مريم فرحاوي

عدل

12-05-1996

بولاية شلف بلدية تاجنة



أضغاث احزان

يقول جبران خليل جبران في رائعته النبيّ ...{إنّ أطفالكم ماهم بأطفالكم، فلقد ولدهم شوق الحياة إلى ذاتها، بكم يخرجون إلى الحياة و لكن ليس منكم!! و إن عاشوا في كنفكم فما هم ملككم، قد تمنحونهم حبكم و لكن دون أفكاركم، فلهم أفكارهم}

إنّ للأباء أحيانا حبّا لتملّك أولادهم، فتجدهم أحيانا يفكّرون أنّ أولادهم ملكهم، لهم الحقّ في أن يتصرفوا فيهم و في مستقبلهم كيفما شاؤوا، و الأولاد كذلك  بدورهم لهم ظمئا للتمرّد، و من هذا تنشأ الضغينة بين الوالدين و الأبناء، الغلبة للأقوى، و السلطة لمن يُخْضِعْ.

و لكن أحيانا تتفاقم المشاكل لسوء الفهم، لتتحوّل في الأخير علاقة الأبوّة و البنوّة لعدائيّة، و من أهمّ الأسباب لتفاقم تلك المشاكل النّساء !!.

أضغاث أحزان هي رواية إجتماعيّة تعالج جزءا من هذا الواقع المعاش، هي قصّة طبيب أمراض سرطانيّة يتذكّر ماضي والديه و ماضيه الّذي أضحى أضغاثا في يوم زفاف إبنته.

من خلال تلك الذكريات الأليمة سنسافر لزمن الأبيض و الأسود من حياة البطل و والديه و سيعرض لنا شريط ذكرياته كيف كانت الحياة داخل بيت العائلة الكبير و كيف إنتهى بوالديه خارجه بسبب كيد زوجات أعمامه، و كيف لقيا حتفهما في حادث ليكافح بعد رحيلهما عن هذه الحياة و يربي أخيه أحسن تربية .

إقتباسات من رواية أضغاث أحزان

_كان أبي يردد جملة لايزال صداها إلى الآن يتردد في ٱذني، كان يقول لي :{ يا إدريس أنت رجلي، رجل هذا البيت من بعدي، ٱختك هذه أمانة سأتركها لك ذات يوم، و أخوك هذا ستشدّ عضدك به فاِحذر أن يزاغ بينكما، و لئني على يقين أنّه لن يحدث ذلك الآن، على الأقل لن يحدث قبل أن تتزوجوا، فإذا حدث و تزوجتم فاِحذروا النساء يت بنيّ .. ثم يتنهد و يكمل ... النّساء لَوْثَةٌ يا ولدي ... لوْثَة!}

_{و من هذا الإختلاف نشأت بين الأب و الإبن خلافات لاحقة أصلها هذا الخلاف، و من هذا الإختلاف تكونت تلك الفكرة، فكرة أنّ ابنه عنيد ولا يحترم رأيه و يحاول فرض نفسه عليه و يتحداه، و من هذا أظنها تنشأ الضغينة بين الأب و الإبن .. الغلبة للأقوى، و السلطة لمن يُخْضِعْ}.