مستخدمة:NISREIN TURHAN/ملعب

عقلية القطيع

عدل

رغم تعدد التعريفات وتشعبها.. إلا أن المهتمين بعلم النفس الاجتماعي، وعلماء الأنثروبولوجيا يكادون أن يتفقوا على أنها تلك العقلية التي تنتظر دائما من الآخرين أن يفكروا عنها، وهي في الإجمال نتاج ثقافة السماع أو الثقافة الشفهية التي تعتمد على الإشاعة وعلى ما يقوله الغير دون فحص أو اختبار أو محاولة للتأكد من المعلومة.. وبهذا المعنى تكون ثقافة القطيع هي ثقافة من لا ثقافة له، وممن يقبل بوضع عقله على الرف ليخضع لما يقوله الناس سواء كان خطأ أو صوابا، وقد أخذت هذه العقلية اسمها من حركة قطعان الماشية التي تتحرك دائما خلف الخروف الذي يُعلق في رقبته الجرس ليكون هو دليلها ومرشدها.. بحيث يسهل على الراعي توجيهها بتوجيه هذا الخروف المشكله الكبرى في عقلية القطيع ان يقع ابناؤنا في قطيع الارهاب والجريمه ويصبحون كا الخراف مسيرون لا مخيرون ويتحركون من خلال عصا الراعي الذي يرشدهم لمرعى الارهاب والجريمه

ولأن عقلية القطيع نشأت وترعرعت وقُطع حبل سرتها في زمن الجهل، وندرة المتعلمين، وغياب الوعي الحقيقي والثقافة الحقيقية، فقد لاقت قبولا كبيرا في شتى الأوساط الاجتماعية، ولم يعد بوسع من يستنكرها أن يرفضها أو يتملص منها لسبب بسيط، وهي أنها وفرت للجميع مهربا لائقا لتفسير السلوك العام بكل نقائصه، وطريقا لرفع العتب، بحيث لو أنك سألت أحدهم لماذا فعلت هذا؟.. لجاءت الإجابة على الفور:( والله يا اخي حالي حال الناس)!..وهي إجابة تنطوي على الكثير من الهروبية.. لكنها في نظر العامة إجابة مقنعة لأنه يترتب على من يُريد المنطق أن يسأل الجميع ليحدد لب المسئولية، مما يضيع دم الحقيقة بين قبائل القطيع، ويُخلي المسئولية الفردية.. أو هكذا يتوهمون. المشكلة أن هذه العقلية بقيت كارثه وكاتراث ثقافي في معظم مجتمعاتنا رغم التعليم ونمو الثقافة، وتطور الوعي العام، فالناس وخاصة المتعلمين قد يرفضون بعض السلوكيات التي يحددها القطيع، لكنهم في معظم الأحوال لا يجرؤون على التصدي لها حتى لا يتهموا بالخروج عن الجماعة أو الشذوذ.. الأمر الذي دعم حضور هذه العقلية على الرغم من كل هذا الحجم من المعارف والثقافات.. لكن هنالك جانب آخر سهّل بقاءها وتغلغلها في الذهنية الجماعية، وهو ظهور وسائل اتصال سريعة شغّلت أهم أدواتها وهي الإشاعة.. فالإنترنت ورسائل الجوال أصبحت تقوم بدور الواشي التكنولوجي الذي يستطيع أن يوقظ هذه العقلية بكبسة زر متى شاء وكيف شاء. ان كنت تريد اتباع قطيع فادرس الموضوع جيدا لانه مشين في حقك وبحق الانسانيه