مستخدم:بلخوجة أسامة/ملعب

مقال : الإستعمار الفرنسي في الجزائر

بعدما ظهرت إلى الأفق موجات الغضب الأوروبية تجاه الجزائر التي كانت كالشوكة في حلق كل الدول الأوروبية. إتخذ الأمر مسارا جديداً ليرسم بعد ذلك اتجاه آخر و كان ذلك هو المنعرج الحاسم في تغيير ملامح أمة بأكملها.

فرضت الجزائر على كل من يعبر البحر الأبيض المتوسط ضرائب جعلت من أسطولها من أقوى الاساطيل، سارت الباخرة الفرنسية إتجاه معابر الدولة الجزائرية لتكون تلك الحلقة التي تجعل من فرنسا تجمع المعلومات و تتجسس لصالحها لأخذ تلك الدولة ذات الحصون البحرية الشرسة.

بعد القرن السابع عشر أخذ التاريخ يغير مجاري القوى.

دخل المستعمر الفرنسي الغاصب الجزائر و عاث فيها خرابا و دمارا، بعدما أخذ التبرير يدخل عقول الكل الذي هو حادثة المروحة، ظهر التنافس لضم أكبر عدد من الدول و كان من نصيب الدولة العجوز الجزائر أو ما تعرف آنذاك بمطمورة افريقيا.

هي تلك الدولة ذات الخيرات الوفيرة، ذات الشريط الساحلي الهام، القلب النابض لقارة افريقيا بأكملها.

عملت فرنسا منذ البداية على إنهاك الجزائر و جعلها امتداداً اقتصاديا استغلاليا بالدرجة الأولى تحت قناع نقل الحضارة إلى البلاد المسلمة العربية التي كانت تحت لواء الدولة العثمانية.

لم تكن الأهداف معلنة في الغالب و لكن ما سيظهر بعد ذلك للعيان سيجعل من الشعب يراجع كل دقيقة قضاها تحت راية العدو الاستعماري.

أخذ المستعمر يجهل الشعب، يجوعه، يرمل النساء، يقتل كل كبير و صغير

خضعت كل البلاد لسلطة المحتل بحد السيف إما بالطرق المباشرة و التي غالبا ما كانت مكشوفة و جسدها المستعمر الفرنسي المعروف عنه الطريقة النكراء على أرض الواقع، طبق الإستعمار الفرنسي ذلك و خاصة في الجزائر التي كانت هي النموذج الفريد من نوعه لأنها تكتسب خيرات كثيرة و ثمينة، بعدها قام المستعمر بإلحاق الجزائر و اعتبارها جزءاً من التراب الفرنسي.

سار المسار المباشر يخط طريقه في الجزائر التي تم تنفيذ فيها كل ما كانت تحلم به فرنسا، سلبت ثرواتها و دمرت مساجدها و ابادت شعبها الذي اتجه إلى طريق مسدود لم يعرف مصيره أحد.

شقت فرنسا الموانئ ومهدت الطرق و كان ذلك مرتبط أساساً لعملية الاستغلال الإقتصادي التي دأبت تجري ورائه لأن تلك هي الخدمة الجليلة التي قدمتها لها هاته الدول و ساعد ذلك على امتصاص ثروات البلاد المُستعمَرة لصالح البلاد المُستعمِرة.

و عندما نصل إلى قضية امتصاص ثروات البلاد نصل في الواقع إلى المحصلة الأساسية للميراث الاستعماري الذي وجدته وسيلة أيادي الإستعمار.

تعددت أسباب الحملة الفرنسية على الجزائر فكان الدافع الإقتصادي أول الأمور. و بعد ذلك يكون إدخال عقلية المجتمع الفرنسي و عاداته و تقاليده و ديانته لتصبح الدولة تحت سيادة فرنسية.

تدهورت ثقافة الشعب الجزائري لتصل نسبة الأمية إلى 98% فكان فرنسا على الجوانب الدينية و اللغة بهدف القضاء على هويته و طمس معالمه و عاداته.

و بعد كل تلك المخططات ظهر الوعي لدى الشعب الذي سوف يأخذ برسم خريطة الإستقلال و استرجاع الهوية و السيادة الوطنية بكل الطرق، و استمراره في رفضه الإستعمار و لكن كان بين ذلك تقاطع و اتساع زمني بارز من حيث معاركه أمام العدو.

لم تنجح هاته المقومات في طرد الاستعمار و لكن ذلك النجاح الوجداني كان عاملا هاماً في المحافظة على الروح الثورية و ترسيخ معاني الجهاد وترسيخ الفكر الرافض للاحتلال بجميع أشكاله وأنواعه.

لتظهر بعدها المقاومة السياسية و الفكرية التي جاءت من قبل نخبة مثقفة من أبناء الشعب حيث ساهمت بطريقة أو بأخرى لنقل معالم هاته القصة المؤلمة التي عاشها الشعب طوال أزيد من قرن احتجوا فيها و قاموا بكل الأساليب حتى اوصلوها برفضهم القاطع للاستعمار ومحاربته و تحرير البلاد فكانت الاتجاهات السياسية خير دليل لكن كان الرد عليها عنيفا لكن لم يزدهم ذلك إلى صبرا و إصرار، لتظهر بعدها المقاومة العسكرية لتندلع بذلك رصاصة الثورة في 01 نوفمبر 1954 و التي ألحقت بالجيش الفرنسي هزيمة نكراء و خيبة حكومتها لأنها كانت رسخت في فكرها أن الجزائر فرنسية و قاموا بتسمية المقاومة الجزائرية بالثوار الخارجين عن القانون.

تحقق هدف الشعب الذي مافتئ له يتذكر ما قامت به فرنسا في البلاد. فقد كان الإستعمار طوال الحقبة التي قضاها في ديارنا لم يكتف باستغلال الأرض فقط و إنما قام كذلك بتشويه صورة الشخص المسلم و استعباده و تشويه تاريخه و تحريف معتقداته الدينية و إفراغ محتوياته كلها.

و لكن يوجد شيئ إسمه توكل على الله و الجهاد في سبيله و رجال صنعوا و وضعوا بصمة التاريخ الذي لا يزول بزوالهم.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

#بلخوجة أسامة

#مسابقة_اليوم_العالمي_للغة_العربية

#The power of Dz habit