مجزرة صرفند
مجزرة صرفند هي مجزرة نفذتها فرقة بريطانية جنودها من أستراليا ونيوزلندا واسكتلندا ضد سكان قرية صرفند العمار في 10 ديسمبر 1918. عسكرت الفرقة البريطانية بالقرب من القرية بعد انتهاء حملة سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولى، لكنها لم تهنأ بالمكوث بالمنطقة بسبب الاشتباكات المتكررة مع سكان المنطقة والحوادث مثل السرقات وحوادث القتل العرضية.[1]
مذبحة صرفند | |
---|---|
المعلومات | |
الموقع | صرفند العمار |
الإحداثيات | 31°57′31″N 34°50′20″E / 31.9586°N 34.8389°E |
التاريخ | 10 ديسمبر 1918 |
الهدف | ذكور القرية الفلسطينين |
الدافع | السرقات وقتل جندي |
الخسائر | |
الوفيات | 40-137 |
المنفذون | ANZAC Mounted Division الفوج الإسكتلندي |
![]() |
|
تعديل مصدري - تعديل ![]() |
قتل لص عربي مجهول جندي نيوزيلندي في ليلة التاسع من ديسمبر. في اليوم التالي ردت فرقة خيالة أنزاك (النيوزيلندية والأسترالية) ومعهم عدد من الجنود الاسكتلنديين، على هذا الفعل بمحاصرة قرية صرفند العمار، وطالبوا سكانها بتسليم اللص. أنكر شيوخ القرية معرفتهم بالجاني، فقرر الجنود مهاجمة القرية في مجزرة أودت بحياة ما بين 40 إلى 137 ذكر من القرية.[2] كان للمجزرة دور كبير في نشوب الشقاق بين الفرقة وقائدها العام السير إدموند ألنبي.[3]
الحادثة
عدلاستيقظ الجندي النيوزيلندي تروبر ليزلي لوري في منتصف ليلة 9 ديسمبر عام 1918، ليجد حقيبته التي كان ينام عليها في الخيمة مسروقة.[4] طارد لوري السارق حتى خرج من حيز المعسكر وهناك قتله السارق. سمع أحد الجنود صوت صراخ لوري، ثم عُثر عليه مصابًا بطلق ناري في صدره على بُعد نحو 40 مترًا من المعسكر.[4] توفي لوري فور وصوله للطبيب حوالي الساعة 1:30 صباح يوم الثلاثاء 10 ديسمبر. تتبعت مجموعة من الجنود في الصباح آثار الأقدام التي انتهت على مسافة نحو مئة ياردة من قرية صرفند العمار.[2][5]
حاصر الجنود القرية وطالبوا شيوخها بتسليم الجاني، إلا أن الشيوخ أنكروا علمهم بالحادثة أو بمرتكبها. في هذا الوقت توصل الرائد ماغنوس جونسون إلى أن الرصاصة التي قتلت لوري أُطلقت من مسدس كولت 45، الذي كان يشيع استخدامه بين القوات التركية والعربية.[4] لم يحدث أي تطور يُذكر في القضية حتى مساء يوم 10 ديسمبر.[1] وفقًا لتقرير الشرطة لم يكن هناك أي دليل يربط سكان القرية بحادثة القتل، إذ جاء فيه:
فتشت الشرطة القرية في الساعة 9:30 يوم 10 ديسمبر 1918، ولم تعثر على أي أثر للجاني أو حتى على أي شخص آخر يشتبه ارتباطه بالجريمة. كان الدليل المادي الوحيد هو غطاء رأس تقليدي، مثل الذي يرتديه البدو، وُجد في موقع الحادثة.[5]
هاجم حوالي مائتي جندي القرية في مساء اليوم التالي، وطردوا بعض النساء والأطفال منها،[3] في حين أبقوا على جميع سكان القرية الأخرون.[6] ضرب الجنود سكان القرية بالعصي الثقيلة والحراب، وأحرقوا منازلهم كذلك.[7][1] أسفرت هذه الحادثة عن مقتل عدد يتراوح بين 40 إلى 137 شخصًا على اختلاف المصادر.[5][8] بينما تشير بعض المصادر إلى أن الضحايا عددهم 40 شخص، تذكر رسالة من A.S. Mulhal أن عدد الجثث بلغ 137.[9] هناك أيضًا عدد غير معروف من المصابين.
