مستخدمة:Wafa naamneh/ملعب

بِركة عرابة البطوف

عدل

الموقع الأصلي لبركة عرابة البطوف:كانت تقع بركة عرابة البطوف في الطرف الشمالي الغربي لقرية عرابة البطوف الواقعة في منطقة الجليل الأسفل في فلسطين. تم حفر البركة في موقع هو عبارة عن ملتقى لقنوات وأودية.شكلها دائري ومساحتها تقارب ال 14 دونم وعمقها يصل إلى 5 أمتار. حفرها أهل عرابة البطوف على شكل هندسي دائري وعملي إذ رُصِفَتْ أرضيتها بالحجارة المسطحة لتشكل مصطبة مانعة لتغلغل المياه إلى الأجواف ولتمنع نمو الأعشاب والنباتات فيها.تتجمع فيها مياه الأمطار الجارية في تُرَع وقنوات وكانت تفتح وتنظف تطوعاً من قبل أهالي البلد سنوياً قبل موسم الشتاء حيث أن الجميع كانوا مشاركين بملكيتها.استمر تجميع مياه الأمطار في تلك البركة على مدار مئات السنين، وكانت تحتل مساحة تبلغ 14 دونماً في المنطقة التي تقوم عليها مدرستا البطوف الإعدادية والثانوية عند المدخل الشمالي للبلدة. ظلت البركة موجودة والمياه في داخلها حتى سنة 1964 عندما تم تجفيفها حيث قلت حاجة أهل البلد لمياههابعد أن تم في تلك السنة ربط بلدة عرابة بشبكة المياه العامة، بالإضافة إلى كون البركة قد أصبحت في ذلك الوقت تشكل خطراً بيئياًبسبب تلوث مياهها، وخطراً على حياة الأطفال من الغرق فيها لانعدام شروط الأمان في محيطها. وقد تم تجفيف البركة من خلال إيقاف جريان المياه في القنوات الموصلة إليها.

سبب حفر البركة واستعمالاتها: في كل قرية فلسطينية تقريباًكانت توجد بِرْكَة ماء في حالة عدم وجودنبع قوي يسد حاجة القرية للمياه وخاصة لسقي المواشي والدواب ولري المزروعات، وعود تاريخ البرك في بعض القرى إلى الحقبة الكنعانيةقبل أكثر من ثلاثة ألف عامكبركة المنصورة بالقرب من الحدود اللبنانية وبركة سحماتا قرب ترشيحا في الجليل الأعلى وبركة لفتا بالقرب من القدس وعلى الأرجح أن بركة عرابة كذلك. وفي قرية عرابة كان الأهالي يستعملون مياه البركة لسقي المواشي والبهائم وري المزروعات وخاصةً أشتال الزيتون والتبغ والتي كانت تشكل مصدراً هاماً لمعيشتهم. أما النسوة فكن يقصدن البركة ويستعملن مياههالغسل الملابس والصوف ويقمن بنشره على أغصان أشجار الزيتون المحيطة بها حتى يجف، وكذلك كن ينقلن الماء منها بجرار يحملنها على رؤوسهن لسقي الخضرة والزريعة في بيوتهن.

مصادر المياه التي كانت تصب في البركة:المصدر الرئيسي كان يبدأ في منطقة مرتفعة تقع في الجهة الشرقية من عرابة البطوف والتي تسمى "روس السوهلات" ومن ثم مروراً بمنطقة تسمى "باب الوادي" المحاذية للمدرسة الابتدائية أ الموجودة حالياً في حارة الكناعنة. كان يستمر جريان المياه من باب الوادي مروراً بطريق "بير الحمام" ومن ثم الخلة (طريق الخلة أصبح اليوم شارعاً معبداً ورئيسياًيلتقي آخره مع الشارع المحاذي لمنطقة "وادي حصين" المؤدي إلى مدخل مدينة عرابة من الجهة الشمالية والذي يتصل بالطريق العام المؤدي إلى قرية دير حناشرقاً حيث حُفِرَت هناك قناة على امتداد هذا الطريق حتى لا تضيع المياه أثناء الاستمرار في جريانها على طول الطريق الموازي لحي "بير المي"والذي يمر حالياً في الحي الحديث الذي بنيت فيه معصرة الزيتون التي يملكها السيد محمد مصطفى السمنة. في نهاية هذا المسار بنيت عَبّارَة كبيرة من الإسمنت لتتجمع فيها كل مياه الأمطار الجارية ولكي تصب مباشرة وبقوة في داخل البركة. والمصدر الثاني لمياه البركة كان مياه الأمطار التي كانت تتجمع من طرقات القرية ابتداءً من منطقة "بير عباس" في حارة المسيحية، مروراً بمنطقة "باب الزاوية" في حارة الكناعنة ومن ثم بشارع "المراح" حيث تلتقي بالمياه الآتية من منطقة الجامع القديم وتستمر من هناك حتى المدخل الجنوبي للقرية حيث تصب في البركة من خلال عًبّارة أخرى تحت المدخل الرئيسي للقرية.

