مستخدم:عزيز شراج بن عبد الخالق/ملعب

لا شك أن تاريخ الاسلام المرسخ في أذهان الكثير من الناس أصبح غير قابل للتعايش مع المنهج التاريخي الجديد.ورغم ذلك نجد انه مازال يعتمد في جل المناهج الدراسية لجل الدول الإسلامية. وبما أن لا أحد يختلف بكون شخصية الرسول محمد وصحابته هم الشخصيات المحورية في هذا الإرث التاريخي فقد رأيت أن أبدا بتسليط الضوء على مجموعة من الأسس التاريخية التي شكلت منطلق الكثير من الأشياء في هذا التاريخ. نحن في هذا البحث لا ندعي امتلاك الحقيقة أكثر ما نرغب في فتح حوار أو مصالحة تاريخية حقيقية تستفيد من الأدوات الحديثة لدراسة التاريخ. في البداية أود أن أستعرض في عجالة هذا التاريخ كما يعرفه جل الناس وكما أجمعوا على انه حقيقة غير قابلة للنقاش وكما هو مدون في جل كتب السير التي تناولت شخصية الرسول محمد ابتداء من سيرة ابن هشام وكتاب رجال حول الرسول لخالد محمد خالد وكتب الفقه والحديث صحيح البخاري ومسلم. ما ساستعرضه هو ما اتفق عليه القوم أو بعبارة أخرى ما أجمعوا عليه. محمد الرسول هو يتيم الأب والأم ابن الذبيحين لم تكتب له رؤية والده كفله جده عبد المطلب ثم عمه ابو طالب بعد وفاة الاخير وارضعته حليمة السعدية التي حلت عليها بركة محمد. وفي تلك الديار شق قلبه.عاد محمد وهو طفل يتيم فقير إلى مكة لسرعة عنك القوم بدراهم معدودة وعندما بلغ الخامسة والعشرون اقترحت عليه خديجة بنت خويلد الإشراف على تجارتها وبعدما انبهرت بامانته وصدقه فعرضت نفسها عليه للزواج وهي بنت الخامسة والأربعين لتجنب له حسب الرواية التاريخية خمسة أبناء ثلاث فتيات وصبيان ماتا وهما صغار.بعد ذلك يتوقف الشريط ينقطع إلى أن يبلغ محمد أربعين سنة ليظهر وهو نبي يدعو قومه إلى دين جديد. هذه هي مختصر سيرة محمد الرسول قبل البعثة كما هي مكتوبة في جل كتب التاريخ الاسلامي مع اضافة الكثير من البهارات والمعجزات حتى قبل أن يبعث.

في هذا المقال سنتطرق إلى كل حدث على حدى محاولين تسليط الضوء عليه واخضاعه للمنهج التاريخي الحديث بغية الخروج برواية على الأقل يستطيع أن يتقبلها المنطق العقلي والديني لان هذه الرواية السالفة الذكر تتعارض في أحيان كثيرة مع الرواية القرآنية نفسها.