هو عشم بن حمد شلال الدوري فقيه وفرضي ولد في الدور بمحافظة صلاح الدين عام 1931م لأسرة عرفة بالأدب والأخلاق، تلقى علومه من مشايخ وعلماء بلاده وقد تميز بدعوته إلى العقيدة السليمة والمنهج القويم المعتدل، وقد ترك تراث صوتياً من الخطب المنبرية التي كان يقوم بتسجيلها يقدر بـ 325 ساعة علمية مسجلة جار العمل على استخراجها ونشرها، وقد حظيت دعوته بقبول كبير على كثرة ما وجهه من متاعب ومشاق واذى، ومما اشتهر به قوله للحق وعدم المجاملة في دين الله والرد على القائل المخالف مهما كان منصب القائل وفقاً للضوابط الشرعية.

اسمه ونسبه: عدل

هو أبو عبدالرحمن عشم حمد شلال الدوري.

مولده: عدل

ولد في الدور  بمحافظة صلاح الدين عام ١٩٣١/٧/١م

شيوخه: عدل

درس الشيخ على عدة من المشايخ نذكر اشهرهم:

الشيخ علي الصالح درس عليه القرآن وعلومه عدة سنوات في قرية شميط في قضاء الحويجة محافظة كركوك.

الشيخ العلامة علي الشمالي من شيوخ الموصل سافر إليه الشيخ واخذ العلم منه ومكث عنده 5 سنوات.

حياته العلمية وجهوده الدعوية: عدل

دخل الشيخ رحمه الله المدرسة الأبتدائية في الدور ودرس فيها لحين اكمال الصف الرابع الأبتدائي، وبعدها ترك الدراسة النظامية، ليرحل والده والعائلة جميعاً إلى قرية شميط الواقع في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك لأسباب معيشية وكان ذلك عام 1942م.

لقد كان الشيخ رحمه الله منذ حداثة سنه محباً للعلم والتعلم وكانت بداية تعلمه في شميط وكان يلتقي بالمشايخ (الملالي) الموجودين في شميط ويأخذ من علمهم ماستطاع، وبعد فترة سافر الشيخ رحمه الله ومعه أخوانه إلى العاصمة بغداد للعمل والكسب وقد اشتغل في معمل ثلج بصفة كاتب لمدة خمسة سنوات في فصل الصيف فقط، وبعدها رجع إلى قرية شميط، ولم يكن في القرية مسجد لذلك كان يضطر الشيخ رحمه الله ومعه بعض رفاقه إلى الذهاب إلى ناحية الزاب مشياً وركوباً على الحمار لحضور صلاة الجمعة ويستغرق الوصول ساعة تقريباً.

لذلك عرض الشيخ رحمه الله على أهل القرية بناء مسجد فوافق أهل القرية وباشروا في العمل وقد تولى الإمامة فيه والخطابة وقام بتدريس العلوم الشرعية وخاصة القرآن وعلومه.

وفي عام 1957م تم افتتاح مدرسة شميط الابتدائية وتم تعيين معلم واحد فيها وهو الاستاذ عدنان ذنون الحمطاني، فأراد مدرس دين في المدرسة فعرض على الشيخ رحمه الله أن يكون معلم لمادة الدين فوافق بدون اجر وبقي يدرس في المدرسة إلى جانب أعماله في المسجد مدة خمسة سنوات وكان شديداً في التعليم حريصاً على ايصال العلم للطلبة.

فكان رحمه الله منذ شبابه يعلم الدين وينشر العلم ويبذل الجهد في نشر السنة ونبذ البدعة.

ولقد عرض على الشيخ رحمه الله الدراسة في الموصل عند العلامة الشيخ علي الشمالي رحمه الله لاشتهار الشيخ علي الشمالي رحمه الله بالعلم الغزير، فطلب من والده السفر إلى الموصل للدراسة فوافق وأمن له المصاريف، فسافر الشيخ رحمه الله من قرية شميط إلى الموصل وقابل الشيخ علي الشمالي رحمه الله وباشر في طلب العلم عنده والدراسة على يديه في مختلف الفنون والعلوم الشرعية لمدة خمسة سنوات.

