محمد محمود ولد الشيخ زيدان

هذه النسخة المستقرة، فحصت في 23 سبتمبر 2024. ثمة تعديل معلق واحد بانتظار المراجعة.

محمد محمود بن زيدان (1336 هـ/1918م-1414 هـ/1993م) هو عاِلم ديني موريتاني عاش في موريتانيا ثم هاجر إلى المدينة المنورة ودفن في البقيع.[1]

محمد محمود ولد الشيخ زيدان
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد سنة 1918   تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
تاريخ الوفاة 1993
مكان الدفن البقيع  تعديل قيمة خاصية (P119) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المهنة كاتب  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات

نسبه

عدل

محمد محمود بن زيدان[2] بن غالي ولد مختار فال: بن أحمد تلمود البُسَاتي (البُصادي) الساعدي الأنصاري نسبا، الشنقيطي إقليماً، الأشعري معتقداً. وهو من قبيلة من الشناقطة تُرجع نسبها إلى بني ساعدة.

ميلاده ونشأته

عدل

ولد في تكانت عام 1336 هـ 1918م بموريتانيا المسماة بإقليم شنقيط قديماً.

أخذ العلم ببلده عن أسلافه فبيته من البيوتات العلمية بشنقيط. أخذ القرآن عن والده الشيخ بن زيدان وعن ابن عمه محمد محمود بن الدها بن زيدان، ثم انتقل إلى محضرة المصطفى بن ديه الأبْييري ثم محضرة أحمد بن مود الجكني وكانتا أشهر محضرتين في جهة تكانت بشنقيط، فتلقى فيهما مختلف العلوم العقلية والنقلية وأجاز له كلا الشيخين، وأخذ علم أصول الفقه عن محمد يحيى بن الشيخ الحسين الجكني.

مؤلفاته وآثاره

عدل

متخصصاً في دراسة علوم التوحيد والفقه وأصوله، وقد كتب 17 رسالة تتناول مواضيع مختلفة ومتنوعة.

ألف كتاباً بعنوان: "إرشاد المسترشدين بإيضاح المحجة وإلزام المعاندين بإقامة الحجة"، حيث تناول فيه الدساتير الوضعية وحاول توضيح الخلل الذي قد يكون موجوداً فيها والتناقض مع الشريعة الإسلامية. له العديد من الفتاوي حول مسائل فقهية لم تنشر بعد، وهي مجموعة من الفتاوي التي قد تندثر مع ذريته.

درس في المسجد النبوي لمدة تصل إلى عشرين سنة، في علمي الأصول والفقه، وكان يتلقى التعليم في بيته أيضًا، عمل مفتيًا المالكية في المدينة المنورة آنذاك، فكان بيته مكاناً للطلبة والمتقاضين والمستفتيين، ولم يتجنب الرد على أي سائل أبداً.

هجرته إلى المدينة النبوية

عدل

طمح للهجرة إلى المدينة المنورة منذ شبابه، فقد باع ف أملاكه بنيّة الهجرة، ولكن تعثرت خططه بسبب الشروط الصارمة التي تنص على عدم هجرة الأطفال، عندما بلغ الستين قرر أداء فريضة الحج والاستقرار في المدينة المنورة، في عام 1394هـ/1974م إلى المدينة المنورة حيث كانت أصول أسرته، بني ساعدة من الخزرج الأنصار.

فأدى فريضة الحج وعمل بجد واجتهد لجلب أسرته إليه، ورغم الصعوبات التي واجهها في الهجرة، إلا أنه بقي مصراً على بقاءه في المدينة المنورة، فبقي بالمدينة النبوية دون رفقة

وبعد عدة سنوات، انضمت زوجته وبعض بنيه إليه في المدينة المنورة في عام 1399هـ/1978م، وبقي الأطفال الصغار في بلادهم حتى جاءوا لينضموا إليه في عام 1980م.

وكان يحرص على عدم ركوب الطائرة خلال رحلته من شنقيط للحفاظ على أداء الصلاة في وقتها المحدد، تماشيًا مع مذهب المالكية على ما في مختصر خليل وشروحه من أن شرط صحة الصلاة كونها على الأرض أو على محل متصل بالأرض والطائرة لا تتصل بالأرض بل صاحبها معلق في الجو بلا اتصال فيزيائي بالأرض بخلاف الباخرة والمراكب الأرضية لإن لها اتصال مباشر أو بسبب بالأرض.، وكان يعمل كمفتي للمالكية في المدينة المنورة ويدرّس كذلك في المسجد النبوي الشريف بدون أجر قرابة 20 سنة علمي الأصول والفقه

كان يقطن في عمارة شمال المسجد النبوي يستقبل طلابه عصرًا، ومن طلابه آنذاك مدرس مادة أصول الفقه بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مصطفى قاري السعودي الجنسية البخاري الأصل يدرس عنده متن نظم مراقي السعود في أصول الفقه.

