مستخدم:تميم بن عبدالله الشبيبي/ملعب

السيارات المعدلة

شهدت منطقة كونستانس معرضاً خاصاً بالسيارات المعدلة. وقد عرضت فيه سيارة دي لوريان التي ظهرت في فيلم "عودة الى المستقبل". إلا أننا التقينا بتانيا بيك التي قامت بتعديل سيارتها بطريقة فريدة، غذ غلفتها بالصوف الملون.

يقام في بودن زيه جنوبي ألمانيا معرضا سنويا لعشاق السيارات المعدلة. في حلقة اليوم سنتعرف على التوجه الجديد في هذا القطاع الذي اثبت حضوره عالميا.

   

تعديل السيارات هو تحوير أو تغيير أداء أو شكل المركبة. تشمل التعديلات على السيارات تغييرات في المظهر والجوهر اي من الداخل والخارج. تشمل التعديلات التجميلية على شكل السيارة لجعلها أكثر تميزا وجمالية عن نسخة الشركة المصنعة وتغييرات في الأداء من زيادة القدرة الحصانية للمحرك وغيرها مثل تلوين زجاج السيارة لكن عليك أن تنتبه لقوانين البلد ففي بعض البلدان يمكنك أن تلون حتى 70 بالمئة ومنها ما هو أقل كما من الأفضل عدم تلوين الزجاج الأمامي لأنه يحجب الرؤية وبالطبع سيؤثر على السلامة. العصر الذهبي لتعديل السيارات كان بعد الحرب العالمية الثانية وبداية وضع القيود على تلوث الهواء. العديد من سيارات الأداء اليابانية لم تصدر خارج اليابان. حتى أواخر الثمانينات وبداية التسعينات بدأ بتصدير هذه السيارات ومنها سيارة نيسان سكاي لاين،  الت يبدأ بتصديرها إلى أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية. كان الوضع مختلفا في الولايات المتحدة فلم يكن هناك إهتمام بتعديل السيارات إنما كان التركيز منصبا على سيارات من امثال فورد موستانغ وشيفروليه كورفيت وسيارات العضلات بشكل عام.

تستحوذ السيارات المعدلة أو المزودة على مساحة كبيرة من اهتمامات الشباب في الإمارات، وذلك لما تتمتع به من قوة وما تطلقه من أصوات مختلفة، والسيارات المعدلة هي التي يتم إجراء تعديلات عليها في المحرك لزيادة سرعتها، أو تعديلات في جسم السيارة لإضافة مواصفات جديدة خاصة.

ويتجلى هذا الاهتمام بشكل واضح في كل المناسبات التي تتعلق بسباق السيارات أو عروض السيارات المعدلة التي تجري على بعض حلبات السباق في الدولة، ومؤخراً استطاعت عروض فئة السيارات المعدلة التي قدمها عدداً من السائقين المحترفين ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للسيارات 2010 والذي عقد مؤخراً في اكسبو الشارقة.فقد استطاعت هذه العروض اجتذاب أعداد غفيرة من الشباب ومحبي تعديل السيارات، حيث أبدى قسم كبير منهم إعجابه بطرق قيادة السيارات والتي بدت خطيرة نوعاً ما وتتطلب حرصاً عالياً من قبل السائق.إلى جانب أنها تتطلب توفر جميع عوامل الأمن والسلامة في السيارة التي تدخل حلبة العرض.بدورها تواجدت فرق الشرطة والإسعاف والدفاع المدني تحسباً لأي طارئ قد يحدث في حلبة العرض التي تم إحاطتها بجدران من الإطارات والإسمنت كنوع من الحماية للجمهور المتواجد حولها.ما جرى في حلبة العرض تلك يكشف لنا عن مدى حب الشباب لفئة السيارات المعدلة التي تكلف صاحبها مبالغ مالية عالية جداً تقدر بآلاف الدراهم، وذلك لأنهم يحتاجون إلى تغيير العديد من القطع داخل محرك السيارة حتى يتمكنوا من رفع قدرته لتصل إلى 1000 حصان أو أكثر.

وبالنسبة للقانون الإماراتي فهو لا يجيز قيادة السيارات المعدلة أو المزودة خاصة على الشوارع العامة، وذلك نظراً للخطورة التي تشكلها على قائد المركبة ومستخدمي الشوارع على حد سواء، خاصة وأن معظم هذه السيارات قد تبدو كقنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت، خاصة إذا تم تعديلها في ورش ميكانيكية غير متخصصة.ولتخليص الشباب من رغبتهم في تجربة هذه السيارات فقد عمدت بعض نوادي السيارات إلى تنظيم سباقات أو حلبات لعرض المهارات في أماكن تم إعدادها لذلك، وتوفرت فيها كافة عوامل الأمن والسلامة.إلى جانب أنها فرضت على أي مشارك ضرورة الالتزام بكل عوامل الأمن والسلامة قبل دخوله لحلبة العرض، في ظل هذا الاهتمام ارتأينا الاطلاع على خطورة تعديل السيارات من خلال آراء بعض المتخصصين في هذا المجال، والذين يمتلكون خبرة واسعة في تعديل السيارات.:قيادة سليمة:في البداية، قال الشيخ مروان بن راشد المعلا، رئيس اتحاد الإمارات لرياضة السيارات والدراجات النارية، رئيس نادي الإمارات موتوربلكس: «غالباً ما نسمع عن تعرض الشباب لإصابات بليغة أو يخسرون أرواحهم بسبب قلة خبرتهم في قيادة السيارات المعدلة، من حيث القوة أو بسبب عدم الالتزام بقواعد القيادة الآمنة وإرشادات السلامة على الطريق الموضوعة من قبل الجهات المختصة في الدولة».