كما وقد تولى الإمامة والخطابة في جامع سعدالله الراوي في باب سنجار، وبعد اكمال الشيخ رحمه الله دراسته عاد إلى قضاء الحويجة ولم يعد إلى قرية شميط لان أهله قد انتقلوا من قرية شميط إلى قضاء الحويجة لأسباب معيشية وكان ذلك عام 1966م تقريباً.

وفي الحويجة عين الشيخ عشم رحمه الله بمرسوم جمهوري أمام وخطيب في جامع الحويجة الكبير عام 1967م بعد اجتيازه لاختبار التعيين في العلوم الشرعية وقد أخذ المركز الاول، وكان تعيينه بوساطة من الشيخ ناظم العاصي شيخ عشيرة العبيد رحمه الله.

فواصل الشيخ رحمه الله بصفة أمام وخطيب في جامع الحويجة الكبير إلى جانب تدريس العلوم الشرعية، كما وقد حصل رحمه الله على شهادة في علم الميراث وتوثيقه كأحد علماء الميراث في العراق وقد برع في هذا الفن وتمكن، فكانت تحال إليه مسائل الميراث لحلها من قبل محكمة قضاء الحويجة واستمر في ذلك الى عام 1969م.

وفي الحويجة حصلت خلافات ومضايقات كثيرة مع الشيخ رحمه الله بينه وبين جماعة غير شرعية مما أدى إلى اعتقاله وسجنه مدة ثلاثة أيام وبعدها أفرج عنه.


وفي عام 1969م انتقلت جميع العائلة من الحويجة إلى الدور مسقط رأس الشيخ فباشر رحمه الله أماماً وخطيباً في جامع عمر بن عبدالعزيز (جامع الدور الكبير) إلى جانب تدريسه للعلوم الشرعية وخاصةً القرآن وعلومه وقد تخرج على يده في الدور تلاميذ كثر، وكذلك افتتح وابتدأ ببرنامجه الرمضاني المبارك عام 1969م، يومياً في رمضان درس بعد صلاة العصر وكانت تذاع عبر سماعات المسجد، وقد استفاد منها خلق كثير وأحبه أهل الدور وفرحوا بعودته فهم أهله وعزوته.

ولكن في الدور تعرض الشيخ رحمه الله لمضايقات وضغوطات شديدة بسبب دعوته المباركة، مما اضطر إلى أن يترك الدور ويذهب إلى بيجي هو وعائلته فقط، وبقيت عائلة الشيخ من والده وإخوته في الدور وهو خرج منها متجهاً إلى بيجي وكان ذلك عام 1978م.

وفي بيجي خصصت له الدولة سكن مجاني وقد تولى الإمامة والخطابة في جامع أبي بكر الصديق إلى جانب قيامه بتدريس العلوم الشرعية أحبه أهل بيجي ونصروا دعوته دعوة التوحيد والسنة وانتشر علمه في ارجائها وفي ضواحيها حتى ذاع واشتهر على مستوى العراق بعلمه ودعوته.

ايضاً كانت تحال إليه مسائل الميراث من محكمة قضاء بيجي في زمن القاضي ذياب المولى رحمه الله، وقد أقبل على الشيخ رحمه الله الطلاب من كل مكان للدراسة عنده وقد استفاد أهل بيجي من علمه كثيراً ونبغ من تحت يديه تلاميذ كثر.

وفي عام 1989م اي بعد مكوث الشيخ رحمه الله في بيجي 11 عام  طلب مقابلته مدير الأوقاف في محافظة صلاح الدين خالد الياسين وقد قابله وطلب منه تولي الإمامة والخطابة في قرية العوجة في جامع العوجة الكبير الذي افتتح عام 1989م والتي تبعد عن البيجي قرابة 55 كيلو متر.

