مستخدم:النهى على/ملعب

القصور الملكية في الأحساء عدل

شكلت القصور التاريخية الأثرية في واحة الأحساء، محور جذب سياحي للزائرين لها من المواطنين ودول الخليج، وساعد موقع الواحة الاستراتيجي بمجاورتها لـضفاف الخليج العربي على نمو الحركة السياحية فيها، وهذه القصور هي امتداد لحضارات إنسانية كثيرة، وحكومات دول قديمة حكمت المنطقة قبل قرون خلت، أينما كانت وجهتك شمالا أو جنوبا أو غربا أو شرقا داخل الأحساء فآثارها البارزة ستواجهك في كل مكان هذا التاريخ المترامي يعكس مدى الاهمية الحضارية التي عاشتها الاحساء.


وتضم الواحة على أرضها قرابة 11 قصرا أثريا عدا القلاع والمدن الأثرية، أشهرها قصور إبراهيم، وخزام في مدينة الهفوف، وصاهود ومحيرس بمدينة المبرز، والوزية ببلدة الوزية، وأجود بن زامل في بلدة المنيزلة، وقريدان في هجرة الغويبة، والوجاج في بلدة الفضول، وبريمان في شاطئ العقير، وخوينج في مدينة العمران نطالع فيها في المقال من القصور الملكية الضاربة في عمق التاريخ. نطل من قصر إبراهيم في القلعة التي يفوق عمرها (500) سنة ، وتقدر مساحة القصر بـ 18.200 م2، ويرجع عهد بنائه إلى عهد الجبريين الذين حكموا الأحساء ما بين 840 - 941 هـ والتي أصبحت شاهدة على الحادثة التاريخية الخالدة التي جرى فيها استرجاع الأحساء من قبضة العثمانين وسيادة العدل والأمن في ربوعها على يد القائد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه، ، وهو مبنى جميل يتكون البناء الأساسي للمسجد والمغطى بكامله بقبة واحدة وحوله رواق ذو عقود مثلثه تعلوه قباب ومدخل المسجد من الرواق الشرقي تؤطره زخرفة جميلة، وقد ارتكزت ضلفتا الباب على محاور خشبية وبه عشر نوافذ بمصاريع مزدوجة وعليها شبكة حديدية (مصبعات) والنوافذ مستطيلة الشكل. وإضاءة المسجد جيدة أيضاً تأتي عبر شبكات زخرفية من الجص على الطراز الأحسائي. وأما المحراب الذي يقع في الجدار الغربي وجزء العلوي زخرف بالمقرنصات التي دهنت حافتها باللون الأسود لإبرازها وللقصر مسجد به مئذنة رشيقة تقع في الركن الشمالي الشرقي لها شرفة ذات سواتر خشبية تحملها سنادات من الطوب تماثل المقرنصات.