فأفاد الشيخ بالمدينة النبوية الناس بعلمه حيث كان يدرّس ببيته وبالحرم النبوي الشريف، إلا أنه لم تكن له حلقة علم عامة بل كل من أراد سؤاله أو قراءة كتاب عليه من كتب الفقه أو الأصول أو نحو ذلك جاءه لمحله المألوف بالحرم النبوي عند المحراب الحنفي الذي يلي مباشرة المحراب النبوي من الجهة الغربية بينهما المنبر النبوي، وكان يفيد الناس بعلمه في المدينة المنورة، وكان يستقبل السائلين في محله المألوف بالحرم النبوي.

من تلامذته

عدل
  • عمر فاروق عبد الله، أكاديمي أمريكي.[3]
  • عبد الله حمَّادي الإدريسي البشاري الجزائري, متحصل على شهادة الإجازة العالية(لسانس) من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وباحث في تاريخ ولاية بشار له كتب مطبوعة وأخرى تعد للطبع.
  • أبو عبد البر محمد السنيني المنيعي الجزائري المدرس بجامعة مدينة بشار بالجزائر اليوم والداعية المشارك في عدة ملتقيات محلية ودولية وعمدة بلدة بشار في المذهب المالكي.
  • أبو معاد العربي علالي بن علي الجريري الجزائري: الأستاذ الجامعي والذي هو اليوم عضو برلماني يمثل حزب حركة حمس الجزائرية بالجزائر وهو أيضا من مدينة بشار.
  • الشقيقان عبد الوهاب بن محمد بن علي وهابي الجريري الجزائري وشقيقه المجاهد بأفغانستان نصر الدين بن محمد بن علي وهابي الجريري الجزائري صاحب الشيخ عبد الله عزّام.
  • أبو بكر بن عبد الله سعداوي الجزائري داعية يقطن بالإمارات العربية المتحدة مدير مركز المنتدى بها وإمام مسجد بها الذي يعد دكتوراه اليوم بالأزهر.
  • عبد الله بن عمر بن مرعي بن بريك
  • زين العابدين العبد محمد النور من السودان، عضو في المجلس الاستشاري لمشروع الفقه المالكي بالدليل بدبي.
  • بشير محمد البشير يوسف السوداني
  • محمد عوض السوري الداعية السوري المعروف الذي درس على الشيخ جمع الجوامع لتاج الدين السبكي في أصول الفقه وغيره من المتون ,الذي وافته المنية فجر يوم الثلاثاء 2/6/1430 هـ الموافق 26/5/2009م في المدينة المنورة،.
  • صفوان بن عدنان الداودي الشامي
  • أبو قتيبة محمد بن عبد العزيز المقدسي الفلسطيني
  • العيد بن سعد الجزائري أبي عبد الباري العيد بن سعد شريفي الجزائري

المتخرج من جامعة المدينة النبوية، والأستاذ بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر.

  • مصطفى قاري السعودي الجنسية البخاري الأصل درس عنده متن نظم مراقي السعود في أصول الفقه.
  • الأستاذ مصطفى بن كـرامة الله مخـدوم : عضو هيئة تدريس بالمعهد العالي للأئمة والخطباء، عضو هيئة تدريس بمعهد خادم الحرمين لأبحاث الحج، أمين مجلس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية التربية.
  • سعد بن عبد الله الشريف
  • إسلام بن محمود دربالة
  • سالم الشيخي: القاضي الشرعي الليبي وخطيب مسجد ديزبري بمدينة مانشستر البريطانية وعضو المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، وعضو مجلس فقهاء الشريعة بأمريكا.
  • مهنا بن عبد العزيز الحبيل: من السعودية، وهو الأمين العام للقاء الإسلامي الوطني في محافظة الأحساء بالسعودية، له مشاركات ودراسات في الثقافة الإسلامية المعاصرة والفكر السياسي الدولي والعربي وهو من ضمن الموقعين على خطاب الرؤية وخطاب الإصلاح الدستوري.

أقوال المعاصرين له

عدل

يقول عنه أحد تلامذته وهو زين العابدين العبد محمد النور[4] من السودان: فقيه دار الهجرة وعالمها بالنوازل والوقائع فريد العصر مجتهد القرن الكاشف عن غوامض المسائل ذات الأخلاق العالية مربينا ومفيدنا فقيدنا فقيد الإسلام والمسلمين عالم المدينة ومفتيها وورعها فريد العصر. من رسالة أرسلها تعزية لأبنائه.

وقال عنه د بشير محمد البشير يوسف وهو أحد تلامذته السودانيين وهم كثر: فقيد العلم والعلماء بقية السلف العالم العامل الورع الزاهد قبلة الفتوى ومأوي الطلاب سليل العلم والعلماء.

وفاته

عدل

توفي ضحى يوم الأربعاء في المسجد النبوي سنة 1414 هـ في شهر صفر قرب المحراب النبوي بعد أدائه فريضة الصبح وكان حين وفاته يدرس أحد تلامذته .