صيانة البركة: كان إمام البلدة الشيخ كايد النجار مسؤولاً عن البركة حيث كان يجمع التبرعات من أهالي البلدة لدفع أجرة العمال الذين قاموا بتوسيع رقعة البركة وبعمليات حفر لزيادة عمقها بالإضافة لإخراج التراب من داخلها ووضعه على أطرافها لأنها كانت تفيض في السنوات التي كانت تهطل فيهاالأمطار بغزارة. حتى بعد تجفيف مياه البركة استمر الشيخ كايد لبضع سنوات بتولي الأمور المتعلقةبها حيث بدأبعض الناس يضمنون أرض البركة لزرعها بالخضراوات مثل الخيار والكوسا والبندورة ويدفعون مقابل ذلك للشيخ كايد وهو بدوره كان يستثمر هذه الأموال في مشاريع من شأنها أن تعود بالفائدة على أهالي البلدة.

عادات وطقوس اجتماعية كانت مرتبطة بالبركة: لقد كان مجيء الرجال لسقي ماشيتهم والنساء لغسل الملابس وملء جرارهن من مياه البركة بمثابة لقاء اجتماعي يتبادلون خلاله الأحاديث والقصص والأخبار في وقت لم يكن فيه التلفزيون موجوداً والراديو نادر الوجود، وفي غياب وسائل الترفيه والتواصل الاجتماعي الحديثة، كان الشباب يقضون وقتهم وخاصةً في ساعات المساء بالمشي على أطراف البركة وتكرار الدوران حولها بصحبة أصدقائهم عدة مرات كل يوم مستمتعين بمنظر مياهها والطبيعة الجميلة من حولها. من الطقوس الاجتماعية التي كانت سائدة في عرابة خلال فترة وجود البركة والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بموقعها هي زفة العريس. كان الرجال والنساء ينطلقون من بيت إشبين العريس (بعد حمام العريس) وبينما كان الرجال يسيرون برفقة العريس في المقدمة وهم يغنون ما كان يسمى "المرودحة"، كانت النسوة تَسِرْن وراء الرجال وتغنين أهازيج تتمحور حول مناقب العريس ومحاسنة وفرحة الجميع بزفافه. وكان الجميع يستمرون بمرافقة العريس حتى وصولهم إلى موقع البركة وهناك يتوقفون لبعض الوقت تحت أشجار الزيتون التي كانت موجودة بكثرة في الأرض التي تحُد البركة من الغرب والجنوب، أي في الجهة الغربية من الشارع الرئيسي المار بمحاذاة مدرسة البطوف ومقابل دوار القنديل القائم حالياً في مدخل البلد الغربي. في ذلك المكان تحديداً كان الرجال ينصبون الدبكة(الرقص الشعبي الفلسطيني)معبرين عن سرورهم وانفعالهم بفرحة العريس وأهله، منتظرين في هذه الأثناء "الحداي"(الزجالين الشعبيين)وكبار الحمولة الذين يأتون من بيت والد العريس. بعد انتهاء هذه المراسم قرب البركة كان الرجال والنساءويتقدمهم العريس ممتطياً فرساً مزينة، ينطلقون عائدين إلى بيت العريس في موكب مهيب يتحرك ببطء شديد حيث يصطف الرجال على الجانب الأيمن من الطريق بما كان يسمى "صف السحجة" وأمام الصف يروح ويجيء الشاعران الشعبيان وهما يغنيان الأشعار (الحدادي)والرجال في الصف يردون عليهما بنفس اللزمة، وكذلك "الحشوة" وهم الرجال الذين يرقصون أمام الصف ويحمسون الآخرين، وفي آخر الصف يسير العريس وإشبينه ثم تمشي النساء كمجوعة واحدة خلف العريس مرافقات إياه بالأغاني والأهازيج على طول الطريق حتو وصوله إلى بيته(أو في أغلب الأحيان إلى مضافة الحمولة التي ينتمي إليها العريس) وينتظرون هناك إلى أن يجلبوا العروس من بيت أهلها أو بيت خالها إلى بيت العريس، وكان هذا الموكب الذي يبدأ دائماً من موقع البركة يسمى "زفة العريس" ولقد كانت الزفة تستغرق ساعتين أو ثلاث ساعات وربما أكثر.

             ==مراجع==

http://www.alhayatlilatfal.net/index.php

مراجع

عدل

http://www.alhayatlilatfal.net/index.php