مستخدم:أنس البلبيسي/علم الأدوية النفسية العصبية

يعتبر علم الأدوية النفسية العصبية علماً متعدد التخصصات فنرى أن له علاقة بعلم النفس الدوائي - الذي يعنى بدراسة تأثير الأدوية على العقل - وأساسيات علم الأعصاب، يدرس هذا العلم الآليات العصبية لأثر الأدوية على السلوك البشري. هذا يتضمن الأبحاث القائمة على آليات كل من علم الأمراض العصبية وديناميكية الأدوية والأمراض النفسية، بالإضافة إلى حالات من الوعي. هذه الدراسات تدفعنا إلى المرحلة التفصيلية التي تتضمن نشاط الانتقالات العصبية عند المستقبل والعمليات البيوكيميائية والدارات العصبية. بإمكاننا القول أن علم الأدوية النفسية العصبية يحل محل علة الأدوية النفسية بالمناطق التي تتعلق بكيفية الحدوث وسببيته، بالإضافة إلى معالجة أمور أخرى متعلقة بوظائف الدماغ. وفقاً لذلك؛ يتضمن الجانب السريري من المجال علاجات تعتمد على علمي الأدوية النفس والعصبي معاً. أي تطورات في علم الأدوية النفسية العصبية من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر على الدراسات المختصة باضطرابات القلق والمزاج والنفسية والتنكسية والأكل والنوم.

تاريخ 

عدل

استخدم الناس الافيون والكحول ونباتات أخرى بالألفية لمحو الشعور بالمعاناة وتغييب الوعي ولكن حتى الحقبة العلمية الحديثة لم يعلم أحد كيفية عمل هذه المواد. بالمنتصف الأول من القرن العشرين شعر الناس بانتشار علم النفس وعلم الأمراض النفسية بشكل كبير فقد تم ملاحظتها على تصرفات بعض المرضى وسلوكهم والتي قد تعود إلى عوامل مختلفة محددة كتجارب سيئة في مرحلة الطفولة، وميولات موروثة، بالإضافة إلى إصابات بمناطق معينة من الدماغ. استناداً على هذه الملاحظات تأسست نماذج مختلفة للوظائف الذهنية والاختلالات الوظيفية. في الواقع، تم إدارة الجانب السلوكي من علم النفس بالكامل اعتماداً على ما يحدث فعلياً داخل الدماغ فيما يتعلق بمعظم الاختلالات الوظيفية والذهنية التي من الممكن أن نطلق عليها أخطاء برمجية. في نفس الحقبة تم دراسة النظام العصبي بشكل متسارع على المستوى الدقيق ومن ناحية كيميائية، ولكن هذا لم يولد فوائد مشتركة مع المجال السريري إلا عند حدوث عدة تطورات جمعتهم معاً بعد بداية الحرب العالمية الثانية. من الممكن اعتبار أن علم الأدوية النفسية العصبية قد بدأ بأوائل الخمسينات مع اكتشاف عدة أدوية كمثبطات أكسيدز أحادي الأمين ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات والكلوروبرومومازين والليثيوم الي أظهرت نها علاج مخصص لبعض الامراض الذهنية كالاكتئاب والفصام.[1] وحتى ذلك الوقت لم تظهر أي علاجات محددة لهذه الأمراض المعقدة.كانت الطرق الشائعة لعلاج هذ الأمراض؛ التخليج الكهربائي - الذي كانوا يقومون به دون مرخيات للعضلات وهذا بالغالب كان يؤدي بالمريض لإصابات جسدية كبيرة- والجراحة النفسية، وهذه الطرق من الممكن أن تؤثر بشكل مباشر على دارات الدماغ ومستويات النواقل العصبية. 

المجال الذي يعرف الآن بعلم الأدوية النفسية العصبية نتج من نمو وامتداد لكثير من العلوم السابقة والتي اجتمعت جميعها في نواة الطب النفساني، الذي ربط تشيكلة واسعة من المحترفين كالأطباء النفسانيين والباحثين بعلم الجينات الكيمياء. أصبح استخدام هذا المصطلح شائع بعد أن لاقى رواج في التسعينات مع تأسيس عدة صحف ومؤسسات تعليمية كالكلية الهنغارية لعلم الأدوية النفسية العصبية. أصبح هذا المجال متسارع النمو مع صدور معلومات جديدة من الأبحاث والنظريات القائمة عليها.

