليها في اعمال التنقيب في الالوية والمناطق التابعة للمحافظة ، تعود بعضها الى العهد الروماني ، والبيزنطي ، والعثماني ، وبعضها يعود الى العصور الحجرية المتأخرة .

من اهم المواقع التي اجريت فيها الحفريات الاثرية ، والتي تم التنقيب فيها :

١- تل نمرين :

يقع في الشونة الجنوبية ، حسب الدراسات فان الاستيطان البشري في هذا الموقع امتد الى قبل 4000 عام ، حيث يتمتع الموقع بخصوبة الارض والتربة ووفرة المياه ووقوعه على طرق المواصلات والتجارة ، حيث امتدت هذه الطرق من الشمال وحتى الجنوب عبر الغور ، ومن الشرق وحتى الغرب عبر المرتفعات الجبلية الى وادي شعيب ثم عبر نهر الاردن الى مدينة اريحا .

من اهم القطع التي عثرت في هذا الموقع والتي يتم عرضها في متحف اثار السلط كسرتين فخاريتين عليهما بعض الكتابات بالخط الآرامي مؤرختين للفترة ما بين 400-300 قبل الميلاد ، حيث يعتقد ان ما يكتب عليهما هو اسماء لاشخاص في تلك الفترة ، حيث كانت تستخدم الكسر الفخارية في تلك الفترة بديلا عن الاوراق في وقتنا الحالي للكتابه عليها .

٢- كتارة السّمرا :

يقع هذا الموقع على نقطة التقاء وادي الزرقا مع نهر الاردن ، حيث يعتبر هذا الموقع شاهدا على ارث اثري قديم ، كانت تتم فيه طرق الدفن بالشكل العمودي ، حيث احتوى الموقع على هياكل عظمية بشرية بالاضافة على اسلحة معدنية ، كما عثر من خلال التنقيب فيه على دمية حيوانية و خرزات وأواني فخارية مستوردة من قبرص ، وتعتبر الدمى الحيوانية المصنوعة من العظم او الفخار في هذا الموقع من اهم اللقى الاثرية التي تم العثور عليها لاهميتها الفكرية في تلك الفترة ، حيث كانوا يصنعونها لاغراض السحر وجلب الحظ ، حيث كانوا يعتقدون ان هذه الدمى توفر لهم الصيد الوفير ، يتم عرض جميع ما ذكر في خزائن متحف اثار السلط .

٣- تل صافوط :  

يقع هذا التل في منطقة تطل على وادي البقعة الخصب وهي مدينة صغيرة ضمن مملكة عمون ، حيث كانت عمان عاصمة لها ، كان الاعتماد في تلك الفترة على الصناعات والزراعة ،  في سنة 1000 قبل الميلاد ، حيث تم تشييد سور حول المدينة التي كانت تتألف من بيوت متلاصقة ومعبد ، حيث استمر استخدامه لعدة سنوات ، واخذت المدينة بالتوسع تدريجيا ، وفي عام 100 قبل الميلاد ان بناء سور اخر اكثر مناعه ، من المحتمل ان تل صافوط كان بعتبر مركز حماية للطريق المؤديه الى العاصمة في الشمال .

ان اكثر المواد التي عثر عليها في تل صافوط اثناء التنقيبات مصنوعه من الفخار كالحرارة والاباريق والكؤوس والزبادي ، حيث تبين ان كل مجموعة سكانية كانت تستخدم ادوات متنوعة ومختلفة من الفخار تتميز فيها عن غيرها من حيث الزخارف .

ومن اهم القطع التي عثر عليها في الموقع تل صافوط هو الابريق المصقول الذي يعرض في المتحف حيث يعتبر نموذجا لفخار الآشوريين الذين تواجدوا شمال العراق ، ومصفاة ملونة صنعت في الموقع محليا هي ايضا يتم عرضها في خزائن المتحف .

٤- خربة الدير :

تم الاستيطان في منطقة ماحص التي تقع في ضواحي عمان منذ 2000 سنة تقريبا ، حيث عثر اثناء اعمال انشاءات الطرق على بعض القطع المعدنية والآواني الفخارية المرتبطة بالحياة الرعوية والريفية التي يعود تاريخها الى 100-400 قبل الميلاد ، خربة الدير القريبة من منطقة الفحيص ، حيث تعتبر من المناطق الاثرية التي لها تاريخ طويل من الاستيطان البشري ، حيث تم اكتشاف برج يعود الى القرن الخامس قبل الميلاد ويضم كنيسة تعود الى القرن السادس ميلادي ، واكتشف بيتان صغيران تم بنائهم من الكتل الحجرية .

