مئة عام من العزلة

رواية من تأليف غابرييل غارثيا ماركيث

مئة عام من العزلة (بالإسبانية: Cien años de soledad)‏ رواية للكاتب غابرييل غارثيا ماركيث، نشرت عام 1967، وطبع منها قرابة الثلاثين مليون نسخة، وترجمت إلى ثلاثين لغة[1] وقد كتبها ماركيث عام 1965 في المكسيك. بعد ذلك بسنتين نشرت سودا أمريكانا للنشر في الأرجنتين ثمانية ألف نسخة. وتعتبر هذه الرواية من أهم الأعمال الإسبانية الأمريكية خاصة، ومن أهم الأعمال الأدبية العالمية. مائة عام من العزلة هي من أكثر الروايات المقروءة والمترجمة للغات أخرى. يروي الكاتب أحداث المدينة من خلال سيرة عائلة بوينديا على مدى ستة أجيال والذين يعيشون في قرية خيالية تدعى ماكوندو.

مئة عام من العزلة
Cien años de soledad
غلاف مئة عام من العزلة
معلومات الكتاب
المؤلف غابرييل غارثيا ماركيث
البلد  كولومبيا
اللغة الإسبانية
تاريخ النشر 1967
مكان النشر بوينس آيرس  تعديل قيمة خاصية (P291) في ويكي بيانات
النوع الأدبي رواية
التيار واقعية سحرية  تعديل قيمة خاصية (P135) في ويكي بيانات
التقديم
عدد الأجزاء جزء واحد
عدد الصفحات 504
القياس 21*14
ترجمة
المترجم صالح علماني
تاريخ النشر 2005
الناشر مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون
الجوائز

السيرة والنشر

عدل

كان غابرييل غارسيا ماركيز أحد الروائيين الأربعة من أمريكا اللاتينية الأوائل الذين أدرجوا في «البوم الأمريكي اللاتيني» الأدبي في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، الثلاثة الآخرون هم البيروفي ماريو فارغاس يوسا والأرجنتيني خوليو كورتاثر والمكسيكي كارلوس فوينتس. أكسبت رواية مئة عام من العزلة (1967) غارسيا ماركيز شهرة دولية كروائي لحركة الواقعية السحرية في أدب أمريكا اللاتينية.[2]

تعتبر الرواية استعارة للتفسير النقدي للتاريخ الكولومبي، من التأسيس إلى الأمة المعاصرة، تقدم مئة عام من العزلة خرافات قومية مختلفة من خلال قصة عائلة بوينديا،[3] التي تضعها روحها المغامرة وسط الإجراءات الهامة للأحداث التاريخية الكولومبية، مثل الإصلاح السياسي الليبرالي في الحقبة الاستعمارية، والآراء المختلفة في القرن التاسع عشر المؤيدة والمعارضة لهذا الإصلاح، ووصول السكك الحديدية إلى بلد بطبيعة جبلية، وحرب الألف يوم (غيرا دي لوس ميل دياس، 1899-1902)، الهيمنة المؤسسية لشركة يونايتد فروتس («شركة أمريكان فروت» في القصة)، والسينما، والسيارات والمذبحة العسكرية للعمال المضربين التي تعبر عن السياسة التي اتبعتها الحكومة مع العمال.[4]

حبكة الرواية

عدل

يبرز في هذه الرواية عنصر الخيال الذي يأخذ بالقارئ لعالم ماكوندو والحياة البسيطة التي لا تلبث تنغصها صراعات بين المحافظين والأحرار وغيرها من الصعاب. كما تمتد أحداث هذه القصة على مدة عشرة عقود من الزمن، وتتوالى الشخصيات وما يترافق معها من أحداث ومشاكل برع المؤلف في سردها وأبدع في تصويرها وفي وضع النهاية لهذه العائلة عبر العودة إلى إحدى الأساطير القديمة التي لطالما آمنت بها أورسولا أحد الشخصيات الرئيسية في الرواية.

مئة عام من العزلة هي قصة سبعة أجيال من عائلة بوينديا التي تعيش في بلدة ماكوندو. غادر البطريرك المؤسس لماكوندو، خوسيه أركاديو بوينديا، وزوجته (ابنة خاله) أورسولا إجواران، ريوهاتشا، كولومبيا، بعد أن قتل خوسيه أركاديو بوينديا بروديينسيو أغيلار بعد مصارعة ديوك بسبب تلميحه أن خوسيه أركاديو بوينديا كان عاجزًا جنسيًا. في إحدى الليالي من رحلة هجرتهم، وأثناء تخييمهم على ضفة نهرية، يحلم خوسيه أركاديو بوينديا بـ«ماكوندو»، مدينة المرايا التي تعكس العالم فيها وما حولها. بعد استيقاظه، قرر إنشاء ماكوندو على ضفة النهر، بعد أيام من التشرد في الغابة، قام بتأسيس ماكوندو لتكون مدينة فاضلة.

يتخيل خوسيه أركاديو بوينديا أن ماكوندو محاطة بالمياه كجزيرة، ومن تلك الجزيرة، يخترع العالم وفقًا لتصوراته. بعد فترة وجيزة من تأسيسها، أصبحت ماكوندو مدينة يحدث فيها بصورة متكررة أحداثًا غير عادية واستثنائية تشمل أجيالًا من عائلة بوينديا، الذين لا يستطيعون أو غير راغبين في الهروب من مصائبهم الدورية (ومعظمها من صنعهم). كانت المدينة لسنوات منعزلة وغير متصلة بالعالم الخارجي، باستثناء الزيارة السنوية لمجموعة من الغجر، الذين يعرضون على سكان البلدة التكنولوجيا مثل المغناطيس والتلسكوبات والجليد. يحافظ زعيم الغجر، رجل يدعى ميلكياديس، على علاقة وثيقة مع خوسيه أركاديو بوينديا، الذي يصبح منطويًا على نفسه بصورة متزايدة، ومهووسًا بالتقصي عن أسرار الكون التي عرضها عليه الغجر. في نهاية المطاف، أصبح مجنونًا، ويتحدث فقط باللغة اللاتينية، ويُربط بشجرة كستناء من قبل عائلته لسنوات عديدة حتى وفاته.