نظرة عامة 

عدل

اعتماداً على الجوانب النفسية، هناك فرضية ضمنية في علم الأدوية النفسية العصبية تقول بأن جميع حالات العقل الطبيعية منها والتي تكون تحت تأثير العقاقير والأمراض العقلية واختلالات وظائف الإدراك، لديها أساسيات كيموعصبية وبعض اتجاهات الدارات في الجهاز العصبي المركزي. بالتالي فهم الخلايا العصبية والأعصاب بالدماغ متركز على فهمنا للعقل. وسبب هذا يعود إلى أن الآليات التي تحدث يمكن توضيحها عن طريق طرق بحثية أو سريرية حديثة كالهندسة الوراثية لبعض المواد الحيوانية وتقنيات التصوير كالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، ودراسات مخبرية تستخدم عوامل ربط مختارة على بعض بيئات الأنسجة الحية. وهذا يسمح بتوجيه وقياس رد فعل نشاط الأعصاب على اختبارات تحت ظروف متنوعة. هناك أدوات ملاحظة مهمة أخرى، من ضمنها التصوير الراديوي  كالتصوير المقطعي بالصدار البوزوتروني والتصوير الطبي بأشعة غاما. تقنيات التصوير هذه حساسة للغاية وتستطيع التصوير لتراكيز جزيئية صغيرة على مستوى 10-10 مايكرو.

يعتبر ابتكار وتطوير علاج لظروف مرضية عصبية واضطربات نفسية مختلفة، واحد من أهم الأهداف. من الممكن أن تكون المعرفة التي حصلوا عليها قد زودتهم بوجهات نظر عن طبيعة تفكير الإنسان وقدراته العقلية كالتعلم والذاكرة وربما الوعي بحد ذاته. تعد المعرفة الأساسية المحتاجة لتطوير الأدوية التي تتفاعل على مستقبلات محددة في نظام النواقل العصبية نتاج مباشر لأبحاث علم الأدوية النفسية العصبية.قد تسمح هذه الأدوية فائقة الاختيارية للأحداث بالاستهداف المباشر لمناطق محددة في النشاط العصبي وهذا يؤدي إلى رفع فاعلية الدواء وتقليل الآثار الضارة.

أصبح الأساس مرصوف للجيل القادم من علاجات علم الادوية وهذا سيحسن كفاءة الحياة مع زيادة فاعليتها . For كمثال،أصبح معروفاً الآن أن دماغ الإنسان البالغ يقوم ببناء أعصاب جديدة وهذه الدراسة بالإضافة لعوامل التغذية العصبية من الممكن أن تحمل في ثناياها أمل لعلاج أمراض عصبية كمرض الزهايمر وباركنسون ومرض العصبون الحركي وبعض أنواع الرقاص . تعتبر كل البروتينات التي تدخل في عملية الانتقال العصبي جزء صغير من أكثر من 100,000 بروتين موزعة بالدماغ. بالتالي هناك الكثير من البروتينات التي لا تكون في الطريق المباشر لتوصيل الإشارة وأي من هذ البروتينات يعتبر هدف لاستخدامه في عملية علاج معينة. اقترب في الوقت الحاضر علم الأدوية المتخصص من رصد بعض الظروف والاضطرابات بمعدل تقريباً اضطراب واحد في الإسبوع.[1]

الانتقال العصبي

عدل

على حد علمنا كل شيء ندركه ونشعر به ونفكر به ونعرفه هو عبارة عن نتيجة لانتقال النواقل العصبية بين الخلايا العصبية. عندما تعطي خلية بالدماغ إشارة ما تدفع تيارات كهربائية وكيميائية تسمى جهد الفعل والتي من الممكن أن تؤثر على آلاف العصبونات الأخرى وهذا ما يعرف بعملية الانتقال العصبي. وبهذه الطريقة تتكون وتُحمل الإشارات خلال شبكة من الأعصاب حيث من الممكن حساب هذا التأثير الكهربائي الكبير مباشرة من فروة الرأس باستخدام جهاز تخطيط أمواج الدماغ.  .

تم الحصول على المعلومات المهمة المتعلقة بميزات الانتقال العصبي بالعقد الأخير من القرن العشرين.[2] هذه الميزات هي:

  • التكوين والتخزين لمواد النواقل العصبية 
  • التنقل لحويصلات التشابك العصبي وخطوات انتشارها في التشابك
  • نشاط المستقبل ووظيفة التسلسل الكيميائي الحيوي
  • انتقال وانحلال الأنزيمات

التطويرات الحديثة تتضمن الفهم حتى مستوى جزيئي عضوي، فعل بيوكيميائي للنشؤ الداخليفي الربيطة والأنزيمات والبروتينات المستقبلة وإلخ. تحدث التغيرات الجذرية التي تؤثر على الخلية عندما تنتقل إشارات النواقل الصبية من عصبون وتتفاعل كربيطة لترتبط بامستقبلات بالعصبون الآخر. الكثير من أنظمة النواقل الصبية والمستقبلات معروفة والبحث مستمر باتجاه التعرف والتشخيص لعدد كبير من مستقبلات ذات نوع محدد. يود على الأقل 29 نوع من المستقبلات للنواقل العصبية الستة المهمة، غلوتاميت، غابا، أستيل كولين، نوربروفارين، دوبامين، سيروتونين. هنالك أنواع فرعية مختلفة لهذه النواقل الستة تصل للمئات. بالغالب يكون المستقبل الفرعي ذا وظيفة مختلفة. 