حيث يعتبر من اهم الاكتشافات التي تم العثور عليها في منطقة خربة الدير ، طبق كبير يعرض في متحف اثار السلط ، تم العثور عليه. اخل البيتين الصغيرين المجاورين للبرج ، وابريق من الفخار ، يشابه طريقة تصميمه الاباريق البلاستيكية المصنوعة في وقتنا الحاضر ، ايضا يعرض داخل خزائن المتحف ، وآواني مشكلة باليد ومزخرفة بطرق فنية جميلة هي ايضا تم العثور عليها في خربة الدير يتم عرضها جميعا في خزائن متحف اثار السلط .

تم اجراء اعمال صيانة وترميم لموقع خربة الدير من قبل مديرية اثار السلط قبل عامين ، حيث اعادت تلك الاعمال وضوح البناء الاثري وتم تأهيل الموقع بشكل مناسب يمكن من خالته استقطاب الزوار اليه .

٥- موقع خربة السوق :

يقع في وادي السلط ، يعود للفترة الرومانية ، يحتوي الموقع على عدد 4 حجرات وارضيات فسيفسائية وبئر ، يوجد شارع رئيسي يمر من امام الموقع ، وتجري العديد من عمليات الانشاءات للبنى التحتية على الطريق العام ، مما استعدى الى بناء جدار حماية امام الموقع ، ما يزال الموقع يحافظ على هيئته الاثرية ، الا انه تعرض للعديد من عمليات التخريب والتنقيب الغير قانوني ، مما ادى الى وجود العديد من الحفر العشوائية فيه ، اعمال الانشاءات التي تجري على الطريق الرئيسي امام الموقع ، ادت الى انهيار اجزاء من الجدار الذي أنشأته مديرية الاثار لحماية الموقع .

كشف هذا الموقع عن ثلاثة مدافن يترواح تاريخها بين قرنين الثالث والسابع ميلادي ، حيث تمثل هذه المدافن نماذج شائعه فهي تتكون من غرف محفورة في الكهوف ، ومغلقة ببوابات حجرية وقد نقشت على جوانبها أقنية افقية عميقة لوضع التواليت فيها ، استخدمت مدافن مقبرة خربة السوق من قبل القرويين الذين عاشوا بالقرب منها ، حيث احتوت اقدم هذه المدافن على ثلاث توابيت حجرية بالاضافة لتمثال نصفي لرجل حيث يعتقد انه كان كبير العائلة التي استمرت في دفن موتاها في هذه المقبرة لعدة اجيال ، هذه المقبرة كانت تخص عائلات وثنية بينما استخدمت المدافن المتأخرة من قبل مسيحين ، كانت الاجسام تلف عادة بالكفن ، ويتم وضع بعض المقتنيات مع الميت كالحلي والمجوهرات والاغراض الشخصية الخاصة بالميت ، والاواني الزجاجية والاسرجة الفخارية .

يقع الموقع على طريق رئيسي ، وهو من الموقع التي لا يحوي على حماية او اسوار تقيه من المخربين ، لذلك عند زيارة هذا الموقع للوهلة الاولى سيلاحظ الزائر وجود النفايات واعمال تخريب التي تعرض لها الموقع نتيجة وجودة على شارع رئيسي غير محمي ، وبالقرب من ارضي زراعية يرتادها الناس من اجل التنزه ، تعرض الموقع للعديد من اعمال التخريب المتعمد من قبل الباحثين عن الذهب ، مما ادى الى وجود العديد من الحفر داخل اروقة الموقع والغرف التي بداخله ، كما ان وجود اثار النيران يبدو واضحا نتيجه التنزه الغير القانوني الذي يُمارس في الموقع ، وذلك لوجوده بالقرب من ارضي زراعية .

٦- موقع المقبرة الرومانية بالقرب من موقع خربة السوق :

تقع المقبرة الرومانية في الغرب السفلي لموقع خربة السوق وهي امتداد له ، يوجد على بعد امتار منها محطة تنقية للصرف الصحي ، تؤثر بشكل سلبي على الموقع .

تشكل المقبرة الرومانية بناء فريد من الداخل والخارج ، واجرت عليها مديرية الاثار عمليات ترميم ادت الى اظهار جماليات الموقع من الداخل والخارج وسمات البناء والنحت الداخلي .

يوجد في مدخل الموقع على جانبيه ارضيات فسيفسائية ، وبوابة صغيرة للدخول الى المقبرة ، تحتوي المقبرة على قبور منحوته بشكل فني .

