مستخدم:اماني الحضرمية 105/ملعب

الصحة:

عدل

لصِّحَّة هي مستوى الكفاءة الوظيفية والأيضية للكائن الحي، أما عند الإنسان فالصحة لدى الأفراد والمجتمعات وفقا لتعريف منظمة الصحة العالمية في إعلان لمبادئ الرعاية الصحية الأولية عام 1978. هي حالة من اكتمال السلامة البدنية والعقلية والاجتماعية وليس مجرد غياب أو انعدام للمرض أو العجز. لكن هذا التعريف تعرض لانتقاد كبير وذلك لتنافيه مع الحياة الواقعية خاصة مع استخدام كلمة اكتمال السلامة،  وهو ما دفع العديد من المنظمات إلى استخدام تعريفات أخرى من بينها: الصحة هي الحالة المتوازنة للكائن الحي والتي تتيح له الأداء المتناغم والمتكامل لوظائفه الحيوية بهدف الحفاظ على حياته ونموه الطبيعي.

وتستخدم العديد من التصنيفات لتقييم مستوى الصحة في البلدان مثل مجموعة تصنيفات منظمة الصحة العالمية ومنها التصنيف الدولي لتأدية الوظائف والعجز والصحة ICF، وكذلك التصنيف الدولي للأمراض ICD. وتعتمد مهمة منع الأمراض والحفاظ على الصحة على مجموعات الفرق الصحية، أما عن صحة الحيوانات فتهتم بها العلوم البيطرية.

تاريخيًا:

عدل

تطور معنى الصحة مع مرور الوقت. ركزت التعريفات المبكرة للصحة على موضوع قدرة الجسم على العمل؛ تماشيًا مع منظور الطب الحيوي، كان يُنظر إلى الصحة على أنها حالة من الوظائف الطبيعية التي يمكن أن تتعطل من وقت لآخر بسبب المرض. مثال على هذا التعريف للصحة هو: حالة تتميز بالسلامة التشريحية والفسيولوجية والنفسية؛ القدرة على أداء مهام الأسرة والعمل والمجتمع ذات القيمة الشخصية؛ القدرة على التعامل مع الضغوط الجسدية والبيولوجية والنفسية والاجتماعية. بعد ذلك -في عام 1948- في خروج جذري عن التعريفات السابقة، اقترحت منظمة الصحة العالمية (WHO) تعريفًا يهدف إلى ربط الصحة بالرفاهية من حيث الرفاه الجسدي والعقلي والاجتماعي، وليس مجرد غياب المرض والعجز. على الرغم من الترحيب الذي ناله التعريف من قبل البعض باعتباره مبتكرًا، لكنه انتقد أيضًا لكونه غامضًا وواسع النطاق بشكل مفرط ولا يبدو أنه قابل للقياس. وضع التعريف جانبًا لفترة طويلة باعتباره نموذجًا مثاليًا لا يتماشى مع الحياة العملية، مع عودة معظم المناقشات حول الصحة إلى التطبيق العملي لنموذج الطب الحيوي.

مثلما كان هناك تحول من النظر إلى المرض كحالة إلى التفكير فيه كعملية، حدث نفس التحول في تعريفات الصحة. لعبت منظمة الصحة العالمية مرة أخرى دورًا رائدًا عندما عززت تطوير حركة تعزيز الصحة في الثمانينيات. وقد أدى ذلك إلى ظهور مفهوم جديد للصحة -ليس كمصطلح- بل من منظور ديناميكي للمرونة، وبعبارة أخرى باعتبارها موردًا (منبعًا) للحياة. في عام 1984، نقحت منظمة الصحة العالمية تعريف الصحة الذي عرفته بأنه مدى قدرة الفرد أو المجموعة على تحقيق التطلعات وتلبية الاحتياجات والتغيير أو التكيف مع البيئة. الصحة هي مورد للحياة اليومية، وليس هدف المعيشة؛ تعد مفهومًا إيجابيًا -يركز على الموارد الاجتماعية والشخصية- وكذلك القدرات البدنية. وهكذا، تشير الصحة إلى القدرة على الحفاظ على التوازن والتعافي من الأحداث السلبية. تشير الصحة العقلية والفكرية والعاطفية والاجتماعية إلى قدرة الشخص على التعامل مع التوتر واكتساب المهارات والحفاظ على العلاقات، وكلها تشكل موارد للمرونة والعيش المستقل. يفتح هذا العديد من الاحتمالات لتعليم الصحة وتقويتها وتعلمها.