مستخدم:الحسن هيثم/ملعب

بر الوالدين في الإسلام


برّ الوالدَين من المواضيع العظيمة التي أولتها الشّريعة الإسلاميّة أهميّةً كبيرةً، يدلّ على تلك الأهميّة أنّ الله -تعالى- قد حثّ على برّ الوالدَين بِما قضاه من الأحكام، ونهى عنه من العقوق والمخالفة والعصيان، فكان لا بدّ من المُسلم الاستجابة لِما أمر الله به، ونهى عنه؛ لينال سعادتي الدُّنيا والآخرة.

أهميّة برّ الوالدَين في القرآن الكريم:

بيّن الله -تعالى- أهميّة برّ الوالدَين في مواضع عدّةٍ من القرآن الكريم، فقد عطف الله برّ الوالديَن على أهمّ أصول الإيمان، وأعظم غايات الشريعة؛ وهو توحيد الله، وترك الإشراك به، قال -تعالى-: (وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).

وتتأكّد أهميّة برّ الوالدَين، وحُسن معاملتهما في آياتٍ عدّةٍ من كتاب الله، منها: قَوْله -تعالى-: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ). فالمسلم مأمورٌ بخَفْض جناحه لوالدَيه؛ تقديراً لفَضْلهما عليه، ورحمةً بهما، فخَفْض الجناح للوالدَين أعظم من خَفْض الجناح الوارد في قَوْله -تعالى-: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ). كما نهى الله -عزّ وجلّ- عن الإساءة للوالدَين، بالقول أو العمل، ودعا إلى تجنّب كلّ ما يسبّب لهما الأذى، أو يجرح مشاعرهما، قال -تعالى-: (فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا). فالمسلم مأمورٌ بحُسْن معاملة والدَيه بالقول الحَسَن، والسلوك الرَّحيم، وتجنّب زجرهما، أو سبهمها.

أهميّة برّ الوالدَين في السنّة النبويّة:

أكّدت نصوص السنّة النبويّة المطهرة على أهميّة برّ الوالدَين في العديد من الأحاديث، فالإحسان إلى الوالدَين، ورعايتهما، وتلبية حاجاتهما أهمّ وأفضل من العديد من الأعمال التي تُؤدّى في سبيل الله، كما أخرج الإمام مُسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- أنّه قال: (أَقْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: أُبَايِعُكَ علَى الهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ، قالَ: فَهلْ مِن وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قالَ: فَتَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فأحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا). فالجدير بالمسلم السَّعي لنَيْل برّ بوالدَيه، ورعايتهما. وتتأكّد أيضاً أهميّة برّ الوالدَين في الإسلام؛ باعتباره سببٌ من أسباب دخول الجنّة، والفوز برضا الرحمن، وممّا يدلّ على ذلك من السنّة النبويّة: قَوْله -عليه الصلاة والسلام-: (رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ)، فالبرّ بالوالدَين استجابةٌ لأوامر الله، وطاعةٌ له، فالله -سُبحانه- وصّى الإنسان بوالديه إحساناً، والأخذ بالوصيّة علامةٌ على طاعة العبد لربّه، وتعبيرٌ عن شُكْر الابن لوالدَيه على ما قدّما في حياتهما، وهو عملٌ يؤدي إلى مقابلة الإحسان بالإحسان حينما يجد البارّ بوالدَيه آثار عمله الصالح في سلوك أبنائه، وبرّهم به، قال -تعالى-: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ).

فَضْل برّ الوالدَين:

تترتّب العديد من الفضائل على برّ الوالدَين؛ يتبيّن ذلك بِما ثبت في الصحيح من قَوْله -عليه الصلاة والسلام-: (مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)، وقَوْله أيضاً: (إنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فقالَ اللَّهُ: مَن وصَلَكِ وصَلْتُهُ، ومَن قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ)


يجب على جميع الأبناء العمل دائما على إرضاء الوالدين فرضا الوالدين من رضا الله تعالى، فبر الوالدين يعد من أحب الاعمال الى الله، كما انه يطيل في العمر ويزيد في الرزق وبر الوالدين من أسباب تفريج الكروب.

فمن حقوق الوالدين: تأمين الطعام والدواء في حال احتياجهما وخدمتهما دون تفضل أو منه، مخاطبتهما باللفظ الحسن والكلام الطيب ومناداتهما بلفظ الأبوة، الدعاء لهما بالرحمة والغفران.


المراجع والمصادر:

1.    الفريح، حامد بن يعقوب بن يوسف. (2021)  بر الوالدين في القرآن الكريم.

2.    عبدالحميد، راندا (20121). بر الوالدين.