بعد الحادثة
عدلعلم مقر قيادة الفرقة بالمجزرة التي ارتُكبت في صرفند، فأصدر القائد العام للفرقة، الجنرال إدموند ألنبي، أمرًا بالتحقيق في الواقعة وتحديد المشاركين فيها، لا سيما من خطط لها ونفذها من الجنود. لكن جميع الجنود النيوزيلنديون رفضوا الإفصاح عن أسماء أي من المخططين، فرأت القيادة صعوبة تحميل أي شخص المسؤولية المباشرة عن الحادثة.[2][1]
جمع ألنبي الفرقة في ساحة المقر، ووبخهم بلغة اعتبرت غير متوقعة واصفًا إياهم بالجبناء والقتلة.[3][10] ذكر التاريخ الرسمي لأستراليا في حرب 1914-1918 أن الفرقة كانت تتوقع صرامة من قيادتها ولكنهم يُبدوا اهتمامًا به، لكنها استاءت من كلام ألنبي، خصوصًا أنه لم يعاقب أيًّا منهم فعليًا.[1] وتفاقم هذا الشعور بعد أن سحب ألنبي توصياته بمنح أوسمة وجوائز لبعض أعضاء الفرقة. نقل أحد الصحفيين الأستراليين إلى ألنبي في يونيو 1919 استياء أفراد الفرقة من موقفه، فما كان منه إلا أن شكرهم على دورهم في الحملات العسكرية بفلسطين وسوريا.[11]
انتهى الأمر بأن دفعت بالإجمال مبلغ 2060 جنيهًا إسترلينيًا و11 شلنًا و3 بنسات (104,500 جنيه إسترليني في عام 2024) للسلطات الاستعمارية في فلسطين لإعادة بناء القرية. دفعت الحكومة البريطانية 686 جنيه إسترليني بسبب مشاركة عدد من الجنود الاسكتلنديين، طُلب من أستراليا ونيوزيلندا دفع الثلثين المتبقيين. لم تعترض أستراليا على مسؤوليتها ودفعت 515 جنيه إسترليني و2 شلن و9 بنسات للحكومة البريطاني. أما نيوزيلندا، فقد رفضت الدفع في البداية، لكنها اضطرت إلى ذلك لاحقًا تحت ضغط الحكومة البريطانية، وسددت مبلغ 858 جنيهًا إسترلينيًا و11 شلنًا و5 بنسات في مايو عام 1921.[2][3]
المشاركة الأسترالية
عدلوقت المجزرة كانت جمعية الشبان المسيحيين تعرض فيلم لفرقة أنزاك شاهده الكثير من جنود فرقة الخيالة، وقت سماع قيادة خيالة الفرقة عن المجزرة أمروا بحصر جميع الجنود في تلك اللحظة، فوجدوا أن أغلب الجنود الأستراليين كانوا يشاهدون الفيلم. يذكر أيضًا أن الجنود الأستراليين كانوا يشاهدون المنازل وهي تحترق، فأمرتهم قيادتهم بالعودة إلى وحداتهم. لم تذكر تقارير الشرطة وجود جنود أستراليين بالقرية.[5]
يذكر المؤرخ هنري جوليت في مجلد من التاريخ الرسمي لأستراليا خلال الحرب العالمية الأولى 1914-1918 أن القوات النيوزيلندية هي التي نفذت المذبحة ودمرت القرية مع تعاطف كامل من الجنوب الأستراليين.[1][7] عثر الصحفي بول دالي في عام 2009 على تسجيل صوتي في أرشيف النصب التذكاري للحرب الأسترالية، يعترف فيه الفارس الأسترالي السابق تيد أوبراين بمشاركته هو ورفاقه في المذبحة، كما يصف أوبراين أفعاله بأنها شريرة و وسيئة للغاية.[2][2]
المراجع
عدل- ^ ا ب ج د ه و Gullett، H.S. (1923). "XLV" (PDF). Official History of Australia in the War of 1914–1918: Volume VII – The Australian Imperial Force in Sinai and Palestine: 1914 – 1918. Canberra: النصب الأسترالي التذكاري للحرب . ص. [بحاجة لرقم الصفحة]. اطلع عليه بتاريخ 2009-07-24.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link) - ^ ا ب ج د ه و Daley، Paul (2009). Beersheba (Paperback). Carlton, Victoria, Australia: Melbourne University Press. ص. 252–272, 273–276, 295–297, 300–304. ISBN:9780522855999.