وأضاف: «يمكن للشباب الاستمتاع بقيادة سياراتهم وإضافة التعديلات التي يرغبون بها عليها، وممارسة هذه الرياضة في أماكنها الخاصة، ولكن في الوقت نفسه عليهم الالتزام بقواعد القيادة الآمنة على الطريق حفاظاً على سلامتهم».ويشار إلى أن المعلا يقتني واحدة من أكبر مجموعات السيارات المعدلة والسيارات الكلاسيكية في المنطقة، حيث تضم مجموعته نحو 30 سيارة كلاسيكية.كما يعد سموه من عمالقة سباق الراليات في المنطقة وممن يتمتعون بخبرات عالية في هذا المجال، ويرجع الفضل له في تأسيس نادي الإمارات موتوربلكس في العام 1999 في أم القيوين، والذي يشكل صرحاً لدعم رياضة السيارات وعشاق سباقات السرعة في المنطقة في أجواء رياضية ممتعة وآمنة.وقال المعلا: «نقوم في نادي الإمارات موتوربلكس بتدريب الشباب على كيفية القيادة الآمنة والسليمة، ونعمل على مساعدتهم على التعامل مع الصعوبات التي قد يواجهونها أثناء القيادة مثل فقدان السيطرة»، وأضاف: «يجب على السائق أن يكون على دراية ومعرفة بمحرك السيارة التي يقودها قبل أن يقوم بإجراء أية تعديلات عليها».وأكد على ضرورة التأكد من أن الأجزاء وقطع الغيار المستخدمة هي من النوع الأصلي والابتعاد عن استخدام الأجزاء المقلدة التي عادة ما تكون أرخص في سعرها من القطع الأصلية، وذلك لعدم مطابقتها مع مواصفات السلامة المعتمدة.وكان مروان المعلا قد أبدى اهتماماً كبيراً في قطع الغيار المستخدمة في تعديل السيارات، وأكد على ضرورة الحصول عليها من الوكلاء المعتمدين في الدولة لضمان مطابقتها لمواصفات السلامة المعتمدة، وأن تكون مناسبة للسيارة التي سيتم تعديلها، بالإضافة إلى ضرورة اختيار مراكز تعديل السيارات المتخصصة والمعتمدة للقيام بأية أعمال خاصة بالتعديل وفقا للمواصفات.

وأشار سموه إلى ضرورة دعم عملية تعريف السائقين والركاب على حد سواء بقواعد القيادة الآمنة على الطريق، وذلك في إطار المسؤولية الاجتماعية لجعل طرقاتنا أكثر أماناً.

هيئة متخصصة

في المقابل، قال محمد عمر الماجد، أحد مؤسسي رياضة الراليات في الدولة والتي عمل فيها لمدة 17 عاماً ليتركها لصالح العمل في تصنيع سيارات الزاجل المخصصة للصحراء: «هناك اهتمام كبير من الشباب بموضوع تعديل أو تزويد السيارات.

ولكن بتقديري أن تعديل أية سيارة يجب أن يتم وفق الطرق الصحيحة، خاصة وأن عملية تعديل السيارات مرتبطة بعدة أمور منها الورش التي يجب أن تكون على قدر عال من المسؤولية.

وأن يكون لديها الخبرة الكافية في هذا المجال بحيث يتم تعديل السيارة بشكل كامل وألا يتم تعديل أو إضافة قطعة واحدة فقط وإغفال القطع الأخرى، لأن مثل هذه التعديلات إذا لم تتم بشكل صحيح قد تشكل خطورة عالية على الشاب أو السائق».

وقال: «من وجهة نظري أن هناك حلقة مفقودة في هذا الموضوع وما زلنا بحاجة إلى الوصول إليها، وهذه الحلقة تكمن في ضرورة إنشاء لجنة أو هيئة كاملة تضم في عضويتها أفراد من الشرطة وأعضاء نوادي السيارات في الدولة إلى جانب ممثلين عن الشباب المهتمين في موضوع تعديل أو تزويد السيارات، وأن يكون أحد مهام هذه الهيئة هو الإشراف على عمليات تزويد أو تعديل السيارات التي تتم داخل الورش.

بحيث يتم التأكد من أن التعديلات تتم بصورة صحيحة، إلى جانب توعية الشباب لخطورة هذه التعديلات خاصة إذا قامت بها ورش غير متخصصة، وتوجيههم إلى قيادة هذه السيارات في أماكنها المخصصة وليس في الشوارع العامة.