من المعروف أن السيطرة القصوى على جهد الغشاء وجهد الخلية العصبية يكمن بالغشاء الذي يوجد به قنوا الأيونات والتي تسيطر على تيار الغشاء من خلال أيونات البوتاسيوم، والصوديوم، والكالسيوم، وبأهمية أقل المغنيسيوم والكلور.تركيز الأيونات بين الخارج والداخل للخلية يحدد فولتية الغشاء.

 
 شكل مبسط يوضح  تشابك الانتقال العصبي وعمليت الأيض.

كيفية السيطرة على هذه التيارات بشكل دقيق أصبحت أكثر وضوحاً مع التحديثات في عمليات تركيب المستقبل وبروتن جي. وجد أن الكثير من المستقبلات هي مجموعات خماسية لخمسة بروتينات ذات أغشية trans أو وحدات متفرعة للمستقبل وكل منا عبارة عن سلسلة من الامينات الحمضية. ترتبط النواقل العصبية بالقناة بين بروتينين على الأجزاء الناتئة من غشاء الخلية. إذا كان المستقبل من النوع الأيونوتروبي ستتحرك القناة في منتصف البروتين ميكانيكياً لتسمح لأيونات معينة بالمرور خلالها وبالتالي تركيز الأيونات سيختلف على الجوانب.أما إذا كان المستقبل من النوع الميتاتروبي فهذا سيجعل بروتينات الجي تتسبب بعمليات أيض داخل الخلية وهذا ربما يغير قنوات الأيونات. يفهم الباحثين بدقة كيف تحدث هذه التغيرات بالقنوات اعتماداً على شكل تركيب البروتين وخصائصه الكيميائية.

امتد نطاق هذا النشاط لمدى أبعد حتى وصل إلى أساليب الحياة حيث يتبع توضيح آلية نسخ لجينات . صنع البروتينات الخلوية من الحمض النووي متشابه في الآلية عند جميع الخلايا، حيث أصبح له أساسيات زاضحة بفضل مشروع الجينوم البشري الذي قام بتسمية كل التلسلسل للحمض النووي البشري وأصبح أكثر من 35,000 جين معروف لدينا. امتدت كل عملية الانتقال العصبي للمرحلة الجينية. يحدد التعبير الجيني تركيب البروتين من خلال النوع الثاني للبوليمراز الحمض النووي الريبوزي. تتكون الأنزيمات التي تبني وتكسر النواقل العصبية والمستقبلات وقنوات الأيونات من الحمض النووي الريبوزي الناقل عن طريق عملية نسخ الحمض النووي من جيناته المتتالية. بالإضافة إلى أن عملية الانتقال العصبي تسيطر على القنوات الأيونية بشكل مباشر أو عن طريق عمليات الأيض فهي تقوم بتنظيم التعبير الجيني. وهذا يحصل بشكل شائع في بداية عملية النسخ الجيني من خلال عوامل عدة ناتجة من نشاط المستقبلات..


الأدوية

عدل

بداية الكثير من أصناف الدواء واضحة المبدأ: حيث تعتبر أنها عملية البحث عن أي مادة كيميائية من شأنها أن تزيد أو تخفف نشاط بروتين معين. والأهمية تكمن بإيجاد مادة كيميائية تتأثر بمستقبل محدد وآمنة الاستهلاك.

انظر أيضاً 

عدل

الملاحظات 

عدل
  1. ^ López-Muñoz، F.؛ Alamo، C. (2009). "Monoaminergic neurotransmission: the history of the discovery of antidepressants from 1950s until today". Current pharmaceutical design. ج. 15 ع. 14: 1563–1586. DOI:10.2174/138161209788168001. PMID:19442174.

المراجع 

عدل
  1. ^ "The history of HCNP: Exchanging information and catalysing progress", ECNP Newsletter, N7 (2004)
  2. ^Fujita, M. and Innis, R. B., "In vivo Molecular Imaging: Ligand Development And Research Applications", (5th Gen. Prog.)
  3. ^Tallman, J. F., "Neuropsychopharmacology at the New Millennium: New Industry Directions", Neuropsychopharmacology 20 (1999)
  4. ^Bloom, F. E., "Introduction to Preclinical Neuropsychopharmacology", (4th Gen. Prog.

مصادر خارجية 

عدل

[[تصنيف:علوم عصبية سلوكية]] [[تصنيف:علم عقاقير الاعصاب]] [[تصنيف:علم النفس العصبي]]