مستخدم:عامر عوض الله/ملعب

عبد الله الجودة: وُلد عبد الله الجودة في البيرة عام 1896، وتلقى دراسته الابتدائية والإعدادية فيها، ثم اشتغل في الأعمال الحرّة، وسافر إلى أمريكا مدةً من الزمن، ولما عاد استقر في البيرة، وعيّنته الحكومة عضوًا في لجنة المجلس المحلّي، ثم انتُخب عدة مرات لرئاسة المجلس. فازت قائمته في انتخابات البلدية سنة 1959، فعُهد إليه برئاستها، ويعود له الفضل في إجراء إصلاحات كثيرة في البيرة، وعلى الأخص إنشاء حديقة البلدية، وغيرها من المنشآت، ويصف مرسي الأشقر، مُعدّ وناشر كتاب من هو في المملكة الأردنية الهاشمية، عبد الله الجودة بأنّه "شخصية مليئة بالخير، صلب العقيدة، دمِث الأخلاق"([1])، بينما يصفه الصحفي سليم زبال في استطلاعه عن رام الله والبيرة المنشور في مجلة العربي بأنه مؤسس البيرة الحديثة([2]).

شارك عبد الله الجودة في المؤتمر الفلسطيني السادس المنعقد في يافا بتاريخ 16 حزيران 1923، وقد حضره 72 عضوًا، وعُقد بهدف إعادة تنظيم الحركة الوطنية إثر مقاطعة الشعب الفلسطيني لانتخابات المجلس التشريعي التي اقترحتها الحكومة البريطانية، وقد رفض المؤتمر مشروع المعاهدة التي عرضتها على الملك الحسين بن علي، وتتضمن موافقته على وعد بلفور، كما قرر المؤتمر مقاطعة مشروع (روتنبرغ) للكهرباء، ومقاطعة كل قرض باسم فلسطين، ومقاطعة كل شخص يقبل عضوية المجلس الاستشاري الذي شكّلته الحكومة البريطانية وعيّنت أشخاصًا في عضويته، كما قرر المؤتمر زيادة صلاحيات اللجنة التنفيذية وتوسيعها، فقد حوّل إليها مجموعة من القضايا الأساسية، مثل قضية سن الدستور، والمقاطعة الاقتصادية مع اليهود([3])، وكان عبد الله الجودة عضوًا في المؤتمر الإسلامي للدفاع عن المسجد الأقصى والأماكن المقدسة، المنعقد بالقدس في شهر تشرين الثاني من سنة 1928([4])، وقد شارك في المؤتمر حوالي 700 شخصية فلسطينية.

انضم عبد الله الجودة وحنّا خلف([5]) وصالح الريماوي وشريف الريماوي للحزب العربي الفلسطيني الذي تشكل سنة 1935([6]) برئاسة جمال الحسيني، وعُرف بـِ (حزب المفتي)، وخلال الثورة الفلسطينية سنة 1936 كان الجودة عضوًا من أعضاء اللجنة القومية في رام الله والبيرة، بالإضافة إلى حنّا خلف، وسليمان عبد الرحمن، ونجيب عيدة، وعيد الموسى([7]). توفي عام 1967.


[1]- الأشقر1960: 30

[2]- زبال 1963، ع32: 75

[3]- الحوت 1981: 859، و171-172.

[4]- المصدر نفسه، 869.

[5]- حنّا خلف: سياسي ومناضل من رام الله، درس القانون في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على إجازة المحاماة في فلسطين، وكان من ناشطي الحركة الوطنية ومن رفاق عبد القادر الحسيني في الثورة والنضال، وهما صديقان منذ سنوات الدراسة الابتدائية في مدرسة (صهيون) في القدس. شارك الثوار المقاتلين في معاقلهم بالجبال، وكان مسؤولاً عن محاكم الثورة. اضطر للخروج للبنان فسوريا فالعراق بعد تشديد الحكومة الإنجليزية مطاردتها للثوار، وعمل في العراق مدرسًا، ثم اعتُقل بعد ثورة رشيد عالي الكيلاني ونُفي إلى مناطق الأكراد. عاد لفلسطين سنة 1941 بعد قيام الحكومة بالعفو عن السياسيين لاسترضاء العرب خلال الحرب العالمية الثانية. للمزيد عن حياته راجع دراسة الكاتب (حنا خلف مناضل ومفكر من رام الله)، حوليات القدس، العدد العاشر، شتاء 2010: 16-27

[6]- الحوت 1981: 884

[7]- الحوت 1981: 889