كلاب بن أمية بن الأسكر الكناني

صحابي

كلاب بن أمية بن الأسكر الكناني صحابي من بني ليث من قبيلة كنانة[1][2] أسلم هو وأخوه أبي وهاجر إلى النبي فقال أبوهما أمية:

إذا بكت الحمامة بطن وج
على بيضاتها أدعو كلابا

اسمه و نسبه

عدل

كلاب بن أمية بن حرثان بن الأسكر بن عبد الله سربال الموت بن زهرة بن زبينة بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الجندعي الليثي الكناني.[3]

جهاده

عدل

كان أمية بن الأسكر الكناني من سادات قومه ، هاجر وولده كلاب إلى المدينة في خلافة عمر بن الخطاب ، فأقام بها مدة ثم لقي ذات يوم طلحة بن عبد الله والزبير بن العوام فسألهما : أي الأعمال أفضل في الإسلام ؟فقالا: الجهاد. فسأل عمر فأغزاه في الجند الغازي إلى الفرس. فقام أمية وقال لعمر: يا أمير المؤمنين هذا اليوم من أيامي لولا كبر سني، فقام إليه ابنه كلاب وكان عابداً زاهداً فقال: لكني يا أمير المؤمنين أبيع الله نفسي وأبيع دنياي بآخرتي. فتعلق به أبوه له وقال: لا تدع أباك وأمك شيخين ضعيفين ربياك صغيراً حتى إذا احتاجا إليك تركتهما. فقال: نعم أتركهما لما هو خير لي. فخرج غازياً بعد أن أرضى أباه.

بره وحادثته مع والده أمية

عدل

أبطا كلاب في الجهاد، وكان أبوه في ظل نخل له، وإذا حمامة تدعو فراخها، فرآها الشيخ فبكى، فرأته العجوز فبكت وأنشأ أبياتا منها قوله:

لمن شيخان قد نشدا كلابا
كتاب الله لو قبل الكتابا
أناديه فيعرض في إباء
فلا وأبي كلاب ما أصابا
فإن مهاجرين تكنفاه
ففارق شيخه خطأ وخابا
تركت أباك مرعشة يداه
وأمك ما تسيغ لها شرابا
فإنك قد تركت أباك شيخا
يطارق أينقا شربا طرابا
إذا ارتعن إرقالا شراعا
أثرن بكل رابية ترابا
طويلا شوقه يبكيك فردا
على حزن ولا يرجو الإيابا
فإنك والتماس الأجر بعدي
كباغي الماء يتبع السرابا

وكان أمية قد اضر ( أي عمي ) فاخذ قائدة بيده ودخل به على عمر وهو في المسجد فانشده :

أعاذل قد عذلت بغير علم
وما تدرين عاذل ما ألاقي
فإما كنت عاذلتي فُـردّي
كلاباً إذ توجه للعـراق
ولم أقض اللبانة من كلاب
غداة غد وآذن بالفراق
فتى الفتيان في عسر ويسر
شديد الركن في يوم التلاقي
فلا وأبيك ما باليت وجدي
ولا شفقي عليك ولا اشتياقي
وإيقادي عليك إذا شتونا
وضمك تحت نحري واعتناقي
فلو فلق الفؤاد شديد وجد
لهمّ سواد قلبي بانفلاق
سأستعدي على الفاروق ربا
له دفع الحجيج إلى بساق
وأدعو الله مجتهدا عليه
ببطن الأخشبين إلى دفاق
إن الفاروقُ لم يردد كلابا
إلى شيخين هامهما زواقي

فكتب عمر برد كلاب إلى المدينة، فلما قدم ودخل عليه قال له عمر : ما بلغ من برك بابيك ؟قال: كنت أوثره واكفيه أمره، وكنت إن أردت أن أحلب له لبنا أجيء إلى اغزر ناقة في ابله ، فأريحها واتركها حتى تستقر، ثم اغسل اخلافها ( ضروعها ) حتى تبرد، ثم احلب له فاسقيه .فبعث عمر إلى أمية فجاءه، فدخل عليه وهو يتهادى وقد ضعف بصره وانحنى فقال له: كيف أنت يا أبا كلاب ؟ فقال له: كما ترى يا أمير المؤمنين، فقال : يا أبا كلاب ما احب الأشياء إليك اليوم ؟ قال: ما أحب اليوم شيئا ، ما افرح بخير ولا يسوؤني شر، فقال عمر : بل على ذلك .قال: بلى كلاب أحب انه عندي فاشمه شمه وأضمه ضمة قبل أن أموت، فبكى عمر وقال : ستبلغ ما تحب إن شاء الله ، ثم أمر كلابا أن يحلب لأبيه ناقة كما كان يفعل ويبعث بلبنها إليه ففعل وناوله عمر الإناء وقال : اشرب يا أبا كلاب فأخذه فلما أدناه من فيه ، قال : والله يا أمير المؤمنين أني لاشم رائحة يدي كلاب، فبكى عمر وقال له : هذا كلاب عندك وقد جئناك به فوثب إلى ابنه وضمه، وجعل عمر والحاضرون يبكون وقالوا لكلاب : الزم أبويك فجاهد فيهما ما بقيا ثم شأنك بنفسك بعدهما وأمر له بعطائه وصرفه مع أبيه.وتغنت الركبان بشعر أبيه فبلغه فأنشد يقول:

لعمرك ما تركت أبا كلاب
كبير السن مكتئبا مصابا
وأما لا يزال لها حنين
تنادي بعد رقدتها كلابا
لكسب المال أو طلب المعالي
ولكني رجوت به الثوابا

وكان كلاب من خيار المسلمين فلم يزل مقيما عندهما حتى ماتا وقد نزل كلاب البصرة وإليه تنسب «مربعة كلاب».

المراجع

عدل
  1. ^ ابن الأثير الجزري (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 1، ص. 277، OCLC:4770581728، QID:Q116752568 – عبر المكتبة الشاملة
  2. ^ ابن حجر العسقلاني (1995)، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 1، ص. 264، OCLC:4770581745، QID:Q116752596 – عبر المكتبة الشاملة
  3. ^ [1]. نسخة محفوظة 01 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.