قصر خزام ويقع في الرقيقة غرب مدينة الهفوف وهو أيضاً قلعة حربية صغيرة الحجم مساحتها 2500 م وقد شهدت قدوم الملك عبد العزيز يرحمه الله لفتح الأحساء حيث كان أول الحصون، شيد هذا القصر عام 1220هــ في عصر الإمام سعود الكبير، وقد لقي القصر عناية خاصة من قبل الحكومة السعودية مع عودة الحكم السعودي عام 1332هـ حيث استقرت حامية عسكرية فيه لمدة من الوقت. ثم ننتقل لنرى في حزم مدينة المبرز قصر صاهود والذي تبلغ مساحته 10 آلاف متر ويتميز بأبراجه المستديرة في أركانه الأربعة إضافة إلى أبراج مستطيلة وسط الحوائط التي ترتفع أكثر من ستة أمتار، وقد بني هذا القصر على هضبة مرتفعة في الجهة الغربية خارج مدينة المبرز في الفترة الأولى من حكم بني خالد أواخر القرن الحادي عشر هجري أي قبل أكثر من ثلاثمائة عام وقد ورد ذكر قصر صاهود في التاريخ عند إخراج زعماء بني خالد من الأحساء عام 1208هـ بعد محاصرتهم داخل قصر صاهود حتى إخراجهم من الأحساء. وفي شمال المبرز هناك في ساحة جادة الفنون بقصر المحيرس الذي طور محيطه ليكون حديقة عامة يذكر أن القصر شُيد عام1208هـ ،تألف القصر في السابق من دورين بنيا بالحجارة والطين، وله سور خارجي مدعم ببرج أسطواني الشكل، ويقع في الركن الجنوبي الشرقي منه، ويفتح في جدار السور الجنوبي للقصر مدخل ينتهي إلى فناءٍ صغير مكشوف في منتصفه بئر ماء، ويتقدم الفناء ثلاث حجرات طويلة في أعلاها غرفتان وتم تطوير المساحة المحيطة به بإنشاء " حديقة قصر محيرس " بمسطحات مزروعة ومرافقات مساندة . قصر المجصة وهو قصر ذو بناء مستطيل الشكل لهُ سور سميك يدعمهُ أربع أبراج دائرية تنتشر في أركانه الخارجية، ويحتوي مبنى القصر على العديد من الحجرات التي تفتح مباشرةً على ساحة داخلية مكشوفة، وتاريخ بناء القصر ربما يعود إلى أيام الدولة الجبرية 795/ 931هـ، بينما أول تجديد للقصر عام 1337هـ.


قصر الوزية أحد أهم القصور الأثرية بمحافظة الأحساء، وله تاريخ طويل، يقع القصر في بلدة الوزية على مسافة 15 كيلومتر شمال مدينة الهفوف، وهو عبارة عن قلعة حربية صغيرة الحجم، تتكون من أربعة أبراج مزودة بمزاغيل للمراقبة في أركانه الأربعة، ويُصعد إليها بدرج، أقيم في الجهة الشمالية غرفة صغيرة الحجم للحراسة بجوار المدخل الرئيس للقصر وأروقة من الجهة الغربية والشرقية، وللقصر بوابتان إحداهما جنوبية والأخرى غربية وهي الرئيسة للقصر، وأقيم أمامهما مدخل خارجي مكسور، وكانت ملحقة بالقصر من الخارج في الجهة الشمالية عين ماء يسقي منها سكان كافة المنطقة المحيطة بالقصر والقوافل التجارية المارة بالوزية يطالعنا في بلدة المنيزلة قصر أجود بن زامل حيث ينقسم إلى قسمين يفصلهما جدار سميك مبني من الحجارة والطين، وله مدخل مقنطر مغطى بقوالب جبسية مزخرفة، كما تبين للمختصين في مجال الآثار بأن كمية الفخار المستخدمة في بنائه أكثر من أي كمية بأي موقع تراثي آخر بالأحساء.


إلى ميناء العقير حيث تقع قلعة بريمان على الطريق القديم للقواقل من مدينة الهفوف إلى ميناء العقير، وتقع 5 كيلومترًا جنوب طريق الهفوف – العقير، تقع القلعة علي مساحة 300 متر مربع و يعتبر ميناء الأحساء بمثابة بوابة شرق ووسط الجزيرة العربية علي الخليج العربي، حيث كان الطريق صعب لإنعدام الأمن فيه، ومكان يتعرض فيه الناس للسلب والقتل والنهب، الذي أدي إلى تعطيل الطريق، وانقطاع سير القوافل التجارية دون وجود حامية عسكرية لخدمتها، فأمر أحمد مدحت بوضع ثلاث مراكز للشرطة الأول في الميناء، والثاني في بريمان، والثالث في مدينة الجفر.



أكبر واحات النخيل الطبيعية في العالم في اتصال مع حضارات العالم القديم، القصور تحكي تاريخ منطقة الأحساء، بداية من قصر إبراهيم وانتهاء بقصر بريمان ،وهي تمنح الاحساء خاصية مميزة وبعدا تاريخيا فريدا حتى ان الكثير من القصور تشهد القصور اليوم عناية أساسية من وزارة السياحة و ترميمات خاصة بجعلها وجهة سياحية تراثية رئيسية في الأحساء.