فوافق الشيخ رحمه الله وقد خصصت له الدولة سكن مجاني في العوجة، باشر الشيخ الإمامة والخطابة في جامع العوجة الكبير، وكانت دروسه الشرعية قليلة جدا وذلك بسبب بعد العوجة عن مركز المدينة وبعد مكوث الشيخ رحمه الله في العوجة قرابة سنتين، طلب من الأوقاف الرجوع إلى مسجده في بيجي.

لذلك قرر الشيخ رحمه الله الرجوع إلى بيجي ولكن في الواقع طلب الشيخ قوبل بالرفض التام من أهالي العوجة الكرماء الذين احبوه جداً بل إن الشيخ علي الندا اخو الشيخ محمود الندا شيخ عشيرة البيكات رحمهم الله قال في احدى المجالس الشيخ عشم لا يخرج من العوجة الا على التابوت بمعنى يبقى في العوجة إلى أن يموت، ولكن الشيخ رحمه الله أصر على الرجوع وفعلاً رجع إلى البيجي إلى مسجده مسجد أبي بكر الصديق الواقع في سوق بيجي وكان ذلك عام 1991م.

وفي عام 1995/9/27م تم اعتقال الشيخ عشم الدوري رحمه الله فجراً بوشاية كاذبة ومعه ثلة من العلماء الأفاضل الذين اعتقلوا ظلماً وزورا، وقد تأذى الشيخ رحمه الله في سجنته  هذه كثيراً والتي استمرت إلى شهرين كاملين لحين الأفراج عنه بتاريخ 1995/11/27م، وقد فرح أهل بيجي فرحاً كبيراً وقد توافد على الشيخ الزوار والأحبة والمشايخ والعلماء وطلاب العلم بكثافة كبيرة من كل انحاء العراق بل إن بعض الباعة قاموا بتنزيل اسعار الخضار وغيره فرحاً بخروج الشيخ رحمه الله.

وإن أكثر ما تميز فيه الشيخ رحمه الله هو دعوته للكتاب والسنة دعوته للتوحيد والسنة ونبذ الشرك والبدع وقد أوذي وعودي بسبب هذه الدعوة المباركة كثيراً، وكان رحمه الله قوياً شجاعاً يقول كلمة الحق ولا يخاف في الله لومة لائم مهما كان منصب القائل وفقاً للأوامر الشرعية والضوابط المرعية.

وعرف بالتواضع والسماحة فهو يسمع للصغير والكبير ولا يتكبر على أحد ولا يجامل ولا يداهن في دين الله تبارك وتعالى وله في هذا قصص ومواقف كثيرة، وكان رحمه الله من الأبطال المجاهدين في سبيل الله تبارك وتعالى فكان يذهب هو ومن معه من العلماء إلى جبهات الحرب آنذاك واعظاً ومرشداً وناصحاً وموجهاً.

عائلته: عدل

عدد الشيخ رحمه الله إلى الثلاثة ولم يجمع وله ابنان وبنتان وجميعهم من واحدة وبنوه: عبدالرحمن ومحمد.

وفاته: عدل

توفي الشيخ رحمه الله بتاريخ 1996/11/7م أي بعد خروجه من السجن بعام أثر جلطة دماغية، وقد دفن في الدور ولم يدفن في بيجي بطلب من أهل الشيخ رحمه الله وقد شهد له الدكتور الذي اشرف على حالته الصحية بأنه قد نطق الشهادتين ثم توفي رحمه الله.

وقد صلى عليه جمع غفير كبير كثير وصلى عليه كبار مسؤولي الدولة آنذاك فرحمه الله رحمة واسعة وادخله الجنة وجميع المسلمين.

هذا والحمدلله رب العالمين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.