في النهاية تصبح ماكوندو منفتحة على العالم الخارجي وعلى حكومة كولومبيا المستقلة حديثًا. تجرى انتخابات مزيفة بين حزبي المحافظين والليبراليين في البلدة، ما حرض أوريليانو بوينديا للانضمام إلى الحرب الأهلية ضد حكومة المحافظين. أصبح قائدًا ثوريًا أيقونيًا، وقاتل لسنوات عديدة ونجا من عدة محاولات اغتيال، ولكنه في النهاية يسأم من الحرب ويوقع معاهدة سلام مع المحافظين. يعود إلى ماكوندو مع خيبة أمل ويقضي بقية حياته في صنع سمكة ذهبية صغيرة في ورشته.[4]

شخصيات الرواية

عدل
  • خوسيه أركاديو بوينديا (مؤسس القرية).
  • أورسولا (زوجة مؤسس القرية).
  • الكولونيل أورليانو (ابن خوسيه أركاديو المؤسس).
  • خوسيه أركاديو الابن( يتزوج ريبيكا لاحقاً)
  • أمارانتا (الابنة الحقيقية للمؤسس).
  • ملكياديس هو رجل غجري.
  • ريبيكا (ابنة المؤسس بالتبني).
  • بيلارتيرنيرا (إحدى الشخصيات التي تؤثر بالابطال)
  • بيترو كرسبي هو شاب إيطالي يأتي إلى القرية ليعلم الموسيقي.

مقتطفات

عدل
 
شجرة عائلة بوينديا في رواية 100 عام من العزلة.

لقد نجح الكاتب ببراعة أن يخلق تاريخ قرية كامل من نسج خياله منذ أن كانت بدايتها الأولى على يد خوسيه أركاديو بوينديا وعدد قليل من أصدقائه. تلك القرية التي أخفى ليلها قصص حب بعضها نجح وبعضها كان مكتوب لهُ أن يفشل، مرورًا بنمو القرية حتى أصبحت أشبه بمدينة صغيرة توالت عليها الحروب والحكومات. من أجمل الافكار التي أراد الكاتب إيصالها للقاريء ان الزمن لا يسير في خط مستقيم بل في دائرة.

«فكلما تلاشت الأحداث من ذاكرتنا اعادها الكون لكن في شخصيات وأزمنة مختلفة»

يفاجأ القارئ في بداية القصة بتكرار الأسماء المتشابهة مثل أورليانو، أركايدو، وحتى اسم بوينديا هو اسم مشترك للأم والأب الأجداد الأولين الذين بحثوا عن طريق إلى البحر لمدة تتجاوز العام فكان الاستقرار الاضطراري في مكان مناسب وأطلق عليه خوسيه أركاديو بوينديا، الجد الكبير، اسم قرية ماكوندو التي سرعان ما اكتشف مكانها الغجر الذين زاروها بالألعاب السحرية والاكتشافات وحتى البساط الطائر والثلج في زمن كانت هذه المخترعات أو حتى الخيالات غير موجودة.

ومع الزيارة الأولى للغجر، تبدأ الأحداث في التطور فنتعرف علي ميلكيادس الذي يبدأ كل شيء به وينتهي أيضا به، ويهرب خوسيه اركاديو ابن مؤسس القرية الجد الكبير لعقود طويلة ويعود لنشعر بمدى تغير الازمنة، ويترك أيضا ميلكيادس الغجري تلك الرقاق التي هي بها نبوءة ماكوندو من بداية تأسيس المدينة مرورا بالمآسي والأحقاد والحروب الطويلة التي قادها الكولونيل أورليانو بوينديا الليبرالي، ابن مؤسس القرية ضد المحافظين. والأمطار، التي استمرت أكثر من أربع سنوات دون انقطاع في فترة أورليانو الثاني، والحياة الطويلة التي عاشتها أورسولا الجدة زوجة مؤسس القرية. والنبوءة التي استطاع آخر فرد في الأسرة، أورليانو الصغير، أن يفك شفرة الأبيات الشعرية ويفهم في اللحظة الأخيرة قبل هبوب الرياح المشؤومة التي قضت على آخر السلالة والقرية كلها.

طالع أيضاً

عدل

المراجع

عدل
  1. ^ الشرق الأوسط نسخة محفوظة 13 مارس 2007 على موقع واي باك مشين. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2007-03-13. اطلع عليه بتاريخ 2019-09-05.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  2. ^ "The Modern World". Web, www.themodernword.com/gabo/. April 17, 2010
  3. ^ McMurray، George R. (ديسمبر 1969). "Reality and Myth in Garcia Marquez' 'Cien anos de soledad'". The Bulletin of the Rocky Mountain Modern Language Association. ج. 23 ع. 4: 175–181. DOI:10.2307/1346518.
  4. ^ ا ب Wood، Michael (1990). Gabriel García Márquez: One Hundred Years of Solitude. Cambridge University Press. ISBN:0-521-31692-8.

وصلات خارجية

عدل