مستخدم:فاطمة محمد سيف/ملعب

الحياة في عمان

سقط 26 فبراير /العمانية / تزامنا مع يوبيله الفضي احتضن معرض

مسقط الدولي للكتاب حدثا استثنائيا على الصعيد الثقافي .. قدم حفل

الافتتاح هدية قيمة للباحثين و المؤرخين و المهتمين بالشأن التاريخي

العماني .. في هذا الحفل البهيج الذي أقيم بتكليفٍ سامٍ من لدن حضرة

صاحب  الجلالة السلطان المعظم /حفظه الله ورعاه / أعلن عن تدشين

موسوعة (تاريخ عمان عبر الزمان) و هي موسوعة من خمسة أجزاء

وثلاثة مواجيز تسرد تفاصـيل 800 مليون سنة حتى وفاة السلطان

قابوس.

     تقول صحيفة عمان التي نشرت موضوعا مطولا عن الموسوعة في

عددها الصادر اليوم  إنها  موسوعة تعود بالزمن إلى الحقب السحيقة

لتستنطق أولى خطوات بشرية مشت على هذه الأرض الطيبة وأن تتعرف

على طرائق معيشتهم، كيف عمروا هذه الأرض وكيف نحتوا من صخورها

سهاما لتعينهم على صيد طرائدهم، وكيف تطورت معيشتهم، وكيف أقاموا

المدن وعمروها، وشقوا القنوات المائية، واستخرجوا خيرات هذه الأرض،

وتواصلوا مع الحضارات المجاورة، وكيف تركوا لنا آثارا دالة عليهم من

خلال كتاباتهم ونقوشهم، كل هذا تجده في خمسة أجزاء وثلاثة مواجيز

بمجموع صفحات يبلغ 2136 صفحة من القطع الكبير، لموسوعة (تاريخ

عمان عبر الزمان) التي تم تدشينها في حفل افتتاح المعرض.

     الموسوعة صدرت عن مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية

وتتناول تاريخ عمان من عصور ما قبل التاريخ إلى آخر يوم في حياة فقيد

عُمان والأمة   السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه الذي

خُصص لعهده الزاهر مجلد كامل. وقبيل صدور الموسوعة أضيف لها فصل

أخير عن وفاة السلطان الراحل.

تبدأ الموسوعة بالبحث عن الأصول القديمة لعمان فترجعها إلى الأقوام

التي سكنت هذه المنطقة وتتبع الآثار النقوشات والنصوص التي تناولت

الأقوام الذين عاشوا في هذه المنطقة فبدأت بفصل عن «كينونة عمان»

فذكرت أن سكانها من أصول العرب العاربة وما تلاها، وتذكر المصادر

التاريخية أن من أقدم الأقوام التي سكنت عمان هم قوم عاد الذين سكنوا

في أرض الأحقاف التي تقع أجزاء كبيرة منها في أرض عمان، مستدلة

بكتب الأخبار والآثار كمثل ابن كثير الذي ذكر أن الأحقاف هي جمع حقف

وهو الجبل من الرمال وهي أرض عاد، وأن مسكنهم بأرض مطلة على

الشحر وأن اسم واديهم مغيث يقع بين عمان وحضرموت، وأن الشحر

والأحقاف هي أحد أسماء ظفار القديمة، وقال ابن خلدون: إن الشحر

يضاف إلى عمان وهو ملاصق لحضرموت، وفي هذه البلاد يوجد اللبان

وعلى ساحلها العنبر الشحري، كما يقول (ياقوت الحموي): «جمع حقف

من الرمل، والعرب تسمي الرمل المعوج حقافة وأحقافة»، قال ابن إسحاق

: الأحقاف رمل فيما بين عمان إلى حضرموت، ويقول البغدادي: «فسكن

بنو عاد الشحر»، أي شحر عمان. كما تطرقت الموسوعة إلى الأنبياء

الذين عاشوا في هذه المنطقة واحتوت على صور لشواهد قبورهم.