رثاؤه

عدل

رثاه نجله محمد عبد الله ولد محمد محمود بقصيدة تزيد على مائة بيت ذكر فيها بعض محامده وسيرة حياته منها:

هو القدر المقدور لا يتأخر
فصبرا جميلا فالمصاب مقدر
تصبر فإن الصبر يحمد غبه
وإن كان ما بي فوق ما يتصور
عسى الله يقضي بالثبات لعبـده
وينزله جنات عدن ويغفر
هو الواسع الرحمن ذو اللطف بالورى
وفي عبده فقر لرحماه مشعر
مددت يدي بالفقر أدعوك صاغرا
لتجعله بين الصحابة يحبر
قضاؤك عدل كله غير أننا
إلى عفوك المأمون أرجي وأفقر
وكم من حديث صح أنك غافر
وما جاء في القرءان من ذاك أشهر
فذاك الذي نرجو له ولنا غدا
إذا حشرجت نفسي وصرت أغرغر
فكل أمري لله لابد راجع
وإن عاش حينا فالمنية تبدر
لها منهل كل الخلائق وارد
إليه فمنهم سابق ومؤخر
فإن كنت في شك فسل أين حمير
وأقيالها أم أين كسرى وقيصر
وعاد وشداد وفرعون أين هو
ومن قبله لم يبق منهم مخبر
فلو أن نيل الخلد يرجى لنا له
رسول الإله أحمد المتخير
وأصحابه والتابعون ومالك
وأحمد والنعمان من لم يقصـروا
إذا كان قد عز المصاب وقد غـلا
فاجر جزيل الصبر أغلا وأفخر
إذا ما تجرعت المصائب كلها
وجدت مصاب الدين أدهى وأنكـر
رزئت برزء يعلم الله قدره
فما مثله رزء مدى الدهر يذكر
بلى إن رزء المصطفى منه أكبر
هو الرزء حقا حينما تتفكر
ولكنه قد خلف الخلفاء في
شريعته والدين إذ ذاك مزهر
فما زال في كل العصور خليقة
يجد أعلام العلوم وينشر
ويرفع من بنيانه كل ساقط
ويحميه من تزوير قوم يــزوروا
وءاخرهم من قد دفنتم فإنكم
دفنتم به دين الهدى حين تشعروا
قضى نحبه في نشر كل فضيلة
وطي رذيل ظل منه يحذر
فكم رد من زيغ وقد راج سوقه
على أمة لولاه كادوا يدمروا
وكم ضحوة أضحى لفك عويصة
تأبت على قوم وكم بات يسهر
وكم من خصام قد أنار سبيه
وقد كان من ظلمائه ليس يبصر
وفي الله لم تأخذه لومة لائم
وكان له يرضى وقد يتمعر
وقد كان مصحوبا بفهم موقف
يغوص بأعماق العلوم ويبحر
فقل للذي أضحى يسر بموته
سررت بموت الدين يا متهور
لقد هد ركن الدين يوم نعيه
وأضحى قناه بعده يتكسر
ومزق من أعلامه كل شامخ
وولى على أعقابه يتقهقر
فحق على كل الأنام البكا أسا
على دينهم حتى يموتوا ويقبروا
فلم يبق إلا جاهل متجاهل
جهالته يفتي ولا يتبصر
يرى جهله علما إذا ما نصحته
تعاظم جهلا ثم قام يكفر
فهذا الذي أدمى فوادي وفته
عسى الله يحمي الدين يوما ويجبـر
وإلا فإن الموت خير لمؤمن
من العيش في قوم مع الجهل يمكروا
ألا قل لمن راموا التصدر خلسة
على أهله ها حينكم فتصدروا
إذا ما خلا جو السما من نسوره
رأيت البغاة طائرا يتنسر
فيا نفس صبرا كل حي سيندر
ويسأله يوما نكير ومنكر
فعما قليل يذهب الخلق كلهم
ويبقى الجليل الواحد المتكبر
فما سابق إلا الذي بعده به
غدا لاحقا دأبا يخب ويحضر
كأن الذي قد عاش إن مات لم يعــش
ولم يك في يوم من الدهر يخطر
رضينا قضاء الله جل جلاله
وحق له يثني عليه ويشكر
فشكرا له حقا على كل أمره
ولسنا نؤدي شكره حين نشكر
وأزكى صلاة والسلام مشفعـا
على الخاتم الهادي على حين يذكر
مع الآل والأزواج والصحب كلهم
صلاة وتسليما من المسك أعطر

المراجع

عدل
  1. ^ "محمد محمود بن زيدان". مؤرشف من الأصل في 2024-05-01.
  2. ^ "نبذة مختصرة". مؤرشف من الأصل في 2024-04-30.
  3. ^ Dr. Umar Faruq Abd Allah Master Classes on Essential Islamic Aqida - 3 نسخة محفوظة 07 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ "زين العابدين العبد محمد النور". مؤرشف من الأصل في 2024-04-30.
  • سيرة صاحب الترجمة المكتوبة في مقدمة كتابه: إرشاد المسترشدين بإيضاح المحجة وإلزام المعاندين بإقامة الحجة. طبع بلبنان.
  • فتح الباري في مناقب العلامة الشنقيطي: محمد محمود الأنصاري بقلم تلميذه البشاري الجزائري: عبد الله حمَّادي الإدريسي.
  • مقابلة مع الداعية الشيخ : سالم الشيخي. إلى المقابلة [1]