ولعدم وجود حماية واشغال للموقع تعرض هو ايضا للتدخلات الغير قانونية بحثا عن الدفائن ، ادت تلك التدخلات الى تخريب عمليات الترميم والصيانة التي اجريت فيه ، وادت الى تكسر بعض الحجارة المرصوصة ، وسرقة بعض المحتويات منه .

ان وجود محطة تنقية للصرف الصحي ، ادت الى ارتفاع نسبة الرطوبة في الموقع ، مما ادى الى ارتفاع نسبة الرطوبة ، وانهيار جزء من السقف ، وظهور واضح للحشرات .

ان اجراء عمليات الترميم وترك الموقع بعدها يعتبر مخسر مادي ومعنوي للموقع ، حيث كل ما تم اصلاحه وترميمه ينتهي بمجرد حدوث عمليات البحث عن الدفائن ، لعدم وجود اشغال على مدار العام فيه ، ان حماية الموقع وتوفير العماله فيه ، يحميه من هذه التدخلات ويحافظ عليه من كل ما سبق ذكره ، كما انه من الضروري وضع اجهزة تهوية داخل الموقع ( المقبرة ) للحد من ارتفاع نسبة الرطوبة التي تسببها محطة التنقية الملاصقة له .

المعصرة الرومانية :

تقع بجانب المقبرة ، وتحتوي على العديد من القطع والمنحوتات والمواد التي استخدمت سابقا لعصر الزيتون او العنب ، ما زالت المعصرة الرومانية تحافظ على جماليتها ، لكن لعدم توفير الحماية البيئية للموقع ، ادى ذلك الى تراكم النفايات فيه ، كما ان وجود الحشرات والقوارض نتيجة ارتفاع نسبة الرطوبة الناتجة عن محطة التنقية التي تقع بجانب الموقع ادى ذلك كله الى تشكيل حالة سلبية من الناحية البيئية .

بعض القطع المعروضة تمت عليها اعمال الترميم بطريقة مناسبة ضمن الامكانيات المتوفرة ، يتم ادخال بيانات القطع ضمن سجل يدوي واخر الالكتروني .

تم اجراء اعمال ترميم وصيانة لبعض القطع المعروضة عند استخراجها بعد عملية التنقيب مباشرة بشكل جيد ، الا ان هناك بعض القطع التي ما زالت تحتاج الى المزيد من الصيانة والترميم .

عدم توفر بعض الاجهزة التقنية التي تحسب عمر القطع الاثرية جعل من الصعب تعريف بعض القطع والحقبة الزمنية التي تعود اليها بشكل نسبي او مطلق .

ان توفير اجهزة قياس عمر القطع الاثرية يساعد المتحف من زيادة التعريف ببعض القطع المعروضة ضمن سياق زمني وتسلسل في العرض ، يمكن الزائر من الفهم بشكل اكبر عن محتوى القطع المعروضة .  

مما دفع القائمين في المتحف والمتخصصين الي تحديد عمر بعض القطع بناء على خبرتهم العملية .

بسبب موقع المتحف في وسط المدينة ، واحاطته باعمال انشاءات خارجية تؤدي بشكل مستمر الى التلوث البيئي في المنطقة بشكل عام والمتحف تحديدا ، رغم اعمال النظافة المستمره في البناء الا ان التلوث الناجم عن اعمال الانشاءات المحيطة تعتبر سبب في الضجيج والتلوث داخل قاعات المتحف .

لاحظت خلال فترة وجودي في متحف اثار السلط ان عدد الزوار للمتحف قليل جدا ، رغم وجود القيمة الاثرية والبناء الفريد ، ويكمن السبب في الحالة الصحية التي تعصف بالعالم بشكل عام نتيجة فيروس كورونا ، ربما هو سبب في ذلك ، وعدم وجود التوعية اللازمة للسكان المحليين باهمية المعروضات من الناحية التاريخية .

من الضروري ان يتم ادراج متحف اثار السلط ضمن الخطط التسويقية لوزارة السياحة والاثار لما يضمه المتحف من اثار هامة عثر عليها في انحاء المدينة والمحافظة .

من الضروري ان يتم ادارج متحف اثار السلط ضمن المعارض الاثرية المتنقلة للترويج له بشكل اكبر ، يمكن استخدام بعض القطع الموجودة في المخازن ضمن عملية العرض المتنقل .

من اجل زيادة التوعية باهمية محتويات متحف اثار السلط ، يمكن التنسيق مع مديرية التربية والتعليم في المدينة من اجل ترتيب الرحلات المدرسية للطلبة والطالبات من اجل تعزيز ثقافة التراث والاثار لديهم ، وتعريفهم باهمية هذه الاثار ، وما تحتويه المدينة من تاريخ .