- ^ ا ب ج د Elliott، Tim (24 يوليو 2009). "Massacre that stained the Light Horse". ذي إيج. مؤرشف من الأصل في 2023-12-04. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-25.
- ^ ا ب ج Kinloch، Terry (2007). Devils on Horses in the Words of the Anzacs in the Middle East,1916–19. Auckland: Exisle Publishing. ISBN:978-0-908988-94-5.
- ^ ا ب ج د "Surafend, the massacre, Palestine, 10 December 1918". Australian Light Horse Studies Centre. مؤرشف من الأصل في 2023-11-06. اطلع عليه بتاريخ 2009-09-27.
- ^ Hamilton, Scott (29 Nov 2023). "New Zealand's shameful role in the 1917 destruction of Gaza". The Spinoff (بالإنجليزية). Archived from the original on 2024-05-10. Retrieved 2023-11-28.
- ^ ا ب سحار، ميكايلا (29 يونيو 2021). "عودة المحلاني: الأصلانية والاستعمار الاستيطاني والمفارقات المتعددة في السرديات الإسرائيلية - الأسترالية لحملة فلسطين". عمران: 133.
- ^ "اليوم الدّولي لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعيّة | المكتبة الوطنية الفلسطينية". nlp.ps. 12 مايو 2024. مؤرشف من الأصل في 2024-02-13. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-15.
- ^ letter from A.S. Mulhal
- ^ "Allenby and the Anzacs". Advocate (Burnie, Tas.: 1890–1954) . Burnie, Tas.: National Library of Australia. 26 ديسمبر 1919. ص. 4. مؤرشف من الأصل في 2024-05-15. اطلع عليه بتاريخ 2012-05-14.
{{استشهاد بخبر}}
: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link) - ^ Hill، Alec Jeffrey (1978). Chauvel of the Light Horse: A biography of General Sir Harry Chauvel, G.C.M.G., K.C.B. Melbourne: Melbourne University Press. ISBN:0-522-84146-5.
مراجع للاستزادة
عدل- Milnes، David John (2009). Imperial soldiers? : The New Zealand Mounted Rifles Brigade in Sinai and Palestine 1916-1919 (MA). University of Otago. ص. 45–51. مؤرشف من الأصل في 2022-10-02.
روابط خارجية
عدل- Australian Light Horse Studies Centre Surafend, the massacre, Palestine, 10 December 1918. This resource contains various transcribed testimonies and military police reports.
- Surafend Affair, 10-11 December 1918 [1 of 2. Page 1 of the official report of the Court of Inquiry into the death of Leslie Lowry.
- Surafend Affair, 10-11 December 1918 [2 of 2. Page 2 of the official report of the Court of Inquiry into the death of Leslie Lowry.
- Burning of Surafend Village, Palestine. A letter from new Zealand’s military representative in London which gives the cost of rebuilding the village.