مستخدم:عاطف زيدان/ملعب

رهائن الدولار aatefzedan@yahoo.com بقلم عاطف زيدان الارتفاع المتوحش في معدل التضخم، او أسعار السلع المختلفة، زاد من معاناة الجميع، خاصة محدودي الدخل، في ظل ثبات الأجور ، وتراجع القدرة الشرائية. ووصلت المعاناة إلي حد استغناء معظم المستهلكين عن بعض السلع وكادت قائمة الاستغناء الاضطراري ،ان تصل الخبر والجبن ، بعد ان شملت اللحوم والاسماك والدواجن والالبان والفواكه وحتي الخضروات !. لقد وصل معدل التضخم الشهر الماضي، وفقا لآخر بيان لجهاز الاحصاء إلي 34.4% في الريف و30.9 % في المدن، مقابل 9.4% فقط في مارس 2016 . رغم تشكيك البعض في هذه الارقام، وانها اقل من الحقيقة بكثير. الا أن الأمر يلزم الحكومة بمراجعة النفس والسياسات الاقتصادية، خاصة ان هذه القفزات المتتابعة في الاسعار، لم تشهدها مصر من قبل، ولا تصلح في بلد يعيش 40% من أهله، تحت خط الفقر. لقد كشف الدكتور محمد معيط نائب وزير المالية للخزانة العامة، ان الحكومة اقترضت تريليوني جنيه، منذ ثورة يناير، بما يعني ان حكومات ما بعد الثورة، تتحمل مسئولية ارتفاع الدين العام حتي وصلت نسبته إلي الناتج المحلي الاجمالي 104%، وأدي ذلك إلي ارتفاع فاتورة خدمة الدين، وزيادة عجز الموازنة. السبب الرئيسي لتوحش التضخم هو قرار تعويم الجنيه، الذي اتخذ بشكل عشوائي، دون ان تسبقه الاستعدادات اللازمة من زيادة الاحتياطي من السلع الاساسية والادوية ، وتحجيم الواردات غير الضرورية ، مع الاكتفاء بالتعويم المدار وليس التحرير الكامل. ما حدث حدث، وبات حتميا التدخل من البنك المركزي لكبح جماح الدولار، رغم انف صندوق النقد الذي يصر علي التحرير الكامل . تعلموا من تجارب الصين وروسيا والارجنتين والبرازيل، لوضع حد لسيطرة العملة الأمريكية علي حياتنا، بسياسات حكيمة، لفك أسرنا جميعا، بعد ان اصبحنا بلاذنب، رهائن للدولار !